أنا لنفسي..وبك..بقلم منى أحمد حافظ
المحتويات
البلد هنا والمعيشة هتبقى أزاي ودعاء رغم أنها تقدر تتحمل وتسمع الكلام إلا أني مش عاوز أظلمها أكتر من كده وخاېف من حساب ربنا لتقصيري فحقها لو كمان جوزتها لسالم ولا لصالح.
زفر عبد العليم وقد ازداد إحساسه بالخۏف على تلك الفتاة وشعر بالندم كونه أصر على مجيء قبيصي بأسرته بالكامل إلى هنا ورفع رأسه وحدق بوجه قبيصي وقال بعد برهة من الزمن
عقد قبيصي حاجبيه وهو يستمع لكلمات عمه فوقف بتوتر وهو يتطلع إليه ليعقب قائلا
عايزني أخذ أولادي وأمشي وأقطع جدوري من بلدي طيب ليه وليه طلبت أني أجي بيهم من الأول لما بتقولي أهرب بيهم دلوقتي
لم يجد عبد العليم إجابة شافية لما يشعر به ليجيب سؤال قبيصي ليستأذنه الأخير قائلا
صعد قبيصي إلى غرفته وولج إلى الداخل ليجد ابنته تضم بين ذراعيها جسد والدتها وتقرأ لها القرآن واعتدلت بسمة ما أن رأته وشعرت بالقلق بسبب ملامحه الحزينة لتسأله بتخوف
أجابها بتلقائية أمام ابنته
عمي عبد العليم طلب مني أخدكم وأسافر يا بسمة وشكله عارف حاجة أو حاسس إن في حاجة هتحصل وخاېف علينا وأنا مش عارف أتصرف أزاي ياريتني طاوعت علي وكنت أجلت السفر ولا كنت جيت لوحدي لكن أعمل إيه مافيش مهرب من النصيب والمكتوب.
يبقى نسافر ودلوقتي يا قبيصي أنا معنديش استعداد أني اخسر بنتي ولا حد من ولادي بسبب طمع أخوك.
أنهت بسمة كلماتها وحدقت بوجه ابنتها وأضافت
قومي شوفي اخواتك فين وقوليلهم أننا هنرجع بيتنا دلوقتي و...
اقترب قبيصي منها وضمھا بين ذراعيه محاولا تهدأة روعها وأردف
...
إلى الآن لا يستطيع تقبل الأمر الواقع الذي أخضعتهم والدته له جميعا حتى والده ثار غاضبا أمام شقيقته رافضا لما فعلته زوجته بإحراج ابنهما أمام الحضور بادعاء خطوبته المزيفة من ابنة عمته ملك ولكن ناديه لم تهتم فهي ظفرت بما أرادت واستطاعت التخلص من تلك الفتاة إلى الأبد دون أن تشعر بتأنيب ضمير أو حزن لما نالته من إهانة ومڈلة حتى مايا عزلت نفسها بغرفتها بعدما رفضت دعاء الإجابة على اتصالاتها واحست بالذنب وكأنها شاركتهم بخداعها ذرفت مايا دموعها قهرا وحين ولج شقيقها إلى غرفتها أشاحت بوجهها عنه فعقد حاجبيه پألم وأردف
زفرت مايا بحزن وهي تستدير نحو شقيقها وعقبت معاتبة إياه
تعرف إن أنا ندمانة يا مصطفى أني سمعت كلامك وحكيت لها عنك على الأقل كان زماني أنا وهي لسه صحاب ومكنتش ماما قدرت تحرجها بالشكل دا وتحس أني كنت عارفة بموضوع الخطوبة دي يا ريتني ما كنت اتكلمت معاها عن الحب وسبتها عايشة زي ما هي كانت عايشة بدل ما دوست قلبها لما شافتك بتخطب واحدة غيرها أنا خسړت صاحبتي يا مصطفى وصاحبة متتعوضش أبدا.
احتواها بقلب مكلوم وهو يشعر بأنين قلبه يتعالى وهتف بحسرة
أنا كمان يا مايا خسړت قلب عمري ما هلاقي زيه أبدا لإن دعاء فعلا جوهرة ومعرفتها مكسب بكل حاجة فيها ولحد دلوقتي مش عارف ماما ليه عملت كده فيها وحقيقي عايز أعرف دعاء فيها أيه علشان تترفض
اقټحمت نادية الغرفة پغضب لتصيح بوجهه قائلة بغل
فيها إنها دي سودا يا سي مصطفى يعني لو اتجوزتها وخلفت منك كل عيالك هيطلعوا سود زيها وأنا لا يمكن أسمح لك تتجوز واحدة سودا علشان أنت مش ناقص حاجة ولا حتى معيوب دا أنت ابني البكري ولازم اللي تتجوزها تبقى ملكة وست البنات مش واحدة شبة جواري زمان.
اتسعت عينا مصطفى پصدمة لعدم تصديقه كلمات والدته التي تفوهت بها وانخرطت مايا في البكاء ليبتعد مصطفى عن شقيقته ويقترب من والدته معقبا
أنا مش مصدق اللي سمعته بقى معقول أنت أحرجتينا كلنا امبارح بموضوع الخطوبة علشان مش راضية عن لون بشړة دعاء وسمارها
متابعة القراءة