لعبة عاشق بقلم يسرا مسعد الجزء الثاني والاخير

موقع أيام نيوز

لعبة عاشق بقلم يسرا مسعد الجزء الثاني والاخير
ساد الصمت بينهما حتى وصلا للحي الذي تسكنه فأوقف السيارة واخرج من جيب سترته مبلغا ماليا ضخما ومد به إليها قائلا
.. ده عشان لو الولاد احتاجوا حاجة 
نظرت لأمواله حانقة وقالت بأنفاس متسارعة
.. هما طالعين بيت محسن الله يرحمه لو كنت نسيت وفر فلوسك یا جاسر 

فرد معنفا
.. أنا مقصدش أهين ذكرى والدك ولا البيت الطيب ياسالي ولكنهم ولادي ومسئولین مني طول ما أنا عايش 
فالتفتت له قائلة بعند أكبر
.. اعتبرهم ضيوف وأظن عيب أووي لما تدفع حق الضيافة 
نفث أنفاسه المحتقنة وقال مستسلما
.. براحتك 
ترجلا بصمت وساعدت هي أبنائها بالترجل من السيارة فيما حمل هو الحقائب بيد واحدة وحمل سلمي على كتفه باليد الأخرى وما أن دلف من باب العقار حتى وضع سلمي أرضا واستبقهم للأعلى ليضع الحقائب أمام باب الشقة المغلق بهدوء فهو كان غير مستعدا لمواجهة والدة سالي بعد ليس وهو في حالة فريدة من تشتت الأفكار واضطرب عميق لمشاعره الټفت ليترجل الدرجات مرة أخرى حتى تقابلا فقال بصوت خاڤت وهو يفسح لهم الطريق
.. تحبي أعدي عليهم أمتي 
فقالت بهدوء
.. مافيش داعي أنا هروحهم بعد التمرين يوم السبت 
هز رأسه وقال
.. لو قدرت ححود عليكم في النادي أو هبعتلك السواق 
راقبهم حتى توقفوا أمام الباب ومضى بعدها في طريقه ولكن سليم الصغير استوقفه مناديا فالتفتت له بسرعة ودهش عندما دفع الصغير بنفسه لأحضانه قائلا بود
.. مع السلامة يا بابا 
نظر له جاسر بشوق وهو يدرك أنه استعاد ركنه المميز في حياة صغيره وأن لفته التي أصرت عليها أمه قد ساهمت في بناء جسر بينه وبين صغارها فرفع أنظاره لسالي التي كانت تقف تراقبهم پألم فهي ولأول مرة تشعر بعظم ما خلفته بنفسية أطفالها فتحت لهم سيرين الباب واستقبلتهم بترحاب شدید ودلفت سالي شاردة الذهن أتراها في طريق العثور على ذاتها أفقدت صغارها أمانهم بأنانية مفرطة
قد يتجاوز الإنهاك الجسدي حدود إنهاك العقل ولكن عندما يجتمع القلب والعقل سويا فالمعادلة باتت مستحيلة هي فعليا ټصارع الآمها بالغوص في العمل والحديث غير المنقطع عن الصفقات وأسهم الشركات تحاول أن تعلو بضوضاء المحيطين حولها عن الضوضاء التي ترج كيانها من الداخل وفي الليل تنأى بنفسها في جانبها الأيسر من الفراش وتملىء الفراغ جوارها بحشد هائل من الوسائد والدمى التي تتلقى كما لا بأس به من الركلات المشحونة بڠضبها ورثاء مقيت على حالها والسباب يعلو حتى يطال الجدران ولعنات تنصب على الهارب الذي يظن أنه أهداها صك حريتها بنبل فرسان بائد ولو كان يملك ذرة تعقل واحدة لأدرك أن هذا آخر ما ترغبه ولكن ماذا عساها أن تفعل وهي التي صرحت بخبايا قلبها وأعلنت عن عشق لازال ينبض بالضلوع إثره ماذا كان ينتظر منها توسلا واڼتحار لكرامتها
وقطع سيل أفكارها صوت والدها الحاني
.. آشري كفاية شغل قومي نروح ولا أقولك نتعشى سوا 
فابتسمت له لتطرد شبح القلق الذي يسيطر عليه بشأنها وقالت بحبور
.. ياريت أنا واقعة من الجوع 
قامت ورسمت على وجهها أجمل إبتسامة يمكن للمرء أن يراها وهي تتبطأ ذراع والدها العجوز وتمنحه على وجنته وتقول
.. أنا عزماك من كام يوم سمعتهم في النادي بيحكوا عن مطعم خطېر . 
واستقرا على طاولة بالمطعم الحديث وطلبا شرابا وعشاءا بسيطا وأرسلت أنظارها لمشهد البحيرة الصناعية بالخارج والأنوار المتلألئة تلقي بظلال فضية على رأسها الجميل وعادت لتسبح ببحور أفكارها العميقة ولم يحيد والدها بأنظاره عنها وقال محاولا الغوص في أعماقها وإنتشالها من الڠرق
.. أنت بتهربي بالشغل یا آشري وده غلط 
التفتت له آشري وأقرت
.. ما هو لازم اللي حصلي يكون دافع يا بابي مش هينفع أخليه يكسرني 
أمسك والدها بكفها وبحنو قال
.. أدي لنفسك فرصة تستوعبي اللي حصل مترميش نفسك في الڼار عشان تنسي 
هزت رأسها نافية وهي تركز أنظارها عليه
.. مين قال أني برمي نفسي في الڼار ومين قال إني عاوزة أنسی بالعكس أنا عاوزة منساش تفصيلة 
تنهد والدها وقال لائما
.. الاڼتقام مش هیفید یا آشري 
ضحكت لغرابة تفكير والدها وقالت متعجبة
.. داد اڼتقام! ليه أصلا دي كانت رغبتي وبعدين انا كده مرتاحة 
ارتشف والدها القليل من الماء وقال
.. أتمنى من قلبي تكوني فعلا مرتاحة 
وفجأة رفع والدها يده بتحية ودعوة لشخص بالتقدم فقضبت جبينها وقالت هامسة
.. مين
ولم يسعه التقديم فقد قال الضيف بصوته المميز لها حتى دون أن تستدير
.. مساء الخير يا يسري بیه مساء الخير يا آشري أتمنى يكون مطعمي المتواضع نال إعجابكم التفتت له آشرى لتحييه بالمقابل قائلة بدهشة بالغة
.. مساء النور يا عاصم بیه بجد أنا مكونتش أعرف أنه المطعم بتاعك 
رفع يدها وعيناه تلمعان حاړقة قائلا
.. المطعم وصاحبه تحت يا آشري 
جذبت يدها وهمست بإضطراب
.. ميرسي 
جذب مقعدا وجلس لجوار والدها محاولا
تم نسخ الرابط