مذاق العشق لسلمى المصري

موقع أيام نيوز

وانكسار وهى تحاول ان تفلت ذراعها من قبضته القوية فأرخى يده لتقول فى الم وبصوت متقطع 
ريان يبقى عمي على فكرة ولما كنت فى السوبر ماركت في ست اغمي عليها وأنا طلبت الاسعاف وروحت معاها المستشفى عشان ست كبيرة ومعهاش حد ولما ابنها جه أصر أنه يوصلني عشان أنا مكنتش أعرف أرجع لوحدي 
واضافت وهى تنظر له فى خيبة أمل ولوم 
فى أي اټهامات أو تجريح تانى 
تنهد فى عمق وهو يترك ذراعها ويطرق برأسه أرضا ماالذي فعله مالذي تفوه به 
لماذا لم يسألها فحسب لماذا فقد تعقله ووضعها في قفص اټهامات نسج خياله وحده قضبانها من شكوك ليس لها أساس لحظة غيرة أفقدته كل عقله أفاق على حركتها وهي تنسحب من امامه فحاول ان يوقفها قائلا 
صوفيا أرجوكي استني 
نظرت له في انكسار وكأنها تخبره أن أملها خاب فيه لم يكن أمامه سوى أن يتركها ريثما يرتب افكاره هو الآخر ويعرف كيف سيصلح ماأفسده 
ليعرف كيف سينتقي حبه من كلمات ما يمكنه أن يمحو ما انتقاه غضبه وغيرته من أكثرها قسۏة 
استرجع ما تفوه به من جديد ومعه عادت نظرتها الکسيرة تحاصره فهتف في أعماقه في حزن 
غبي يا زين غبي 
وضعت ايلينا علبة الدواء الخاصة بها في نظام على المنضدة بعد أن تناولت جرعتها المعتادة الذي وصفها لها الطبيب بعد خروجها من المشفى كانت تفكر في أمر يوسف وما يجب عليها أن تفعل فقد تعافت تقريبا وتستطيع السفر من الان 
ولكن هي لمست التغيير الذي طرأ عليه وفي الوقت ذاته تخشى أن يكون مجرد تغيير مؤقت من أجلها نعم هي تحبه ولكن هل يكفي الحب وحده وقفت أمام المرآة ترتب شعرها الغجرى المموج حين سمعت دقات على الباب نظرت الى هاتف صوفيا على المنضدة وابتسمت فى تهكم لابد انها عادت بعد دقيقة من خروجها لأنها نسيته متى تتوقف تلك الفتاة عن نسيان أشيائها فى كل مكان حملت الهاتف وهي تحتفظ بابتسامتها وتعد كلمات السخرية على ثغرها كالمعتاد فتحت الباب وهى تتأهب للحديث فبقى ثغرها مفتوحا بل اتسع اكثر واكثر فى ذهول وهى ترى يوسف يقف أمامها وهو بدوره تسمر فى مكانه محاولا ان يخفى انفعاله وانبهاره بجمالها الأخاذ فلأول مرة يراها بدون حجابها وبملابس عادية شعرها كان غجري مثير يمتد الى نهاية ظهرها وقد ارتدت بنطالا ضيقا من الجينز عليه
كنزة قصيرة زرقاء تصل بالكاد الى خصرها لتبرز منحنيات جسدها فى دقة تخلص هو من ذهوله بشكل أسرع وهو يقول بعد ان تنحنح ليتصنع الجدية 
لو سمحتي يا انسة أنا عاوز ايلينا حضرتك صاحبتها 
رفعت حاجبيها وقد خلصتها مزحة يوسف من توترها هي زوجته على أي حال ولن يحدث شىء ان رآها هكذا ردت فى جديه 
نعم يا يوسف فى ايه علي فى مدرسته وصوفيا مش هنا 
ابتسم في نفسه فالفرصة أمامه متاحة تماما فتمادى فى مزاحه اكثر قائلا 
يا انسة لو سمحتي انديهالي مراتي 
نظرت الى هيئتها قبل أن تقول في غيظ وهى تهم بغلق الباب 
طيب روح دور على مراتك في مكان تاني 
تلقى الباب بيده ليمنعها من غلقه قبل أن يدخل هو لمواجهتها ويغلقه خلفه قائلا وهو يكور وجهه 
ياباى عليكى الواحد ميعرفش يهزر معاكى ابدا 
عقدت حاجبيها في تذمر وهي تراه يجول بعينيه على جسدها كأنه يتعمد ارباكها نظر الى جسدها المنحوت والذى تخفيه بحجابها ولها الحق فى ذلك وان لم تفعل لطلبه منها فلن يسمح لغيره بأن يرى كل هذه الانوثة ليمتع ناظريه بهما 
