رواية بقلم دعاء عبد الرحمن
المحتويات
نفسها تبقى محترمه بس قفلوا عليها الفرن بدرى شوية
ألقى عليها يوسف نظرة سريعة قبل أن يغادر وقد احتلت وجهه علامات الازدراء والتقزز.
في أيه يا جماعة مالكوا قاعدين مبلمين كده ليه
نظر لها إيهاب بعصبية وقال أتأخرتى ليه يا مريم. أعملى حسابك مفيش خروج تانى انت فاهمه ولا لاء
هتفت بحنق إيه يا إيهاب بتزعقلى ليه. ده هما ساعتين
صاح بانفعال سبونى لوحدى دلوقتى.
لمعت عيني مريم بالدموع وأسرعت إلى غرفتها لحقت بها إيمان وقالت مهدئة إياها معلش يا مريم أخوكى متعصب شوية وجات فيكى
قالت مريم وهي تبكى بشدة أول مره يزعقلى كده. وكمان معملتش حاجة
ربتت إيمان على ذراعها وهي تقول معلش يا حبيبتى أنت عارفه إيهاب بيحبك قد أيه بس اعذريه ڠصب عنه
قالت إيمان بارتباك عمك حسين جالنا النهاردة.
تسرعت مريم قائلة طب وفيها أيه
نظرت إليها إيمان بشك متسائلة ومالك كده كأنك كنتى متوقعة الخبر
نظرت لها مريم بتماسك وهي تقول بتلعثم عادى يعنى مش ده عمنا برضة
إيمان م وقالت پغضب مكتوم تعرفى أيه يا مريم ومخبياه عنى. أنت كنتى عارفة أنه جاى مش كده
رمقتها إيمان بنظرات ثاقبة وقالت قولى.
أبتلعت مريم ريقها وقالت ماما لما جات من السفر وباتت معانا هنا قالتلى انها هتبعت لعمى حسين جواب وتعرفه مكانا وقالتلى انه احتمال كبير يجيلنا هنا
ضيقت إيمان حدقتاها بتفكير ثم قالت والجواب ده بعتته قبل ما تنزل مصر
هزت مريم رأسها نفيا وهي تقول لا من مصر
نظرت إليها مريم وقالت بتردد لا أصلها مش زى ما فهمتكوا كده انها لسه وصله المغرب لا. دى كانت وصلت من بعد الظهر وبعتت الجواب ده لعمى قبل ما تجيلنا هنا البيت وتبات معانا
نظرت لها إيمان بعدم تصديق وقالت ازاى
الكلام ده. عمى قال في كلامه ان الصندوق كان فاضى امبارح وهما نازلين من الشركة بالليل و انه لقى الجواب في صندوق البريد بتاع الشركه النهاردة الصبح.
نظرت لها إيمان محذرة وقالت مريم
هتفت مريم مدافعة عن نفسها والله ما اعرف اكتر من اللى قلته. ومش انا اللى بعت الجواب والدليل على كده انى كنت معاكى في البيت الصبح ومخرجتش غير بعد الضهر.
تنهدت إيمان بقوة أخرجت فيها ما يعتمل في صدرها من قلق وتوتر ثم قالت خلاص مش مهم مين اللى بعت الجواب مش دى القضية دلوقتى. المهم دلوقتى لازم نقعد نفكر في الكلام اللى عمى قاله وفي العرض اللى عرضه علينا.
جمع حسين عائلته وعائلة أخيه إبراهيم وقص عليهم ما حدث في مقابلته مع أولاد أخيه علي إيهاب وإيمان ورد فعلهما تجاه عرضه الذي عرضهم عليهما وبمجرد أن انتهى من حديثة قال عبد الرحمن
ورفضوا ليه يا بابا
والله يابنى ده شىء طبيعى بعد الفكرة الغلط اللى كانوا واخدينها عننا
قال عبد الرحمن باهتمام أيوه بس المفروض أنك حكتلهم الحقيقة.
أجابته والدته عفاف قائلة الحقيقة دى من وجهة نظرنا احنا. لكن أكيد هما مش هيكدبوا أمهم ويصدقونا. خصوصا أنهم متربوش وسطينا وميعرفوناش أصلا
تنهد الحاج إبراهيم قائلا طب ووصلتوا لأيه في الآخر
قال حسين وهو يحرك برأسه بوقار بعد محاولات كتيرة أوى قالوا عاوزين فرصة نفكر ونستخير ربنا
نظر وليد إلى أمه فاطمة التي بادلته النظرات الساخرة وهي تمصمص شفتاها بتبرم مما يحدث بينما تكلمت وفاء قائلة.
