لم يبق لنا إلا الوداع..بقلم منى أحمد حافظ

موقع أيام نيوز

فانتهج أمجد معها نهج الأخ الأكبر وشاركها بعض اهتماماتها دون مبالغة ليدفع الظنة عن نفسه ويدرأ عنه شبهة وأسدى لها الكثير من النصائح التي ساعدتها على الصعيد الشخصي والاكاديمي وبمرور الوقت الذي حرم منار منه أغدق به على ليان فازداد تعلقها به وتمنت لو تتخذ علاقتها به منحنى آخر وباتت ليان لا تطيق مشاعرها التي تخطت الحب وأطلعت والدها بمشاعرها فنصحها بالتريث حتى تتأكد من مشاعره نحوها ولا تتأذى. 
وبأحد الأيام فاض بها الكيل وأعمتها غيرتها حين رأته يتحدث إلى إحداهن فأسرعت نحوه بوجه غائم ووقفت على مقربة منه وانتظرت حتى غادرت الفتاة فالټفت إليها مبتسما ولكنها لم تبادله وعبست بوجهه فسألها بحيرة
مالك يا ليان مكشرة كده ومش بتردي عليا 
ودت لو تصيح ليان بأعلى صوت لها وتخبر الجميع أنه حبيبها وعلى من تود المۏت الاقتراب منه ولكنها تمالكت اندفاعها ولجمت رغبتها ورفعت حاجبها سخطا لسؤاله وأجابته بهجوم غير مبرر
وأرد عليك ليه ما كفاية الحلوة اللي كانت عجباك وقفتها معاك ودلعها عليك وعلشان سيادتك كنت بتاكلها بعينك وأنت بتبص لها مكنتش واخد بالك أني شيفاك فقلت تستهبل عليا وتقولي مالك ومكشرة علشان أقف أنا كمان وأهو يبقى بجملة اللمة حواليك علشان تبقى أنت الشاب الكول الجان اللي البنات بترمي نفسها عليك. 
أغضبته كلماتها وأهانته نظراتها الساخرة منه فعقد حاجبيه وأخبرها بصرامة
واضح يا آنسة ليان أني غلطت لما اتعاملت معاك كصديق واتساهلت فالكلام لدرجة أنك افتكرت أني ممكن أقبل على كرامتي الأهانة أو أنك تقللي مني وتتهميني فأخلاقي أني بلم البنات حواليا. 
بهتت ملامحها ولم تدر كيف تفوهت بتلك الاټهامات الخاطئة وأدركت من نظراته الغاضبة وكلماته أنها أخطأت بحقه وتجاوزت بما لا يقبل فحاولت الاعتذار منه ولكنه انسحب ورفض الرد عليها وأغلق هاتفه حتى لا تتمكن من الوصول إليه بل وامتنع عن الذهاب إلى الجامعة لعدة أيام وحجب نفسه عنها كليا فظهر جليا عليها تأثرها بهجره لها بحزنها وبكائها والتزامها الصمت فسألها والدها عما ألم بها فقصت عليه فعاتبها بهدوء رغم رفضه لافتراها عليه وطلب منها ترك الأمر له.
باليوم التالي فوجئ أمجد بضياء يقف أمام باب مسكنه فاتسعت عينه بقلق وحين لاحظ نظرات ضياء نحوه ابتسم باضطراب ورحب به وعينه تختلس النظر نحو مسكن شهدي قبل أن يغلق الباب خلفه وجلس أمامه بتوتر فسارع ضياء وأردف ما أن لاحظ ارتباكه
أنا عارف أنك واخد على خاطرك وزعلان بسبب اللي حصل بس أنا كمان زعلان منك.
بدى أمجد شارد الزهن فعقله يفكر بظهور ضياء أمام بابه وهو الأمر الذي عليه معالجته لاحقا فهو بغنى عن تلك الصدف التي من شأنها إفساد حياته ولم يدرك بتيه أفكاره أن ضياء ظنه لا يتقبل زيارته وبالتالي يرفض اعتذاره إلا حين وقف قائلا بتجهم
الظاهر إن بنتي زعلتك جامد لدرجة أنك محروج تقول لي إن اعتذاري مرف...
هب أمجد ما أن وعى عقله الأمر وأردف بجدية
لا طبعا يا دكتور أنا بس للحظة حسيت إني مش فاهم أي حاجة علشان كده معرفتش أرد على حضرتك أقول إيه.
تدارك ضياء الموقف وتفهمه وأشار إليه بالجلوس قائلا
أنت عارف يا أمجد أنا بحترمك قد إيه وبعزك والحقيقة لولا إحساسي أنك زي ابني أنا مكنتش فكرت أبدا أني أجيلك لحد عندك علشان أراضيك واعتذر لك بنفسي. 
جلس أمجد بارتباك ولاحظ ضياء اضطرابه فأرجح الأمر لحرجه لبساطة مسكنه وإجهاده فأردف
على فكرة أنا فاهم أنك محرج مني علشان طبيت عليك من غير ميعاد بس أنا قلت لك أني بعتبرك ابني وأظن مافيش ابن يتكسف من والده. 
أومأ أمجد بحرج ورسم ابتسامة واهية فوق شفتيه وأردف
يا دكتور زيارتك ليا شرف وبعدين حضرتك تيجي فأي وقت وبدون أسباب ولو على اللي حصل فأنا خلاص نسيت كل حاجة ومش زعلان. 
استحسن ضياء إجابته ورجولة موقفه من ابنته فأردف
بص يا أمجد أنا مش هخبي عليك أنا من يوم شوفتك وحاسس إن ربنا بعتك ليا نجدة.
حدق أمجد نحوه بحيرة فاستطرد ضياء موضحا
أنت عارف إن ليان بنتي الوحيدة اللي طلعت بيها من الدنيا واللي للأسف وقعت وسط عيلة اللي مكنش فيها طمعان فيا طمع لما رصيدي زاد فالبنك لملايين وفترة اكتشفت إن في صراع بين قرايبي على مين يتجوز ليان الوريثة الوحيدة للملايين. 
استحوذ ضياء على حواس أمجد الذي بدأ عقله يحلل كل حركة تأت من ضياء ورغم توقعه التالي إلا أنه لم يشأ استباق الحدث ونظر نحوه وسأله عن معزى حديثه فزفر ضياء وأجابه بحرج
بصراحة أنا مش عارف أقولك اللي عندي أزاي ويمكن علشان دي المرة الأولى اللي بكون فيها فالموقف دا. 
حاول أمجد أن يخفف عنه الأمر فأردف
يا دكتور احنا مافيش بينا أحراج وحضرتك لسه قايل أني زي ابنك
تم نسخ الرابط