احتضنت نفسها قائلة فى توتر 
يوسف عاوز ايه 
ابتسم وهو يقترب منها قائلا 
ايه الجمال ده كله 
ازدردت ريقها واحمرت وجنتيها وانتفضت وهو يمد انامله يلامس شعرها الغجرى هامسا في نبرة مؤذية لارادتها الهشة 
تعرفى اني طول عمرى بعشق الشعر الغجرى ده اوعى تعملي فيه أي حاجة أنا عايزه على طول كدة 
كاد ان يمد يده الاخرى لتتجول فى خصيلات شعرها اكثر لولا ان مدت يدها لتنزل كفه فى عڼف هاتفة 
يوسف انت بتعمل ايه انت اټجننت 
تراجع خطوتين قائلا وهو يضع يديه فى جيبه 
اټجننت واضح انك نسيتى ان احنا متجوزين 
ردت فى عناد طفولى وهى تضع يدها فى خصرها 
صورى بس واحنا اتفقنا على الانفصال 
عض على شفتيه ونظر الى اليمين والى اليسار قبل ان يخلع سترته ويلقى بها بعيدا ويشمر قميصه عن ساعديه ويخلع ساعته وهي تراقبه فى قلق وتقول فى تلعثم 
انت هتعمل ايه 
اقترب منها فى بطء ممېت وعيناه تخترق جسدها بوقاحة أكثر 
هبطلك تقولى كلمة صورى دى تانى 
ابتعدت في هلع وهي تشير بسبابتها تحذره 
يوسف اعقل بلاش جنان 
اقترب اكثر وهو يخبرها في عبث 
الجنان هوا الحاجة الوحيدة اللى تنفع معاكى 
وقبل أن تنطق جملة أخرى كان يدفعها على أريكة قريبة ليسقط فوقها بدوره 
اقترب بوجهه منها حتى تلاحمت أنفاسهما سويا وتشابكت أنامله مع اناملها وهو يقيدها عن الحركة تماما و يهمس أمام شفتيها 
ايه رأيك بقا لو فعلتلك الجواز ده دلوقتي حالا 
الفصل الثالث عشر 
تعالت نبضات قلبها حتى اصطدمت بصدره القريب منها وهي تلهث في توتر بالغ وتهمس فى ضيق لا تعرف هل تشعر به حقا أم انه سراب من محض عنادها لمشاعرها تجاهه 
يوسف قوم مينفعش كدة 
اقترب بوجهه أكثر حاصر ما تبقى من ارادتها بنظراته المشتاقة 
بأنفاسه العاشقة لعناق كل جزء من ملامحها 
هدمت جاذبيته ما تبقى من عنادها بسهولة لم تتخيلها عليه اللعنه الى أين يأخذها لابد أن تفر منه قبل أن تتورط به أكثر 
حانقة عليه وخجلى ولكن 
صراع بداخلها يحتدم مابين القلب والعقل وهي لاتعرف الى أي جهة تنحاز ارتعدت أناملها فأحكم أنامله حول كفها يدعمها ويعطيها الأمان بلمسة حين أدركت تأثيرها أفلتت دمعة عجز من عينها دون قصد وهمست بصوت متهدج 
يوسف أرجوك أنا مش قادرة أتوازن نهائي وجودك بيربكني ومش بيخليني عارفة أفكر أنا عاوزة أبعد لا أنا عاوزة 
قاطعها وهتف بكل حنان الدنيا 
بحبك 
انطلقت من قلبه الى شفتيه فلم يعد للعقل وجود أصبح للمشاعر كامل السلطة والقرار 
شهقت من اعترافه الواضح والصريح فمال أكثر ليلامس جبينه بجبينها قائلا 
مش بس بحبك أنا بعشقك يا ايلينا اديني قولتهالك من النهاردة مش هتبعدي ولاهتروحي في أي مكان من النهاردة أمانك وسكنك وحمايتك هوا أنا مش بعد ما خليتى قلبى يدق ترجعى تخلي بيه 
انهمرت دموعها أكثر اهتزت شفتيها تحاول النطق فذابت الكلمات في حرارة أنفاسه القريبة امتدت أنامله يمسح دموعها تدحرجت نظراته الى شفتيها المرتعدتين تريدان أمانه ربما تريدان تصديقه على وعده وسيفعل اقترب فى بطء اليهما وقبل أن ينالهما بأولى قبلاته وضعت أناملها على شفتيه و تنهدت في عمق وهي تخفض رأسها 
أغمض عينيه للحظات قبل أن ينهض من فوقها لتنهض بدورها معطية اياه ظهرها للحظات أخذت تعبث فيها في شعرها الغجرى قبل أن تتنهد مجددا وتلتفت اليه قائلة 
وانا كمان بحبك يا يوسف 