طب أيه رأيك يا عمى نروحلهم أنا وفرحة ونتعرف عليهم
قاطعها وليد بسخط تروحى فين وفيه راجل معاهم في البيت
قال الحاج حسين وقد استحسن الفكرة بسيطة ياخدوا معاهم يوسف أو عبد الرحمن أو انت تروح معاهم
قال وليد باستنكار أنا لالا انا مش فاضى يا عمى معلش
نظر حسين لى ولديه قائلا خلاص حد فيكم يروح معاهم
نهض إبراهيم قائلا بهدوء أنا هروح معاهم يا حسين. نفسى أشوف ولاد أخويا.
وفى اليوم التالى مساءا كانت أحلام تتكلم مع أولادها في الهاتف بانفعال شديد يعنى أيه مش عاوزين تروحوا تقعدوا هناك. أيه لعب العيال ده. شوية عيال زيكوا هيمشوا كلامهم عليا ولا ايه
زفر إيهاب بنفاذ صبر وقال يا ماما أهدى شوية مش كده. أنت حتى مش عاوزة تسمعينا
صاحت پغضب أنا سمعت كتير وياريتنى ما سمعت. أسمع يا واد منك ليها. هتروحوا يعنى هتروحوا ومش عاوزة كلمة تانية.
رد إيهاب بانفعال أكبر ولو قلنا لا
شعرت أحلام أنها لو انفعلت مرة أخرى ستفقد تأييد أولادها لها فقررت تغير طريقة معاملتها معهم بدلت نبرة صوتها ونسجتها بالشجن والحزن وقالت.
وأنا اللى قلت أنكم بتحبونى وبتسمعوا كلامى وأكيد مش هترفضولى طلب يا إيهاب. وبعدين يابنى دول عمامكم برضة. يعنى مش هتقعدوا عند حد غريب. يابنى انتوا ليكوا حق عندهم يعنى مش هتقعدوا عاله عليهم. ده كله من خير أبوك. يعنى هتعيشوا في ملككم زيهم بالظبط
هدأ إيهاب قليلا ثم قال أيوا يا ماما بس حقنا ده محدش هيعترف بيه أبدا. يعنى هنفضل في نظرهم عاله.
قالت بهدوء شديد لا يا حبيبى أنا متأكدة ان عمك أتغير. ولو مكنش اتغير مكنش جالكم بعد ما قرا الجواب وطلب تعيشوا معاه. وطالما اتغير يبقى لما تعيشوا معاه ويعرفكم كويس ويحبكم ضميره هيصحى وهيرجعلكم فلوس ابوكم الله يرحمه.
قالت كلمتها الأخيرة وهي تغلفها پبكاء مصطنع مما جعل حنقه يتراجع وهو يسألها أنا نفسى أعرف يا ماما أيه اللى خلاكى تبعتى الجواب ده بعد السنين دى كلها. ليه فجأة كده عاوزانا نرجعلهم. مش انت اللى كنتى بتنبهى علينا ان محدش منهم يعرف طريقنا واننا نبعد عن أى حاجة اسمهم عليها حتى.
قالت ببعض الحماس ده كان زمان يابنى. اه كنت خاېفة عليكم من أذاهم احسن يطلكوا زى ما طالنى لما كنت عايشه وسطهم. لكن من فترة كده سمعت انهم رجعوا لربنا وبقوا يعملوا خير كبير وبقيت اسمع عن أعمالهم الخيرية. قلت يبقى خير اعرفهم طريق ولاد اخوهم يمكن ضميرهم يصحى ويرجعوا مال اليتمه اللى نهبوه زمان وأهو برضة نبقى خدنا ثواب صلة الرحم.
لم يشعر إيهاب بالصدق في حديث والدته ولكنه لم يتجرأ على القول بهذا نظر إلى أختيه إيمان ومريم التي كانت تتابع الحديث بشغف ثم ألقى سماعة الهاتف إلى إيمان قائلا
خدى كلميها
أعادت أحلام عليها نفس الكلام بشجن أكبر حتى قالت إيمان خلاص يا ماما هنستخير ربنا ونرد عليكى.
أشاحت أحلام بوجهها بعيدا عن سماعة الهاتف حتى لا تسمع إيمان صوت زفرتها التي زفرتها في ضيق ثم رسمت ابتسامة على شفتيها لتخرج كلمات مناسبة من بينهما وقالت
طبعا يا حبيبتى لازم نستخير ربنا قبل أى حاجة وإن شاء الله ربنا هيدلكوا على الخير
أعطت السماعة لمريم التي اكتفت بالسلام والتحية فقط
وقبل أن تغلق الخط قالت لها أمها
مش هوصيكى بقى يا
متابعة القراءة