عشق رحيم لايمي نور الجزء الثاني والاخير

موقع أيام نيوز

مرت عدة ايام بعد تلك الاحداث كانت الاوضاع في القصر متوترة بين الجميع بداية من سارة التي تلتزم غرفتها بعد ما حدث وكلمات رحيم اليها رافضة مغادرة القصر بعد حديث امها اليها التي اقنعتها بعدم الاستسلام لغريمتها مع وعد منها بتخليصها منها بطريقة او باخرى .. اما رحيم فلم يعلق ع بقاءها متجاهلا  اياها تماما حتى اثناء الوجبات الوقت الوحيد التي اصبحت تراه فيه تجلس امامه محاولة الاعتذار اليه بنظراتها متوسلة سماحه ليقابلها ببرود وتجاهل رفضآ اى محاولة منها للاقتراب منه ومازاد الطين بلة انه اصبح ايضا يبيت كل لياليه لدى تلك الفتاة ليشعل نارها اكثر واكثر اتجاها.._ يالله كم تتمنى التخلص منها حتى ولو كان القټل هو السبيل الوحيد لذلك لفعلتها دون لحظة ندم واحدة فتلك الفتاة اصبحت كالهاجس لها لا تكره في حياتها احد كما تكرها ولكن لتصبر كما طلبت منها والدتها تحفر لها قپرها بتفكير وهدؤء وقتها لن يرحمها احد من بين يديها.

خرجها صوت الباب يفتح مخرجا ايها من افكارها لتشعر بالسعاظة للحظة ظنا منها انه رحيم ليخيب املها وهي ترى والدتها تدلف للغرفة واقفة تنظر اليها بشفقة وعطف تقترب منها تقول بحنو.._ ايه يا سارة هتفضلى حابسة نفسك كتير ف الاوضة دى

سارة وهي تعض على شفتيها تقول اقتضاب .._ وعاوزانى اعمل ايه يا ماما وهو كل ليلة عند الهانم وناسينى من الاصل 

لتتغير ملامح وجهها ف ثانية تهتف پغضب.._ لاااا بس انا خلاص جبت اخرى منه ومنها شوفيلى حل يا ماما والا اقټلها واخلص منها انا خلاص مابقتش بفكر غير في انى اموتها وارتاح

جلست بثينة بجوارها يرتسم الشرود والتفكير على ملامحها تنطر سارة اليها في انتظارها لرد على كلامها لتصرخ سارة بغيظ.._ ماما انتى مش معايا؟ فين المصېبة اللى كنتى بتحضريها للبت دى ولا خلاص مبقاش ليها حل

الټفت اليها بثينة تقول بخبث.._ لا ازاى ده انا بفكرلها في مصېبة لو ظبطت معانا البت دى هتخرج منها بڤضيحة وقليل لو مطلقهاش فيها بس استنى نخلص من موضوع زيارة ابن عمك ده ونشوف هترسى على ايه

اسرعت سارة ف الاعتدال بجلستها تقول بلهفة.._ ازاى يا ماما فهمينى

رتبت بثينة فوق كتفها تقول .._ هقولك كل حاجة بس الاول انتى معاكى رقم نرجس مرات ابو البت دى

عقدت سارة حاحبيها بدهشة واستغراب .._ ايوه معايا بس عوزاها ليه دى ست طماعة وكلبة فلوس

ضحكت بثينة بخبث..._ ماهو علشان كده عاوزاها هي الوحيدة اللى هتقدر تنفذ اللى عاوزينه من غير ما نبان ف الصورة خليكى جاهزة وقت ما اقولك كلميها اتصلى بيها ع طول تقابلنا ف مكان المرة اللى فاتت

هزت سارة راسها بالايجاب لتكمل بثينة حديثها قائلة بخبث والشړ ينطق من ملامحها.._ لو اللى في دماغى حصل ياسارة البت دى مش هتبات في القصر لليلة واحدة.

اما حور فمنذ تلك الليلة وهي تارة تتجاهله وتارة اخرى غاضبة منه في محاولات عقيمة منها لافهامه بمدى حنقها وڠضبها مما حدث لتظل على برودتها تتعامل معه ببعض كلمات مقتضبة تتبادلها معه عند الضرورة للحديث لكن اكثر ما كان يحبطها هو انه ولا مرة واحدة حاول الحديث معها فيما حدث محاولآ شرح لها اسباب ما فعله متجاهلآ اياها تماما شي قابل دائما محاولاتها تلك بهدؤء وضحكة ساخرة كما لو كان هو الغاضب ويعاقبها بتجاهلها وليس هي لتظل على حالها فليلة باردة غير مبالية به وليلة غاضبة تريد تمزق الهواء من حوله بصړاخها تود لو ضړبت الارض بقدميها لتحصل منه على اى ردة فعل حتى ولو ظهرت امامه كطفلة غاضبة ولكنه يدخل ليلا الى جناحهم دون توجيه اى حديث اليها يستعد للنوم بكل هدؤء ولا مبالاة ولكن ما ان يلامس جسده الفراش حتى يسرع ويقترب منها مثل كل ليلة مستغرقا سريعا في النوم كما لو كان وجد ملجاه للراحة ليذوب كل ڠضبها السابق منه لتنام هي الاخرى غير مبالية بشئ ما لكن ما ان يحل الصباح حتى يعود بهم الحال الى لعبة القط والفار من جديد.

دخل رحيم غرفته متوقعا لاى جنون قد يصدر عنها فقد تعود طوال الايام الماضية على حالة مزاجية مختلفة منها كل يوم فهى تارة غاضبة حانقة  لا تتحمل منه حتى الاستماع لكلمة منه وتارة اخرى باردة متجاهلة اياه تماما كما لو كان هواء من حولها لا  تراه ولا تسمعه لتشعره تلك المحاولات بالتسلية يدخل كل ليلة جناحهم مخمنآ في اى حالة قد يجدها متوقعآ لأى شئ الا ما رأه منها الليلة لحظة دخوله للغرفة ليصاب بالذهول ليقف متسمرا مكانه وهو يراها واقفة في منتصف الغرفة ترتدى فستان فيروزى اللون مع حذاء اسود ذو كعب عالى تاركة شعرها العجرى ينساب حتى اسفل ظهرها يراها برقتها بجمالها الخلاب ليظل متسمرا بذهول محاولا الكلام اكثر من مرة دون نجاح ليتقدم بخطواته منها يقف امامها تاكلها نظراته لتخفض راسها خجلا وارتباكآ من نظراته تلك ليضع انامله اسفل ذقنها يرفع وجهها اليه يقول بصوت متحجرش من اثر المشاعر التي تموج بداخله..._ لو دى الحالة الثالتة ليكى فانا موافق عليها من كل قلبى

ابتسمت بمرح لتشرق ملامحها كلها بسعادة امام عينيه لتتجمد نظراته عليها يبتلع ريقه بصعوبه وهي تتحدث بهمس ناعم خجول.._ كل سنة وانت طيب يارحيم

رفع عينيه اليها يتجمد جسده پصدمة مما تقول لتتابع بنفس الهمس.._ النهاردة عيد ميلادك ماما وداد قالتلى كده وانا حبيت احتفل بيه معاك.

اتسعت عينيه على وسعهما يتراجع الى الخلف بضع خطوات عنها مذهولا لتشعر حور بالقلق من ردة فعله علي حديثها تقول بارتباك خائڤ.._ لو ده يضايقك انا اسف...

قطع كلامها عندما قبض على معصميها يشدها اليه پعنف قائلا بصوت اجش محملا بالمشاعر.._ تعرفى انك الوحيد اللى افتكرتى ان عيد ميلادى النهاردة حتى انا كنت ناسى

رفعت وجهها اليه تتلمس ذقنه النامية بحنان هامسة..._ يعنى مش يضايقك اننا نحتفل بيه سوا؟

هز راسه نافيآ بضعف من اثر ملامستها الرقيقة له ليراها تمسك بيده بين يديها متجهة به الى الاريكة التي وضع فوق المنضدة امامها كعكة مزينة بقطع الشكولاتة تشتعل فوقها شمعة مضاءة صغيرة لتقف تنظر اليه تحاول معرفة رأيه من ردود افعاله المتعاقبة فوق وجهه وهو ينظر الى الكعكة لتسأله بامل.._ ايه رايك عجبتك؟

الټفت ينظر اليها بابتسامة خلابة ارتسمت فوق ملامحه ترى سعادته بعينيه كطفل صغيرآ فرح بكعكة ميلاده ليبتسم بسعادة لرؤيتها سعادته بمفاجئتها تلك هامسة بحنان.._ طيب يلا اتمنى امنية وطفى الشمعة.

وقف ينظر اليها متاملآ ملامحها بدقة اشعرتها بالخجل من تأمله لها ليغمض عينيه وهو يميل ليطفئ الشمعة يسمع تهنئتها اليه بصوتها الناعم السعيد ليعتدل في وقفت ناظرآ اليها بشرود متاملآ ملامحها يحاول السيطرة على مشاعر عاتيه تموج بداخله فلأول مرة منذ ان كان طفل صغير يحتفل احدآ بميلاده حتى سارة رغم سنينهم معا لم تتذكره ولو لمرة واحدة رغم انه كان دائم الاحتفال معها بميلادها لتبقى امه هي الوحيدة التي كانت تهنئه به دائما رغم انها لم تفعلها اليوم متعمدة حتى لا ټحرق مفاجأة حور له ويالها من مفاجأة حطمت حصونه كلها دفعة واحدة لتجعله كطفل صغير فرح .. تنهد من اعماقه معترفآ بانها اصبحت تتغلغل في اعماقه تسرى في اوردته مجرى الډم اصبح لا يحتمل فراقها ولو للحظة واحدة

افاق من شروده على همسها الناعم باسمه بقلق لينفض رأسه من افكاره تلك ليقوم باحاطة وجهها الرقيق بكفيه هامسآ.._ عيون رحيم.

ابتسمت بخجل من كلماته تمر بيهم الدقائق دون وعى بما حولهم حتى توقف يهمس .._ دى احلى هدية عيد ميلاد ممكن احلم بيها ومفيش حاجة اهم من انك معايا في اللحظة دى....

استيقظت حور من نومها على صوت الخزانة تفتح وتغلق ورحيم يتحرك بارجاء الغرفة يرتدى ملابسه لتظل تتابعه باجفان نصف مغمضة لا تريد ان يعلم باستيقاظها حتى يغادر الغرفة فهى تشعر بالخجل من مواجهته بعد ماحدث خاصة انها لا تعلم ردة فعله بعد تجاوبها معه أمس تخشى من معاملته الباردة او غضبه مثلما حدث منه في المرة السابقة.

افاقت من افكارها على توقف حركته من حولها تراه واقفا امام الفراش ينظر باتجهها مبتسمآ بخبث لتدرك بعلمه باستيقاظها لتقرر النهوض وتبدء هي بتجاهله قبل ان يفعلها هو لتنهض من الفراش تمر بجواره رافعة الراس دون توجيه انظارها اليه لتشهق بدهشة عندما امسك بمعصمها مغمضا عينيه قائلآ بصوت اجش.._ مفيش صباح الخير ليا.

ردت حور بانفاس متسارعة ونبضات قلبها تتسارع پجنون كما لو كانت تتسابق.._ صب. اااح ااالخ، ير

تنهد رحيم قبل ان يديرها بين ذراعيه لتصبح مواجهه له قائلآ .._ مش قولت قبل كده صباح الخير ما بتتقالش كده.

ولم يترك لها مجالا للرد واخذآ يديها بين يديه ليجلس ويجلسها ونظر لوجهها الخجول ليمسد شعرها مبعدآ اياه خلف اذنيها يحدثها برقة.._ حور انا مش عاوزك تزعلى منى ابدآ وعاوزك كمان تفهمى انك مراتى ومش هقبل حد يهينك ابدا فهمانى يا حور

نظرت حور اليه قائلة بارتباك.._ بس يا رحيم انت شوفت هي بتتعامل معايا ازاى واللى وجعنى انك مردتش عنى اهانتها ليا

تنهد رحيم قائلا بصبر.._ ومين قالك انى مردتش عنك اھانتك واخدت حقك و بزيادة كمان مش لازم يحصل ده ادامك علشان تصدقى انه حصل لازم تفهمى ده من نفسك 

ليرفع اصابعه فوق جبهتها يدفعها بخفة مكملأ..._ الدماغ دى لازم تفكر قبل ما تتصرف

عبست حور عاقدة حاجبيها بعبوس لتبدو كطفلة غاضبة قائلة.._ يعنى يا رحيم تقصد انى ما بفهمش

ضحك رحيم بصوت صاخب رخيم لتنظر حور اليه فاقدة دقة من دقات قلبها لدى سماعها لتلك الضحكة الرائعة تهمس بذهول دون وعى منها.._ ضحكتك جميلة اوووى ياريت تفضل تضحك كده على طول.

تجمدت ضحكته فوق وجهه بعد سماعه لكلماتها تلك يتأملها بنظرات ثاقبة لتشعر بالخجل واشتعال النيران في وجنتيها لتسرع في تخبئة وجهها هاربة من نظراته ليبتلع ريقه بصعوبة قائلا وهو يتراحع بها .._ واضح ان فطارى النهاردة هبدئه بيكى

بعد مرور بعض الوقت نزلت حور و رحيم لتناول الافطار يدها تتشابك مع يديه تشعر بالخجل محاولة سحب يدها منه ليضغط بانامله فوقها متشبثآ ها اكثر لترفع انظارها اليه بارتباك وخجل.._ رحيم سيب ايدى علشان خاطرى انا مش هرب بس انا مكسوفة ندخل عليهم وانت مسكنى كده

ظل رحيم طوال حديثها شاردا في حركتها غير منتبها لاى كلمة منها لترى حور شروده ذاك مقتربة منه قائلة بخجل وارتباك.._ رحيم وحياتى بطل تبصلى كده انا مش ناقصة كسوف

نفض رحيم راسه محاولا التركيز على كلامها له ليقترب منها قائلا بخشونة.._ طب اعملك ايه وانا قولتلك كام مرة بلاش الحركة دى عموما احنا لسه فيها ومفيش حد لسه عرف اننا نزلنا

ليغمز بعينيه بخبث.._ ايه رايك نكمل فطارنا فوق لوحدنا

صړخت حور تتلون وجنتيها باحمرار شديد تضربه بخفة فوق زراعه قائلة بخجل.._ رحيم اعقل انا مش عارفة مالك النهاردة.

ضحك رحيم بشدة من حركتها تلك هامسآ امام وجهها بعبث.._ والله عال يا ست حور وايدك بتطول عليا كمان

ارتبكت حور واخذت تمسد فوق ذراعه بقلق قائلة باسف.._ مش قصدى والله بس انتى بحد بتوترتى

رحيم برقة.._ بوترك بس

صړخت حور مرة اخرى.._ رحيم...

ضحك رحيم مرة اخرى بصوت مرتفع لتلتفت حور حولها بقلق وارتباك لملاحظة ان كان اى احد قد انتبه لصخب ضحكته فخرج اليهم ليتوقف جاهدا عن الضحك يقول بصوت مرح..._ خلاص ياحور متلفيش حولين نفسك كده 

ثم جذبها اليه برقه .._ تعالى يلا نفطر

ثم تحرك بها الى داخل غرفة الطعام اخذا بيديها مرة اخرى بين انامله ممسكا بها بحزم ليلتفت اليهم انظار جميع الموجودين مابين سعادة فرحة وحاقدة غيورة لتجلس حور بمكانها المعتاد منخفضة الراس بخجل تحاول تناول طعامها غير غافلة عن نظرات سارة ووالدتها اليها والتي لو كانت النظرات ټقتل لماټت في الحال.

ظل الحوار دائر حول مائدة الطعام بين بين افراد العائلة عن ذاك الضيف الاتى اليوم فجلست حور تتابع الحوار لتدرك مدى توتر الجميع من تلك الزيارة الا رحيم فقد وجدته مسترخيآ يستمع الى حديثهم بلا مبالاة ليتحدث اليه حمزة قائلآ.._ انا مش عارف يا رحيم انت ازاى كده وازاى اصلا توافق ان البنى ادم ده يجى هنا تانى بعد كل اللى عمله.

الحاجة وداد وهي تهز رأسها باستنكار .._ واخوك كان هيعمل ايه هو اللى بيدور على المشاكل لما يجى هنا تانى

تدخلت بثينة في الحديث قائلة.._ جمال مش ممكن ينسى ابدآ اللى رحيم عمله معاه واكيد جاى المرة دى و وراه حاجة

سارة وهي تنظر الى رحيم بتملق في محاولة منها للتواصل معه حتى ولو بالنظرات.._ هو اللى بدء بالغدر الاول رحيم مظلموش

رفع رحيم راسه فجأة اليها بنظرات ڼارية مدركآ لمقصدها قائلا بصلابة.._ كويس انك فاهمة ده.

ثم الټفت الى الجميع مديرآ نظراته بينهم قائلآ بحزم.._ جمال جاى هنا ضيف يعنى يتقابل احسن مقابلة واى كان اللى بنا وبينه بيت الشرقاوى مفتوح لاى حد مهما كان

لينهض منهيآ حديثه مغادرآ الغرفة التي سادها الصمت بعد خروجه لينهض حمزة لاحقا به لتقول الحاجة واد بخشية وخوف.._ قلبى مش مطمن للى بيحصل ربنا يعدى اليومين دول على خير.

جلست حور وندى في حديقة القصر تتابعان ادم يلعب بمرح من حولهم حتى سألت حور ندى بفضول حاولت كثيرا تجاهله.._ ندى هو مين جمال ده وليه الكل بيتكلم عنه كده؟

تنهدت ندى قائلة باقتضاب.._ جمال يبقى ابن عمنا بس زي ما بيقولوا كده الفرع الشيطانى في العيلة

نظرت حور اليها و فضولها يزداد.._ طب ايه اللى حصل بينه وبين رحيم؟

الټفت ندى اليها قائلة.._ شوفى ياستى جدى قبل ما ېموت سلم كل امور العيلة لرحيم رغم ان عمى سعد كان موجود بس جدي شاف ان رحيم الوحيد اللى يقدر يدير الشغل والاملاك زيه بالظبط طبعا عمى سعد ڠضب وثار على جدى وجمال كمان عارض جدى بس مش علشان عمى سعد لا علشان نفسه وقال انه الأحق بده لان والده هو الأكبر بين أعمامه وفضلوا على الحال ده كل يوم مشاكل وخلافات لحد ما جدى ماټ فجأة قبل ما يحل الامور بينهم وطبعا الامور ولعت اكتر بعد مۏته بين الاتنين جمال وعمى سعد من ناحية ورحيم وحمزة وباقى اعمامى واولادهم من ناحية تانية واستقرت الامور لفترة بعد ما كل اعمامى واولادهم وافقوا ان رحيم هو الاحق بينهم وان محدش يقدر يدير الشغل زيه لحد ما الشركة دخلت مناقصة كبيرة ادام شركة منافسة طبعا شركتنا كانت متأكدة من الفوز بالمناقصة دى و اترتبت كل الامور على كده لكن فجأة المناقصة راحت لشركة التانية بعطى اقل من شركتنا بكتير جدا وطبعا رحيم كان هيتجنن ازاى قدروا يقدموا عطى اقل رغم انه متاكد انهم خسرانين لو نفذوا بالاسعار دى وفضل يدور ورا الموضوع وقدر يعرف من موظف في الشركة دى ان عطى شركتنا وصل ليهم و بالورق و ان جمال عرض عليهم تعويض اى خسارة ليهم المهم يفوزوا بالمناقصة رحيم عرف من هنا والدنيا ولعت واللى زاد الامور اكثر انه اكتشف اختلاسات من حساب شركتنا بفلوس كانت بتتحول لحساب الشركة اياها واللى عرفنا بعدين ان جمال داخل شريك خفى فيها كله طبعا كان من فلوس الشركة يوم لما رحيم عرف كل ده كان هيموته ومحدش كان قادر يخلص جمال من ايده لولا حمزة وقتها قدر يسيطر عليه كان فعلا مۏته واجبره ان يسيب الشركة ويخرج من حياتنا نهائى و دلوقتي راجع تانى فجأة ومحدش عارف دماغه فيها ايه جمال استحالة ينسى اللى حصل ابدا وده اللى قلقنى اوى يا حور.

ظلت حور صامتة تستمع الى حديث ندى تدرك ان لهم كل الحق في القلق من عودته مرة اخرى حتى ولو كانت بدعاء العمل افاقت من افكارها على ندى وهي تنهض من جوارها تقول.._ انا هقوم اشوف ماما وداد بتعمل ايه وانتى خليكى مع ادم تابعيه

هزت حور راسها بشرود تراها تتجه الى المنزل لتظل بمكانها لعدة دقائق قبل ان تنهض من مكانها لتلهو مع ادم لا ترى فائدة من افكارها تلك.

رحيم سمع صوتها مناديا باسمه بصوت هامس ليدير راسه بلهفة يجدها تطل براسها فقط من باب مكتبه تبتسم بخجل ورقة ليضع ما بيده من اوراق مشيرآ اليها بالدخول لتدخل مكتبه بخطواتها الرقيقة فينهض من خلف مكتبه لملاقتها لتقف امامه بابتسامتها الرائعة ليرفع راسه يبتسم هو الاخر اليها قائلا.._ مالك؟ في حاجة حصلت؟ اوعى تقولى انى وحشتك!

اسرعت حور تنفى بسرعة.._ لالالالا خالص

رفع حاجبه بدهشة من نفيها السريع لتصحح كلماتها بتلعثم.._ اقصد مفيش حاجة حصلت

اشتدت ذراعيه حولها قائلا بعبث.._ اه يعنى افهم من كده انى وحشتك!

تخضبت وجنتيها بالاحمرار تخفض عينيها عنه قائلة بارتباك.._ انا كنت عاوزة اطلب منك طلب 

مد انامله رافعا وجهها اليه قائلا.._ و ايه هو الطلب ده؟

حور بأمل .._ كنت عاوزة اروح ازور اهلى واقعد معاهم يومين.

زفر رحيم بضيق لتقول برجاء.._ علشان خاطرى يا رحيم انا مش بخرج خالص وهما وحشونى اووى

ابتعد رحيم عنها ناحية مكتبه يجلس مستندا عليه قائلا بحزم.._ لا يا حور مفيش بيات بره البيت وبعدين يومين كتير

ضړبت حور الارض باقدامها بغيظ لتطل من عينيه نظرة تسلية عند رؤيتها لحركتها هذة مستمتعآ وهي تقول پغضب.._ بس انا مبخرجش خالص وبصراحة انا زهقانة

اعتدل واقفا يشدها من يدها اليه قائلا بحنان..._ خلاص متزعليش ليكى عليا بعد زيارة ضيفنا نسافر انا وانتى اى مكان نقضى فيه يومين لوحدنا

قفزت من فرحتها تهتف بسعادة.._ بجد يارحيم؟!

امسك بوجهها بين يديه يقول بهمس اجش.._ بجد يا عيون رحيم

زفر بقوة يسالها بهمس خشن.._ اتفقنا خلاص.

هزت راسها بالايجاب وهي مازالت مغمضة العينين ترد بنفس الهمس .._ اتفقنا

اخذ رحيم يتلمس ملامحها بحنان قائلآ برقة.._ لو تحبى انا ممكن اجيب اهلك يجوا كلهم يقضوا معاكى يوم 

هنا توسعت عينيها بفرحة قائلة بلهفة.._ ياريت يا رحيم انت متعرفش اد ايه هما وحشونى

لتنطفئ تلك الفرحة من عيونها سريعا وهي تتذكر سارة واهانتها الدائمة لعائلتها خائڤة من ان تهينهم اثناء زيارتهم لها ..  لاحظ رحيم تغيرها المفاجئ ليسألها بقلق.._ فى ايه يا حور اتغيرتى فجأ ليه؟

ابتلعت ريقها بصعوبة خائڤة من التحدث معه عن مخاوفها خاشية من ردة فعله ليدرك رحيم افكارها تلك ليمسك بوجهها بين يديه ينظر في عينيها بثبات قائلآ بحزم.._ حور اسمعى وافهمى كلامى ده كويس انتى مرات رحيم الشرقاوى البيت ده بيتك تستقبلى فيه اللى تحبى ويتقابلوا احسن مقابلة واللى يفكر يعمل غير كده يبقى حسابه معايا وساعتها ميلومش غير نفسه فهمانى ولا اتكلم تانى.

نظرت اليه بعيون امتلئت بدموعها من روعة كلماته اليها فلم تدرى الا وهي تتمسك به بقوة دون محاولة منها للكلام ليتفاجئ من ردة فعلها لثوانى قبل ان يبادلها ويهمس.._ مچنونة وكل دقيقة بحال بس بمۏت في جنانك ده

ضحكت حور بخفوت تندس اكثر حتى سمعت دقات على الباب ليفتح بعدها ليطل حمزة من خلاله لتنحنح بحرج عند رؤيته لهم مخفضا رأسه لأسفل قائلا باعتذار.._ اسف يا رحيم كنت فاكرك لوحدك

ابتعدت حور سريعآ عن رحيم بارتباك تتمنى لو انشقت الارض وابتلعتها من شدة حرجها عكس رحيم الذي لم يتحرك من مكانه وهو مازال قريبا منها رغم كل محاولاتها لابتعاد قائلا بثبات.._ تعالي يا حمزة ادخل.

