احتيال وغرام لرحمة السيد

موقع أيام نيوز


به... غاضب منها... غاضب من تلك المشاعر التي تجتاحه كطوفان فيغرق هو فيه كارها إياه متمرغا بين براثنه اللاوعة....! 
نظرت له بتردد قبل أن تسأله وقد حملت تلك الحروف كل تساؤلاتها.. حيرتها... حملت تلك المشاعر المتناقضة التي تمزقها نحوه
أنت بتعمل كده ليه يا بدر 
فاندفعت تلك الاجابة التي يلقنها لقلبه مرارا وتكرارا من بين شفتاه

علشان الست الطيبة اللي هيجرالها حاجة تحت دي
إنطفأت ملامح أيسل التي أنارتها شعلة الأمل للحظات في إنتظار تلك الاجابة..! 
لترد بعدها بابتسامة لا تمت للمرح بصلة
أنت مش هتخاف على أمي اكتر مني
إلى أن دفعها بعيدا عنه پعنف تاركا إياها وهو يغمغم بقسۏة
في ستين داهية روحي مكان ما عايزه تروحي مش هيفرق معايا اشتغلي في كباريه ان شاء الله تولعي في نفسك
ثم استدار ليغادر... فسار عدة خطوات قبل أن يتوقف للحظات فالټفت ينظر لها... يشملها بنظرات كانت بمثابة وصال حار بدايته شوق ينحره واخره حيرة و ألم....
ودون مقدمات كان يلتهم الخطوات الفاصلة بينهم وهي كذلك وتتقابل في وصالهم الأول... بكل اللوعة... بكل ذرة تنادي داخله مطالبة بلقاء المكتنزة... لحظات مسروقة من واقعهم الذي يرفض جمعهم سويا دون عوائق.. لحظات تعزف على شفتاها لحن الشووق الذي أهلكه.... وتبعثرها هي مشاعره العڼيفة....!
ابتعد حينما شعرا بحاجتهم للهواء... ليهمس لها بصوت مثخن بالعاطفة
ماتروحيش معاهم! 
كانت تتنفس بصوت عال... لا تستطع... لا تستطع فعلها... تشعر أنها قسمت نصفين وتلك البرودة من التفكير تجتاح بينهما....!! 
وعندما لم يجد بدر رد ابتعد عنها ليرمقها بنظرات حادة ثم استدار ليغادر دون كلمة اخرى... لاعنا ضعفه الذي بات يشكل هاجسه!...
في القرية......
دلفت ليال للغرفة لتجد يونس يرتدي ملابسه وكعادته تحشا حتى النظر لها ولكنها لم تصمت هذه المرة بل اقتربت منها بعينان ملبدتان بتلك الأفكار التي ترميها من واد أسود لأشد منه سوادا وقسۏة ...
تعبت... تعبت من كل شيء... تعبت من رفضه.. تعبت كرامتها المهدورة أسفل اقدام رفضه.. أهلكها عقلها الذي يخبرها ألا تستسلم... مزقتها الأيام وهي تحاول إرضاء كل طرف منها ولكن لا تجد لداءها دواء...!!!!
يكمن الدواء بين يداه ولكنها تشعر أنه يبعده عنها بكل الطرق ويعود ليغمس علقم جديد في جوفها ليمرر روحها...
وقفت ليال امامه لتهتف بنبرة هادئة ولكنها صلبة في البداية
يونس عاوزه أتكلم معاك
رمقها بنظرة باردة أرسلت قشعريرة باردة لعمودها ولم ينطق فابتلعت هي ريقها وراحت تردد بنبرة خاڤتة
ادي لحياتنا فرصة يا يونس
إحتدت نظرته وقد بدأ الڠضب يزحف لنظراته فأدركت أن ضبابية الكره بين عيناه حجبت تلك الفرصة التي لم تبزغ بعد...!! 
فعادت لتقول بإصرار تحاول طرد أشباح اليأس خارجا
طب أنت ليه مش مصدق إني عملت كده عشانك عشان مش عارفة أبطل

تفكير فيك
أغمض يونس عيناه يحاول تمالك نفسه مجرد تحدثها عن ذلك العشق يذكره بأنانيتها... يذكره بعشقه الذي حرم منه بسببها.... فيقظ شيطان الڠضب ليجلد أي شعور اخر سوى الكره داخله....
كاد يسير مبتعدا عنها ولكنها أسرعت تمسك يده وهي تتابع بصوت مبحوح محمل بتلك العاطفة التي لا يكره سوى سماعها
طب لو مش بحبك هستحمل منك كل ده ليه يا يونس انهي عقل اللي يخليني استحمل كل ده إلا قلبي ومشاعري ناحيتك 
إنتشل ذراعه من بين يداها وهو يحذرها بحدة
قولتلك ماتلمسنيش! 
حينها خارت كل قواها للثبات فبدت هيستيرية وهي تلمسه عمدا وتصيح فيه بانفعال فلت زمامه من بين يداها
لأ هلمسك ومش هبعد ومش هسكت زي كل مرة أنت بتعمل كده عشان أنت نفسك مش لاقي سبب منطقي لكل تصرفاتك معايا 
حينها زمجر فيها يونس بحروف كانت ذريعة كل شياطين الڠضب التي لا تغادر جنبات روحه وتغذي الكره داخله
عشان بكرهك.. بكرهك وبكره أنانيتك وخبثك في اكتر من كده سبب بكرهك ومش طايق أتعامل معاكي ومافتكرش إنك السبب في كل حاجة وحشة حصلت في حياتي! 
وقفت أمامه قبل أن يغادر ومن ثم استطردت صاړخة فيه
وامتى هتفهم إني عملت كده عشان مش عارفة أنساك هي لو بتحبك كانت اتمسكت بيك ووثقت فيك! 
اخر جملة منها حررت المارد الأحمر داخله فتجمهر الكره اعلى قمم عيناه ولم يشعر بنفسه سوى وهو يقبض على ذراعها ويجذبها متجها بها نحو المرحاض ويردد بقسۏة غليظة
شكلك لسه مافوقتيش وعايشة في الجو اللي أقنعتي نفسك بيه عشان تحللي لنفسك عملتك المقرفة
زمجرت ليال فيه تحاول التملص من بين قبضته
اوعى سيبني 
ولكنه لم يهتم واوقفها عنوة اسفل الدوش ليفتحه فجأة فشهقت هي حينما غمرتها المياه الباردة فجأة.. بينما هو يواصل هديره القاسې باهتياج
فوقي فوقي بقا وافهمي انا عمري ما هحبك وهفضل طول عمري بكرهك فوقي وادركي إن اللي عملتيه مش مبرر لأي مشاعر
كلماته القاسېة تزامنا مع تلك المياه جعلوا ليال تفتح فمها وتغلقه كل ثانية..... تشعر أنها ټغرق.. ليس بسبب تلك المياه... وإنما بسبب سيلان القسۏة الذي إنهال من كلماته ليطيح بكل شيء داخلها... كل أمل....! 
إلى أن تركها دافعا إياها بقوو لتترنح وقفتها بوهن وتترك جسدها ليسقط ارضا
 

تم نسخ الرابط