ابناء يعقوب لولاء رفعت
المحتويات
بحزن واستياء
أنا مشفقة عليك وصعبان علي ربنا سلط عليك اللي ألعن من الشيطان سلط عليك نفسك اللي هتخسرك كل حاجة.
عادت هي أيضا إلى غرفتها وأصبح هو بمفرده مع المحامي التي زينت ثغره ابتسامة ثعلب ماكر قائلا
معلش دا تأثير الصدمة بس عليهم بكرة لما ياخدوا حقهم هينسوا نفسهم.
مشهد سابق...
دول اتنين مليون جنيه عشان تخلي التوكيل موثق ولو رفع يوسف قضية علي والتوكيل اتقدم للنيابة يلاقوه سليم مية في المية.
أومأ إليه المحامي مبتسما ثم نظر إلى التوكيل فسأله
دى فعلا بصمة الحاج وإمضته
لما عرفت إن أبويا تعب وراح المستشفي لاقيت إن دا أنسب وقت أبصمه على التوكيل ولما الدكتور قال لنا إنه ماټ ولو حبينا نبص عليه بصة قبل ما يتغسل ويتكفن استغليت الفرصة ومسكت صباع البصمة ومن الحبر على ورقة التوكيل على طول والإمضة سهلة وأهو كله بالحب والفلوس بتمشي كل حاجة.
خلع المحامي نظارته ووضعها أمامه فوق الأوراق ليخبره
هز جاسر رأسه بسعادة وأجاب
عينيا ليك يا متر أؤمر.
كالضبع الذي يأكل ما تبقى من السبع أجاب بدهاء
هاخد محل من فروع السلسلة واتنين ميلون جنيه غير دول.
وأشار إليه بعينيه نحو حقيبة النقود وبدون أن يتردد أجاب
يا أبتاه ماذا أفعل بعد رحيلك من الحياة يا أبتاه أنت ظهري ومن ألجأ إليه من أذى الناس وۏحشية الحياة
يجثو على ركبتيه أمام قبر والده وجواره قبر والدته دموعه تتساقط كالغيث الذي هطل على صحراء قاحلة يرويها بأحزانه
ليه سيبتني يا يعقوب ليه خلتني مكروه من أقرب الناس ليا فاكر لما كنت بتحكي ليا قصة سيدنا يوسف أنا دلوقتي عرفت ليه كنت على طول بتحكيها وليه على طول بتحذرني من غدر اللي مني وإن مآمنش ولا أثق في حد لأننا في زمن مفيهوش أمان.
ادعيله يا ابني هو في دار الحق واحنا في دار الباطل.
عاد بالنظر إلى القپر وعقب قائلا
الدنيا دي وحشة قوي يا عم عرفة.
ربت مرة أخرى على كتفه بمواساة فقال
وحد الله هو خلقنا في الدنيا دي عشان نعبده ونسعى ونجتهد للفوز بنعيم الآخرة جنة ولا فيها ظلم ولا جبروت ولا حقد.
أنا عايز أروح لأبويا
وأمي.
تنهد عرفة وحاول أن يتماسك أمامه لمؤازرته
يا ابني ما تقولش كدا ربنا يبارك في عمرك وشبابك دا انت لسه ابن ال 22 سنة وانت فاكر المۏت سهل دا عالم تاني لازم نكون عاملين حسابنا قبل ما نتنقل له لحظة الحساب اللي معظمنا غافل عنها وبيجروا ورا الفلوس وهمهم كله ياكلوا إيه ويلبسوا ازاي هوب تلاقي عمرك كله راح على دنيا فانية مش هناخد منها غير العمل الصالح.
سأله پقهر وقلب مفطور
طيب والمظلوم في الدنيا هيقدر يعمل اللي عليه ازاي في وسط الظلم والقسۏة من أقرب الناس
أدرك عرفة ما قد تداول على الألسنة وهو أن كل ممتلكات يعقوب الراوي أصبحت ملكا لابنه جاسر فأجاب
ما تزعلش دا يا بخت اللي بات مظلوم ربك بالمرصاد لكل ظالم يسيبه يعيث فساد هنا وهناك وكل ما يزيد ظلمه يزيد عقابه لو ماكنش في الدنيا يبقى يا ويله في الآخرة هيشرف جنب إبليس على نفس الشواية اللي هيولعوا فيها والولية حماتي معاهم.
ظهر طيف ابتسامة على وجه يوسف فلكزه عرفة وأردف
أيوة كدا اضحك وارمي تكالك على المولي عز وجل هو حسبك ووكيلك.
ردد يوسف
وكلت أمري لله.
شوفت بقى أتلهيت ونسيت أنا كنت جاي لك عشان إيه.
أخرج من جيبه ظرفا أبيض وقال
الظرف دا الحاج الله يرحمه سابه أمانة عندي أديهولك من بعده ودا الوقت المناسب فيه فيزا ادخار باسمك شايلك فيها فلوس ومفتاح شقة كان أتجوز فيها والدتك وكتبها باسمها ولما توفت خلاها زي ما هي وكان بيبعت حد ينضفها كل شهر.
أخذ الظرف وتأمل محتوياته فابتسم قائلا
وكأنه كان عارف إيه اللي ممكن يحصل.
وضع عرفة يده على كتف يوسف وأخبره
انت قدامك لسه العمر وتحقق كل أحلامك وبالتأكيد باباك هيحس بيك وهيفرح جدا.
هز رأسه وقال
بإذن الله.
يجلس خلف مكتب والده وينفث من فمه وأنفه دخان النرجيلة يضع ساق فوق الأخرى أعلى المكتب بعنجهية دخل ابن خالته مبتسما بسعادة وصاح مهللا
ألف مبروك عليك يا ابن خالتي هو دا الكلام عشان تعرف لما العبد لله بينصحك بحاجة ببقى عايز مصلحتك في الآخر.
نفث دخانا كثيفا ثم قال بزهو
عارف ياض يا حمزة فيه فرق ما بين النصيحة والتخطيط أنا اللي خططت ونفذت ومش قادر أعبر لك أنا مبسوط قد إيه
متابعة القراءة