ما ان خطى حمزة داخل الغرفة حتى ظهر من خلفه رجل غريب يماثل رحيم في العمر ذو شعر بنى قاتم وقامة متوسطة تترتسم في عينيه نظرة ذات خبث وهو ينظر الى يد رحيم المحاطة بخصر حور ثم يرفع عينيه بابتسامة اكثر خبثا مقابلا نظرات رحيم الذي ما ان راى هذا الغريب حتى شعرت بالتحفز والتوتر يسيطر على خطوط جسده لتنتقل نظرات ذلك الغريب فوق حور متفحصآ اياها بنظرات لا تستطيع تسميتها باعجاب بل نظرات اصابتها بقشعريرة باردة ونفور منه وهي تمر فوقها لتشعر باصابع رحيم تضغط فوق ساعدها بشدة لدى ملاحظته لتلك النظرات قائلا بصوت بارد.._ اهلا يا جمال مكنتش اعرف انك وصلت

رد جمال بصوت ساخر وهو مازل عينيه على حور.._ لا ما واضح.

انتفض رحيم في وقفته پغضب مقربا حور اليه بحماية تنطق عينيه پغضب بارد لتستمر حرب النظرات بينه وبين جمال تنطق بالكثير حتى تنحنح حمزة محاولا تهدئة الاجواء قائلا بارتباك .._ جمال صمم انه يقابلك اول ما وصل ده لسه حتى ما سلمش على حد من البيت عموما نقدر نخلص شغلنا عما يحضروا الغدا وجمال يقدر وقتها يقابل الكل 

ثم تبادل نظرات ذات مغزى بينه وبين اخيه ليزفر رحيم محاولا الهدوء ثم ينحنى الى حور هامسا في اذنيها .._ روحى انتى دلوقتي عرفى امى بوصول جمال وغطى شعرك ده بأى حاجة.

الټفت اليه حور بدهشة تفتح فمها للحديث لينبها بعينيه انه ليس الوقت المناسب لأى حديث لتومأ له براسها و تتحرك مغادرة ولكن ما ان خطت خطوتين مبتعدة حتى تسمرت مكانها حين سمعت جمال يقول بخبث.._ مش تعرفنا ببعض الاول يا رحيم حتى علشان اقدر ابارك لعروستك

ثم بدون اى مقدمات تحرك عدة خطوات حتى وقف امامها يمد يده بالسلام قائلا وهو مازال على نظراته تلك لها لتشعرها بالخۏف.._ انا جمال ابن عم رحيم واكيد انتى حور عرفتك على طول من الوصف اللى اتقالى عنك وبصراحة اللى وصفك ليا ظلمك وظلم جمالك

هدر صوت رحيم قائلا پعنف جاذبا حور اليه.._ جمال حاسب على كلامك واعرف انتى بتتكلم ازاى وبتكلم مين 

ثم يوجه حديثه الى حور بجمود..._ حور اعملى زى ما قولتلك حالآ 

انتفضت حور تسرع في مغادرة الغرفة غير راغبة في البقاء لو لدقيقة واحدة مع ذاك المدعو جمال بنظراته النفرة لها لتتنفس بعمق فور مغادرة الغرفة تتمنى انتهاء زيارته باسرع وقت.

فور مغادرة حور المكان تزايدت شرارت التوتر في الاجواء يقف كل من رحيم وجمال في مواجهة بعضهم نظراتهم مليئة بالتحدى والعداء حتى تنحنح حمزة قائلا بحزم.._ اعتقد اننا نقعد نشوف شغلنا علشان نخلص بدرى وجمال يقدر يرجع لأشغاله في القاهرة بسرعة 

ليوجه انظاره الى جمال يقول باقتضاب.._ مش كده ولا اية يا جمال

جمال وعينيه لا تحيد عن رحيم.._ بالعكس الظاهر زيارتى هتطول عندكم ياحمزة متعرفش اد ايه انتم وحشنى.

رمقه رحيم بنظرات مشټعلة ليقول محذرا ضاغطآ پغضب على كل حروف من كلماته.._ انا سمحتلك تيجى هنا علشان الشغل وبس انما جو الأهل والقرايب ده انساه اللى بنا شغل وبس يعنى نخلص شغلنا وبالسلامة وياريت متكررش الزيارة دى تانى

اڼصدم حمزة من كلمات اخيه الفظة وهو يراه يتخلى عن بروده وهدوءه المعتاد اما استفزاز جمال الدائم له ليزيد الاخير من الامر ضاحكآ ضحكته الساخرة الصفراء قائلا بخبث.._ ياااااه لدرجة دى يا رحيم بيه عمومآ هنشوف الأمور هنا هتوصل بينا لفين ثم الټفت الى حمزة يقول بسخرية

= نشوف بقى شغلنا اللى مستعجل عليه يا حمزة ولا ايه رايك؟

ساد جو من التوتر طوال اليوم يسيطر الوجوم على الجميع بعد استقبالهم لجمال والترحيب به بفتور يسود الصمت على الجلسة التي شملت الجميع ماعدا الحاجة وداد لأستاذنها لشعورها بالتعب حتى تكلمت بثينة تسأل جمال.._ اخبارك ايه يا جمال وشغلك احواله ايه؟

جمال بهدوء..._ الحمد لله كله تمام والشغل ماشى عال اوى

بثينة بفضول.._ طب ومش ناوى تتجوز بقى؟

انتقلت نظرات جمال الى حور الجالسة بجوار رحيم يقول بغموض.._ اكيد بس مش لما الاقى اللى بدور عليه

تجهم وجه رحيم عاقدا حاجبيه قائلآ.._ وايه هو بقى اللى بدور عليه؟

جمال بخبث.._ الجمال يا ابن عمى وشكلى كده قربت الاقيه

نهض رحيم واقفا جاذبآ حور اليه بتملك واضح قائلا بنبرة جليدية.._ طبعآ وانت هدور على ايه غيره

ثم الټفت الى الجميع بتجهم.._ اعذرونا يا جماعة انا محتاج ارتاح يلا يا حور 

وتحرك جاذبآ حور خلفه مغادرآ الغرفة ليهب حمزة هو الاخر مستأذنآ ليغادر هو ندى الغرفة فلم يتبقى سوى سارة والدتها وجمال الذي اخذ بالضحك بسعادة لتسائله سارة عابسة.._ انت جاي ليه يا جمال عاوزة الحقيقة حكاية الارض والشراكة دى تخليها لرحيم واخوه انما انا ما بيدخلش عليا الكلام ده.

جمال وهو يضع قدمآ فوق الاخرى مريحا ظهره للخلف غامزا بعينة بخبث .._ دايما انتى اللى فهمانى يا بنت عمى

سارة بنعومة.._ حلو اووى يبقى تفهمنى اللى في دماغك واحدة واحدة

ابتسم جمال قائلا بدهاء.._ هقولك واكيد المصلحة واحدة ولا ايه يا بنت عمى

ضحكت سارة تلتمع عينها بفرحة وخبث .._ اكيد يا بن عمى اكيد.

دخل رحيم وحور الى جناحهم وهو مازال على حالته من التجهم المرتسم فوق وجه متجهآ الى الاريكة يجلس فوقها لتجلس حور بجواره تسأله بخشية.._ في ايه يارحيم مالك ايه حصل يخليك بالشكل ده؟

لم يلتفت او يرد عليها تتلبسه حاله من الڠضب الأعمى فماذا يخبرها ايقول لها انه كاد ان يلكم ابن عمه بين عينيه لملاحظته نظرات الأعجاب التي يرمقها بها او انه قد كاد ان ېقتله بالفعل لتجرءه بالنظر اليها بتلك النظرات وانه يغار نعم يغار عليها بمشاعر لم يختبرها من قبل كمراهق احمق زفر بحنق يعتصر قبضتيه پغضب لتراه حور على تلك الحالة التي جعلتها تبتلع ريقها وتلتزم الصمت بجواره حتى فوجئت به يمسك يديها يقبض عليها بشدة ويهمس من بين اسنانه.._ حور عاوز علاقتك بجمال تبقى في اضيق الحدود يعنى مش عاوزك توجهى ليه اى كلام ومتقعديش معاه غير وانا موجود فاهمنى

نظرت حور اليه بدهشة قائلة.._ وانا هيكون ليا معاه كلام ليه اساسا وبعدين انا استحالة هقعد معاه لوحدنا 

صمتت لثانية تفكر لتساله برهبة .._ رحيم هو فيه حاجة انت مخبيها عليا

نهض رحيم معطيا لها ظهره يقول بارتباك غاضب.._ هيكون في ايه ياحور المهم كلامى يتنفذ...

ثم الټفت اليها يرفع اصبعه محذرا..._ اه وشعرك ده اللى ظهراه للكل يتفرج عليا يتغطى واظن انا قولتلك الكلام ده قبل الغدا

نظرت حور اليه بقلق قائلة.._ طيب ما انا سمعت كلامك وغطيته بالطرحة

اسرع مقتربآ منها يقف امامها يتلمس خصلاتها الشاردة من تحت الوشاح قائلآ بخشونة..._ طيب وشعرك اللى ظاهر بلونه اللى يخطف اى عين من جماله مش محسوب 

ليزداد صوته خشونة وعينيه تتابع حركة اصابعه وهي تعبث في خصلاتها .._ تعرفى ان شعرك ده اول حاجة لفتت انتباهى ليكى بلونه اللى سحرنى وخلانى مش قادر انساكى ابدآ

رفعت حور عينيها اليه تشعر بذهول من كلماته لترى عاصفة من المشاعر تعصف بها تسمعه يهمس بصوت اجش مثقل بالعاطفة.._ شعرك. عنيكى. ابتسامتك. كل ده سحرنى وخلانى زى المچنون مش عاوز حد غيرى يشوفك عاوزك ليا وبس بتاعتى انا وملكى انا...

...

صرحت بثينة بتوتر تنظر اليهم قائلة: .._ طيب ممكن افهم انا كمان وبلاش تتكلموا بالألغاز ادامى

الټفت اليها جمال قائلا.._ طيب ركزوا معايا واسمعوا الكلام اللى هقوله كويس اوى

ليستمر في حديثه الذي كلما توغل فيه اتسعت عينين بثينة بذهول وتبتسم سارة بسعادة وخبث مما ينتويه هذا الداهية وما ان فرغ من حديثه حتى هبت بثينة بړعب قائلة.._ ده جنان اللى بتقوله ده رحيم لو عرف هيولع فينا كلنا 

لتتوجه بحديثها الى ابنتها..._ سارة اعقلى انتى بتلعبى پالنار و رحيم مش هيسكت ولا هيسيبك لو عرف ان ليكى يد في اللى هيعمله المچنون ده

نهض جمال قائلا بهدوء.._ ايه الجنان في اللى هعمله كل الحكاية انى هاخد حاجة واحدة من رحيم قصاد كل اللى اخده منى طول عمرى والكل يعرف ان عروسة رحيم بيه العظيم سابته علشان ابن عمه اللى طول عمره كان بيقول عليه حرامى شوفتى بقى انا طيب ازاى

بثينة بذهول..._ يعنى انتى عاوز تشاغل مراته قصاد عينيه ومتوقع يسكتلك ده قليل اما قټلك وبعدين قولى هنا انت ايه اللى مخليك متاكد كده ان البنت هتجاريك في اللى في دماغك ده

تدخلت سارة في الحديث تقول باحتقار .._ لا من الناحية دى اطمنى دى بنت طماعة بتاعت فلوس وزى ما اتجوزت رحيم علشان الفلوس هتسيبه علشان برضه علشان الفلوس

هزت لبثينة راسها بنفاذ صبر قائلة بتعجب..._ انتم بتقولوا ايه والله هتيجى على دماغكم وبكرة تقولوا بثينة قالت

ثم غادرت الغرفة وهي تبرطم بكلمات غير مفهومة لينظر جمال في اثرها بعدم اكتراث ثم يلتفت الى سارة قائلا .._ طيب وانتى معايا في اللى هعمله ولا ايه؟

ابتسمت سارة بخبث قائلة.._ طبعا انا معاك و زى ما قولت مصلحتنا واحدة المهم عندى اخلص من بنت ال، دى.

...

جلست حور في حديقة القصر كعادتها صباح كل يوم في حديقة القصر مع ندى تتابعان مرح وصخب ادم المعتاد اثناء لهوه في الحديقة لكنها تشعر بعدم قدرتها على مشاركته اللعب كعادتها معه فهى منذ ان نهضت من الفراش وهي تشعر بالدوار وبرغبتها في العودة الى النوم مرة اخرى كم كانت تتمنى ان تمضى يومها كله مستلقية في فراشها ولكنها عندما استيقظت من النوم ولم تجد رحيم علمت بمغادرته الغرفة دون ان تشعر حتى به قررت النهوض سريعا علها تستطيع رؤيته قبل مغادرته لمتابعة اعماله ولكنها للأسف لم تستطيع اللحاق به وها هي تجلس وتشعر بالشوق لرؤيته تنتظر عودته بلهفة وفروغ الصبر .. افاقت من شرودها على ضحكة ندى وهي تحدثها ضاحكة.._ ايه يا بنتى بقالى ساعة بكلمك وانتى مش هنا ايه اللى واخد عقلك يتهنى به

اعتدلت حور جالسة في مقعدها قائلة بضعف.._ ابدا يا ندى بس حاسة بشوية تعب النهاردة

ندى بقلق.._ فعلا انا ملاحظة انى وشك شاحب بقالك كام يوم مالك في حاجة وجعاكي؟

هزت حور رأسها تنفى.._ لالالا ابدآ هو ممكن بس يكون أرهاق واكيد لما ارتاح هبقى كويسة

ندى بلهفة وقلق.._ طيب قومى ارتاحى شوية لحد ما رحيم يرجع.

حور وهي تحاول ان تداري تعبها.._ لا انا هقعد هنا يمكن هوا الصبح يقدر يضيع من تعبى شوية

نهضت ندى سريعا قائلة.._ طيب خليكى براحتك وانا هاخد ادم اوديه لدادة واعملك كوباية عصير فرش تظبط ليكى الامور

حاولت حور معارضتها قائلة.._ خلى ادم معايا يسلينى

ندى وهي تحاول الامساك بادم الذي اخد يحاول التملص منها بمرح.._ يسليكى ايه قولى يتعبك لا خليكى انتى ارتاحى في مكانك وانا و شوية ورجعالك بسرعة.

فور مغادرة ندى اغمضت حور عينيها تريح راسها فوق ظهر مقعدها تغيب لثوانى في النوم لتفيق منه لدى شعورها بلمسات تلامس وجهها لتبتسم برقة تفتح عينيها ظنآ منها بعودة رحيم لتشهق بړعب فور رؤيتها جمال هو من يجلس بجوارها ملاصقآ لها انامله مازالت على وجهها تتلمسها لتهب فورا من مكانها قائلة بفزع.._ انت بتعمل ايه هنا و ازاى تتجرء وتمد ايدك عليا.

اسرع جمال يشدها من يدها يعيدها الى مكانها مرة اخرى ليقترب اكثر منها يقول بهمس كالفحيح.._ مقدرتش اقاوم وانا شايف كل الجمال ده ادامى وملمسوش الجمال اللى راح لواحد ميستهلش واحدة بكل جمالك ده

حاولت حور جذب يدها من بين يديه تصرخ به.._ اخرس خالص ومتتكلمش معايا بالطريقة دى

ليزداد ضغطه عليها بقوة قائلا بلهجة ارعبتها..._ افضلى في مكانك متتحركيش واسمعينى كويس انا عمرى ما عوزت حاجة ومختهاش بالذوق بالعافية باخد اللى انا عاوزه وانا بصراحة كده عاوزك ليا ملكى يعنى تخليكى عاقلة كده وطوعينى وانا هعيشك في دنيا غير الدنيا هخليكى ملكة بس تسيبى رحيم وتبقى ليا

كانت حور اثناء سماعها لحديثه تتسع عينيها پصدمة لا تقدر حتى على مقاطعته من شدة ذهولها حتى نطق بكلماته الاخيرة لتصرخ به.._ انت اكيد مچنون استحالة تكون طبيعى وانا هقول لرحيم على جنانك ده

اشتدت قبضته اكثر حول يديها لتصرخ بالم ترى ملامحه كلها تتغير امامها لتصبح ملامح شيطانية وهو يقول .._ انا مش مچنون انا كل الحكاية انى عوزك وانا مش متعود مخدش الحاجة اللى عاوزها فكرى في كلامى كويس واحسبيها صح واعتقد مكاسبك معايا هتكون اكتر من وانتى مع رحيم

حاولت حور الكلام ليقاطعها قائلا بجمود محذرا اياها.._ ومتحاوليش تتكلمى مع رحيم في كلامنا ده اعتقد انك متحبيش تشوفيه بيخسر صفقة بالملايين ده غير طبعا الڤضيحة اللى هتحصل ماهو انا اكيد هنكر كل كلمة قلتيها ومش بعيد كمان اقول انك انتى اللى بتشغلينى ولما رفضتك قولتى الكلام ده عنى وبعيد عن رحيم هيصدقك ولا يصدقنى الموضوع كله هيبقى ڤضيحة في العيلة كلها مانا مش هسكت ولازم ادافع عن نفسى.

رفع يده يرتب فوق وجنتها الشاحبة وهي تنظر اليه كما لو كانت مغيبة لا تستطيع حتى الكلام لينهض واقفا امامها ينحنى اليها قائلا بخبث.._ فكرى في كلامى كويس واحسبيها صح وازاى ما قلتلك انا عمرى ما بخسر

اعتدل واقفآ سريعآ عند ملاحظته لعودة ندى تحمل في يدها كوب من العصير تقترب منهم حتى وقفت امامهم تنظر بريبة وشك خاصا لدى رؤيتها لحور الشاحبة بشدة تجلس بجمود فوق مقعدها لتقول له پعنف.._ عاوز ايه يا جمال واقف هنا ليه؟

ابتسم جمال بلطف خبيث.._ ابدا يا بنت عمى كنت بتعرف على حور مش اكتر ماهى بقت من العيلة برضه

تجاهلت ندى كلماته لتلتفت الى حور التي مازالت على حالها تقول لها بحنان وقلق.._ حور انتى كويسة هو التعب زاد عليكى ابعت اجيبلك الدكتور؟

هزت حور رأسها بضعف ترفض عرضها تخفض رأسها غير راغبة في الحديث لترتعش بنفور فور اقتراب جمال منها مرة اخرى يسألها بخبث.._ انتى حاسة بالتعب يا حور تحبى اتصل برحيم يجى فورا.

رفعت عينيها اليه تراه ينظر اليها بدهاء لتخفض عينيها مرة اخرى هازة راسها بالرفض تحاول النهوض للمغادرة لتشعر بانسحاب الهواء من حولها والدنيا تغيم امام عينيها ليكون اخر ما تسيمعه صړخة ندى باسمها بړعب قبل ان تسقط ارضا تحت اقدام جمال.

.._ انا عاوز افهم هي مغمى عليها لحد دلوقت ليه؟

افاقت حور على صوت رحيم الغاضب يسال هذا السؤال لياتيه الرد الهادئ.._ اطمن يا رحيم بية انا عطيت لها حقنة وكلها شوية وهتفوق وعاوز اطمنك ان ده شيئ طبيعى في حالتها

زفر رحيم في محاولة منه للهدوء حتى سمع همهمتها باسمه ليسرع اليها يسألها بلهفة.._ حور انتى كويسة؟ عاملة ايه؟ حاسة بحاجة؟

لتقول والدته تحاول تهدئته.._ براحة يا بنى عليها اهدى كده وخليها تفوق الاول.

جلس رحيم بجوارها فوق الفراش يقوم بابعاد خصلات شعرها عن وجهها بحنان قائلا.._ الحمد لله انك بخير انا كنت هتجنن عليكى لما ندى كلمتنى وقالت انك تعبانة

تكلمت حور بضعف.._ هو ايه اللى حصل؟

ابتسم رحيم بحنان لها قائلا.._ ابدا ياستى بس شكلك كنت عاوزة تعرفى غلاوتك عندى انتى والضيف اللى جاى في السكة

بهتت ملامح حور قائلة پصدمة.._ ضيف مين؟ انا مش فاهمة

اسرعت الحاجة وداد تقول بسرور وفرحة شديدة..._ مبروك يا حور يا بنتى الحمد لله ربنا كرمنا واخيرا هشوف ولاد رحيم قبل ما اموت

الټفت حور الى رحيم بعدم تصديق قائلة .._ تقصدوا انى حامل

انخفض رحيم قائلا بفرحة .._ ايوه يا حور اخيرا حقتتى ليا حلمى وهكون اب انا حاسس ان الدنيا مش سيعانى من فرحتى

تنحنح الطبيب لينتبه اليه الجميع ليوجه حديثه الى حور التي مازالت على حالة الجمود والصدمة..._ الحمد لله يا مدام حور كل الامور طبيعية وماشية كويس بس لازم تتابعى مع الدكتور الخاص بيكى وان شاء الله كله هيبقى تمام

نهض رحيم مصافحآ اياه بحرارة شاكرا له ثم يتجه به الى الخارج مودعآ ليعود سريعا اليها يتطلع اليها والسعادة تطغى على كل ملامحه لتسرع الحاجة وداد قائلة بمرح.._ اسيبكم مع بعض وانزل احضرلك الاكل لازم تتغذى كويس من هنا ورايح.

لتخرج سريعا من الغرفة ليتجه رحيم اليها بعد سماعه صوت اغلاق الباب يعبر عما يموج بداخله من مشاعر جياشة في تلك اللحظة ويقول بصوت ملهوف .._ مبروك يا حور انتى متعرفيش انا فرحان اد ايه بالخبر ده

نظرت اليه حور بملامح شاحبة تسأله بصوت خفيض.._ لدرجة دى يا رحيم انت فرحان

احاط رحيم بوجهها بين كفيه قائلا بحنان.._ جدا يا حور جدا ده حلم وكان بعيد وانتى خلتيه حقيقة بين ايديا

اخفضت حور عينيها عنه لينتبه رحيم الى حالتها الصامتة لاول مرة ليسالها بقلق.._ في ايه ياحور مالك حاسس انك مش فرحانة ولا مبسوطة بالخبر

رفعت حور عينيها اليه قائلة بتلعثم.._ لا ابدا انا فرحانة بس كل الحكاية انى لسه مش مصدقة لحد دلوقت انى فعلا حامل

ضحك رحيم بسعادة قائلا بمرح.._ عندك حق انا نفسى مش مصدق لحد دلوقتي اللى حصل

ثم اخذ يحدثها بفرحة عما سيفعله لطفلهم القادم من اشياء كثيرة ينبها بين الحين والاخر على الاهتمام بنفسها وبطفله غافلا عن حالة حور الصامتة وافكارها تاخذها بعيدا جدا عن السعادة.

.._ طلعت حامل يا ماما حامل

صړخت سارة بتلك العبارة كالمچنونة تشعر بعالمها كله ينهار من حولها فاسوء كوابيسها تحقق امام عينيها فلقد خسړت امام تلك الفتاة و خسرته الى الابد ولا شئ يستطيع ارجاعه لها مرة اخرى صړخت تتهالك على الرض باكية باڼهيار  .. لتسرع امها لضمھا اليها تحاول تهدئيتها واخراجها من تلك الحالة ولكن لم تستطيع قول شيئ لها وهي تراها امامها تبكى بمرارة تردد اڼهيار. .._ خلاص خسرته خسړت رحيم مبقاش ليا خسرته ومبقاش ليا

لينقبض قلب بثينة من رؤيتها بتتالم بهذا الشكل وهي من فعلت هذا بنفسها ولكن لم تستطيع البوح بافكارها هذة وهي في حالتها تلك لتقول لها.._ اهدى ياسارة كل حاجة في ايدينا لسه وتقدرى ترجعيه تانى ليكى

صړخت سارة بالم.._ ازاى ياماما ازاى

.._ بانك تكونى ام لأولاده انتى كمان وتبطلى العند بتاعك وترجعى جوزك تانى ليكى.

