بدر الجمال
المحتويات
خلفها وبالفعل بدأت تدفعها برفق بينما ليال تحرك قدماها موازية حركة الارجوحة وتطلق ضحكات عالية سعيدة... سعيدة هي جدا.... تشعر أنها بين يونس تجدد جلد طفولتها المشوهه بالقسۏة لتخفي تلك الحروق الضارية أسفله.. وإلى الأبد..!
ثم نهضت وهي تشير برأسها لأيسل
يلا يا أيسل اقعدي وهزقك
فهزت أيسل رأسها نافية بسرعة وبتوتر ردت ب
فهزت ليال كتفاها بلامبالاة
فكك اللي ليه عندنا فلوس يجي ياخدها !
لم تكن أيسل يوما تلقائية متهورة تفعل ما يقفز لعقلها لحظيا... بل كانت تحسب خطواتها دائما حتى إذا تقدمت خطوة لا تجد الجمر تحت اقدامها في الخطوة القادمة..!
بينما ليال شخصية شفافة... ما يقفز لعقلها يترجم في تصرفاتها دون التعمق في التفكير لا تفكر كثيرا في الغد بل تحاول جاهدة في رسم اليوم بأفضل شكل فقط ليمر دون عناء...!
غمضي عينيكي بقا وسيبي نفسك خالص واستمتعي هتحسي بشعور جميل اوي
اومأت أيسل برأسها وقد بدأت تفعل ما تمليه عليها ليال.... تستمتع بذلك الشعور دون أي تدخل للعقل... فقط تحسه وتعيشه.....!
تعرفي إني طول طفولتي تقريبا وأنا نفسي أعمل مرجيحة في بيتنا وكل ما اكون مضايقة او حاسه بملل أركبها
فتنهدت أيسل بابتسامة خاڤتة ولم تجد ما تنطق به وقد أدركت مغزى الحرمان الذي عانت منه ليال لتغير ليال مجرى الحديث بعدها
فهزت أيسل رأسها نافية ومن ثم أخبرتها بصدق
لأ أنا اصلا شخصية انطوائية مش اجتماعية فتقريبا كده مليش صحاب بالمعنى الحرفي ليا معارف بس مامي بس هي اللي صحبتي
ثم ابتسمت وهي تستكمل وقد أغدق الحب حروفها
وانتي طبعا ربنا يعلم إني مش باخد على حد بسهولة ولا بحكيله عن حياتي بس انتي ارتاحتلك بسرعة لانك تدخلي القلب من غير استئذان
شعور متبادل والله يا بيبي ربنا يديم المحبة
وحينما كانت ليال تتحدث وبالطبع ظهرها لأيسل لم تنتبه ليونس الذي أتى على أطراف أصابعه مشيرا لأيسل بإصبعه كعلامة للصمت ويهمس لها م دون أن يخرج صوته
متتكلميش
اومأت أيسل مبتسمة ثم ابتعدت ليقف يونس مكانها ويدفع ليال فغادرت أيسل وهي تراقبهم بابتسامة رائقة متمنية لهم دوام السعادة.....
حسبي الله ونعم الوكيل في إنسان يخض جوزته الانسانه كده!
فضحك يونس وهو يقترب ليجلس على الارض خلفها يعدل من وضعية حجابها
مساء الزبادي يا معذب فؤادي مفتقدني ولا عادي!
فنظرت له ليال شذرا
شكله عادي قولي اه اه متتكسفيش
فحاولت ليال دفعه بعيدا عنها وهي تنهره بحرج وتلقي نظراتها يمينا ويسارا خشية رؤية اي شخص لهم
يووونس ممكن حد يجي اتلم!
طب ما احنا في بيتنا وقولتلهم محدش هيجي اتلم ليييه بقا ما احنا في بيتنا
لتصيح ليال مستنكرة بابتسامة لم تستطع قټلها
أنت بقيت قليل الادب كده امتى
ليعدل يونس من لياقة قميصه وهو يخبرها بفخر وكأنها تمتدحه بشدة
لأ منا في شوية حاجات كده مدكنها للحبايب
فضحكت ليال ومن ثم وضعت يداها علىه تحاول إبعاده وكادت تنطق
وحشتيني يا بطتي بقالي كام يوم مش عارف استفرد بيكي!
وأنت وحشتني اوي اوي
ثم رفعت إصبعها في وجهه تستطرد بحذر
بس ده ميمنعش إن أنت لازم تبطل تحصر تفكيرك في الانحراف كده!
يعني أنا انتي لوحدنا وثالثنا الشيطان وانتي قدامي مفيش سنتيمتر كده عايزاني افكر في إيه غير الانحراف! تفتكري في اللحظة دي هفكر في كيفية ختم المصحف !
فضحكت ليال عاليا ليسرح يونس في ضحكتها الرنانة التي لاقت صداها هدير عڼيف بين ضلوعه... اصبح يشعر أن ضحكتها أصبحت تمثل له الدنيا بما فيها من ملاذ وحلاوة شعور...!
لينهض يونس ساحبا إياها خلفه متوجها بها نحو غرفتهما حتى لا يثير ڤضيحة امام الجميع بينما
ليال تردد معترضة
يا يونس!
فاستدار يونس سريعا يرمقها بنظرة مشټعلة بالمشاعر الحارة التي تجيش بصدره ليردف بمكر خالطه العبث الرجولي
يا روح يونس بقولك إيه انا زهقت من يونس حاف دي إيه رأيك نخليها أبو يزيد مثلا ! جميل ابو يزيد..
لتزداد ضحكات ليال والخجل بدأ يداعب دواخلها من مغزى كلماته العابثة ذلك الوقح الذي تعشقه..!
وكم تتمنى أن يأتي ذلك اليوم الذي سيصبح فيه ابو يزيد.......!
اليوم التالي....
في الحارة التي تقطن بها مريم....
توجهت نحو باب المنزل لتفتحه بسبب
متابعة القراءة