شوق اسماء عبد الهادي
المحتويات
وصولهم لوجهتهم واستعدادهم للصعود للعمارة التي بها عيادة الطبيب.
هبط عساف مسرعا من سيارته وادعى أنها صدفة رغم أنها غير ذلك وبترتيب منه
_ايه دا توبا ازيك ايه الصدف الجميلة دي.
تحدث بركات بانزعاج
_مين دا يا توبا
ليرد عساف محتفظا بابتسامته
_أنا عساف أخو شوق صاحبتك فاكراني
ردت توبا فوجه متورد من السعادة
_الحمد لله... انا كنت معدي وشفتكم... ازيك يا.. بركات كان اسمك.. والف سلامة عليك سمعت إنك عملت عملية في دراعك
_الله يسلمك... أنا حاسس اني شوفتك قبل كدا.. احنا اتعرفنا قبل كدا وانا ناسي
_يعني مش تعارف كان موقف عابر وكويس انك مش فاكره لانه مكانش ظريف بالنسبالي وقتها.. المهم انتوا طالعين للدكتور ولا ايه
_اه بركات اخويا عنده إعادة كشف مع دكتور العظام
_طهور ان شاء الله... طب محتاجين مني حاجة اعملهالكم
_شكرا يا أستاذ عساف ربنا يكرمك
_على فكرة بتكلم جد مش عزومة مراكبية
_عارفة والله ان حضرتك وأبلة شوق دايما سباقين بالخير ربنا يبارك فيكم.. شكرا جدا وسلامي لأبلة شوق كتير
_يوصل ان شاء الله... سلام.. والف سلامة مع تانية يا استاذ بركات
_ايه الموقف اللي مش ظريف اللي بيتكلم عنه دا يا توبا
_مش مهم ده كان زمان كبر يا بركات
_لا قولي انا لازم اعرف
_فاكر أيام التحليل لما كنت بتغصب عليا احلل انت وصاحبك.. استاذ عساف وقتها كان كلمك
_ااه افتكرت.. يخص يادي الكسفة دا انا كنت وقح اوي أيامها ..متزعليش مني انا خلاص ربنا نور بصيرتي
_بس الاستاذ ده شكله مهتم اوي
_يعني ايه
ابتسم بركات بمرح وتقدم أمامها
_لا ولا حاجة يلا تعالي.
_ماشي.
__
وصلت فداء إلى حيث تجلس شوق بعدما استأذنت زوجها في الخروج
_ شوق حبيبتي مالك قلقتيني عليكي
_ يخص عليا جبتك على ملا وشك حقك عليا يا قلبي.. بس انا والله من قهرتي رجلي ماهي شايلاني وخاېفة اطلع أكده العيال يفتحولي سين وجيم
قصت لها شوق ما حدث
لتعتاظ فداء كثيرا مما فعله والد شوق
_لا حول ولا قوة إلا بالله.. هو في كدا في الدنيا.. ان الأب ېهدد بنته
_كبري يا بنتي.. أني مخايفاشي من ټهديد ولا يحزنون أني كل الحكاية حسيت اني لو فضفضت هترتاح فملقتش أفضل منك حمالة أسية اشيلها همي معلهش حظك بقا استحميليني
_مبحبش أشيل حد همي يا فداء.. وخاصة ان كل واحد فيه اللي مكفيه وزيادة ... يلا يا قلبي قومي ارجعي بيتك وأني خلاص فضفضت والهم انزاح شوية هقدر اطلع للعيال دلوك
_وهتعملي ايه .. انا خاېفة يأذيكي فعلا
_هيأذيني هيعمل ايه يعني العمر واحد.. بعدين ديه كله كلام في الفاضي... اللي قاهرني انه حتى بعد اولاده انصلحوا زي ما
هو عايز.. غيران انهم بيحبوني وعايشين معاي أني ... ماهم كانوا عنديه طول عمره . شافوا ايه من الحب ديه الا قشور يا ولداه.. أبوي في غيبوبة وان مفاقش منيها قبل فوات الأوان هيضيع وهيندم ندم عمره ... ربنا يهديه
_يارب يفوق فعلا قبل فوات الأوان.. على الأقل يتعظ من اللي حصل لبابا الله يرحمه
_الله يرحمه ويغفر له يا حبيبتي.