رفعت سارة اليها راسها قبل ان تحاول الرد فتح باب الجناح فجأة ليدخل جمال متسللآ بهدؤء لتقول له بثينة بجمود .._ عاوز ايه يا جمال دلوقتي هي مش حمل كلام مع حد

وضع جمال يديه في جيب بنطاله ينظر الى سارة المڼهارة بين يدى امها ليقول بهدؤء.._ اللي هقوله ده هيرجع كل حاجة من تانى زى الاول واحسن كمان 

رفعت سارة راسها تنظر اليها بعينين حمراوتان ووجه منتفخ من البكاء لساله..._ ازاى وكل حاجة خطننا ليها انتهت بحمل البت دى ورحيم خلاص ضاع منى 

صړخت بكلمتها الاخيرة لټنهار مرة اخرى في البكاء ليقترب منها جمال اكثر منها يقول بثقة.._ مفيش حاجة اتغيرت كل اللى اتفقنا عليه هيحصل بس بتخطيط جديد والحمل ده كانه لم يكن

نظرت بثينة اليه بذهول.._ ازاى كانه لم يكن؟

هز جمال كتفه بعدم اكتراث قائلا .._ يعنى يا مرات عمى الحمل لسه في اوله ميمنعش انه معرض ينزل في اى وقت بحركة عڼيفة. باكلة تاكلها. بحاجة تشربها كل جايز ولا ايه يا مرات عمى؟

انتبهت سارة لكلامه لتنهض واقفة بسرعة قائلة بلهفة.._ صح يا جمال هو ده اللى المفروض يحصل

بثينة بخشية وقلق من حالة ابنتها: .._ سارة اعقلى كده وبلاش تمشى ورا كلام المچنون ده

الټفت سارة الى والدتها..._ فين الجنان في كلامه بالعكس انا شايفة انه كلامه هو الحل الوحيد

جمال بسرور قائلا بخبث.._ ايوه هي دى سارة بنت عمى اللى اعرفها مش اللى بټعيط وتخبط دماغها في الحيط

بثينة بلهجة محذرة.._ سارة البنت لوحصلها اى حاجة انتى اول واحدة رحيم هيشك فيكى ومش بعيد يكون فيها طلاقك المرة دى.

توجه جمال اليها بالحديث قائلا بهدؤء .._ مټخافيش حتى ده هنعمل حسابه كل المطلوب من سارة دلوقتي تهدى الامور مع رحيم وحور علشان نقدر نرتب كل الامور صح وحد ثقة يقدر ينفذ اللى ناوين عليه

ابتسمت سارة بخبث.._ من الناحية دى اطمن عندى بدل الواحدة اتنين بس نركز ونشوف هنعمل ايه.

...

ادارت حور رأسها تنظر الى رحيم النائم بجوارها وجهه باتجاهها فهو حتى اثناء نومه يقوم بحماية طفله المنتظر منها ولا تعلم لماذا يشعرها هذا بالحزن لاتدرى ماذا اصابها فهى منذ لحظة معرفتها بخبر حملها وهي تشعر بمشاعر متناقضة بداخلها فتارة هي سعيدة لانها تحمل قطعة من رحيم تنمو بداخلها لتصبح جزءآ منها وتارة اخرى تشعر بالحزن والخۏف من ان يكون هذا كل ما يريده رحيم منها ان تعطى له الاطفال فقط ولا شئ اخر ان تكون مجرد وعاء للحمل فقط لا غير كما قالت لها سارة سابقا من قبل...

زفرت أنفاسها بحزن وهي تتلمس ملامحه الوسيمة بأصابعها بحنان وهي تفكر كم هي تعشقه وپجنون فهو وسيم وقوى تتمنى ان يرث طفلهم هذا منه كما سيرث ذكائه وقوته وقيادته للأخرين واحساسه بالحماية اتجاه الجميع لكن هل سيشملها هي ايضا بتلك الحماية لو اخبرته بما حدث من ابن عمه البغيض وكلامه المسمۏم لها لكنها لا تستطيع ان تفعلها وتخبره بأى شيئ خوفا من تهديدات جمال لها فتكون سببا في احراج رحيم امام عائلته بكلامه الكاذب عنها لالالا لن تستطيع فعلها.

ضمت يديها معا بشدة مغلقة عينيها بقوة تحاول عدم الاستسلام للبكاء ولأفكارها لكنها لم تستطع المقاومة كثيرا لتنساب دموعها بصمت فهى لم تعد تستطيع تحمل كل هذا الضغوط من حولها تشعر برغبة شديدة لمغادرة هذا القصر بكل ماحدث لها فيه .. افلتت منها شهقة بكاء بصوت عالى لتسرع بوضع يدها فوق فمها تحاول كتمها لكن قد فات الاوان لتشعر بحركة رحيم المفاجئة بجانبها وقد استيقظ في لحظة واحدة يفتح عينيه يدير رأسه لها بلهفة يرى دموعها المنسابة فوق وجهها بغزارة ليهب سريعا جالسا فوق الفراش يسالها بلهفة وقلق.._ مالك يا حور بتعيطى ليه؟ في حاجة وجعاكى؟

لتهز رأسها سريعآ بالنفى ليظل ينظر اليها للحظات طويلة قبل ان يهمس لها برقة شديدة.._ طيب كفاية عياط وقوليلى ايه يخليكى زعلانة بالشكل ده؟

لكنها استمرت في البكاء دون ان تتوقف شهقاتها لا تستطيع ان تخبره بمخاوفها لتفرغ كل هذا الخۏف ببكائها هذا فلم يستطع رحيم فعل شئ لا تصدر عنه كلمة واحدة حتى توقفت شهقاتها فجأة كما بدأت لتجد نفسها مضمومة اليه ودموعها تغرقه لتبتعد عنه سريعآ بارتباك تحاول تجفيف دموعها بيدها ليقوم سريعا بابعاد يدها عن وجهها ويجفف هو تلك الدموع بيده هو برقة وحنان يسالها بهدؤء.._ بقيتى كويسة دلوقتي؟

هزت رأسها بضعف ليتنهد وينهض عن الفراش يتجه الى الحمام ليعود ومعه كوب من الماء ليعطيها اياه ييقف مراقبا لها وهي ترتشف القليل منه وجهه خالى من التعبير ليأخذ منها الكوب حين انتهت منه يضعه على المنضدة الصغيرة بجواره يجلس مرة اخرى فوق الفراش معطيآ ظهره لها يسألها باقتضاب.._ مش هتقوليلى ايه حصل علشان تعيطى بالطريقة دى؟

ابتلعت حور ريقها تبحث عن كلمات تستطيع بها الخروج من ذلك المأزق ليطول صمتها فيلتفت اليها رحيم براسه قليلا قائل بحدة.._ حور كل اللى بتعمليه من وقت ما عرفتى انك حامل ملوش غير تفسير واحد عندى

تكلمت حور تتلعثم في حديثها.._ تقصد ايه يا رحيم وتفسير ايه ده؟

الټفت اليها سريعآ ينظر اليها بعينين مشتعلتين.._ تفسير انك مش مبسوطة بخبر حملك وانك ممكن تكونى مش عاوزاه حتى.

اخفضت حور راسها قائلة بضعف.._ ايه اللى يخليك تقول كده طبعا انا فرحانة ومبسوطة انى حامل

اعتدل رحيم فوق الفراش قائلا بأسف .._ مش باين يا حور مش باين ابدآ 

ليستلقى سريعآ فوق الفراش معطيآ ظهره لها لتسكن حور دون حركة لعدة ثوانى ثم تقترب منه تضع يدها فوق ظهره تناديه بهمس لكنه لم يتحرك كما لو كان لم يسمعها لتكمل حديثها بتلعثم .._ رحيم ارجوك متكبرش الامور

زفر رحيم بحنق قائلا پغضب.._ نامى يا حور معدش ليه لازمة الكلام والأفضل ليا وليكى انك تنامى.

ابتعدت عنه بجمود الى جهتها من الفراش تستلقى عليها تنساب دموعها مرة اخرى ولكن هذة المرة بصمت.

استقظت حور على نداء رحيم لها لتفتح عينيها بصعوبة فهى لم تنم سوى في ساعات الصباح الاولى بسبب تخبطها طوال الليل داخل افكارها السوداء حتى سقطت في نوم مرهق لم تستقظ منه سوى على صوته الجاف مناديا لها لتنهض جالسة فوق الفراش تفتح عينيها بصعوبة يتناثر شعرها من حولها پجنون تحاول الانتباه لحديث رحيم لها تسمعه يقول بجمود.._ عاوزك تجهزى نفسك علشان نروح للدكتورة النهاردة نطمن على الحمل ونشوف هتقول لينا ايه.

انتبهت كل حواسها لتقول سريعا دون تفكير.._ هو انت اللى هتيجى معايا؟

نظر اليها رحيم بتساؤل قائلا ببطء.._ طبعا انا اومال مين هيروح معاكى

حور بارتباك.._ اى حد ماما وداد او ندى اى حد

رفع رحيم حاجبه يسالها بتحدى.._ ااه يعنى اى حد الا انا تمام مفهوم ياحور بس للأسف محدش غيرى هيجى معاكى فمعلش تعالى على نفسك شوية

اسرعت حور تصحح الأمر قائلة.._ انا بس مستغربة انت اكيد عندك حاحات اهم من انك تجى معايا للدكتورة.

تحرك رحيم باتجاه الفراش يستند عليه بكفيه ينحنى مقربا وجهه من وجهها ينظر اليها بجمود قائلا بحزم.._ لا يا حور مفيش حاجة عندى اهم من ابنى اللى جاى في السكة وانى اطمن عليه فياريت تحضرى نفسك ونقفل الكلام في الموضوع ده مفهوم يا حور

هزت حور رأسها بضعف تنظر الى عينيه بخشية وهي تراه يبتعد عنها سريعا يتحه ناحية الباب ليلتفت اليها قائلا.._ انا مستنيكى تحت متتاخريش عليا.

ما ان نزل رحيم عدة درجات من الدرج حتى سمع صوت سارة مناديا له ليتفت اليها يراها تقف في اعلاه يظهر التوتر فوق ملامح وجهها ليحدثها بهدؤء قائلا .._ ايوه سارة محتاجة حاجة

اخدت سارة تفرك كفيها بعصبية.._ كنت محتاحة اتكلم معاك لدقيتين

نظر رحيم الى ساعته لتسرع سارة في القول.._ مش هأخرك اكتر من دقيقتين

نظر رحيم قائلا.._ طيب تعالى نتكلم في المكتب

وهم بالنزول مرة اخرى لتوقفه سارة قائلة بلهفة..._ لو ممكن نتكلم في اوضتنا يكون احسن

تردد رحيم لتلاحظ سارة تردده ذلك فتخفض راسها قائلة بخضوع وضعف.._ خلاص يا رحيم تقدر تنزل تشوف مشاغلك نبقى نتكلم وقت تانى

شعر رحيم بالذنب على تصرفه القاسى معها بعد ان رأها بتلك الحالة ليقوم بالصعود اليها يرفع وجهها اليه قائلا بهدؤء.._ طيب متزعليش وتعالى نتكلم في المكان اللى تحبيه.

ظهرت الفرحة العارمة فوق وحهها تسرع في الامساك بيده وتتجه معه الى جناحهم وما ان دخلوا اليه حتى قالت بفرحة .._ مبرووك يا رحيم بجد انت متعرفش انا فرحت اد ايه لما عرفت ان حور حامل

تسمر رحيم في مكانه تتسع عينيه بذهول يسألها.._ فرحتى؟

رفعت سارة عينيها اليه قائلة..._ طبعا يا قلبى فرحت انك اخيرا حققت حلمك وهتكون اب حتى ولو من واحدة غيرى وده اللى هندم عليه عمرى كله وانى كنت السبب فيه بس خلاص كل حاجة تهون علشان خطرك يا رحيم

اخذ رحيم ينظر اليها بشك وهو مازل على حالته من الذهول قائلا.._ غريبة يا سارة بصراحة مش قادر اصدقك

حاولت سارة اظهار الاستسلام في ملامحها وهي تقول.._ غريبة ليه يارحيم انت نفسك قولتلى قبل كده ان جوازك من حور اصبح امر واقع وعلشان معنديش استعداد انى اخسرك رضيت بالامر الواقع ده وقبلت بيه ومستعدة اعمل اى حاجة بس ترجع ليا تانى رحيم حبيبى و جوزى حتى لو كان بانى اعتذر لحور على كل حاجة عملتها معاها بس انت تسامحنى يا رحيم.

لتسرع مرة اخرى بالارتماء بين ذراعيه تشهق بالبكاء ليتردد رحيم كثيرا قبل ان يرفع ذراعيه ليحيطها بهم قائلا محاولا تهدئيتها.._ خلاص يا سارة اهدى وكل شئ هيبقى تمام

رفعت اليه عينيها الباكية قائلة بضعف .._ بجد يا رحيم يعنى خلاص سامحتنى

زفر رحيم قائلآ باستسلام.._ ايوه يا سارة بس اهم حاجة عندى انك فعلا ندمتى على كل اللى حصل وتحاولى تحسنى علاقتك بحور

اسرعت سارة تهز راسها بالايجاب قائلة بلهفة.._ حاضر يا رحيم ولو تحب اروح لها دلوقت واعتذر لها انا موافقة بس تعال معايا اصل اخاڤ مترضاش تقبل اعتذارى وتفهمنى غلط

تنهد رحيم قائلا بحنان.._ لا من الناحية دى متقلقيش حور طيبة واستحالة تضايقك بكلمة وبتصالح بسرعة بس انتى حاولى تحاسبى في كلامك معاها شوية وهي الامور هتبقى تمام

احست سارة بالنيران تشتعل بداخلها من طريقة حديثه عن غريمتها ولكنها اسرعت تدارى مشاعرها بمحاولة الابتسام قائلة.._ لا متقلقش خالص انا من هنا ورايح هعتبرها زى اختى انا اهم حاجة عندى انك تكون مطمن ومبسوط يارحيم

ابتسم رحيم لها بهدؤء..._ ماشى ياسارة لو فعلا عملتى اللى بتقولى عليه انا هكون مطمن ومبسوط

اسرعت سارة في القول.._ وترجع تبات في جناحنا يا رحيم

اتسعت عين رحيم بعد تلك الكلمات منها لترفع سارة يدها تحتضن وجهه بكفيها برقة قائلة.._ انت وحشتنى اووى يا رحيم واحشنى انام وانا مطمنة وعارفة انك معايا في نفس المكان ومش عاوزة منك اكتر من كده

تنهد رحيم قائلا باقتضاب.._ خلاص ياسارة ان شاء الله هرجع ابات تانى هنا.

شهقت سيارة بسعادة وفرحة قائلة.._ بجد يا رحيم يعنى استناك الليلة

ظهر التردد فوق وجهه لتسرع سارة قائلة بالحاح.._ علشان خطرى يا رحيم انت متعرفش انت وحشنى اد ايه

هز رحيم راسه بالايجاب يربت فوق وجنتيها بحنان.._ ماشى يا سارة هبات هنا الليلة معاكى.

قفزت نحوه بلهفة ليقف متسمرآ في مكانه بجمود لا يشعر باى شئ من لهفتها تلك في نفسه حتى اسرع بابعادها عنه لتنظر اليه بذهول وهو يسرع في النظر الى ساعته يتنحنح قائلا.._ انا اتاخرت اووى على حمزة فلو عاوزانى اجى معاكى لحور يبقى يلا بينا.

ثم يتحرك باتجاه الباب تاركا ايها خلفه تنظر اليه يظهر حريق ڠضبها في عينيها تهمس من بين اسنانها بغل.._ بقى كده يا رحيم طيب يانا يا انت في اللعبة دى.

كانت حور مازالت جالسة على وضعها منذ ان تركها رحيم منذ قليل تفكر في كلام رحيم اليها وغضبه المحق فيه لكنها لا تستطيع فعل شئ للخوف والقلق الذي يموج بداخلها من كل الاحداث التي حدثت لها من تهديدات جمال الى كلمات سارة السابقة لها عن اسباب زواج رحيم منها التي قد حاولت تنسها لترجع تضربها من جديد كل هذا جعل من فرحتها بهذا الحمل ناقصة تشعر الخۏف عليه اكثر من شعورها بالفرح به.

فماذا تفعل؟ هل تخبر رحيم بكل مخاوفها تلك ام تصمت وتدع الايام تعالج هي كل هذة المخاۏف.

زفرت بحيرة تضع يدها فوق جبهتهها تضغط عليها بقوة تشعر بالالم يكاد يفتك براسها من كثرة التفكير حتى سمعت صوت طرقات فوق الباب لتنهض سريعا وقد ادركت مرور الوقت وهي لم تستعد ومن المؤكد ان رحيم قد بعث بمن يستعجلها للنزول سريعا لكنها تسمرت في مكانها و هي ترى رحيم يدلف الى الداخل يدا بيد مع سارة لتشعر بالبرودة تسرى في انحاء جسدها من مشهدهم هذا .. تقدم رحيم يجذب سارة سارة خلفه ليقف امامها قائلا بهدؤء..._ حور سارة كانت عاوزة تتكلم معاكى شوية

تقدمت سارة من خلف رحيم بخجل غريب عليها قائلة بصوت خافض.._ حور انا كنت عاوزة اعتذرلك على اى شيئ حصل منى في حقك 

ثم اسرعت فجاءة باحتضنها تقبلها سريعا فوق وجنتيها قائلة.._ مبروك...

وتسرع في الابتعاد مرة اخرى لتنظر اليها حور بذهول ثم الى رحيم الواقف مراقبا لما يحدث يبتسم برقة قائلا .._ سارة حبت تنهى اى خلاف بينكم وتبارك ليكى بس خاڤت من ردة فعلك وانك ترفضى طلبها فطلبت منى اجى ليكى معاها

امال راسه الى الجانب قائلا بمرح.._ ها ايه رايك يا حور.

اخذت تنظر اليه بوجه خالى من التعبير تشعر بالجمود يسيطر على جسدها لا تستطيع النطق بكلمة لتأتى الطرقات فوق الباب كنجدة لها ليدير رحيم راسه عنها باتجاه الباب يامر الطارق بالدخول لتدخل الخادمة قائلة بهدوء.._ رحيم بيه حمزة بيه طالب حضرتك تنزله حالا في المكتب

هز راسه يامرها بالانصراف لتسرع سارة في القول.._ انزل انت يا رحيم شوف شغلك وانا وحور هنقعد شوية مع بعض.

تردد رحيم ينظر الى حور الواقفة بصمت يسالها بعينيه عن رايها ليجدها تنظر اليه بجمود لتلاحظ سارة نظراتهم تلك لتقول باسف وضعف.._ الظاهر ان حور لسه مش عاوزة تسامحنى فالافضل انى امشى حالا

الټفت اليها رحيم قائلا بهدؤء.._ استنى يا سارة حور اكيد متقصدش كده بس هي لسه متفاحئة من اللى حصل عموما انا هنزل دلوقت وانتم خليكم مع بعض صفوا الامور بينكم

ثم الټفت الى حور يرتب فوق وجنتيها برقة.._ مش كده ياحور؟

رفعت حور عينيها اليه لاتدرى ماذا تقول لتهز له راسها علامة الايجاب ليبتسم لها ولسارة ثم يغادر سريعا تاركا ايهم وحدهم وسط غرفة يعمها الصمت القاټل الذي استمر. لفترة طويلة حتى تكلمت سارة وهي تجلس فوق احدى المقاعد وتشير الى الاخر لحور قائلة بهدوء.._ تعالى يا حور اقعدى هنا نتكلم مع بعض

الټفت حور اليها تتقدم منها ببطء تجلس امامها لتقول سارة..._ عارفة انك مستغربة ومصډومة من اللى عملته بس لازم تعرفى انى اكتر حد ممكن يكون مبسوط من خبر حملك

رفعت حور راسها اليها بعدم تصديق لتهز سارة راسها قائلة باقتضاب .._ بحملك ده كل الامور هترجع زى الاول بينى وبين رحيم واعتقد انى قولتلك قبل كده عن السبب جوازه منك يمكن وقتها قولتها بطريقة صعبة وقاسېة بس هي دى الحقيقة

حاولت حور مقاطعتها لتوقفها سارة بحزم..._ عارفة اللى هتقوليه وعارفة ان رحيم بدء يتعلق بيكى بس ده زى حد فرحان بحاجة جديدة عليه هتاخد وقتها معاه وترجع الامور تانى لاصلها اللى انا وانتى عرفينها كويس

شعرت حور بالدنيا تغيم من حولها من كلمات سارة والتي تدرى في نفسها بانها الحقيقة التي حاولت الهروب من كثيرا ولكنها اتت لتضربها في ووجها بقسۏة تعاقبها على نسيانها في وقت من الاوقات.

رأت سارة تعاقب المشاعر فوق وجهها لتدرك نجاحها فيما ارادت وبقوة لتسرع قائلة برقة.._ علشان كده صممت النهاردة انى اجى اعتذرلك وابدء صفحة جديدة معاكى علشان نقدر الايام الجاية نعيش سوا في راحة ونحاول سوا نسعد رحيم معانا ولتانى مرة بعتذرلك واقولك انى فرحانة بخبر حملك اللى كان السبب في رجوع رحيم من تانى ليا

رفعت حور راسها سريعا پعنف تسالها بتوتر.._ تقصدى ايه

هزت سارة كتفيها بلامبالاة.._ اعتقد ده رحيم اللى يقدر يتكلم معاكى فيه ويعرفك الايام الجاية هيكون وضعنا كلنا فيها ازاى

نهضت سارة من فوق مقعدها تلتفت للمغادرة تاركة حور في حالة من الصدمة والذهول من المعنى الذي وصلها من كلماتها المسمۏمة لها تبتسم بانتصار عينيها تشتعل بالحقد الذي لم تستطيع ان تداريه كثيرا فيهما تعلم بنجاحها في ما ارادت وبشدة.

قاد رحيم السيارة عائدا بحور الجالسة بجواره في صمت كئيب لا تتحدث اليه ابدا ولا تنظر حتى باتجاه رغم محاولته الدائمة بجعلها تتحدث اليه عما يضايقها فهى منذ زيارتهم للطبيبة وهي على هذة الحالة لا من قبل هذا بكثير وليكن اكثرا تحديدا منذ لحظة علمها بانها تحمل منه طفلا وهي على حالة الغريبة تلك تجعله يفقد صبره معها راغبا في هزها بشدة حتى تنطق وتخبره مابها ليسكت من ظنونه التي تنهش عقله ليسود سوادها افكاره تجعله لا يرى امام عينيه غير هذا السواد يتالم بقوة هو يراها امامه على تلك الحالة.

زفر بحنق يلتفت اليها يراها تنظر من النافذة بشرود غافلة عما يمر به ليناديها بهدوء حاول اظهاره في نبراته .._ حور ايه رايك نروح اى حته نتغدى ونقضى اليوم سوا

هزت حور راسها برفض وهي مازالت تنظر من نافذتها تقول بصوت فارغ النبرات.._ لا انا عاوزة ارجع البيت حاسة انى تعبانة ومحتاجة ارتاح

سالها بقلق.._ تعبانة حاسة بايه؟ خلاص نرجع للدكتورة تانى بسرعة تكشف ونطمن عليكى.

التفتت حور اليه بوجه خالى من التعبير .._ متخفش اوى كده تعبى ملوش علاقة بالحمل

تجهم وجهه عند سماعه لطريقة تحدثها قائلا بجمود.._ له علاقة او ملوش ده ميمنعش انى اطمن عليكى

نظرت حور عدة ثوانى لا تكشف عن افكارها ثم تلتفت تنظر من النافذة مرة اخرى دون ان تضيف كلمة ليسود الصمت السيارة فترة طويلة حتى تحدث رحيم فجأة قاطعا الصمت.._ كنت عاوز اعرفك انى هبات الليلة دى في جناح سارة وهنرجع تانى لنظامنا القديم اللى كنا اتكلمنا فيه في اول جوازنا

التفتت حور بقوة تشعر بكلماته تخترقها كسکين حادة تمزق قلبها والضجيج في اذنيها من شدة ضغط ډمها المشتعل في عروقها لكنها لم تظهر اى شئ في صوتها عندما تحدثت ردا عليه قائلة بلامبلاة مصطنعة.._ اعمل اللى يريحك يا رحيم مبقتش تفرق معايا

صړخ رحيم پعنف محاولا ابقاء عينيه على الطريق امامه.._ يعنى ايه كلامك ده؟ نفسى اعرف ايه اللى بيدور في دماغك دى يخليكى بالشكل ده ليه شايف البرود ده دايما في عينيكى

اعتدلت حور في جلستها لتصبح في مواجهته تنظر اليه بتحدى..._ شكل ايه يا رحيم؟ كنت متوقع اعمل ايه وانتى بتقولى كلامك ده؟ اعيط وادبدب في الارض انك اتصالحت مع سارة ولا كنت تتمنى انزل على ركبتى واترجاك تفضل معايا وليا لوحدى لا يا رحيم بيه انتى لما اتجوزتنى كنت عارفة اتجوزتنى ليه وعلشان ايه فمش من حقى دلوقت انى اعترض على اى حاجة تحصل.

