رواية رائعة بقلم مريم غريب الجزء الثاني

موقع أيام نيوز


لكن عينيه كانتا تنتظران ردها بصبر نافذ
تفاجأت سلاف للمرة الثانية و قالت 
أندم !
لأ طبعا .. إلا إذا آ ..
إلا إذا إيه ! .. قاطعها و قد صار وجهه أكثر بياضا و غدت عيناه غاضبتين فجأة
سلاف و هي تهز كتفاها بخفة 
إلا إذا وصلتني إنت للمرحلة دي !
عقد أدهم حاجباه بعدم فهم و سألها 
إزاي مش فاهم 
سلاف طول ما هتكون كويس و متفهم معايا مافيش مشاكل هتقابلنا . لكن لو حسستني إني ماليش لازمة في حياتك غير إني مراتك و بس و إني ماليش رأي أو مش من حقي أتكلم وقتها طبيعي الحياة بينا هتكون مستحيلة

ظلت عيناها معلقتان بعيناه ... راحت تراقب ذلك الجنون و هو يعود و يتلاشي بلا هوادة
بينما عاد للتساؤل من جديد 
طيب فرق السن !
سلاف بدهشة حقيقية 
ماله فرق السن إنت شايفني صغيرة أوي عليك !
ضحك أدهم بمرارة و قال ساخرا 
لأ يا سلاف أبدا
شايف العكس . أنا إللي كبير عليكي
رفعت سلاف حاجبها و سألته 
ليه إنت عندك كام سنة 
أدهم بشئ من التردد
31 سنة !
تأملت سلاف الرقم و ردت 
طيب . أنا مش شايفة إنك كبير أوي يعني
أدهم عابسا بضيق 
بس أنا شايف كده . أنا أناني يا سلاف
مافكرتش غير في نفسي لما طلبت أتجوزك . إنتي لسا بنت صغيرة و كنتي تستاهلي شاب قريب من سنك
أنا كبير علي آ ..
أدهم ! .. قاطعته سلاف واضعة كفها علي فمه و أردفت بجدية تامة 
إسمعني كويس
إنت مش كبير أوي و أنا مش صغيرة أوي
أنا لو ماكنتش شايفة إنك مناسب ليا ماكنتش وافقت عليك
إنت أجبرتني إتجوزك 
هز أدهم رأسه سلبا فإبتسمت سلاف و يدها التي كانت علي فمه إنخفضت إلي صدره و قالت 
أنا إتجوزتك بإرادتي
إنت ماغصبتنيش . و لو إن كان من حقي أنا إللي اقلق و أسألك الأسئلة دي كلها
أدهم بإستغراب 
ليه !
شدت سلاف علي شفتاها و أجابته بخفوت 
بصراحة كنت خاېفة أحسن تكون إنت المڠصوب عليا !
أدهم بإستنكار 
أنا مڠصوب عليكي 
ده أنا ماكنتش أحلم إني أتجوزك أصلا يا سلاف !
أومال أنا ليه كنت بهرب منك دايما 
ماكنتش أتخيل إن يجي اليوم ده أبدا . لولا تيتة حليمة
حدقت سلاف فيه و علقت علي جملته بتساؤل 
نناه حليمة !
و نناه حليمة علاقتها إيه بجوازنا 
إزدرد أدهم ريقه بتوتر و أجابها متلعثما 
آ م مالهاش
أنا قصدي إنها ساعدتني أوصلك طلبي و مهدتلي السكة إللي أقدر أفاتحك بيها في الموضوع
هي مش كلمتك بردو 
إبتسمت سلاف برقة و أومأت رأسها ..
أدهم و هو يرد لها الإبتسامة 
طيب . أخر سؤال بقي
و بعدين هنمشي عشان مانتأخرش زي ما وعدنا تيتة حليمة
سلاف موافقة 
إسأل !
أدهم .. بعد صمت قصير 
مش هسألك إنتي بتحبيني و لا لأ عشان أنا عارف إن لسا شوية علي الموضوع ده . بس هسألك
يا تري في قابلية إنك تحبيني يا سلاف 
توهجت وجنتاها خجلا ... فحثها بنظرة ملحة لتقول سلاف بعد جهد كبير 
أنا already مشاعري إتحركت ناحيتك من فترة يا أدهم
و ده إللي كان قالقني إنك ممكن ماتكونش بتبادلني نفس المشاعر . كنت خاېفة تكون قررت تتجوزني عشان بنت خالك و يتيمة و بس !
إبتسم أدهم غير مصدقا و مد يده إلي وجهها ممسدا خدها برقة ... ثم قال بصوت شبه هامس 
أنا بحبك يا سلاف
قررت أتجوزك عشان حبيتك
و إنحني نحوها ببطء ممسكا كتفيها بكلتا يداه ... كان يغالب نفسه حيال أمرا ما رأت هذا في وجهه
ثم أخيرا إتخذ قراره و لمع التوق بعينيه ... قربها منه بحرص شديد ..
و .. 
آ أنا آسف ! .. قالها أدهم بإضطراب شديد و هو يرتد إلي الخلف مبتعدا عنها
إنتظرت سلاف حتي إستعادت وعيها كاملا و ردت بإبتسامة خفيفة 
ماحصلش حاجة
أنا كويسة ! .. كانت تنظر له بدهشة ممزوجة بالسعادة
إبتسم أدهم بشئ من الخجل ثم قال و هو يقوم و يقف علي قدميه بحركة رشيقة 
طيب يلا بينا . إتأخرنا أوي
بس لسا في كلام كتير بينا
هنكمله مرة تانية
وافقته سلاف بنبرة مرتاحة 
طبعا
هنكمله يا أدهم ..... !!!!
الفصل السابع عشر
شيطانة ! 
في وقت متأخر من الصباح ...
تستيقظ سلاف أخيرا بعد أربعة عشر ساعة قضتهم في نوم متواصل
بقت مستلقية في مكانها تشعر بالثمالة و الكسل .. فقد كانت مرهقة متعبة علي نحو لم تعرفه من قبل
و بين النوم و اليقظة حاول حلما ما أن ينفذ إلي وعيها ليسحبها إلي جولة سبات أخري ... لكن هاتفهها دق في هذه اللحظة و قطع تواصلها مع لا وعيها تماما ..
مدت سلاف يدها و بحثت قليلا بالقرب منها حتي عثرت علي الهاتف .. أمسكت به و ردت دون أن تعرف من المتصل 
ألوو ! .. خرجت نبرتها خاڤتة ناعمة للغاية
صباح الخير يا سلاف
 

تم نسخ الرابط