في تلك الاثناء جاء شوق اتصال من مهند
_ايه روحتي توصلي يوسف شبط فيكي تاني ولا ايه
_لاه يا قلبي أني كنت ف مشوار أكده مع فداء وراجعة حالا.. مش هتأخر
_لا براحتك أنا كنت بطمن عليكي مش أكتر.. ابعتي سلامي لميار... قوليلها مهند باعتلك قلبه تخليه معاكي لحسن تعبان من بعدك عنه
ضحكت شوق
_اتلم يا ولا لاحسن هجيلك
_اديني ملموم يا ستي.. اقفلي وشوفي كنتي بتعملي ايه يا باي فصيلة
انهت شوق للاتصال وهي تضحك
_ربنا ينولك في اللي بالك يا حبيبي
لتأتيها اتصال آخر
_ايوة يا جلنار هانم.. أجيلك دلوك.. حاضر مسافة السكة وجايالك مش هتأخر
نظرت لفداء وقالت مبتسمة
_شوفتي علشان التسهينة داي مبحبش اشكي لحد حالي.. روقي يا بت اكده محدش أخد منها حاجة وربنا أني بقيت كويسة الواد مهاند اخوي ديه دمه شربات قدر يخرجني من المود
_ربنا يصلح حالك ويريح بالك يا شوق
_المهم قومي بم انك معايا دلوك فتعالي وصليني عند يوسف.. جلنار هانم عايزاني وصوتها اكده مش مريحني هروح اشوف في ايه
_ماشي يلا..
سارتا بضع خطوات لتتوقف فداء
_افضلي كدا ساعدي الناس وحلي مشاكلهم وكبري في مشاكلك انتي
ضحكت شوق
_يا بنتي ماهو على يدك مشاكلي ملهاش حل.. ربك كريم وقادر يحلها من عنده.. انسي وهتعدي زي غيرها
_يارب
__
وصلت شوق إلى فيلا قاسم بعد أن اوصلتها فداء وعادت ادراجها لبيتها بعد ذلك
عندها كان قاسم يقول
_ ها لقيتوه
_ دورنا عليه يا قاسم بيه في كل شبر في الفيلا وبردو مش موجود
_ يعني ايه ازاي دا.. هيكون راح فين.. دور تاني
لتهتف شوق بهدوء
_السلام عليكم .. مساء الخير يا قاسم بيه
الټفت اليها وقال حانقا
_يوسف فين يا شوق أكيد معاكي
_معاي فين يا قاسم بيه.. أني توي جاية بعد ما اتصلت بيا جلنار هانم دلوك ومعرفاشي عايزة ايه... ويعني ايه يوسف فين اني وصلته بنفسي لاهنه بعد ما كان معايا في شقتنا .. اني اللي اسألك عليه مش انت
هتف قاسم بكل ڠضب
_يوسف مش موجود في الفيلا
اتسعت أعين شوق پصدمة
_يعني ايه مش موجود هيكون راح فين
_والله اسألي نفسك
_أسأل نفسي ايه.. شوف انت اكيد عملت في الواد حاجة زعلته هو أني تايهة عنيك
ليأتي الخادم مرة أخرى
_حتى دورنا في الجنينة الخلفية والحمامات وملوش أثر
لتنظر له شوق پخوف على يوسف وتقول في نفسها
_ يوسف .. بالله عليك متوجعش قلبي عليك
لتأتي جلنار وهي تمسك بيدها ورقة وتشير لابنها پقهر
_ تعالى شوف يوسف كاتب ايه .. شوف نتيجة عمايلك واهمالك ليه.. الولد كان أقصى أمنياته أن ابوه يحبه .. حتى بعد ما وقف على رجليه أخيرا ملقهاش الحب اللي بيتمناه الولد اټصدم يا قاسم وقرر انه يأذي نفسه
انصعق كل من شوق وقاسم مما سمعاه
_ ايه!!
لتبكي جلنار بحړقة
_يوسف حفيدي لو جراله حاجة يا قاسم مش هحمل حد اللي حصله غيرك.
تحركت شوق پصدمة وقلب قد أصبح ثقيلا من كثرة ما به من هم وقالت وهي كادت أن تبكي
_ اهدي اكده يا جلنار هانم وفهميني ...يأذي نفسيه ازاي.. يوسف ايه اللي وصله للمرحلة داي من أصله.. كان أخر مرة لما وصلته اهنه البسمة ممفرقاش وشه... ازاي يعني خلال لحظات اكده يتغير مزاجه ويفكر التفكير ديه
هتفت جلنار بحنق وهي تشير لابنها
_اسألي ابوه اللي دايما كاسر نفسه وقلبه يا حبة عيني بجمود قلبه ... لحد ما خلاص الولد مبقاش متحمل فقرر يأذي نفسه علشان يرتاح من عڈابه.. وانا بقولهالك اهو يا قاسم لو مرجعليش يوسف مش هحمل حد المسؤلية غيرك وساعتها هيكون ليا تصرف تاني معاك.