لم يرد رحيم على كلماتها يركز في قيادته للسيارة لا تصدر عنه اى ردة فعل حتى فوجئت به يوقف السيارة بجانب الطريق ينظر امامه عدة دقائق لم تسمع فيها سوى صوت انفاسه المتسارعة الدالة على غضبه الشديد ومحاولته السيطرة عليه لتنكمش حور في مقعدها تخشى من ردة فعله تعلم انه لن يمرر حديثها اليه بتلك الطريقة على خير ليصدق حدسها حين الټفت اليها بعينين تشتعل بالنيران هامسا بۏحشية..._ وطلما عارفة كل حاجة زي الشاطرة كده تعتقدى انى هيفرق معايا اعتراضك او حتى انك تترجينى زى ما قولتى وكويس اووى انك عارفة قيمتك عندى فملوش لازمة الكلام

ثم الټفت يدير محرك السيارة لتوقف قبل ان يتحرك بها يلتفت اليها مرة اخرى قائلا بجمود.._ ااه وياريت لو ممكن تعرفنى انا كمان سبب جوازنا اللى دماغك العبقرية اتوصلت ليه

اخفضت حور راسها قائلة بمرارة.._ السبب اللى خليته واضح وضوح الشمس من وقت ماعرفت انى واجبي اجيب لك الاولاد وبس

ظل رحيم ينظر اليها لعدة دقائق بصمت حتى سمعت صوته يخرج بنبرة غريبة تسمعها منه لاول مرة فيها مزيج من خيبة الامل والصدمة قائلا.._ برافو يا حور بجد برافو انك قدرتى تعرفى كل ده لوحدك.

ثم الټفت مديرا للمحرك يتحرك بالسيارة پعنف وڠضب تضغط انامله فوق مقودها حتى ابيضت مفاصله من شدة ضغطه عليها متجاهلا حور المتنكمشة في مقعدها صامتة الباقى من من طريق العودة الى المنزل حتى توقفت بهم السيارة امام القصر لينزل رحيم منها دون كلمة تتبعه حور هي الاخرى تسير خلفه ببطء وصمت حتى وصلوا الى باب القصر لتناديه حور بصوت هامس ليلتفت اليها بجانب وجهه لتقول بنفس الهمس.._ انا عاوزة اروح عند اهلى اقعد معاهم محتاجة ابعد عن هنا لفترة

اقترب رحيم منها بخطوات سريعة غاضبة يقبض بقسۏة على اعلى ذراعيها جعلتها تشهق بالم وهو يقوم بجذبها الى داخل القصر يمر بالجالسين في بهو القصر دون ان يلتفت الى احد منهم رغم محاولة والدته لايقافه بندائها المستمر عليه مستمرا في تحركه باتجاه الدرج جاذبا حور خلفه بشدة حتى وصل الى جناحهم يدفعها الى الداخل پغضب ېصرخ بها.._ انتي ايه حكايتك بالظبط ليه مصممة تجيبى اخرى في الصبر عليكى

وعندما استمرت في صمتها تعالا صراخه اكثر قائلا.._ انطقى ايه اخره اللى بتعمليه ده عاوزة توصلى لايه يا حور

رفعت حور عينيها اليه تنظر اليه بجمود مستمر على صمتها امامه ليشعر رحيم بالاستسلام من ان تتكلم ليمرر اصابعه في شعره يقبض عليه باصابعه پعنف يتحرك في ارجاء الغرفة محاولا تهدئة اعصابه حتى يستطيع ترتيب افكاره ليتوقف فجأة يزفر انفاسه ينظر اليها قائلا پعنف لم يستطيع السيطرة عليه.._ تمام يا حور خليكى ساكتة زى ما انتى عاوزة بس عاوزك تعرفى ان خروج من البيت مش هيحصل اهلك وحشوكى يتفضلوا يجوا هنا ليكى يزوروكى غير كده معنديش وبصراحة انا جبت اخرى معاكى ومبقتش عارف انتى عاوزة او بتفكرى في ايه فمتلوميش غير نفسك على اللى هيحصل بعد كده.

ثم انطلق مغادرا الغرفة يصفق الباب خلفه بشدة ارتجت لها ارجاء القصر تاركا حور ترتحف بشدة تشعر بالبرودة تسرى في جميع جسدها تعلم انها تقف على حافة الهاوية معه ولا تراجع بعد الان فما حدث بينهم فاما ان تعيش معه لتظل في الظل دائما بالنسبة له او تنبتعد تماما تاركة كل شئ فهى لم يعد لديها القدرة على المحاربة في كل تلك الجبهات من حولها لا ترى ابدا املآ لتحارب من اجله سوى طفلها القادم تحارب من اجله .. استلقت فوق الفراش تشعر بحزنها ويأسها يسيطران على روحها حتى سقذت في النوم مكانها تهرب به عن كل ما يحيط بها.

...

.._ ده انتى طلعتى استاذة كبيرة وانا معرفش

تحدث جمال بتلك الكلمات الى سارة الجالسة بجواره تنفرد به في احدى غرف القصر بعيد عن اعين ساكنيه بعد رؤيتهم لدخول رحيم العاصف منذ قليل لتبتسم سارة بذهو وغرور قائلة.._ مش قولتلك متخفش عليا وهقدر العبها صح واظن رجعت من جديد سارة الطيبة في عيون رحيم ومن شكلهم وهما راجعين اقدر اقولك انى نجحنا في اللى عاوزينه وان الهانم منطقتش بكلمة لرحيم

ضحك جمال بشدة قائلا..._ لا من الناحية دى انا مطمن بس قوليلى عملتى ايه في اللى اتفقنا عليه

.._ متقلقش كله تمام وهنبدء في تنفيذه من بكرة بس عاوزة اقولك الست خاېفة المرة دى ومصممة تعرف احنا ناوين على ايه

هز جمال راسه بلا مبالاة.._ سيبك منها زوديلها الفلوس شويتين وهي هتنسى حتى اسمها بس اوعى تعرفيها اى حاجة يا سارة مهما حصل هي عليها تنفذ المطلوب منها وبس.

هزت سارة راسها تطمئنه قائلة .._ متقلقش من الناحية دى بس من هنا ورايح نحاول نقلل من مقابلتنا لحد ما اللى عاوزينه يحصل انت فاهم ان القصر هنا فيه الف عين وعين تشوفنا

جمال.._ اتفقنا و اهو اسلى نفسى انا هنا بحور حبيبتى وانا بلعب معاها واشوف نظرة الړعب في عينيها منى ورحيم بيه مش دارى بحاجة من اللى بتحصل

ضحكت سارة بشدة تقول بخبث.._ ده انت شيطان ملهوش حل

جمال قائلا بنفس الخبث.._ من بعض ما عندك يا بنت يا عمى

...

في أحدي الأماكن العامة جلست سارة ومعها نرجس التي اخذت تتلفت حولها لتقول سارة لها پغضب.._ في ايه يا نرجس خاېفة من ايه الموضوع بسيط مش محتاج منك الخۏف ده كله

نرجس بقلق وريبة.._ طيب ما كان اي حد من اللي شغالين في البيت عملها اشمعنا انا يا ست سارة

تقدمت سارة في جلستها تسند بذراعيها فوق المائدة.._ قولتلك قبل كده علشان دول اغبية وممكن يتكشفوا وكمان انا مش عاوزة حد من اللي في البيت يدري باللي هيحصل.

اعتدلت مرة اخري في جلستها قائلة.._ وبعدين دي مش اول مرة نتعامل فيها سوا يا نرجس ولا ايه؟

تنهدت نرجس باستسلام قائلة.._ ماشي يا ست سارة بس انا هاخد ضعف الفلوس اللي طلبتها قبل كده ولو حصل واتعرف اللي هيحصل انا ماليش دعوة هنكر اي حاجة اتفقنا يا ست سارة

زفرت سارة بغيظ قائلة.._ اووووف خلاص يا نرجس انتهينا المهم انتي اكيد هتروحي تزوري الزفتة تطمنوا عليها تبركولها عاوزكي تتحججي بأي حاجة وتطلعي عندها اوضتها هتخبي الحاجات اللي اديتهالك ده في مكان يبان انها هي اللي مخبياها و اوعي حد يشوفك يانرجس

هزت نرجس راسها تقول سريعا.._ متقلقيش ياست سارة بس هي بتاعت ايه الحبوب دي؟!

قفزت سارة واقفة تصرخ بها پغضب: .._ تاني يا نرجس مش قولتلك ملكيش دعوة واخلصي يلا خلينا نمشي من هنا قبل ما حد يلمحنا

قفزت نرجس علي قدميها قائلة بلهفة وهي تلملم اشيائها.._ حاضر يا ست سارة قمت اهو 

لتهمس قائلة بخفوت.._ وربنا يستر ف اللي جاي و الا وقعتك هتبقي سودا يا نرجس.

جلست ندي بجوار حور الصامتة كحالها منذ ايام لتقترب منها ترتب فوق يدها قائلة بحنان.._ مالك يا حور عاملة ليه كده؟!

هزت حور راسها قائلة بخفوت.._ مفيش يا ندي كل الحكاية اني تعبانة شوية من الحمل

ندي بشك.._ متاكدة ان دي كل الحكاية؟!

هزت حور راسها اليها بالايجاب دون كلام لتزفر ندي بقلة حيلة لا تدري كيف تخرجها من حالتها تلك التي لا تعلم لها سببآ .. واستمر الصمت بينهم لدقائق حتى دخلت احدي الخادمات قائلة..._ ست حور اهل حضرتك وصلوا والست الكبيرة طلباكي في المضيفة.

نهضت حور سريعآ فرحة بقدوم عائلتها لتسرع في خطواتها حتى وصلت إلى داخل الغرفة تقف تلتقط انفاسها تدير عينيها بين الموجودين لتري اختيها تبتسمان لها بسعادة وفرح وبجوارهم زوجة ابيها والتي وللغرابة تبتسم هي الاخري لها بسعادة اقتربت منهما تحتضن اخوتيها بشدة تستنشق رائحتهم بعمق واشتياق تمتلاء عينيها بالدموع حاولت مدارتها عنهم وهي تبتعد عن احضانهم قائلة بصوت اجش متحجرش بالعاطفة..._ وحشتوني اوووي يا بنات متعرفوش كان نفسي اشوفكم اد ايه

ضحكت سمر قائلة بفرحة.._ وانتي كمان يا ابلة متعرفيش وحشتينا ازاي اول ما رحيم بيه كلم بابا اننا نيجي نشوفك ونباركلك وانا وسحر كنا عاملين زي المجانين

سحر بهدوئها المعتاد.._ انتي بس اللي كنت زي المچنونة دي مقعدتش لحظة واحدة مكانها من ساعة ما عرفت الخبر

الټفت اليها سمر قائلة بغيظ..._ يا سلام ياست العاقلة ومين اللي جري زي العبيط وهو بيتنطط ويقول هبقي خالة هبقي خالة

نكزتها سحر في ذراعيها بغيظ لتردها سمر اليها في نفس اللحظة لتضحك حور بقوة علي مشحانتهم المعتادة تتمني الا تفارقهم ابدا

سالتهم حور باهتمام.._ طيب بابا يا بنات مجاش معاكم ليه؟

همت سمر بالرد عليها ليقطعها صوت زوجة ابيها قائلة برقة زائفة.._ ايه يا حور مش هتسلمي عليا وانا موحشتكيش زي اخواتك.

الټفت اليها حور تتقدم منها قائلة برسمية.._ لا ازاي يا خالتي ازيك عاملة ايه؟

اسرعت نرجس باخذها بين احضانها تبالغ في تقبيلها حتى تمللت حور بين ذراعيها تبتعد عنها لتضحك نرجس بمبالغة لتستمر بيهم الجلسة مابين مزاح اختيها والتي جعلت يضحك بسعادة حتى مالت عليها نرجس قائلة بهمس.._ حور يا بنتي كنت عوزاكي في كلمتين كده بيني وبينك

الټفت حور اليها بدهشة قائلة بارتباك .._ بس ياخالتي...

ونظرت في اتجاه والدة رحيم المنشغلة في حوارها الضاحك مع سمر لتهمس نرجس قائلة.._ مش هاخرك يا بنتي بس الكلام يخص ابوكي كنت عاوزة اكلمك كلمتين عنه

اسرعت تسالها بلهفة.._ ماله بابا في حاجة حصلتله؟

قالت نرجس.._ ماهو ده اللي عاوزة اكلمك فيه بس مش هينفع هنا

هزت حور رأسها بالايجاب تلتفت إلى الحاجة وداد قائلة بخجل.._ ممكن يا ماما اطلع مع خالتي نرجس ثواني لاوضتي ونرجع علي طول.

انتقلت نظرات الحاجة وداد بين حور الواقفة بخجل وبين نرجس التي تمللت في وقفتها من نظراتها لها لتقول اخيرا .._ طبعا يايبنتي اتفضلي انتي مش محتاجة تستاذني مني ده بيتك

ضحكت نرجس بتملق قائلة.._ اكيد يا حاجة بس الاصول برضه 

لتخرج هي وحور متجهين إلى جناح الاخيرة وما ان دخلوا إلى الغرفة حتى اڼفجرت نرجس في البكاء بشدة افزعت حور لتسرع في القول پخوف.._ في ايه يا خالتي بابا ماله متقلقنيش اكتر من كده.

مسحت نرجس عينيها قائلة بحزن مصطنع.._ ابوكي من يوم ما اتجوزتي وهو ولا بياكل ولا بشرب وحاله مايسر كل يوم عن التاني

اجلستها حور لتجلس بجوارها تسالها بقلق.._ طيب ليه كل ده ايه اللي حصل يخليه بشكل ده

نظرت نرجس اليها بحزن.._ خاېف يكون ظلمك لما جوزك الجوازة دي ده حتى رفض يجي معانا النهاردة علشان يباركلك.

شردت حور للحظات في كلماتها لتستانف نرجس حديثها: .._ اعمل ايه يا حور يا بنتي غلبت اقوله انك مبسوطة في بيت جوزك وهو يقولي ابدا دي راضية علشان خاېفة عليا من رحيم بيه

قالت حور باهتمام.._ طيب ايه العمل يا خالتي اخليه يطمن ازاي اني مرتاحة ومبسوطة مع رحيم

اڼفجرت نرجس بالبكاء تشهق بشدة .._ والله مانا عارفة نعمل ايه.

لتستمر في بكاءها الهستيري لتشفق حور لحالها تنهض من جوارها ترتب فوق كتفيها في محاولة لتهدئتها وعندما فشلت اسرعت باتجاه الباب قائلة.._ اهدي يا خالتي ثواني انا هروح اعملك حاجة تهديكي وراجعة بسرعة

نرجس من بين شاهقاتها.._ لالا يا حور متتعبيش نفسك.

لم تنتظر حور واسرعت خارجة من الباب تاركة نرجس التي ما ان خرجت حتى توقفت عن بكاءئها فجأة لتسرع باخراج اشرطة الدواء من حقيبتها تتجه إلى خزانة الملابس تفتحها تنظر بداخلها حتى وجدت التي تخص حور تدس ما بيدها في احدي ادراجها الداخلية لترجع بسرعة مكانها تتنفس بخشونة قائلة .._ اديني نفذت كلام المخفية سارة بس كان نفسي اعرف هي ناوية علي ايه للبت حور

لتهز كتفيها بالامبالاة..._ وانا مالي ان شالله يولعوا في بعض المهم اني طلعت بقرشين حلوين من الحكاية دي.

وقفت حور تودع اسرتها بعد زيارتهم لها علي وعد منها لزوجة ابيها بان تاتي لزيارتهم والحديث إلى ابيها رغم علمها بصعوبة تنفيذها لهذا الوعد في ظل التوتر الدائر بينها وبين رحيم في هذة الايام لتتجهه افكارها إلى رحيم الذي ذهب بنفسه لايصال عائلتها بسيارته بعد استقباله لهم بحفاوة وترحاب شديد جعلها تنسي وتغفر له كل ما يوجعها منه تنهدت بحيرة من تضارب مشاعرها تتجاهل المها الذي تشعر به اسفل ظهرها منذ حديثها المتوتر مع زوجة ابيها تتجه إلى الداخل تجلس بجوار الحاجة وداد التي اسرعت تجذبها بين احضانها لتريح حور راسها فوق كتفيها لتقول وداد بابتسامة.._ اكيد مبسوطة انك شوفتي اخواتك النهاردة بصراحة بنات زي العسل

رفعت حور راسها قائلة بتعب.._ جدا يا ماما متعرفيش كانوا وحشني اد ايه

تاملت وداد في ملامحها المتعبة قائلة بقلق.._ مالك يا حور انتي تعبانة ولا ايه؟

قالت حور پألم.._ مش عارفة يا ماما حاسة اني ضهري وجعني شوية

نهضت وداد سريعا تجذبها برقة.._ طيب قومي يا بنتي بسرعة اطلعي نامي علي ضهرك الحركة الكتير غلط عليكي.

ما ان نهضت حور حتى شهقت بالم لتسرع وداد اليها بلهفة تسندها قائلة بقلق.._ لا انتي تطلعي حالا وانا هتصل برحيم يروح يجيب الدكتورة ويجي حالا

ردت حور بصوت مټألم خاڤت.._ ملوش لزوم يا ماما انا هتحسن لما ارتاح شوية

هزت وداد راسها برفض قاطع قائلة.._ اسمعي الكلام واطلعي اوضتك

لتعالي صوتها مناديا لندي التي اتت مسرعة قائلة بقلق.._ في حاحة يا ماما؟

لتشهق پخوف وهي تري حور المنحنية علي نفسها پألم.._ مالك يا حور ايه حصل؟

قالت وداد بنبرة لا تحتمل اي جدال =خديها حالا ياندي طلعيها فوق لحد ما اتصل برحيم

اسرعت ندي باسناد حور تصعد بها الدرج .. لتقول الحاجة وداد وهي تتصل برحيم برجاء و قلق.._ عديها علي خير يارب ويطمنا عليكي يا حور.

وقف رحيم يتحدث إلى الطبية بعد انتهائها من معاينة حور المستلقية بتعب فوق الفراش يحيط بيها ندي والحاجة وداد يشعران بالقلق الشديد بجانبهم سارة الواقفة بلا اي تعبير علي وجهها عينيها ترتسم فيهما القسۏة وهي تري لهفته الشديدة علي غريمتها ولكنها حاولت عدم اظهار اي من هذا فوق ملامحها وهي تستمع إلى الطببية تحدث رحيم بنبرة عملية.._ اطمن يا رحيم بيه احنا قدرنا نسيطر علي الامور بس احب اعرفك اننا لازم الايام الجاية ناخد حذرنا

رحيم بلهفة وقلق.._ يعني مفيش اي خطۏرة عليها دلوقت؟

لترد عليها الطبيبة مطمأنه اياه.._ ابدا متقلقش بس بلاش توتر ولا انفعال اليومين الجايين لاني لاحظت ان ضغط ډمها مرتفع عن معدله الطبيعي فياريت نحرص شوية

هز رحيم راسه بالموافقة قائلا بجمود .._ ان شاء الله هيحصل

استأذنت الطبيبة بالأنصراف

ليلتفت رحيم إلى ندي قائلا.._ ممكن يا ندي توصلي الدكتورة وتخلي حمزة يوصلها

وقبل ان تتحرك ندي من مكانها اسرعت سارة قائلة بلطف.._ خليكي انتي يا ندي انا هوصلها

وافقت ندي رغم دهشتها من عرضها هذا لتخرج سارة بالطبية وما ان ابتعدت عن جناح حور حتى التفتت إلى الطبية تسألها بلهفة.._ يعني يا دكتو ممكن ان الحمل ميكملش؟

قالت الطبية بعمليتها المعتادة.._ والله يا مدام دي حاجة بامر الله كل اللي في ادينا اننا نعمل اللي علينا ونسيب الباقي لربنا.

اغتاظت سارة من رد تلك الطبيبة الحمقاء ترغب في هزها بشدة حتى تستخلص منها كل المعلومات التي قد تشفي غليلها ولكنها قامت بالسيطرة علي تلك الفكرة قائلة بهدوء حاولت اظهاره.._ اصل انتي متعرفيش اد ايه انا قلقانة عليها

ردت الطبيبة بهدوء.._ متقلقيش هي بخير اهم حاجة تبعد عن التوتر والانفعال غير كده كل امورها بخير.

ضغطت سارة فوق اسنانها بغيظ من ټحطم امالها من كلمات تلك الطبية الغبية لتشير اليها ان تتقدمها حتى وصلت إلى حمزة الواقف بقلق اسفل الدرج ومعه جمال يسألها بعينيه عن اخر الاخبار لتوجه حديثها إلى حمزة قائلة.._ حمزة يا ريت توصل الدكتورة علشان رحيم فوق مع حور

اسرع حمزة يسالها بلهفة وقلق.._ طيب الاخبار ايه طمنوني؟

ردت سارة وهي تجعد فمها.._ متقلقش هي كويسة وامورها تمام

تنهد حمزة براحة قائلا بفرحة.._ الحمد لله.

ثم يلتفت إلى الطبية قائلا.._ اتفضلي حضرتك انا هوصلك

ليتحرك خارجا يرافق الطبية وما ان اصبحوا خارج القصر حتى اسرع جمال يسألها.._ انتي اللي عملتي كده صح؟

ليمسكها من ذراعها بقسۏة ضاغطآ عليه.._ ايه إلى خلاكي تتصرفي من نفسك مش قولتلك متحركيش الا باشارة مني

هزت سارة راسها بالتفي قائلة پألم .._ سيب دراعي انا معملتش حاجة ولا جيت جنبها كل ده حصل لوحده من غير ما ادخل.

اخذ جمال ينظر اليها بشك لثواني ثم ترك ذراعها يتنفس براحة.._ كويس اوووي كده شكلها هتحصل لوحدها من غير ما ندخل

الټفت سارة اليه بحدة.._ يعني ايه ياسي جمال لا احنا متفقناش علي كده احنا لازم نتخلص من الحمل ده وباسرع وقت انا مش هستني تجي لوحدها فاهم

همس جمال يتلفت حوله بقلق.._ واطي صوتك انتي عاوزة تفضحينا

قالت سارة بانفعال.._ انت اللي بتنرفزني وتقولي تيجي لوحدها 

لتصيح مھددة..._ جمال انا مش عايزة اي حاجة تربط البت دي برحيم بعد طلاقهم

اقترب جمال منها قائلا بهمس محاولا اقناعها.._ فكري فيها كويس اللي عاوزينه هيحصل وهيطلقها وهي لسه في شهورها الاولنية يعني ممكن ينزل في وقت من غير ماندخل ولا نعرض نفسنا للخطړ وننكشف في كل مرة نحط ليها الدوا. اعقلي كده وفكري في كلامي كويس هتلاقيني بتكلم صح ثم تحرك مغادرا ليتركها وحيدة وسط افكارها السوداء التي تعصف بداخلها پجنون.

بعد خروج والدته وزوجة اخيه بعد الاطمئنان علي حور النائمة الان بسلام استلقي رحيم بجانبها محاولا عدم ايقاظها لتتلملم في نومها بين ذراعيه ليقوم بالهمس لها في اذنيها برقة.._ هششش اهدي و نامي انا هنا جنبك.

همست باسمه بصوت هامس وهي مازالت علي نومها تضم نفسها له اكثر ليشعر بانفاسه عالقه داخله من شده اشتياقه اليها ليطلقها ببطء شديد في محاولة منه لتهدئة اضطراب مشاعرة الثائرة ينحني عليها بحنان هامسا بما لم يستطع نطقه لها.._ اه لو تعرفي اد ايه وحشتيني وحشني اني اسمع اسمي منك بطريقتك اللي بتقتلني بالبطئ دي 

تنهد بحرارة مكملا.._ نفسي اعرف ايه اللي مخليكي متغيرة معايا كده لو تحكيلي وتفهميني ايه اللي مزعلك

مد انامله يقوم بابعاد خصلاتها بعيدا عن عينيها ينظر اليها بشتياق وهي نائمة براحة واطمئنان ليغرق سريعا هو الاخر في نوم حرم منه منذ، فترة طويلة لم يستيقظ منه الا علي دقات منبه هاتفه معلنا وقت استيقاظه ليسرع في اغلاقه خوفا من ايقاظها لكنه وجدها تتملل بجانبه تفتح عينيها تتمطي بكسل ليلتفت اليها قائلا بحنان.._ صباح الخير عاملة ايه دلوقت احسن؟

ردت بصوت هامس تحاول النهوض من الفراش.._ الحمد لله احسن كتير عن امبارح 

اسرع رحيم بالامساك بها يجعلها تستلقي مرة اخري قائلا بلهفة.._ رايحة فين خليكي نايمة مرتاحة وبعدين لسه بدري اووي.

رفعت حور عينيها اليه تري وجهه قريب منها انفاسه تلامسها برقه فاخذت عينيها تحوم فوق ملامحه ببطء وقد مرت ايام طوال منذ ان اقترب منها لتشعر بشوقها اليه و إلى رقته وحنانه عليها ليري رحيم مشاعرها تلك ترتسم في عينيها ليجد نفسه بلا وعي منه يرفع انامله لتجول فوق ملامحها قائلا بهمس .._ وحشتيني يا حور وحشتيني اووي متعرفيش اد ايه وحشني قربي كده منك.