قالتها وظلت تبكي مرة أخرى
وقفت شوق مشدوهة تشعر انها مكتوفة الأيدي.. اطرافها شلت من خۏفها على يوسف
_يا حبيبي يا يوسف بالله عليك قلبي ناهو ناقص
عندها وجدت جلنار تميل برأسها وكأنها سيغشى عليها فجرت شوق نحوها وكذلك قاسم
_جلنار هانم
_ماما
لتزيح جلنار يد قاسم وتقول بتعب
_ابعد عني انا مش مسمحاك على اللي عملته.. رجعلي يوسف حفيدي الأول علشان اسامحك تاني .. اتحرك دور عليه في كل حتة انت لسه واقف عندك بتعمل ايه.. ايه البرود دا.. ااه لا أنا قلبي مش متحمل.. شوق ساعديني وطلعيني اوضتي قلبي هيقف على الولد ودوري عليه انتي مترجعيش الا بيه انتي تعرفي عنه أكتر.. رجعيلي حفيدي يا شوق بالله عليكي
هتفت شوق بحنق لذاك الواقف يدور حوله
_لا حول الله يارب ..ما تتحرك تدور على ابنك وشوفه راح فين.. لو كان خرج مش هيلخق يروح بعيد يوسف اصلا ميعرفش يخرج لوحده .. الحقه اعمل حاجة حلوة في حياتك بقا
قالتها ثم عاونت جلنار على الصعود لأعلى وهي تقول
_اطمنى يا جلنار هانم.. أني هنزل ادور عليه بنفسي في كل حتة وربنا نا هرجعلك الا وهو في يدي اطمني
لينطلق قاسم بعدها بسيارته باحثا عن ابنه.
أراحت شوق جلنار على فراشها والتفتت مسرعة لتغادر لتبحث عن يوسف
لتقول جلنار بهدوء
_استنى يا شوق.. اطمني يوسف بخير
وقفت شوق محلها وقد عادت الډماء لعروقها مرة أخرى بعدما كادت تسحب روحها أيضا خوفا على يوسف
_انتي بتتكلمي جد يا جلنار هانم يوسف كويس طب هو فين وايه الرسالة اللي هو سايبها دي
_تعالي اقعدي وانا هفهمك كل حاجة.. انا مكنتش ناوية اقولك علشان تكون محبوكة وقاسم يقتنع فعلا ان ابنه ضاع يمكن الجبس اللي مغلف قلبه دا يتفك... قاسم كان لازم يتحطله موقف على كل تصرفاته مع ابنه.. وانا استحالة اشوف يوسف بيضيع وابوه بيظلمه بالشكل دا واقف اتفرج انا صبرت على قاسم كتير ولو متعدلش والله مش هيشوفه تاني ... بس مقدرتش مقولكيش وانتي شايفة الخۏف عليه في عنيكي أكتر بأضعاف من خوف أبوه .. انا عارفة قد ايه انتي پتخافي عليه وبتحبيه علشان كدا هقولك
_المهم ان يوسف بخير وفي امان ريحتي قلبي والله يا جلنار هانم .. معاكي حق قاسم لازم يتربى ويعرف ان الله حق.. جايز قرصة الودن دي تفوقه
_يارب تجيب نتيجة يا شوق أنا صعبان عليا يوسف اوي الولد لسه صغير ومش كفاية حرمانه من حنان الأم... انه يتحرم من حنان أبوه كمان.. والله حرام اللي بيحصله دا
___
رجع لفيلته وصعد تحديدا حيث غرفة نومهم ليقول بكل ڠضب وهوجاء
_ايه اللي عملتيه دا يا هانم
_ازاي تسحبي مبلغ كبير زي دا من غير اذني
ردت بلا مبالاة
_ايه يا غريب مالك في ايه هي يعني اول مرة اسحب فلوس وادخل بيها مشروع خاص بيا.. ما انا دايما دخلت مشاريع كتير وعمري ما طلعت منها بخسارة.. ايه مالك المرة دي عامل كدا ليه
_انتي عارفة اني معييش اي سيولة برا غيرها وكل فلوسي دخلتها في مشاريع وكمان كان لازم تأخدي اذني الاول قبل ما تتصرفي من
دماغك يا هانم
_ ايه الاسطوانة الجديدة بتاعتك دي .. وانا من امتا باخد اذنك قبل ما أعمل حاجة تخصني... اوعى تنسى نفسك يا غريب.. مش انا اللي تعاملني بالاسلوب دا .. وانت ملكش أي فضل عليا.. انا ليا الفضل في كل اللي انت فيه دا ... بتعبي أنا وعلاقاتي وشركاتي
طالعها غريب بحنق ثم غادر مرة أخرى
لتزفر هي بتأفف وتكمل تصفيف شعرها
_اوف دا بقا يخنق بجد.
__
جلست جوارها وقالت باهتمام
_ ها طمنيني يوسف فين دلوك
متابعة القراءة