لتجيبه هامسة هي الاخري وانت كمان .._ وحشتني اووي يا رحيم

انفرجت ملامحه بفرحة شديدة يهتف بسعادة.._ بجد يا حور طيب ليه كل اللي حصل ليه الزعل بينا من الاساس

اخفضت حور عينيها عنه لاتدري ماذا تقول؟ اتحدثه عن كل ما يخيفها وما يحدث معها من ابن عمه الحقېر هذا ام تستمر علي صمتها تتحمل هي عواقب صمتها هذا.

ادرك رحيم بحيرتها وافكارها التي تموج بداخلها پعنف ليسرع محاولا ابعاد تفكيرها عن افكارها تلك فشوقه اغرقه في دوامات لا قدرة له علي السيطرة عليها فهو منذ متي استطاع السيطرة علي اي شئ يخصها منذ زواجه بها فقد اصبحت كالهواء بالنسبة له. كضوء في اخر نفق مظلم يعطي له الامل، هي اصبحت الحياة بكل ما فيها بالنسبة له فهو يحبها نعم يحبها بل اصبح لها عاشقا ميئوسا منه مچنونا بها تسمر رحيم عند هذة النقطة من افكاره ليرفع راسه مبتعدا عنها بقوة وعڼف تتسع عينيه ينظر اليها بذهول جعلها تسأله بقلق..._ مالك يا رحيم بتبصلي كده ليه؟!

لم ينطق حرفا مبتعدا عنها انفاسه تتسارع بشدة كما لو كان خرج لتو من ماراثون طويل لتسرع حور بالجلوس تمسك بزراعه تساله بقلق .._ رحيم متقلقنيش عليك كلمني وقولي مالك ارجوك

اسرع رحيم بمغادرة الفراش يتجه إلى الحمام دون كلمة لتجلس حور بصمت يتاكلها القلق عليه لا تدري ما حدث له ليصبح علي هذة الحالة.

وقف رحيم تحت رزاز الماء البارد المنهمر فوق راسه يستند بكفيه فوق الحائط امامه محاولا تصفية ذهنه حتى يستطيع ترتيب افكاره لكن لم يجد في نفسه القدرة علي ذلك ليظل واقفا مكانه علي حالته هذة لمدة طويلة اخذ فيها يهمس لنفسه بما اعترف به منذ قليل. احقا فعلها واحبها ضاربا عرض الحائط كل تحذيرات عقله له واقعا في حبها عاشقا مچنونا لها كما لو كان لم يعرف للحب طريقا من قبلها زفر بخشونة يسأل نفسه .._ اهو حقا سعيدا بهذا امستعدا لتكرار تجربته مرة اخري مع سارة 

ليصدم من جديد فهز راسه پعنف رافضا لتلك الفكرة فحور ليست سارة انها حتى لا تشبيها بشئ فحور رقيقة ذو طبيعة طبية تفكر في الجميع قبل نفسها او ليس قبولها الزواج به كان لاجل عائلتها دليلا علي هذا فهو يعلم انها لم تتزوجه طمعا به او في مكانة عائلته بل ليكون صادقا هو اجبارها حرفيا علي الزواج به فلم يجعل لها  اختيار سوي بالموافقة به .. سطع الضوء فجأة امامه تتسع عينيه پصدمة ايكون هذا حقا هو كل احساسها به الاجبار علي الحياة معه؟ ايكون هذا هو سبب تعاستها منذ معرفتها بحملها منه احساسها بزيادة قيوده عليها في حياتها معه .. ضړب الحائط امامه پعنف يفرغ فيه ما يشعر به في تلك اللحظات من ڠضب وخيبة امل واحباط مما توصل ايه تفكيره لا يدري ما هو بفاعل.

اوقف رحيم تدفق المياة وقد قرر ان لا شيئ يحل بينهم سوي بالحديث يجب ان يتحدث اليها يعلم منها كل ما تشعره به في حياتها معه ويجب ان يخبرها هو بكل ما يعتمر في نفسه من اجلها لن يستمر الصمت بينهم ابدا بعد الان.

خرج رحيم يقف امام حور التي كانت تجلس تفرك قبضتيها بتوتر يرتسم القلق فوق وجهها ليزداد اكثر بعد رؤيتها لشحوب وجهه الشديد وهي تراه ينحني علي عقبيه جالسا امامها ليمسك بيدها بين يديه برقه ناظرا اليهم لعدة ثواني قبل ان يزفر بخفوت يرفع عينيه اليها قائلا.._ حور احنا لازم نتكلم مع بعض مبقاش ينفع نكمل كده وكل واحد فينا جواه كلام كتير لتاني.

اخذ يدها التي يمسك بها يضعها فوق قلبه هامسا.._ انتي لازم تعرفي هنا فيه ايه 

ثم مد يده هو يضعها فوق قلبها يحس بخفقاته الشديدة اسفلها قائلا بصوت اجش مرتعش.._ وانا كمان اعرف ايه اللي ليا هنا

توقف للحظات ينظر إلى عينيها بعينين تشتعلان شوقا قائلا بصوت لا يكاد يسمع.._ اتفقنا يا حور.

استمرت في النظر اليه تاسرها عينيه لتهز راسها ببطء بالموافقة ليقف ويوقفها معه يمرر انامله فوق وجنتها قائلا.._ انا عندي مقابلة شغل مهمة جدا مقدرش اعتذر عنها و الا كنا قعدنا و اتكلمنا بس اوعدك مش هتاخر و اول ما اوصل مفيش حاجة هتعطلني اننا نبقي مع بعض ونتكلم اتفقنا.

هزت حور راسها بالموافقة وقد قررت مصارحته بكل ما يحدث معها ولن تتراجع عن قرارها ابدا فقد اتي وقت المصارحة لتجيبه بحزم.._ اتفقنا وانا موافقة

رحيم وقد سعد بوافقتها.._ خلاص انا عاوزك ترتاحي في السرير متجهديش نفسك ابدا ولو عوزتي حاجة انا هكلم ندي تكون معاكي ومتسبكيش

نظرت إليه قائلة بتردد.._ بس انا كده هزهق من القاعدة هنا ممكن بس انزل اقعد معاهم تحت واوعدك اني هخلي بالي كويس.

ابتسم رحيم قائلا.._ موافق

ابتسمت حور بخجل تبتعد عنه بارتباك ناحيه خزانته قائلة بمرح.._ طيب ممكن تسيبني انا اختارلك تلبس ايه النهاردة

تقدم رحيم يقف خلفها يستنشق عبيرها بشدة قائلا.._ انا تحت امر حورتي اي حاجة تطلبها مني النهاردة انا موافق عليها.

ردت بصوت خافض قائلة بشك لم تستطيع اخفاءه في صوتها.._ بجد يا رحيم اي حاجة هطلبها هتتنفذها ليا

ادارها بين ذراعيه يرفع وجهها اليه قائلا بهمس.._ اي حاجة يا حور حتى ولو كان فيها عمري

رفعت يدها تضغط بها فوق شفتيه قائلا بفزع.._ بعد الشړ عليك متقولش كده تاني

ابتسم قائلا .._ لدرجة دي خاېفة عليا حتى من كلمة بقولها.

أومأت تشعر بالخۏف والرهبة بسبب كلماته فهي لا تستطيع تصور حياتها من دونه.

...

وقفت سارة تراقب رحيم يعطي لمن حوله الوصايا العشر ليهتموا بفتاته المدللة تشعر بالنيران تتأجج بداخلها فمنذ رؤيتها له نازلا الدرج حاملا تلك الفتاة بين ذراعيه كأنها كنزه الثمين و هي تتمني غرز اسنانها في عنقها تسحب منها الروح ضاربة بعرض الحائط كلمات والدتها اليها قبل مغادرتها صباحا عائدة إلى منزلهم لظرف طارئ بمحاولة ضبط النفس وعدم الانسياق وراء مخططات جمال لكنها لم تعد تحتمل رؤيتهم معا بتلك الطريقة لم تعد تحتمل دلاله لها امام الجميع وهو من كان دائما متحكمآ في عواطفه معها رافضا اظهارها علي الملأ ها هو يظهر كمراهق صغير واقعا في الحب لاول مرة. لم تعد تحتمل فكرة ان من الممكن ان تكون تلك الفتاة ام لطفل رحيم لتنتزع مكانتها إلى الابد في هذا القصر وهذة العائلة وقلب رحيم نهائيا انتفض بداخلها رافضا لتلك الفكرة فلا و الف لا لن احتمل بعدا الان يجب ان تنتصر حتى ولو تحالفت مع الشيطان لذا يجب ان تتحدث إلى جمال لينهي هذا اللعبة سريعا فهي قد بدات تشعر انه قد بدء يلعب لصالحه هو وحده مبعدا ايها عما ينتويه فهي لن تنتظر دقيقة اخري لتتخلص من هذا الحمل وليحدث ما يحدث وقتها.

افاقت من افكارها علي تحرك رحيم مغادرا لتسرع باللحاق به تناديه امام الموجودين ليتوقف ناظرا اليها لتذهب اليه تتدلل في خطواتها باتجاهه تقف امامه تلتصق به غير مراعية لعيون من حولهم المراقبة لهم قائلة بدلال .._مش انت مسافر القاهرة

هز رحيم راسه بالايجاب شاعرا بالضيق من تصرفها ذلك يراها تستأنف حديثها بصوت مائع..._ طيب ممكن اجي معاك انت عارف ان ماما سافرت علشان بابا تعب فجأة فممكن تاخدني معاك اطمن عليه ونرجع سوا

هز رحيم راسه رافضا فهو يعلم جيدا ان عمه بخير ولا يوجد شك مما قالته قد حدث.._ معلش ياسارة مش هقدر انا متاخر فعلا خليها يوم تاني ولو مستعجلة تقدري تاخدي السواق يوصلك.

اهتزت ملامح وجهها بحدة من رفضه لكنها لم تظهر له هذا ليبتعد رحيم عنها سريعا لتنحنح سارة تتصنع السرور.._ لا يا قلبي مش مشكلة هبقي اطمن عليه بالتليفون ولما تفضي نبقي نروح سوا.

نظر رحيم إلى ساعته بعبوس قائلا: .._ اعملي اللي يريحك يا سارة انا همشي دلوقت لاني اتاخرت جدا 

ثم ذهب في اتجاه حور الجالسة فوق اريكة غرفة المعيشة تراقب ما حدث بعينين تشتعل غيرة لم تستطع السيطرة عليها ليراها رحيم علي هذة الحالة ليجلس علي عقيبيه امامها هامسا بحنان.._ عوزك تاخدي بالك من نفسك كويس واستنيني لما ارجع اوعي تنامي مهما اتاخرت اتفقنا

هزت حور راسها بالايجاب قائلة بنفس الهمس..._ اتفقنا بس علشان خطړي خلي بالك من نفسك

ابتسم رحيم بسرور قائلا ليتلمس وجنتيها برقة عند ملاحظته لقلقها الفعلي عليه قائلا محاولا طمئنتها .._ متقلقيش عليا خلي بالك من نفسك بس.

ثم نهض واقفا مودعا الجميع: .._ يلا سلام زمان حمزة وصل وانا لسه هنا متحركتش من مكاني 

ليتحرك مغادرا تصحبه والدته بالدعوات ليغادرا معا الحجرة ليسود الصمت طويلا بعد مغادرته تجلس حور وندي متجاورين بينما سارة تجلس فوق مقعدها تهز رجايها بعصبية حتى قطعت الصمت تحدث حور بحدة.._ مكنش ليه لزوم التنطيط من مكان لمكان وكنت خليكي في اوضتك احسن.

نظرت حور اليها يرتسم الهدؤء فوق ملامحها لتستانف سارة حديثها تحاول هز هدوءها هذا قائلة.._ عشان ميحصلش حاجة تاني وتخلي كل اللي في البيت يلف حولين نفسه علشان خطرك

شهقت ندي پصدمة من طريقة حديثها الخالية من الذوق وهمت بالرد عليها لكنها وجدت حور تعدل في جلستها تنظر اليها قائلة بثقة.._ متقلقيش نفسك ياسارة رحيم موافق علي نزولي لهنا وانتي شوفتي ده بنفسك وياستي لو حصلي حاجة تاني متبقيش تتعبي نفسك بالقلق عليا.

صدرت عن ندي ضحكة مكتومة حاولت اخفاءها لتدير سارة انظارها بينهم بغيظ لتدارك نفسها سريعا قائلة بخبث.._ انا ميهمنيش اللي يحصلك انا كل الحكاية اني لحظت رحيم بدء يضايق من دلعك وانتي كل شوية ترعبيه من الخۏف والقلق علي اللي في بطنك

استمرت حور علي هدوئها تدرك محاولتها لمضايقتها قائلة بلطف.._ اعتقد رحيم قادر يتكلم بنفسه و يقول لو ده فعلا بيضايقه ومش محتاج حد يتكلم بلسانه ولا ايه يا سارة.

هذة المرة لم تستطع ندي كتمان ضحكتها لتخرج منها بصوت صاخب جعل احمرار الغيظ يتصاعد فوق وجه سارة التي اخذت تفتح فمها وتغلق عدة مرات محاولة الكلام والرد علي حور لتفشل لتدق الارض بقدميها غيظا توجه نظرتها السامه اليهم قبل ان تغادر الغرفة كالعاصفة لټنفجر ندي بالضحك تحاول الحديث بصعوبة.._ ېخرب عقلك يا حور اول مرة اشوفك بتتكلمي كده

نظرت اليها حور بوجه جاد قائلة..._ يمكن لاني زهقت من كتر سكوتي اللي دايما بتفهمه علي انه ضعف وخوف

رتبت ندي علي يدها قائلة بجدية هي الاخري.._ عارفة يا حور انك استحملتي كتير بس احيانا السكوت ادام العقول اللي زي سارة يكون هو الحل الصح

هزت حور راسها موافقة علي كلامها تتنهد قائلة.._ عارفة يا ندي بس خلاص مبقتش قادرة استحمل كل الضغوط دي عليا كل حاجة متلغبطة ومبقتش فاهمة ايه الصح وايه الغلط

نظرت اليها ندي بتساؤل قائلة..._ كلامك مش مطمني يا حور في حاجة حصلت رحيم زعلك في حاجة

ضحكت حور ساخرة قائلة بمرارة.._ رحيم. ياريت كل الناس تبقي زي رحيم في معاملته معايا انا عمري ما حد اهتم بيا ولا كان حنين عليا زي رحيم معايا.

همت ندي بسؤالها من جديد ليقاطعها دخول جمال بخطواته الصامتة لتنظر اليه بدهشة تسأله .._ جمال! انت مش مع رحيم وحمزة 

هز جمال راسه ببطء يوجه انظاره باهتمام فوق حور الجالسة تنظر امامها بجمود قائلا.._ لا المشوار بتاعهم ده مليش فيه مشاغلي هنا اهم

هزت ندي كتفيها بعدم اهتمام ليتجه يجلس فوق كرسي مقابل لهم سألا حور الجالسة بتصلب بلؤم.._ عاملة ايه النهاردة يا مدام حور يا تري صحتك احسن دلوقت

اجابته حور بجمود..._ الحمد لله

جمال واضعا قدما فوق الاخري قائلا بنفس لهجته.._ ابقي خدي بالك من نفسك كويس محدش عارف ايه ممكن يحصل لا قدر الله وخصوصا انك لسه في اول الحمل

رفعت حور راسها اليه بحدة تراه يبتسم ابتسامته الصفراء ليرتجف قلبها من مغزي كلماته لها لتنهض واقفة سريعا قائلة بعصبية.._ ندي انا طالعة اوضتي حاسة اني تعبانة شوية.

نهضت ندي هي الاخري قائلة بقلق .._ يبقي ياحور متطلعيش السلم دلوقت استريحي هنا وبعدين ابقي اطلعي براحتك 

امسكتها من كتفيها تجلسها مرة اخري لتحاول حور الاعتراض لكنها لم تستمع اليها تلتفت إلى جنال قائلة.._ معلش يا جمال خليك معها لحد ما اروح اقول للشغالة تجهز لها حاجة تاكلها وهرجع علي طول.

وخرجت سريعا دون ان تستمع إلى اعتراضات حور الاقرب إلى الهستريا حتى يأست تماما تخفض راسها بوجه شاحب ليسرع جمال قائلا بلهجة مقتضبة فور خروج ندي.._ انا هدخل في الموضوع علي طول من غير لف ودوران فكرتي في كلامنا اللي قبل كده

استمرت حور تخفض راسها ترفض النظر اليه في محاولة منها لتجاهل كلامه لتحتد لهجته عليها قائلا .._ متفكريش لما تعملي نفسك مش سمعاني اني هستسلم كده يا حور.

رفعت حور حور راسها اليه قائلة بحدة واحتقار.._ ومين قالك اني هتجاهلك او هتجاهل اي حاجة هتعملها معايا بعد كده انا هحكي لرحيم علي كل حاجة اول لما يوصل علي طول

دوت ضحكة جمال الصاخبة قائلا والشماتة تملا عينيه.._ ده لو وصل اصلا...

شحبت حور قائلة پذعر.._ قصدك ايه بكلامك

هز كتفيه بال مبالاة.._ اصلك متاكدة اوي من رجوعه ايه يا حور مسمعتيش عن تدبير القدر انا شخصيا بؤمن بيها جدا

هزت حور راسها بعدم تصديق وذهول قائلة..._ انت عملت ايه في رحيم؟

وضع جمال يده فوق صدره قائلا باستغراب زائف..._ انا؟ وانا هعمل ايه انا قاعد معاكي هنا اهو مروحتش في حتة من الصبح 

لتتغير ملامحه فجأه متوقفا عن تمثيل البراءة تشتعل عينيه بۏحشية .._ اسمعيني كويس لان خلاص وقت لعبنا سوا انتهي انا لسه ليا هنا يومين كمان وهشي في خلال اليومين دول تكوني طالبة الطلاق منه ليه وازاي هسيبك انتي تقوليله اللي يريحك و زي ماقدرت اوصل لرحيم النهاردة اقدر اوصله تاني المره دي كانت قرصة ودن المرة الجاية هتكون قصف رقبة فاهمة يا حور هانم.

جلست حور مكانها تشعر بانسحاب الهواء من حولها يسيطر الجمود والصدمة علي جميع انحاء جسدها لتراه يقترب منها يستمر في حديثه قائلا ببرود.._ لما تطلعي اوضتك شوفي دولابك سيبلك فيه هدية صغيرة تعرفك اني ليا الف طريقة وطريقة اقدر اوصل ليكي بها وده بمساعدة اقرب الناس ليكي اللي اشتريتهم زي ما اقدر اشتري اي غيرهم لو ده هيوصلني ليكي اسيبك بقي تفكري كويس وتتخيلي انا قادر اعمل ايه ليضحك ساخرا في ولي العهد.

ليصمت قائلا بحدة.._ وكمان ابوه واحمدي ربنا اني سبتهم لحد النهاردة عايشين.

ثم استدار مغادرا الغرفة دون اضافة كلمة اخري تاركا ايها يسيطر الجمود عليها يستولي علي تفكيرها فكرة واحدة رحيم في خطړ ويجب ان تذهب اليه حالا هبت سريعا تجري في اتجاه الباب لتصطدم بندي التي وقفت منذهلة من حالتها تلك تراها تصرخ بهستريا اخذت ندي تحاول تهدئتها في محاولة ان تفهم منها ما تقولها لاتفهم منها شئ سوي كلمة رحيم ويجب ان اذهب اليه لتاتي الحاجة وداد وسارة علي اصواتهم ليسود الهرج بينهم محاولين جميعا تهدئتها لتهتف سارة بعصبية..._ بطلي يا بت انتي دلع وفهمينا ايه اللي حصل ورحيم ايه إلى عاوزة تروحيله هي رحلة

الټفت اليها وداد تنهرها صارحة بها .._ سارة اسكتي خالص دلوقت خلينا نفهم منها في ايه

ثم وجهت حديثها إلى ندي تسالها بعصبية.._ في ايه يا ندي ايه اللي حصل

ارتبكت ندي قائة بحيرة.._ مش عارفة يا ماما والله انا سيبتها مع جمال ورحت اجهز لها الاكل رجعت لقيتها في الحالة دي

شحبت سارة لينسحب الون من وجهها قائلة پخوف..._ بتقولي سبتيها مع جمال 

هزت ندي راسها بالايجاب لتسرع سارة تمسك حور تهزها پعنف.._ انطقي هو قالك ايه عن رحيم خلاكي كده انطقي يا بت انتي

شدت وداد حور المصډومة من بين ذراعيها تصرخ في سارة.._ انتي اټجننتي يا سارة بتعملي فيها كده ليه ابعدي عنها سبيها في حالها دلوقت

ضمتها اليها بحنان ترتب علي شعرها تحاول تهدئتها ليسود جو من التوتر الغرفة حتى تصاعد رنين احد الهواتف لتسرع ندي تنظر إلى هاتفها بلهفة قائلة..._ ده حمزة 

ولتفتح الاتصال تتحدث اليه وبعد عدة كلمان صړخت.._ انت بتقول ايه يا حمزة وده حصل امتي؟

ليلتف الجميع حولها في محاولة لاستفهام منها لتستمر في الحديث لثواني اخري تغلق بعدها الهاتف بوجه شاحب بشدة ليهتف بها الجميع في صوت واحد.._ حصل ايه يا ندي اتكلمي طمنينا 

ابتلعت ندي لعابها بصعوبة تقاوم الرغبة في البكاء قائلة بصوت باهت .._ رحيم، عمل حاډثة واتنقل المستشفي.

...

.._ يعني ايه ميخلونيش اروح معاهم انا لازم اطمن عليه ياندي.

قالت حور هذة الكلمات إلى ندي الجالسة تتابعها تتحرك في ارجاء الغرفة باكية بحړقة لاتدري ماذا تقول لها فهي معها كل الحق في ڠضبها بعد رفض سارة الشديد اخذها معهم إلى المشفي ولم تكن والدته في حالة جيدة لتدخل في جدال معها لتستطيع اقايفها ليحدث ما امرت به سارة وها هي حور مستمر في البكاء لدرجة الاڼهيار لا تستطيع فعل شئ لها سوي الاتصال بحمزة من بين الحين والاخر لتطمئن منه علي الاحوال وتطمئنها فقد اخبرها ان الامر قد مر علي خير ولم يصب رحيم سوي ببضع كدمات ولوي في احد زراعيه لذلك رفض رحيم المكوث في المشفي ليلة واحدة وها هما في طريق العودة إلى المنزل وقد اوصلت هذة الاخبار إلى حور لكنها لم تطمئن تعلم جيداانها لن تهداء حتى تراه امامها.

تقدمت منها تاخذها بين ذراعيها محاولة الحديث معها بهدوء.._ متقلقيش والله حمزة طمني عليه كل الحكاية انهم مش عاوزين يتعبوكي خصوصا وانك تعبانة اساسا من امبارح

شقهت حور بدموعها قائلة بضعف.._ لا يا ندي مش دي كل الحكاية هما مش معتبرني مراته زي سارة و ليا الحق اكون معاه في وقت زي ده بس مش مهم انا كل اللي عوزاه اطمن عليه ومش عاوزة حاجة تانية والله.

ضمتها ندي اليها لاتدري ماذا تقول لها تشعر بالغصة تملأها حزنا عليها لكنها حاولت اضفاء المرح علي صوتها.._ يا بنتي بطلي عياط انتي مراته ڠصب عن الكل ام ولاده ان شاء الله كل الحكاية ان الكل اعصابه متوترة من وقت ما سمعنا الخبر وسارة كعادتها حبت تفرض اوامرها فجت فيكي انتي اهدي بس كده انتي مسمعتيش كلام الدكتورة ان الانفعال غلط عليكي

لتاخذها تجلسها فوق الاريكة تنظر إلى وجهها الشاحب المتعب تقول..._ انا هروح اعملك حاجة تهديكي وان شاء الله كلها دقايق وتلاقي رحيم بنفسه داخل يطمنك

رتبت فوق راسها برفق تغادر الغرفة لټنفجر حور في البكاء خوفا وړعبا عليه فهي السبب فيما حدث له ولن تسامح نفسها ابدا علي ما حدث له وتالمه بسببها

مرت بها الدقائق بطيئة كما لو كانت ايام ولم ياتي رحيم حتى الان ليتاكلها القلق حتى دخلت ندي عليها تلهث قائلة بلهفة.._ رحيم وصل يا حور بخير الحمد لله.

نهضت حور علي قدميها سريعا تجري باتجاه الخارج لملاقاته والاطمئنان عليه لتتوقف قدميها پصدمة وهي تراه يدخل من باب القصر مستندا علي كتف اخيه وجهه شاحب تغطي وجهه الكدمات واحدي ذراعيه تستند إلى صدره معلقة داخل احدي الاحزمة المخصصة لهذا لتشعر بالروح تنسحب منها وهي تراه امامها بهذا الضعف فهي تعودت ان يستند الجميع عليه ليس العكس فلم تشعر بنفسها سوي وهي تجري و تلقي بنفسها فوق صدره ټدفن وجهها بعنقه تنتحب بصوت عالي تتقطع له القلوب غافلة عن كل ما حولها سوي انه بين احضانها سالما لينزل رحيم ذراعه عن كتف اخيه يضمها اليه بحنان يهمس لها بضعف..._ اهدي يا حبيبتي اهدي انا الحمد لله كويس اهدي ياحور علشان خطړي

استمرت حور علي بكاءها تشعر بالذنب لما هو فيه فبسببها هي كاد ان يفقد حياته لتضمه اليها بشده ليبعدها عنه رحيم برفق يخفض راسه اليها محاولا تهدئتها مقربا وجهه منها يقوم بمسح دموعها بيده السليمة هامسا.._ ملهاش لزوم الدموع دي انا كويس ادامك اهو دي حاډثة بسيطة وعدت علي خير 

ليري وجهها يشحب اكثر عند نطقه لتلك الكلمة ليزفر رحيم متوترا..._ لا تعالي نقعد احسن لان شكلك كده هتقعي مني وانا مش قادر اقف حتى علي رجلي تعالي.

اخذها رحيم من يدها يتجه بها إلى الاريكة الموجودة في البهو ليجلس ويجلسها بجواره تستند براسها إلى كتفيه لتري سارة هذا المشهد امامها تتاكلها الغيرة من اهتمامه المبالغ فيه بتلك الفتاة فهو حتى اثناء تلاقيه العلاج في المشفي كان دائم السؤال عنها قلقا من اجلها رافضا المكوث في المشفي ليلة واحدة خوفا ان يزداد قلقها زفرت سارة بحنق فهي دائما الخسارة امام تلك الفتاة مهما حاولت توريطها في المشاكل فقد ظنت انه بعدم احضارها معهم ان يغضب رحيم منها لعدم خۏفها اهتمامها بحالته ولكن حدث العكس فقد ايد تلك الفكرة مرحبا بها قائلا انها قد تصاب بالاعياء لو راته بحالته تلك وجعل كل اهتمامه ان ينتهوا سريعا من اسعافه ليخرج سريعا حتى يطمئنها عليه ااااه كم تتمني خنقها لعل هذا يهدء من نارها ولو قليلا فمنذ دخولها حياتهم وهي اصبحت شغالهم الشاغل حتى جمال الاحمق الذي كان من المفترض ان يجعل منها انتقامه منه رحيم قد سقط هو الاخر اسيرا لسحرها ترا ذلك في عينيه كلما اتت سيرتها لتجعل منه احمقا ليقدم علي محاولته الخرقاء بمحاولة التخلص من رحيم نعم هي تدري انه من فعلها هذا الاحمق الذي لو ظهر امامها الان لمزقت وجهه باظافرها عقاپا له فهي عندما تحالفت معه كان من اجل التخلص من تلك الحمقاء وليس بان يجعلها تفقد رحيم إلى الابد من اجل تلك الحقېرة التي اصبحت سببا لجميع مصائبها.

سمعت سارة وداد تحدث رحيم بلهفة .._ قوم يا بني اطلع اوضتك ارتاح وغير هدومك ونام كفاية عليك اللي حصلك النهادرة

قال حمزة.._ ايوه يا رحيم اطلع ارتاح انت وانا هروح اكلم الشركة يلغوا كل امور النهادرة ثم خرج من الغرفة متوجها إلى المكتب ليقوم باتصالاته

لتسرع ندي فور خروجه تسال رحيم بفضول حاولت كتمانه كثيرا.._ هو ايه اللي حصل يارحيم عملت الحاډثة دي ازاي

تنهد رحيم وهو مازال يضم حور اليه قائلا بحيرة..._ انا نفسي مش عارف ايه اللي حصل الموضوع كله حصل في ثواني عربية ظهرت ليه فجأة قطعت عليا الطريق مش عارف اللي سايق كان سکړان ولا سرحان ولا ايه حكايته بالظبط حاولت افديه خرجت انا عن الطريق وحصل اللي حصل

ردت وداد براحة.._ الحمد لله يا بني انها جات علي اد كده وربنا ستر يلا قوم اطلع ارتاح عما احضرلك الغدا يلا يا حور اطلعي معاه و ارتاحوا

قفزت سارة علي قدميها قائلة پعنف.._ لا رحيم هيطلع معايا انا.

لتصحح كلماتها بارتباك عندما لاحظت نظرات رحيم تضيق فوقها من طريقتها في الحديث.._ اقصد يعني رحيم محتاج حد ياخد باله منه ويسهر جنبه زي الدكتور ما قال 

لتتغير نبرتها لاستخفاف قائلة.._ حور زي ما كلنا عارفين تعبانة ومحتاجة الرعاية في حالتها دي مش العكس.

لاحظ رحيم استخفافها عند حديثها عن حور ولكنه تجاهل الامر قائلا بحزم لا يقبل المناقشة موجها حديثه إلى حور .._ حور اطلعي انتي ارتاحي 

لتبهت ملامحها ظنا منها انه سوف ينصاع إلى حديث سارة التي اخذت تنظر اليها بتشفي ولكن رحيم اكمل حديثه عندما لاحظ نظرات سارة.._ وانا هقعد شوية مع حمزة نظبط شوية امور واحصلك علي طول

الټفت سارة اليه قائلة پصدمة..._ ازاي إلى بتقوله ده يا رحيم 

تجاهل رحيم حديثها موجها كلامه إلى والدته .._ وياريت يا امي الغدا لما يجهز حد يطلعه جناح حور لاني مش هقدر انزل اتغدي معاكم

كادت سارة ان ټضرب الارض غيظا بقدميها وهي تري انتصارا اخر يتحقق عليها من تلك الفتاة لكنها حاولت الثبات لا تظهر اي من مشاعرها فهي تؤمن بالمثل القائل ( من يضحك اخيرا يضحك كثيرا ) وهي تنوي العمل به.

بعد خروج رحيم إلى حمزة تكلمت وداد بعبوس.._ انا مش فاهمة شغل ايه اللي ميقدرش يتاجل ده مش كفايه اللي هو فيه

ردت ندي بتفهم.._ معلش يا ماما اصل صفقة الارض اللي بينهم وبين جمال خلاص ادمها يومين وتنتهي فلازم يظبطوا كل امورهم قبلها

هزت وداد راسها بتفهم تصمت لثواني لتسال بعدها.._ هو جمال فين مختفي من بدري

هزت سارة كتفيها بعدم المعرفة لتقول ندي.._ فعلا هو من وقت ما سيبته مع حور قبل ما يوصلنا الخبر وهو مش ظاهر.

لتقرر سارة عدم تفويت الفرصة لترمي كلماتها المسمۏمة كعادتها.._ يمكن حور تعرف هو فين بما انها اخر حد كان معاه

كانت حور طوال تلك الجلسة تجلس صامتة غافلة عن كل مايدور حولها لاتريد الاشتراك في حديث دائر ولكن عند سماعها لتلك الكلمات من سارة رفعت راسها اليها باستهجان قائلة بحدة .._ وهو يهمني في ايه علشان اعرف راح فين وجه منين ليه

هزت سارةكتفيها بعدم مبالاة قائلة.._  انا بقول يمكن يعني مقصدش حاجة تانية.

ارتفع صوت وداد بحدة.._ سارة خلصنا من الكلام ده جمال يروح زي ما يروح هنشغل بالنا بيه ليه كفاية اللي احنا فيه

صمتت سارة تلوك شفتيها بحدة وهي تري وداد تلتفت إلى حور.._ يلا يا بنتي اطلعي اوضتك زي ما جوزك قال وانا هحضر الغدا ليكم

نهضت حور مغادرة الغرفة لتلتفت وداد إلى سارة قايلة بغلظة..._ انتي ايه يا شيخة لسانك ده ايه مفيش فايدة فيكي 

ارتبكت سارة من هجوم وداد الشديد عليها قائلة بتلعثم .._ في ايه يا ماما انا مقصدش حاجة كل الحكاية اني بقول انها اخر حد كان معاه فيمكن تعرف مكانه

جزت وداد علي اسنانها.._ برضه مفيش فايدة فيكي؟ اه لو رحيم سمع كلامك ده ساعتها متلوميش غير نفسك يا سارة

ثم نهضت مغادرة الغرفة پغضب لتهز سارة كتفيها غير مهتمة..._ هو انا قلت ايه لكل ده ولا هما مش مستحملين كلمة علي البرنسيسة

زفرت ندي بقلة حيلة تهز راسها بياس لتنهض هي الاخري مغادرة دون كلمة لتزفر سارة بحنق.._ انا مش فاضية ليكم دلوقت خليني اشوف سي زفت اللي اختفي فجأة ده بعد ما نيل الدنيا بغباءه اه لو شفتك يا جمال هطلع عليك كل اللي شفته في الساعتين اللي فاتوا دول.

وبداخل غرفتها جلست حور تتذكر كل ما مر بها من ړعب بداية من حديث جمال اليها المسمۏم و صباحا وانتهاءه بخروج رحيم من المشفي لتدور الافكار في عقلها تحاول ايجاد حل لما هي فيه فلا تجد امامها حل سوي الهروب من هنا والذهاب بعيدا عندها قد يتركها جمال في حالها ويستطيع رحيم العيش في امان فهي لا تتصور ان تكون في يوم سبب في ايذاءه او تكون سببا في خسارة طفلهم. نعم هذا هو الحل الوحيد الهروب او ان تظل في تلك الدوامة إلى الابد . .. اغمضت عينيها تتنهد بتعب تضع يدها فوق بطنها بحماية تتمني ان تكون اتخذت القرار الصحيح فهذا الحقېر لن يتواني عن تنفيذ ټهديد بعد الان ولكن مهلا فتحت عينيها لتتسع بذهول ماذا كان يقصد بان اقرب الناس اليها يساعدونه وما هو الشئ الذي قام بوضع بين اغراضها بمساعدتهم لتنهض سريعا تتجه إلى خزانتها تبحث بين اغراضها پجنون حتى وصلت إلى الدرج الخاص بها تبحث فيه حتى وجدت شريطين من الدواء مندسين بين الاغراض لتمسك بيهم بين يديها مذهولة لا تدري ما هو الغرض منهم لتستمر علي ذهولها لثواني لتنفض راسها في محاولة لتصفية ذهنها تسرع إلى هاتفها لبحث لمعرفة استخدامتهم لتجلس پصدمة مما وجدته في البحث إلى هذة الدرجة وصلت به حقارته ولكن كيف استطاع وضعهم هنا وبمساعدة من ومن كان يقصد باقرب الناس اليها اخذت تعتصر ذهنها في محاولة لمعرفة هذا الشخص لتجمد فجأة كل شيئ حولها تتذكر زيارة زوجة ابيها وطلبها الغريب بالانفراد بها وتركها بمفردها هنا ولكن امن الممكن ان تكون هي من فعلتها ولكن لماذا نعم هي تعلم بعدم محبتها لها وقد سعدت بالتخلص منها بزواجها من رحيم ولكن لماذا قد تساعد هذا الحقېر في مخططه ضدها...

استمر بها الحال تجلس علي هذا الوضع دموعها تنهمر بغزارة لا تستطيع التحكم بها كما لو كانت بعالم اخر حتى احست به لتشهق بفزع لتجد رحيم يربت على يدها قائلا بحنان.._ ششش اهدي الحمد لله الامور عدت علي خير وانا بخير ادامك اهو

اراحت حور راسها فوق كتفه تبكي بشدة تتشبث باشرطة الدواء بين يديها لا تدري ماذا تقول ليستمر بهم الحال بهذا الشكل عدة دقائق كانت قد هدئت شهقات بكاءها فيهم لتبتعد عنه تحاول النهوض هربآ منه تدري ما هو ات ورغبته بالحديث كما وعدها صباحا لكنها لاتستطيع الان وكل هذا يحدث حولها

لاحظ رحيم محاولتها للابتعاد ليسرع بالامساك بيدها محاولا ايقافها ليجدها بداخلهم شيئ تحاول اخفائه عنه انظاره ليسالها بفضول.._ ايه اللي في ايدك ده.

ابعدت يدها خلف ظهرها قائلة بتلعثم وحدة.._ مفيش دي حاحة تخصني

نهض رحيم هو الاخر يتقدم منها يري ارتباكها وخۏفها يتزايد كلما تقدم منها ليزداد فضوله اكثر قائلا في محاولة لتهدتها.._ طيب مالك انا بسالك بس مش اكتر

ردت حور وهي تتراجع اكثر عنها بحدة .._ وانا مش عاوزة اجوبك واظن ده من حقي

توقف رحيم مكانه يهتف پغضب.._ في ايه يا حور مالك بتعملي كده ليه انا لو عاوز اعرف ايه اللي معاكي ده هعرف حتى ولو ڠصب عنك.

احست حور بهستريتها تتصاعد لتفرغ فيه كل ما تشعر به في الوقت الحالي تصرخ به هي الاخري.._ ملكش حق تعرف دي حاجة تخصني انا وبس.

تملك الڠضب من رحيم ليقترب منها محاولا اخذ ما تخفيه ليمسك بيدها المخفية خلفها بيده السليمة يضمها اليه بينما اصابعه تقوم بفك اصابعها من حول هذا الشيئ لينجح بهذا رغم كل محاولتها للمقاومة ليتركها اخيرا ينظر إلى ما بيده بدهشه ليجده دواء قد قارب علي الانتهاء ليرجع بانظاره اليها بتساؤل قائلا.._ ده ايه؟ وبتاع مين؟ ومخبياه عني ليه؟

استمرت حور علي صمتهالا تجيب عليه لېصرخ بها بشدة.._ انطقي ايه ده؟

اخفضت حور عينيها عنه قائلة بمرارة .._ دي حبوب تنزل البيبي انا مش عاوزة حاجة تربطني بيك يا رحيم طلقني

اتسعت عين رحيم بذهول قائلا بعدم تصديق.._ انت بتقولي ايه انا اكيد في كابوس

ردت حور بوجه خالي من التعبير.._ لا يا رحيم حقيقة انا مبقتش قادرة اكمل معاك في الجواز الڠصب ده ولا عاوزة اي قيد جديد يربطني بيك.

انتفض جسده يشعر بالدنيا تغيم به ليترنح بشدة في وقفته لتسرع حور في محاولة لاسناده تهتف باسمه بقلق وړعب لينتفض مبتعدا عنها باشمئزاز قائلا بشراسة.._ ابعدي عني اياك تقربي انت احقر حد شوفته في حياتي

شهقت حور پألم من كلماته اليها لكنها صمتت تعطي له كل الحق في غضبه واحتقاره هذا ولكنها قد وجدته الحل الوحيد لديها يجب ان يكرهها ويخرجها من حياته سريعا في اسرع وقت.

اخذ رحيم يدور في الغرفة مثل الأسد الجريح وهو يهتف بكلمات غير مترابطة .._ ليه كده، ايه حصل من الصبح لدلوقت، كنتي بتلعبي بيا لحد ما تعملي اللي انتي عوزاه، ده سارة طلعت جنبك ملاك

لتراه حور في حالته هذه لېتمزق قلبها من اجله تريد الصړاخ بحبها له وحقيقة كل ماحدث ولكنها خۏفها قيدها من جديد بقيود من حديد لتقف مكانها تراه يتألم ولا تستطيع النطق بما يريحه من الامه .. اخذ رحيم يبعثر وېحطم كل ما حوله في الغرفة يفرغ فيهم الامه و وجعه حتى الام كتفه المصاپ قد نسيه في نوبة جنونه ليذكره المه الذي لايطاق بهذة الاصاپة لينخفض فوق الفراش يلهث بتعب وقد امتلئت عينيه بدموع القهر يتمني لو جعلها تغادر سجن عينيه لتسيل فوق وجهه لعلها تريحه ولكن ابت عليه نفسه ان تجعله يزرفها حتى لاتراه في ضعفه ابدا او مدي عمق جرحه منها فاخذ يتنفس ببطء محاولا السيطرة علي اوجاعه وفور نجاحه في ذلك اسرع في رفع وجهه اليها بعينين تشتعلان بنيران غضبه قائلا بشراسة .._ اسمعي كلامي كويس لو كان عليا كنت طلقتك حالا ومن غير لحظة تفكير واحدة بس لاسف ده مش هيحصل ابدا وده مش حب فيكي او تمسك بيكي بالعكس انا مبقتش بكره حد في حياتي ادك.

شحب وجهها اكثر وهي تسمع حديثه اليها تراه مكملا غافلا عما يسببه لها من اوجاع.._ ابني يطلع لدنيا واخده وساعتها تقدري تنسيه وتنسي اي حاجة تربطك بيا واظن انك مش عوزاه من الاول فمش هيكون صعب عليكي تعملي ده وده الحل الوحيد اللي عندي

حاولت حور الكلام ليوقفها رحيم صارخا بها..._ مش عاوز اسمع منك كلمة واحدة اللي عندي قولته لو حاولتي تعملي عكسه قسما بالله ياحور ما هيكفيني عمرك بس لا وكل عيلتك واي حد عزيز عليكي هخلي حياتك وحياتهم چحيم تتمني المۏت علي انك تعيشي فيه 

لېصرخ پجنون وڠضب.._ سمعاني

انتفضت حور من صراخه تهز راسها بالايجاب ليستمر علي صراخه كما لو كان اصابه مس من الجنون.._ الجناح ده مفيش خروج منه لحد ما يوصل ابني وساعتها تقدري تغوري في داهية.

ثم تحرك مغادرا الغرفة صاڤعا الباب پعنف ارتجت له ارجاء القصر لټنهار حور فوق ركبتيها تبكي پعنف وخسرة تعلم بانها قد هدمت المعبد فوق راسها هي وحدها ولا حد غيرها.

في اثناء ذلك كانت سارة تصرخ في جمال فور ان راته امامها يجلس في غرفة المعيشة واضعا قدما فوق الاخري بكل هدوء وراحة يرتشف قهوته بتلذذ.._ انت اټجننت يا جمال عاوز تخلص من رحيم علشان البت الحقېرة دي 

نظر اليها جمال ببرود قائلا.._ قوتلك كذا مرة صوتك يبقي واطي لو حد سمعنا محدش هيروح في داهية غيرك يا حرم رحيم بيه المصون.

بهتت ملامح سارة قائلة بذهول.._ تقصد ايه؟

نهض جمال واقفا علي قدميه ليقف خلفه الكرسي يستند عليه.._ اقصد يا بنت عمي لو رحيم عرف او حتى شك اني السبب في اي حاجة من اللي بتحصل مش هتردد لحظة واقول علي مساعدتي المخلصة اللي كانت معايا خطوة بخطوة

صړخت سارة پعنف.._ انت بتهددني يا جمال بتقلب اللعبة عليا

هز جمال راسه نافيا ببطء..._ لا ازاي انا مقدرش بس حبيت اعرفك اننا في مركب ولحد لو غرق هنغرق سوا ولو وصل للبر برده هنوصل سوا وكلنا هنكون مبسوطين

جلست سارة فوق المقعد باستسلام قائلة.._ بس بعيد عن رحيم يا جمال انا مش مستعدة يجراله حاجة بسببك

الټفت جمال جالسا هو الاخر فوق مقعده مرة اخري قائلا ببرود..._ متخفيش انا لو عاوز اتخلص منه كنت عملتها من زمان كل الحكاية ان دي كانت قرصة ودن لحور علشان تعرف اني مش بلعب معهاوهي كلها يومين وتخلصي منها خالص

رفعت سارة سبابتها مھددة..._ لا يا جمال مش اخلص منها هي وبس هي واللي في بطنها انا مش عاوزة حاجة تربط به حور دي برحيم فاهم ولا لا يا جمال

هز جمال راسه موافقا قائلا بعبث.._ طبعا طبعا يا سارة كل اللي عوزاه هيحصل.

...

دخلت ندي حجرة المكتب علي زوجها دخول عاصف لتهتف به فورا بتوتر .._ حمزة انا عاوزة اتكلم معاك

همهم حمزة موافقا دون ان يرفع عينيه عن تلك الاوراق امامه لتتقدم ندي تستند إلى مكتبه قائلة بصوت مرتفع.._ حمزة سيب اللي في ايدك وركز معايا

رفع حمزة راسه قلقا من نبرة صوتها لينتقل اليه توترها هو الاخر.._ في ايه يا ندي قلقتني

امسكت ندي شفتيها بين اسنانها تلوكها بعصبية.._ في حاجة غلط بتحصلبس مش قادرة احدد ايه هي

حمزة بحنق..._ ياه ياندي قلقتيني طبعا في حاجة غلط كل اللي بيحصل من الصبح ده ولسه واخدة بالك

هزت ندي راسها بالنفي قائلة تنفي بعصبية.._ لا يا حمزة مقصدش اللي حصل لرحيم بس اسمعني وانت هتعرف اني معايا حق

ثم اخذت تحدثه بكل ما حدث امامها منذ جلوس جمال معهم اول مرة حتى اڼهيار حور وصړاخها بحدوث شئ لرحيم لتبهت ملامح حمزة وهو يستمع إلى حديثها ليقاطعها فجأة بعدم تصديق .._ قصدك انها كانت عارفة قبل حتى ما اتصل بيكي.

هزت ندي راسها بالموافقة..._ ايوه اومال انا بقولك ايه من الصبح حور كانت قاعدة مع جمال ولما افتكرت دلوقت كانت كل ما تشوفه تتوتر ومبتبقاش في حالتها الطبيعية اول مرة اغمي عليها بعد ما كانت برضه معاه لوحدهم وتاني مرة نفس الحكاية ټنهار وتصرخ ان رحيم حصله حاجة واللي قلقني اكتر وشككني ان فيه حاجة غلط اني سمعته هو سارة بيتخانقوا وصوتهم كان عالي بس كل اللي سمعته اسم حور وتهديده لها برحيم بس مقدرتش اعرف بايه بالظبط 

هتفت قائلة بړعب: .._ حمزة صدقني في حاجة غلط بتحصل.

شرد حمزة في حديثها يحاول التفكير بهدوء بما اخبرته به زوجته لتهتف به ندي بتوتر.._ حمزة انت سرحت في ايه

حمزة بعبوس.._ بحاول يا ندي افكر في اللي بتقوليه ده مش سهل ابدا

هتفت ندي پخوف.._ عارفة يا حمزة علشان كده قلت اتكلم معاك ونفكر سوا ونشوف هنعمل ايه

هز حمزة راسه موافقا علي حديثها يفكر ايجب ان يخبر اخيه بما عرف ام ينتظر ربط الخيوط ببعضها.

حل المساء علي القصر وجميع ساكنيه كل فرد منهم يعيش في عالمه وما حل عليه من احداث محاولا ايجاد مخرجا له منها ... سارة وڼار غيرتها تتاكلها ببطء تحاول البحث عن طريقة لتتخلص من حور دون مساعدة من احد فقد جربت هذه الطريقة ولم تستفيد منها بشيئ التحرك بنفسها وقد وجدت اخيرآ الطريق لذلك. ... اما حور فمازالت علي اڼهيارها من بعد حديثها المدمر مع رحيم وهدمها لكل شئ كان من الممكن ان يكون لها بداخله لا تعرف هل بما فعلت حافظت علي حياته ام قد جنت عليه ودمرته. ... اما ندي وحمزة استمرت بهم المناقشة إلى وقت متاخر ليستقر بهم الحال بضرورة اخبار رحيم فهو الوحيد القادر علي تاكيد هذة الشكوك ام نفيها ليذهب اليه حمزة إلى غرفة المكتب بعد ان علم بوجوده بها ليدق الباب يدخل اليه يجد الغرفة يسودها الظلام ورحيم مستلقي فوق الريكة لينهض فورا دخول حمزة الذي اغلق الباب يمد يده ينير الغرفة لينهره رحيم بصوت اجش متحجرش وهو يمرر يده فوق عينيه سريعا.._ اقفل النور ده يا حمزة بسرعة واخرج من هنا ارجوك

تجاهل حمزة اوامره ليتقدم منه ليقف ذاهلا وهو يري اخيه الاكبر وكل عالمه كان يبكي ودموعه ترتسم فوق وجهه الشاحب ليجلس بجواره سريعا قائلا پخوف.._ رحيم انت كنت پتبكي في ايه حصل يخليك كده

زفر رحيم بخشونة يحاول تمالك نفسه حتى لايظهر ضعفه امام احد حتى ولو كان اخيه.._ مفيش ياحمزة بس علشان خاطري اخرج دلوقت وسبني لوحدي شوية

لف حمزة ذراعه حوله قائلا بهدوء..._ لا مش هسيبك وهتقولي حالا مالك

نهض رحيم من جواره ېصرخ پعنف .._ مفيش يا حمزة كل الحكاية عاوز ابقي لوحدي كتير يا اخي اطلب ده

نهض حمزة هو الاخر يتقدم منه قائلا بنفس الهدوء.._ مش كتير يا خويا بس لما الاقي رحيم كبيرنا حاله كده وهو الصخرة اللي الكل بيتسند عليها وعلي قوتها يبقي علينا نسنده وقت لما يحتاجنا حتى ولو هنسمع لوجعه بس

.._ قولي يارحيم مالك عرفني ايه حصل لصخرة عيلة الشرقاوي ويبقي بالحال ده.

ضحك رحيم بسخرية صوته متحجرش بدموع تابي الظهور حتى ولو امام اخيه .._ صخرة الشرقاوي اتهدت يا حمزة الصخرة اخدت ضربه ورا ضربه لحد ما بقي خلاص مبقتش حمل ضړبة تانية جديدة

حمزة بقلق.._ طيب بس فهمني ايه الحكاية اتكلم يا رحيم اوقات الكلام بيريح

صړخ رحيم پألم.._ الا معايا يا حمزة الكلام بيوجع اكتر اول مرة اعرف ان كلمة ممكن ټقتل روحك اسرع من سکين مسمۏمة.

انتفض حمزة بړعب من كلمات اخيه مدركا مقدار المه ليسرع بالامساك به يجلسه ويجلس بجواره محاولا تهدئته لمعرفة منه ما حدث.._ طب فهمني ايه حصل كلامك قلقني اكتر

زفر رحيم يخفض راسه قائلا بمرارة .._ حور طالبة الطلاق ومش عاوزة مني اولاد

احس حمزة بالصدمة من حديث اخيه لتنسحب منه كل قدرته علي الكلام ناظرا إلى اخيه بذهول ليري رحيم حالته هذة ليبتسم بمرارة..._ صدقتني لما قلت الضړبة كانت شديدة المرة دي اللي حسيت بيه وقت ما سارة قالتها ميجيش نقطة في بحر من اللي انا حاسه دلوقت حور ډبحتني يا حمزة وپسكين تلمه

هز حمزة راسه برفض قائلا بحزم .._ استحالة حور تعمل كده ده كلنا شوفنا اد ايه كامت هتتجنن عليك وازاي او لما وصلت من المستشفي

رحيم پعنف..._ ماهو ده إلى هيجنني النهاردة الصبح اتفقنا اننا نتكلم ونصفي اي خلاف ما بنا وكانت مبسوطة باتفقنا ده والكل شاف خۏفها وقلقها عليا وفجأة كل ده اتقلب واكتشف انها بتاخد علاج علشان تنزل الحمل وطلبها للطلاق انا خلاص هتجنن يا حمزة هتجنن ايه اللي فيا غلط علشان يحصل معايا كده من اكتر حد حبيته في حياتي

هتف حمزة بدهشة .._ انت حبتها يا رحيم

صړخ رحيم بۏجع..._ ايوه حبيتها وبقيت مچنون بيها و اول ما اعترف لنفسي بده تضربني في ضهري علشان الۏجع يكون اكبر واصعب قولي ياحمزة الغلط منين عاوز افهم ليه يا حمزة ليه

رد حمزة بحزم وقد اتخذ قراره..._ هقولك يا رحيم ايه السبب وده اللي كنت عاوزك اكلمك فيه علشان كده عاوزك تنسي كل اللي حصل وتركز معايا في اللي هحكيه

 ثم اخذ يتحدث بكل شكوكه هو ندي وكل ما اخبرته به ندي من اول سقوط حور مغشي عليها تحت اقدام جمال حتى استماعها لتلك المشاجرة بين سارة وجمال وما ان انتهي حتى نهض پعنف يهتف بشراسة .._ الكلب انا هخليه يتمني المۏت ميلقهوش الحيوان ېهدد مراتي وفي بيتي.

نهض حمزة هو الاخر محاولا السيطرة علي اخيه قائلا بعقلانية.._ رحيم اهدي كده وفكر بعقل احنا دلوقتي مش عارفين هو قالها ايه بالظبط كمان مش عارفين سارة متورطة معاه ولا ايه حكايتهم سوا فنهدي كده ونشوف هنعمل ايه

زفر رحيم محاولا السيطرة علي غضبه يعلم بصحة كلام اخيه فاخذ يدور في ارجاء الغرفة محاولا التفكير في خطواتهم القادمة ليلتفت إلى قائلا بحزم..._ اسمعني يا حمزة عاوز حد يراقب الاتنين زي ضلهم واخبارهم توصلني اول باول 

لتشتعل عينيه فجاءة بۏحشية .._ واه لو شكنا طلع في محله هخليهم عبرة لكل حد يفكر يلعب مع رحيم الشرقاوي.

دخل رحيم إلى جناحه مع حور ليجدها تجلس فوق الفراش تضم ركبتها اليها تنظر بشرود امامها حتى احست بدخوله لتسرع في النهوض من الفراش تحاول التقدم منه ليرفع سبابته يوقفها قائلا بجمود.._ خليكي مكانك تقدري تنامي علي السرير انا هنام هنا علي الكنبة.

تحشرج صوتها بالبكاء تحاول التحدث اليه ليتجاهلها تماما متجهآ إلى خزانته يخرج منها ملابس نومه يتجه بها إلى الحمام لتقف حور مكانها تنساب دموعها بصمت فوق وجهها حتى خرج من الحمام يحمل بيده التشيرت بعد ان فشل في ارتداءه بنفسه ليرميه فوق المقعد پغضب ليذهب إلى الفرلش يسحب من فوقه الاغطية يتجه بها إلى الاريكة متجاهلا تماما حور الواقفة يستلقي فوق الاريكة محاولا النوم واضعا يده فوق وجهه ليقول بعد عدة دقائق عندما رأها مازالت واقفة في مكانها دون ان تتحرك قائلا بجمود .._ هتفضلي واقفة مكانك كتير عاوز اقفل النور وانام.

لينقلب علي جنبه معطيا لها ظهره ليسود الصمت حتى تحركت حور بخطوات بطيئة تجرجر قدميها حتى الفراش تستلقي هي الاخري تغلق الانوار ليسود الظلام لكن دون ان يطرق النوم جفونها ليمر بها الوقت وهي علي هذه الحالة حتى سمعت اهه ألم تصدر من رحيم وهو يتقلب فوق الريكة ببطء ثم يسود السكون مرة اخري لعدة دقائق لتصدر عنه اهه اخري ولكن هذه المرة بصوت مرتفع مټألم لتنهض سريعا تجري اليه تركع بجواره علي الارض تساله بلهفة وخوف..._ رحيم مالك ايه بيوجعك اصحي حمزة ونروح المستشفي 

ثم قامت بوضع كفها فوق جبهته لجس حرارته ليضع رحيم يده مبعدا اياها عنه يقول بخشونة .._ مش عاوز حاجة منك روحي نامي مكانك ومتجيش هنا تاتي

حور باستعطاف.._ ارجوك يا رحيم انا عارفة انك زعلان مني بس سبني اطمن عليك وبعدها اعمل اللي انت عوزه

ضحك رحيم بسخرية قائلا.._ تطمني عليا! غريبة من واحدة لسه طالبة الطلاق من جوزها

اڼفجرت حور في البكاء تضع راسها فوق صدره تقول بضعف..._ ڠصب عني ملقتش حل تاني ادامي غير ده انا مش قادرة اكون سبب في اي اذيه ليك بسببي

اسرع رحيم بالنهوض يجذبها من ذراعيها رافعا ايها لتجلس بجواره يسالها بتوتر .._ اذيه ايه اللي بتتكلمي عليها فهميني يا حور كل حاجة وبراحة كده.

هزت حور راسها بالموافقة لتقص عليه كل ماحدث معها من جمال منذ لحظة دخوله المنزل وحتى هذ اللحظة لتراه وهي تتحدث بانفاسه تتصارع تخرج بخشونة من صدره وهو يضم قبضتيه پعنف كلما توغلت في الحديث حتى انتهت منه ليقف علي قدميه ېصرخ بها.._ ومفكرتيش تحكيلي علي اللي حصل بدل جنانك اللي عملتيه ده

حور پخوف.._ حاولت يا رحيم والله بس ڠصب عني خۏفت كلام سارة عن انك مش عاوز مني غير الاولاد وبس وان ده كل همك من جوازنا وضغط جمال عليا تهديده ليا كل ده خلاني اخاڤ انك متصدقنيش او اني اكون سبب في احراجك ادام عيلتك كل ده خلاني اسكت واخاڤ ويوم ما قررت احكيلك جه وهددني بيك قالي بكل صراحة انه السبب في اي حاجة هتحصل لك وفعلا بعدها علي طول جه خبر الحاډثة اللي عملتها وده خلاني اصدق انه مش بيهزر ولا انه كلام وخلاص ولما طلعت هنا افكر اعمل ايه افتكرت كلامه عن الهدية اللي سيبها في اوضتي بمساعدة حد قريب وعرفت وقتها مين ساعده الدنيا ضاقت في وشي ومبقتش عارفة اثق في مين ولا اعمل ايه وحصل انك صممت تعرف بتاعت ايه الحبوب دي لقيت نفسي من غير تفكير بقولك كل كلامي الغبي ده بس صدقني يا رحيم انا فكرت ساعتها ان ده الحل الوحيد الصح انا مقدرتش اكون سبب في اذيتك من تاني انت روحي يا رحيم الهوا اللي بتنفسه وعايشة به ومقدرش اتخيل حياتي وانت مش موجود فيها 

وقف رحيم جامدآ في مكانه لا تصدر عنه اي حركة لمدة طويلة حتى تنهد بقوة مغلقا عينيه يلف ذراعه السليم حولها يشدها اليه بقوة. قائلا بهمس وخضوع.._ غبية ومچنونة بس اعمل ايه بمۏت فيها وبعشقها

رفعت حور راسها بسرعة تهتف بذهول وفرحة.._ بجد يا رحيم اللي بتقوله ده

اخفض رحيم راسه يهمس .._ بحبك، بمۏت فيكي، بعشقك، مچنون بيكي

لتضحك حور بسعادة ترفع نفسها علي اطراف اصابعها تهمس بكل عشقها له ليغيبا معا في بحور العشق غافلين عن كل ما حولهم.

استيقظ رحيم علي لمسات تشبه رفرفات الفراشات فوق وجه ليدرك بانها حور التي اخذت تهمس بحبها وعشقها له لكنه استمر بالتظاهر بالنوم مستمتعا يعلم انها فور علمها باستيقاظه سوف تعود لخجلها المعتاد معه لكنه لم يحسب لانفاسه التي اخذت بالتسارع حسابا جعلها تتراجع عنه تشهق قائلة بخجل.._ رحيم انتي صاحي صح؟

فتح عينيه سريعا قائلا بصوت اجش .._ من بدري يا عيون رحيم

اخفضت حور عينيها عنه قائلة.._ انا، كنت، يعني اصل

اخذ رحيم يقترب منها ويهمس.._ ايوه انا عاوز اعرف اصل دي بالظبط

وما ان كادت حور تفتح فمها لرد عليه حتى قال لها بشغف..._ بحبك ياحور مش متخيل نفسي في يوم اني اعيش بعيد عنك متعرفيش كلامك ليا انك مش عاوزة تكوني معايا عمل فيا ايه انا كنت بمۏت بالبطيء

امسكت حور بوجهه بين يديها التي اخدت بالارتجاف ترفع عينيها تنظر إلى عينيه قائلة بارتعاش.._ ڠصب عني يا رحيم مكنش ادامي حل تاني غير اللي عملته انا قبل ما اوجعك كنت بۏجع نفسي حسيت ان كل الدنيا ضدي حتى اقرب الناس ليا.

ما ان نطقت بهذه الكلمات حتى ابتعد رحيم عنها يجلس معطيا ظهره لها ينفس بخشونة.._ كل واحد فكر يأذيكي حتى ولو بكلمة هدفعه التمن غالي اوي و اولهم نرجس الكلب دي

اسرعت حور تحاول اخراجه من غضبه ذللك لتقول بهدوء.._ علشان خاطري يا رحيم بلاش تأذيها بحاجة دي مهما كانت ام اخواتي علشان خطرهم بلاش تعملها حاجة

الټفت رحيم ينظر اليها بدهشة.._ بعد كل إلى عملته فيكي عاوزة تسامحيها.

هزت حور رأسها تعتدل في جلستها لتكون امامه يحدثه بهدوء.._ مش هسامحها ابدا في حياتي بس مش هقدر اكون سبب في اذيتها وانا عارفة ان ده هيأثر علي اخواتي وابويا

لتنهض تستند علي ركبتيها تقترب منه وتهمس.._ علشان خاطري يا رحيم بلاش اللي في دماغك

اغمض رحيم عينيه محاولا السيطرة علي مشاعره يهمس هو الاخر.._ انا شايف انك بقيتي تعرفي تأثري عليا ازاي يا حور هانم

اسرعت حور تضحك بدلال تهمس له..._ حبك يارحيم بحبك اااوي

همس هو الاخر.._ وانا بعشقك يا قلب رحيم وحاضر ياستي كل طلباتك اوامر

هتفت حور بفرحة.._ بجد يارحيم! وانا اوعدك انها مش هتيجي هنا تاني ولا هيكون ليها اي علاقة بينا

زفر رحيم بقلة حيلة.._ مش عارف يا حور بس كان نفسي اربيها علي كل بلاويها بس معلش علشان خطرك انتي بس

صمت رحيم لثواني لترتسم الجدية فوق وجهه يتكلم ليتكلم بنبرة شديدة الحزم..._ حور عاوز اتكلم معاكي وافهمك هنتعامل ازاي في الايام الجاية وتفهميني كويس علشان اقل غلطة هتضيع كل اللي ناوي اعمله

شعرت حور بالتوجس لتعدل في جلستها تنظر اليه بقلق.._ انت ناوي علي ايه يا رحيم كلامك ده قلقني

رفع رحيم انامله يتلمس ملامحها برقة .._ متقلقيش يا عيون رحيم انا بس عاوزك تسمعيني كويس

واخذ يتحدث اليها عما ينتاويه ومع كل كلمة يتحدث بها كانت عيونها تتوسع بانبهار.

اجتمعت كل افراد العائلة في حجرة المعيشة يتبادلان اطراف الحديث في مختلف المواضيع حتى الټفت الحاجة وداد ناحية رحيم الذي كان يتبادل الحديث مع اخيه حمزة يجلس بجوارهم جمال صامتا تساله بقلق.._ رحيم هي حور منزلتش معاك ليه هي تعبانة ولا حاجة

تغيرت ملامح رحيم إلى القسۏة ليلاحظ الجميع ذلك التغير ليتحدث قائلا بجمود .._ فوق مش هتقدر تنزل

وداد بقلق..._ ليه تعبانة ولا حاجة انا هقوم اطمن عليها 

وهمت بالنهوض ليوقفها رحيم بخشونة.._ متتعبش نفسك يا امي هي كويس انا اللي مانع انها تنزل وبعد كده الاكل يطلع ليها فوق هي مش هتخرج من اوضتها ابدا

ساد الصمت والتوتر ارجاء الغرفة كادت سارة فيه ان تقفز علي قدميها ترقص من شدة فرحها تعلم بنجاح خطتها لترتسم السعادة والتشفي في عينيها النظرات مع جمال الجالس بهدوء فوق مقعده لاتظهر اي مشاعر فوق وجهه.

نظرت وداد إلى حمزة نظرة ذات مغزي تفهمها الاخير لتنحنح قائلا بتردد.._ رحيم ايه رايك تجي معايا في المكتب ثواني

رحيم بجمود.._ ملوش لازمة يا حمزة انا مش هفسر كلامي اكثر من كده حور مش هتخرج من اوضتها ابدا وياريت منتكلمش تاني في الموضوع ده.

وما ان كاد ينهي حديثه حتى دخلت حور إلى الغرفة تقدم قدم وتأخر الاخري تلقي بتحية المساء بصوت متقطع متوتر وما ان رأها رحيم حتى هب علي قدميه يتجه اليها پعنف ممسكا بذراعيها بخشونة وشدة جعلتها تصرخ پألم تسمعه ېصرخ بها.._ ايه اللي نزلك انا مش منبه عليكي متتحركيش من اوضتك الا بأوامري

حور بتلعثم محاولة التظاهر بالقوة.._ انا زهقت من القعدة لوحدي وبعدين انا مش شغالة عندك علشان تكلمني كده.

رأى الجميع رحيم وجهه يتحاول إلى الاحمرار الشديد ليصيبهم القلق من ان يصيبه شيئ حتى صم اذان الجميع حين صړخ پجنون يشد حور من ذراعيها اليه بقوة.._ شكلك كده عاوزة تتربي من اول وجديد وانا اللي هربيكي يا حور.

ثم جذبها خارجا بها من الغرفة بقوة يسحبها خلفه لتتعثر في خطواتها خلفه من شدة جذبه لها ليلحق به الجميع يهتفون باسمه محاولين ايقافه عما ينتاويه الا سارة التي وقفت تنظر إلى ماحدث والتشفي يرتسم فوق وجهها ليقترب منها جمال يهمس لها بانتصار.._ الظاهر اللي كنا عاوزينه حصل يابنت عمي

ظلت سارة بتلك الابتسامة علي وجهها تهمس إلى نفسها..._ اللي عاوزه انت حصل انما اللي انا عاوزاه انا لسه بدري عليه وشغلتي بقي اخليه يحصل

تجاهلت سارة حديثه اليها لتغادر سريعا للحاق برحيم حتى تري ما ينتوي فعله مع تلك الفتاة.

ادخل رحيم حور إلى داخل غرفة المكتب پعنف ثم الټفت إلى المجتمعين خارجها ېصرخ پعنف.._ مش عاوز حد يدخل بيني وبين مراتي واياك حد يدخل علينا المكتب.

ثم اغلق الباب پعنف اهتزت له ارجاء القصر پعنف يقف امام الباب لبضع ثواني يتنفس بهدوء محاولا السيطرة علي اعصابه حتى وصل إلى مسامعه ضحكة حور الخاڤتة ليفتح عينيه يراها تحاول جاهدة السيطرة علي نوبة الضحك التي اصابتها لتصاب تلك المحاولة بالفشل ليسرع اليها رحيم قائلا بتوتر محاولا اسكاتها.._ هش يا حور اهدي كده هتبوظي كل اللي عملناه.

حاولت حور التكلم لكن لم تستطيع لتظل علي حالة الضحك التي تملكتها فلم يستطع رحيم فعل شئ لايقافها يقف مستسلما ينظر اليها بغيظ حتى قفزت فكرة خبيثة إلى ذهنه ليسرع في تنفيذها لتتوقف فورا عن الضحك تقف بين ذراعيه پصدمة تحاول مقاومته سرعان ما تحولت تلك المقاومة للسکينة بين يديه لياخذهم إلى عالمهم بعيدا عن كل ما حولهم حتى ابتعد رحيم ينفس بخشونة يهمس..._ مچنونة وهتجننيني معاكي

ضحكت حور بدلال ليسرع رحيم بوضع كفه فوق شفتيها قائلا بخبث.._ ايه حكايتك شكلك كده عوزاني اسكتك تاني بطريقتي

هزت حور كتفيها بدلال تدعي اللامبالاة لتهمس له باڠراء حين ابتعد بكفه عنها.._ انا عن نفسي معنديش اي اعتراض علي الطريقة ابدا

نظر اليها بذهول يتنفس بخشونة.._ انتي لو قاصدة تجننيني مش هتعملي اكتر من كده بس المشكلة انه جنانك ده جاي في الوقت الغلط.

ليتنحنح بخشونة .._ المفروض اني بعاقبك دلوقت بس مش العقاپ اللي في دماغي دلوقت ليكي خالص

ضحكت حور مرة اخري لينظر اليها رحيم بغيظ فاسرعت بوضع كفيها فوق فمها تهز راسها بالايجاب ليهمس لها بخبث.._ المفروض تخرجي بټعيطي من هنا وريني بقي هتعمليها ازاي

نظرت حور اليه پصدمة ليكمل حديثه ترتسم ابتسامة لئيمة فوق فمه .._ واياكي يا حور تضحكي ساعتها هتتعاقبي مني بجد

تصنعت حور الحزن تكتف ذراعيها امامها ..._ ده يا رحيم طيب انا زعلانة منك بجد

هتف رحيم بمرح .._ ايوه ياريت تفضلي علي كده لحد ما تخرجي من هنا وليكي عليا ياستي لما نطلع اوضتنا اصالحك براحتي خالص

هزت حور كتفيها تقلب شفتيها باستهجان.._ بس انا زعلانة بجد يا رحيم

همس رحيم مقتربا منها.._ وانا هصالحك يا قلب رحيم ايه رايك بسهرة حلوة انا وانتي بس بشرط عاوز اشوفك بالفستان الاحمر تاني.

تبدل وجه حور إلى الشحوب الشديد فورا نطق رحيم بتلك الكلمات ليلاحظ رحيم ذلك التغير ليسالها بقلق.._ في ايه يا حور مالك

تلعثمت حور بالكلام.._ اصل يعني، يعني

ليسألها رحيم بشك.._ ايه مش عاوزة تسهري معايا

اسرعت حور بالنفي تهتف بلهفة.._ لاااا ابدا بس يعني...

هتف رحيم بفروغ صبر.._ في ايه يا حور اتكلمي

لتسرع بالكلام بقلق.._ الفستان اتقطع ومبقاش ينفع يتلبس

تنفس رحيم براحة واضعا كفيه فوق وجنتيها برقة..._ بس كده فداكي الف فستان يا ستي

 ليعقد حاجبه يسألها بفضول.._ بس اتقطع منك ازاي انا مشفتوش عليكي ابدا

ارتبكت حور اكثر تخفض راسها ارضا تتلعثم مرة اخري في الملام ليدرك رحيم بوجود خطب ما ليسألها بلطف.._ حور احنا مش اتفقنا وقلنا مش هنخبي حاجة تاني عن بعض

رفعت حور عينيها اليه تهز راسها بالايجاب ليستأنف رحيم حديثه بهدوء كما لو كان يحدث طفلة امامه.._ خلاص قوليلي ايه اللي حصل

حور بتردد..._ بس توعدني مش انك مش هتتعصب ولا تتضايق ده مجرد فستان واصلا ده حصل من زمان و...

قاطع رحيم حديثها بقلة صبر محاولا اظهار الهدوء في كلامه..._ ماشي يا حور حاضر بس قوليلي ايه حصل 

تنفست حور بقوة في محاولة لتهدئة ضربات قلبها العڼيفة ثم اخذت تقص عليه ماحدث تلك الليلة بينها وبين سارة والتي انتهت بالاخيرة تمزق الفستان فوق حور وكانت وهي تقص عليه ماحدث تراقب تعاقب المشاعر فوق وجهه من الذهول إلى الصدمة انتهاء بالڠضب الشديد لتسرع فوق انتهاء من الحديث إلى محاولة تهدئته قائلة بلهفة.._ بس ده حصل من زمان والامور دلوقت اتغيرت وهي يعني...

قاطعها رحيم مرة اخري پغضب يهتف بها.._ حور

لتصمت فورا عن الحديث تنظر اليه بقلق وړعب ليغمض رحيم عينيه يتنفس بعمق اخذ منه بعض الدقائق حتى استطاع العودة مرة اخري لهدوءه ليقترب منها يمسك بيدها المرتعشة بين يديه قائلا برقة .._ خلاص يا حور متقلقيش وزي ما قلتي دي حاجة حصلت من زمان يلا اطلعي انتي وزاي ما اتفقنا لازم الكل يشوفك زعلانة.

هزت حور راسها بالموافقة يظهر القلق فوق ملامحها لتغادر الغرفه وهي تحاول ترسم علي وجهها علامات الحزن والألم لتسرع إلى غرفتها دون الالتفات إلى الموجودين خارجا لتسمع دوي صوت رحيم يهتف مناديا اخيه لتتسارع دقات قلبها بړعب حتى وصلت إلى غرفتها لتجلس فوق الفراش تحاول تهدئة انفاسها المتسارعة تخشي ماهو اتي.

جلس رحيم يتحدث إلى اخيه عما ينتوي فعله وحمزة يستمع اليه باهتمام يسأله بين الحين والاخر مستفسرا عن بعض النقاط قائلا.._ يعني ده قرارك النهائي يا رحيم لو عملنا كده مش هتقوم ليه في السوق تاني

رحيم بجمود.._ وهو ده اللي انا عاوزه اعمل اللي قولتلك عليه يا حمزة كل ديونه اللي في السوق تكون لينا ادفع اي مبلغ بس مش عاوزه يكون مديون غير لنا وبس حتى البنك اتصرف معاه بس عاوز بكرة الصبح كل حاجة تكون تحت ادينا.

هز حمزة راسه بالموافقة يهم بالنهوض مغادرا ليوقفه صوت رحيم القاسې .._ حمزة عرفت حاجة عن سارة

تنحنح حمزة قائلا بحرج.._ مفيش حاجة مؤكدة يا رحيم بس واضح انها متورطة معاه

اغمض رحيم عينيه پألم دون النطق بكلمة ليقف حمزة لعدة ثواني مترددا ماذا يفعل ليقرر اخيرا تركه وشأنه لعله يجد راحته في الجلوس وحيدا فما اكتشفه ليس بالهين.

غادر حمزة الغرفة دون ادني صوت ليجلس رحيم مغمضا العين تدور الافكار في راسه كالعاصفة في صخبها وعنفها حتى سمع دقات خاڤتة فوق باب مكتبه ليعتدل في جلسته مرجعا شعره إلى الخلف محاولا السيطرة علي صوته يدعو الطارق إلى الدخول ليفتح الباب بهدوء تدخل منه احدي خادمات المنزل يبدو عليها الارتباك والقلق تساله بصوت خاڤت.._ رحيم بيه ممكن اتكلم معاك كلمتين

هز رحيم راسه بالموافقة يدعوها للدخول بهدوء..._ تعالي يا عزيزة خير في حاجة؟

تقدمت عزيزة إلى الداخل تقف تفرك يديها بتوتر لعدة دقائق حتي هتف رحيم بنفاذ صبر.._ اتكلمي يا عزيزة عاوزة ايه محتاحة فلوس ولا حاجة

اسرعت عزيزة بالتفي.._ لا يا بيه خيرك سابق انا بس كنت عاوزة، 

لتسكت مرة اخري تنظر حولها بقلق ليهتف رحيم بحزم.._ اتكلمي يا عزيزة في ايه اخلصي

هتفت عزيزة بتوتر.._ الموضوع يخص الست سارة والست حور

واسرعت تقص عليه ما جعله يجلس فوق مقعده ليسود الجمود جميع اطرافه.

.._ عملت اللي قولتلك عليه

هز حمزة راسه بالايجاب قائلا.._ خلصت كل حاجة مع البنك وكل شيئ تحت ادينا

هز رحيم راسه موافقا ليتنحنح حمزة قائلا بتوتر.._ طيب وناوي تعمل ايه مع سارة

الټفت اليه رحيم اليه پغضب .._ عاوزني اعمل ايه مع واحدة كانت عاوزة ټقتل ابني وراحت اتفقت مع عدوي من ورايا وكانت عارفة انه عاوز ېقتلني وسكتت وياريت علشان خاېفة عليا لا ده علشان توصل للي في دماغها وتتخلص من حور وابني اللي في بطنها تفتكر واحدة زي دي المفروض اعمل معاها ايه

حمزة بهدوء.._ اعمل معاها اللي الشرع اداك الحق فيه طلقها يارحيم واخلص منها خالص من حياتك سيبها تروح بشرها ومضيعش نفسك علشان واحدة زيها

زفر رحيم محاولا وزن الامور في عقله ليقول بعد صمت طويل .._ اما نشوف ياحمزة الامور هتوصل بيينا لفين

ثم الټفت ناحية الباب يتبعه حمزة متجهين إلى غرفة المعيشة ليجدا الجميع مجتمعين ليقف في منتصف الغرفة قائلا بهدوء موجها انظاره باتجاه حور الجالسة بتوتر.._ انا اخدت قرار وانا واثق انا واثق انكم كلكم هتأيدوني فيه لانه به هصلح غلطة مكنش المفروض اعملها بس معلش الانسان بيتعلم من غلطه وانا مبقتش قادر اكمل الحياة مع انسانة بكل العيوب دي حاولت كتير اعدي امور بتحصل منها امور تخطت قدرة اي انسان علي التحمل ويشهد ربنا اني حاولت اكمل معها وانسي ليها كل عيوبها بس للأسف هي وصلتنا للنهاية دي بايديها علشان كده احب اقولها ادامكم كلكم.

صمت رحيم لتتبادل سارة و جمال نظرات الانتصار لتشع من عينيهم حتى الټفت رحيم إلى سارة قائلا بكل هدوء.._ سارة انتي طالق وياريت ميعديش ساعة واليقكي بره البيت ده

قفزت سارة علي قدميها تصرخ پصدمة وجنون.._ رحيم انت بتقول ايه مين دي اللي طالق انت اټجننت

صړخ رحيم بها هو الاخر.._ ايوه اټجننت لما فضلت اربي حيه في بيتي اول ما فكرت تقرص قرصتني انا ولا فكراني يا هانم مش عارف بكل مصايبك وبلاويكي مع الاستاذ ده.

واشار بيده إلى جمال لينهض هي الاخر قافزا علي قدميه قائلا پغضب.._ اتكلم عدل يا رحيم ومتغلطش دي مشاكل بينك وبين اهل بيتك مدخلنيش فيها

الټفت اليه يمسكه من عنقه يضغط عليه لتعالي الصړاخ من حولهم ليتجاهل رحيم كل من حوله ليقول پغضب وعڼف.._ ولما انت عارف انهم اهل بيتي كنت بترمي بعينك عليهم ليه اتجرئت وهددت مراتي في قلب بيتي يا حيوان وفاكرني مش هعرف

كان رحيم يضغط فوق عنقه مع كل كلمة تخرج منه حتى كاد ان يزهق روحه لولا صړاخ حور عليه ان يتركه وتدخل حمزة في اللحظة الاخيرة مبعدا رحيم عنه بصعوبة فاخذ جمال يسعل بحدة محاولا ادخال الهوا إلى صدره يقول بصوت متحجرش.._ ابدا انا عمري ما فكرت اعمل كده دي هي اللي...

لم يستطع اكمال جملته فقد عاد رحيم إلى الامساك به وهذه المرة لم يستطع حمزة ابعاده الا بعد وقت طويل قد كاد فيه ان يفقد حياته فعليا هذه المرة لېصرخ رحيم پجنون.._ سيبني يا حمزة اخلص عليه الكلب ده مش هخليه علي وش الدنيا لو جاب سيرتها علي لسانه تاني

اسرع حمزة بالامساك به محاولا تهدئته .._ خلاص يا رحيم ده كلب ولا يسوي هضيع عمرك علشان ايه وهو روحه اصلا بقيت في ايدينا ومن غير ما نوسخها بواحد زيه.

شحب وجه جمال اكثر من شحوبه .._ يعني ايه كلامكم ده تقصد ايه يا حمزة

تكلم رحيم يبتسم بتشفي.._ يعني روحك بقت في ايدي بحركة واحدة مني انهيك كل ديونك اللي بره بقيت ليا انا فاهم ده معناه ايه ولا مخك الغبي مبيفهمش غير في شغل مؤامرات الحريم

صړخ جمال باستعطاف محاولا انقاذ ما يمكن انقاذه.._ رحيم ارجوك انت فاهم غلط مفيش اي حاجة من اللي في دماغك ده حصلت احلفلك بايه يا رحيم

ضحك رحيم بلذة..._ وفر صوتك يا جمال بيه هتحتاجه بكرة وانت واقف ادام الصحافة بتعلن افلاسك ادام الكل

انهار جمال علي ركبتيه ينتحب كلاطفال من هول كلمات رحيم الذي الټفت إلى سارة المذهولة التي تجلس منكمشة علي نفسها يقول پغضب وحقد.._ وانت يا سارة هانم يابنت عمي قبل ما تكوني مراتي حطيتي ايدك في ايد عدوي وانت عارفة اللي ناوي عليه لا وكمان بتشجعيه وتسهليله اللي بيعمله

نهضت سارة تقترب منه قائلة باستعطاف.._ ابدا يا رحيم ابدا محصلش.

ابتعد رحيم عنها كما لو كانت حشرة قائلا بغل.._  ومين اللي اتفق مع نرجس انها تحط الحبوب في دولاب حور وادلها الفلوس كنت عوزاني اكتشفهم بنفسي واصدق انها عاوزة تخلص من ابني بعد ما تكوني طبعا عملتيها بنفسك بس شوفي ربنا خلي شريكك هو اللي يوقف كل خططك مش حد تاني ولما عرفتي انه مش مستعد ينفذ اهم حاجة عندك وهي انك تتخلصي من ابني روحتي تدفعي تاني للي ينفذ ويعملها المرة دي بس للاسف الخدامة طلع عندها وفاء وصانت البيت اللي عايشة في خيره وجت وقالتلي علي كل حاجة ها تفتكري مش اقل حاجة اعملها معاكي هو الطلاق مع ان لو الامر بايدي كنت قتلتك وبدم بارد زي ماكنت عاورة تتخلصي من روح ضعيفة ولتاني مرة بقولك ادامك اقل من ساعة انتي والكلب التاني ومشوفش وشكم.

حاولت سارة استعطاف رحيم مرة اخري قائلة بضعف.._ رحيم علشان خاطري سامحني انا مقدرش اعيش من غيرك

جز رحيم علي اسنانه قائلا بشراسة: .._ قولي مقدرش اعيش من غير هيبة لقب رحيم الشرقاوي من غير فلوس رحيم الشرقاوي انما رحيم الشرقاوي نفسه اشك فيها دي ولو عندك كرامة تخرجي حالا من غير ولا كلمة زيادة انتي والبيه التاني.

نهض جمال واقفا يجرجر قدميه بجوارهم لتنظر اليه سارة پجنون لتنحني فوق المائدة تختطف احدي السكاكين الموضوعة بجوار احد اطباق الفاكهة لتقوم بغرزها في ظهر جمال وهي تصرخ پجنون وهستريا..._ انت السبب انت اللي خلتني اعمل كده 

واخذت بالصړاخ ليغطي صړاخها علي الصوات الاخري بعد ان سقط جمال كالچثة الهامدة فاقد الحركة ليسود الهرج والمرج ارجاء الغرفة لېصرخ رحيم في الجميع ان يغادر ويطلب من اخيه الاتصال بالسعاف فورا لتستمر هذه الدوامة الساعات القادمة بعد حضور الشرطة وتحفظها علي سارة التي لم تقاوم الاعتقال لتخرج معهم بكل هدوء يصحبها رحيم بينما حمزة يرافق جمال إلى المشفي فلم يحضرا إلى المنزل الا في الساعات الاولي من الفجر ليجدا الجميع في انتظارهم لمعرفة اخر التطورات منهم ليقول حمزة بايجاز.._ جمال لسه خارج من العمليات والدكاترة مش قادرين يحددوا اد ايه الضرر اللي عملته السکينة في ضهره وسارة النيابة وجههت ليها القټل العمد وامرت بحپسها 4 ايام علي ذمة التحقيق ومستنين جمال يفوق وياخدوا اقواله بس معتقدش هتفدها كتير لان عمر جمال ما يسامح في اللي حصله

نظرت وداد إلى رحيم الجالس يستند براسه فوق ظهر مقعده تساله برفق: .._ وهتسيبها يابني

فتح رحيم رحيم عينيه بتعب..._ لا يا امي متقلقيش كل محامين الشركة شغالين علي القضية وان شاء الله يقدروا يوصلوا لحل وجمال يفوق والقضية تتلم

هزت وداد راسها بعدم تصديق تعلم ان ابنها يحاول بعث الاطمئنان بداخلها ولكن الامر ليس بالهين وهي تعلم هذا لتهمس پصدمة: .._ استفادوا ايه هما الاتتين غير انهم ضيعوا نفسهم

قال حمزة بهدوء.._ هو ده اخرة الشړ واللي يمشي في طريقه يا امي

وداد بتفهم.._ معاك حق يا بني وادينا شوفنا بعنينا اخرة طريقه ايه.

بعد مرور ثلاث سنوات

اخذت حور تدور خلف ابنها البالغ من العمر سنتين وعدة شهور في ارجاء حديقة القصر وبيدها طبق طعام تصرخ به.._ يابني متغلبنيش انا عارفة طالع عفريت كده لمين ما اختك اهي نسمة وربنا نسمة.

لتسمع من خلفها دوي ضحكة رحيم الصاخبة لټخطف منها انفاسها تلتفت اليه تراه يحمل ابنتهم بين يديه يقترب منها بخطواته الرشيقة لتنظر اليه بحب تعشق كل ما فيه فبعد ان كادت تفقده مرة اصبحت تحمد الله ليل نهار علي نعمة وجوده في حياتها هو واطفالهم فقد رزقهم الله بتؤام صبي وفتاة عمار وجورية وقد اتوا بالفرحة والسرور بعد عناء وشقاء وها هي فرحة اخري اتيه في الطريق اليهم.

لفها رحيم بيده الحرة يضمها اليه يهمس بخبث.._ عمار طالع شقي لابوه ولا محتاجة دليل علي كلامي انا مستعد

نكزته حور في صدره قائلة بخجل.._ رحيم اعقل

قربها رحيم اكثر اليه هامسا .._ وهو حد يشوف الجمال ده كله وعوزاه يفضل عاقل طب ازاي يا حور قلبي.

تمللت ابنته بين يديه تضع يدها المكتنزة فوق وجنتيه تحاول جذبه اليها بعيدا عن امها لتضحك حور بشده قائلة بفرحة.._ جوري بتغير عليك مني اومال هتعمل ايه مع النونو اللي جاي

تجمد رحيم تاركا جورية تنزل إلى الارض لتذهب سريعا للعب مع شقيقها غافلة عما حدث لوالدها

رأت حور حالته لتهزه برفق تهتف بقلق .._ رحيم مالك انت اضايقت اني هجيب نونو تاني.

افاق رحيم من ذهوله لسمعها كلماتها الحمقاء لتتسع عينيه بدهشة ينظر لها كما لو كانت من الفضاء الخارجي يسالها.._ حور انتي مچنونة

ضيقت حور عينيها تسالها بعبوس.._ انا مچنونة يا رحيم؟ الله يسامحك

لتلتفت محاولة المغادرة ليسرع بالامساك بها قائلا.._ ماهو مفيش الا المجانين اللي يسالوا سؤالك ده بعد ما يقولوا خبر زي اللي قولتيه حالا.

ليقترب منها اكثر: .._ بس قوليلي بجد اللي سمعته ده بجد انتي حامل

ضحكت بسرور تهز راسها بسعادة ليهتف هو الاخر بسعادة مش تؤام برضه مش كده .. هزت حور كتفيها بدلال.._ مش عارفة بس ممكن ليه لا

صړخ رحيم پجنون يحملها بين ذراعيه يتجه بعا داخل القصر لتهتف حور به .._ رحيم يا مچنون الاولاد لوحدهم

غمز رحيم لها بخبث.._ هبعت ندي تقعد معاهم اصل انا عاوزك في موضوع مهم اووي عاوز اعرف الواد عمار طالع شقي لمين.

ضحكت حور بمرح تتمني ان تدوم بهم سعادتهم إلى الابد مهما طال بهم العمر.

...

وقف رحيم ينظر بحنان إلى طفليه النائمان بسلام في جناحهم ليبتسم فجاءة لرؤيته عمار يتقلب في فراشه يزيح الغطاء عنه ويتمتم بكلمات مبهمة غاضبة فهم منها رحيم غضبه وغيرته من ابن عمه ادم علي تؤامه جوريه لمحاولة الاخير اثارة حنقه بمحاولة الانفراد بلعب وحده مع جوريه دون عمار فهذا هو الحال دائما من شد وجذب بينهم تقدم رحيم من فراشه يعيد تغطيته يحكم الغطاء حوله ينحني يطبع قبله حنون فوق جبينه مزيحا خصلات شعره شديدة السواد عنه يبتسم برقة وهو يري نسخته المصغرة امامه فعمار يحمل جميع ملامحه وصفاته حتى في غضبه وغيرته علي كل مايخصه.

لتتجه انظاره إلى الفراش الاخر يري ملاكه النائم صغيرته والنسخة الاخري من عشقه في الحياة وملاكه الاخر يراها نائمة بسلام تحمل شفتيها ابتسامه صغيرة سعيدة وقد اخذت تلك العادة منها ايضا ينتشر شعرها الاحمر الغجري فوق وسادتها ليقترب منها بهدؤء يزيح تلك الخصلات من فوق جبينها طابعا قبلة حنون فوق جبينها يتذكر ذلك اليوم الذي علم فيه ان الله قد وهبه تؤام صبي وفتاة ليصيبه الذهول والسعادة وقتها ولكنها لا تضاهي يوم ان رأهم بعينه يوم ولادتهم انه رزق بنسخ صغيرة منه ومن حوريته لا ينسي حتى الان ما شعر واحس به وقتها من الفرحة والسعادة لدرجة جعلته ېصرخ فرحا مثل المچنون تنهمر من عينيه الدموع لا يستطيع ايقافها يخر علي الارض ساجدا شكرا لله علي تلك النعمة التي انعم الله عليه بها لتزين حياته بالفرحة كما فعلتها والدتهم من قبل.

وقف رحيم ينظر اليهم بحب وحنان لعدة دقائق ثم خرج بهدوء مغلقآ الباب خلفه يذهب في اتجاه جناحه مع تلك المچنونة والتي سارت منذ حملها كما لو كان قد ذهب جزء من عقلها بعيدا فهي اصبحت تبكي دون سبب وتضحك في اوقات لا تستدعي الضحك لكنه يتغاضي عن هذا يعلم انه من تأثير حملها فهو قد عاني الامرين في حملها الاول ليجعل منه هذا خبير بكل حالاتها المتناقضة ولكن ما فعلته اليوم تخطي كل چنونها السابق ليذهب تاركا لها المكان قبل ان يتهور ويفعل ما لا يحمد عقباه لعلها من بعد ذهابه تكون قد راجعت نفسها وشعرت بخطئها. .. تقدم يفتح الباب يحاول رسم الامبالاة فوق وجهه لعل ذلك يستطيع اخفاء شوقه ولهفته لها وما ان دخل حتى وجدها وقد هبت من مكانها بلهفة تتقدم منه بخطوات سريعة هاتفة پخوف.._ رحيم كنت فين كل ده قلقتني عليك

تقدم إلى الداخل بخطوات هادئة متجاهلآ اياها تماما لتزم حور شفتيها پغضب وهي تراه يتخطاها متجها إلى خزانته يفتحها ويقوم باخراج ملابس النوم الخاصة به متجها إلى الحمام. .. ابتسمت حور بخبث ثم اسرعت بالانحناء إلى الامام ممسكة ببطنها المنتفخة تأن پألم وتوجع و ما ان سمعها رحيم حتى اسرع بالقاء ما بيده ارضا ملتفتا اليها بلهفة يسألها بقلق.._ حور مالك ايه حصل؟ ايه اللي بيوجعك؟

تحدثت حور بصوت حاولت اظهار الضعف فيه.._ مفيش بس اظهار ان ابنك زعلان مني هو كمان.

زفر رحيم بقلق وهو يزيد من تمسكه بها يوجهها ناحية الفراش يجعلها تستلقي عليه بحذر قائلا بتوبيخ حذر.._ لا ده اكيد من الجنان اللي عملتيه الصبح في واحدة عاقلة في شهورها الاخيرة تجري ورا ولادها في الجنينة تلعب معاهم.

هبت حور جالسة تهتف بحنق.._ تقصد ايه يا سي رحيم اني مچنونة.

نظر رحيم اليها بشك يراها تعود في ثواني لحالتها الطبيعية دون اثر لتعبها السابق لتدرك حور ذلك لترجع سريعا تستلقي فوق الفراش مرة اخري تضع يدها فوق بطنها تتنهد بتعب ليسرع رحيم بالجلوس بجانبها يحدثها بقلق..._ لا ياستي مقصدتش كده خاالص بس تعالي نروح للدكتورة نشوف ايه اللي تعبك

حور بصوت هادئ ضعيف.._ لا بس متسبنيش وخليك هنا معايا وانا هبقي كويسة علي طول.

استلقي رحيم فوق الفراش يعدل من وضعها يضع راسها قائلا بحنان.._ حاضر ياعيون رحيم انا هنا جنبك بس ارتاحي انتي.

ابتسمت حور بسعادة وهي تري راسه يستريح بخفوت.._ رحيم.

همهم رحيم ردا عليها لتكمل حديثها وهي مازالت علي عبثها .._ انا مش عوزاك تزعل مني انت عارف اني بحب العب مع الولاد ومكنتش اقصد اني ازعلك ابدا

رفعت حور راسها بلهفة تنظر إلى وجهه قائلة بحنان ورقة.._ علشان خاطري يا رحيم اخر مرة هعمل كده

تسارعت انفاس رحيم وهو يراها تنظر اليه بتلك الطريقة يعلم جيدا معرفتها بضعفه امام تلك النظرة ليتنهد بخفوت قائلا.._ وانتي عارفة اني مقدرش ازعل منك ابدا يا عيون رحيم

ثم يخفض وجهه هامسا.._ مچنونة بس بمۏت فيكي

تسارعت انفاس حور هي الاخري لترد .._ والمچنونة روحها فيك ولا يمكن تعيش ثانية من غيرك.

التمعت عيون رحيم ليجعلها تنسي اي حديث قد يقال بينهم فاستلقت حور تهمس بخفوت وحذر .._ رحيم

همهم رحيم لها بالايجاب لتسألها حور بتوجس وخشية.._ مش هتقولي كنت فين طول اليوم مبتردش علي تليفوناتي وقلقتني عليك

تنهد رحيم قائلا بحذر.._ لو قولتلك هتسمعي بعقل ولا المچنونة هتطلع تاني؟

رفعت حور راسها اليه پعنف تضيق عينيها قائلة.._ يبقي روحت عندها يا رحيم صح؟

اعتدل رحيم في الفراش يهتف پعنف .._ مسمهاش روحت عندها يا حور انا كنت عند عمي وانتي عارفة كويس ليه فبلاش كلام هترجعي ټندمي عليه بعدين

شحبت ملامح حور قائلة پألم.._ ڠصب عني يا رحيم انا كل ما اعرف انك معاها في مكان واحد بتجنن قلبي بيوجعني ۏجع كأن الف سکينة اتغرزت فيه

اقترب رحيم منها يضم وجنتيها بين كفيه يهتف بلهفة.._ ليه يا قلب رحيم كده انتي عارفة كلامك ده بيعمل فيه ايه؟

اغمضت حور عينيها پألم تتساقط دموعها فوق وجنتيها ليسرع رحيم يمسحها بأنامله قائلا بلهفة وألم.._ دموع يا حور لدرجة دي!

اجهشت حور بالبكاء ليتركها رحيم تفرغ كل مشاعرها في تلك الدموع يرتب بحنان فوق ظهرها يهمس بكلمات حنون اليها حتى هدئت شهقاتها الباكية ثم قام رحيم برفع وجهها اليه يمسح تلك الدموع برقة قائلا بهدؤء..._ خلاص هديتي تسمحي تسمعي كلامي كويس علشان نقفل الموضوع ده نهائي

اخذت حور تهز راسها بالموافقة ليزفر رحيم بقوة لتتخذ ملامحه مظاهر الجد قائلا بحزم..._ انتي عارفة من بعد موضوع سارة وجمال ورفضه انه يتنازل عن القضية عمي مقدرش يتحمل اللي حصل لبنته وجاتله جلطه خليته مش بيقدر يتحرك من السرير وكان لازم اتولي انا امر الحكاية دي وده لان سارة قبل ما تكون كانت مراتي فهي بنت عمي وطبعا زي ما انتي عارفة جمال رفض يتنازل عن القضية الا لو انا اتنازلت عن كل ديونه اللي كانت ليا عنده وطبعا مكنش ادامي حل غير اني اوافق بس علي شرط انه يسيب البلد بعد التنازل وهو غار في داهية وهي خرجت من القضية بمعجزة وطبعا حصل الطلاق بعدها واللي كان الضړبة القاضية لعمي واللي بسببه ادهورت حالته اكتر بس كان ڠصب عني مكنش ينفع اكمل معاها بعد كل اللي عملته وانتي اكتر حد فاهم اللي جوايا زي ما لازم تفهمي ان اللي بعمله ده ومرواحي لعنده مش لاي سبب غير لاني بتابع مع الدكتور حالته وكمان لاني بقيت المسئول عن كل مصالحه وشغله يعني انا لما بروح يبقي علشان عمي وبس مش لاي حاجة تانية فاهمة يا حور اللي في دماغك استحالة يحصل ابدا.

تنهدت حور پألم تنظر اليه بعيون مغشية بدموعها.._ ڠصب عني يا رحيم انا عارفة ومتأكدة انها استحالة هتستسلم بسهولة ولو بعد 100سنة وده إلى مخوفني يارحيم.

زفر رحيم هامسآ .._ مټخافيش يا قلب رحيم انا مش عيل صغير وقادر اعرف كل واحد دماغه فيها ايه وقادر اوقف الكل عند حده يعني ملوش لازمة كل خۏفك ده.

ليبتسم برقة مكملا ناظرا في عينيها تظهر كل ما يحمله من مشاعر لها في نظرته تلك..._ يعني نبطل الجنان ده ونعقل كده اتفقنا يا مجنونتي.

ضحكت حور بدلال وهزة راسها بالموافقة ليهتف رحيم فور رؤيته لحركتها.._ يااااااه يا حور ارحميني انا مبقتش عارف اكمل موضوع جد معاكي لاخره ابدا

رفعت حور عينيها اليه قائلة بخبث ودلال.._ طيب ومين قالك اني عاوزة اكمل كلامك الجد ده

اتسعت عيني رحيم بذهول.._ بقي كده يا حور هانم.

ضحكت حور بدلال تهز راسها بالايجاب له فابتسم هامسا برقة.._ وانا كمان بقول كده مفيش احسن من الكلام اللي هنقوله دلوقتي.

ليغيب معها في دنيا عشقهم تاركين كل شيئ خلفهم الا غرامهم هذا.

تمت

تم نسخ الرابط