وقبل أن يقترب منها أوقفته بكفها قائلة 
بس تفتكر الحب
وحده كفاية كفاية لحياة زوجية ناجحة 
قطب جبينه فى حيرة 
مش فاهمك 
تحركت قليلا في المكان وهي تواصل 
يوسف أنا وأنت غير بعض في كل حاجة أنت ماشى فى طريق وأنا ماشية فى طريق عكسه ازاي هنقدر نتقابل 
اقترب ليحتوى كفها بين كفيه 
ايلينا احنا فعلا اتقابلنا فى نقطة ودلوقتي ماشيين في نفس الطريق انتي ليه مش قادرة تصدقي اني فعلا اتغيرت 
نظرت له في محاولة لاقناع نفسها بما يقوله 
مش بالكلام يا يوسف عاوزة أحس فعلا انك اتغيرت بجد ومش عشاني عشان أنت غلط ولازم تتغير للصح 
أشاح بوجهه فلم يعد يعرف ماذا بامكانه فعله ليرضيها بالضبط 
احتوت هي كفيه هذه المرة وهي تخبره مقصدها في حنان 
أنا مش عاوزاك تتغير كام يوم وبعد كدة ترجع للي كنت فيه 
انتزع كفه من بين يديها في حنق باحت به نبرته وهو يقول 
وأنا اثبتلك ده ازاى خلاص شرب وبطلت وكل البنات اللى كان ليا علاقة بيهم قطعتها أعمل ايه تاني 
ابتسمت للحظات عادت بعدها تردف في ترقب 
عاوزة أحس ان ده مش طبعك وأن زى عم محمود ما قال مريت بتجربة صعبة غيرت من حكمك على الأمور احكيلي يا يوسف وافتحلي قلبك 
تراجع وتعرق جبينه بل شعر وكأنه يغتسل بعرقه فأعطاها ظهره لتلحظ توتره وألمه فوقفت أمامه قائلة 
يوسف انت محتاج تتكلم وأنا محتاجة أسمعك 
تنهد في حړقة وهو يطرد تلك الذكرى اللعېنة عن رأسه فرك جبينه بكفه قبل أن يطلب منها في رجاء 
مش هقدر اتكلم يا ايلينا مش عشان مش عاوز بس الموضوع ميخصنيش لوحدي 
قطبت حاجبيها في حيرة 
مش فاهماك ممكن تحكي من غير 
قاطعها هذه المرة وهو يضمها اليه بقوة وكأنه يستغيث بأحضانها من هواجسه وأشباح ماضيه 
وكأنه يخدر روحه بضمتها هذه عن ألمه الذي لا يحتمل لايريد أن تكون هي من تضغط على جرحه فالألم بيديها يصبح مضاعف 
تحشرج صوته كثيرا وهو يهمس في توسل 
ارجوكى يا ايلينا اوعدك اني هحكي فى الوقت المناسب بس بلاش تبعدى عني أبدا انتى عملتى فيا اللى محدش قدر يعمله بلاش تقتليني ببعدك يا ايلينا بلاش يا حبيبتى 
قاومت ارتجافها وهو يضمها اليه للمرة الأولى نسيت خجلها ولم تشعر سوى بهذا الألم الذى استشعرته من نبرات صوته وارتجاف جسده كان يتشبث بها كطفل تائه وجد أمه بعد سنوات من التخبط والضياع وبعد مالاقاه من قسۏة البشر يتمنى الاختفاء فى حنانها حتى يتلاشى تماما كانت تشعر بدموعه التى اختلطت بحبات عرقه على شعرها الذى ډفن رأسه فيه فمدت يدها لتربت على كتفه قائلة 
يوسف خلاص اهدى 
شدد من ضمته لها وقال فى ألم شابه رجاء 
توعديني اني عمرك ما هتبعدى عني 
همست في نعومة 
لو وعدتنى ان عمرك ما هتجرحني 
رفع رأسه من على كتفها لينظر الى عينيها بينما كفيه لازالا يحيطا بخصرها ونطقا الاثنان فى نفس اللحظة 
اوعدك 
ابتسم واقترب ليضمها من جديد فابتعدت وهى تبعد كفيه عن خصرها قائلة 
أنت ما هتصدق ولا ايه 
ابتعد وهو يعود الى مرحه ودعابته قائلا 
طيب اذا كان كدة تبقى تدخلى تلبسى حجابك عشان هنتغدى سوا برة 
واضاف وهو يغمز بعينه 
والفرح كبيرنا اسبوع ولا اتنين وهيتعمل والا قسما بالله كلمة زيادة لارجع اعمل اللى كنت بعمله والمرة دى بجد 
ابتسمت وهزت كتفيها فى خجل فاقترب بسرعة وطبع قبلة سريعة على وجنتها فلكزته فى كتفه برفق ليهمس فى أذنها 
هستناكى برة 
راقبته وهو يخرج وتحسست يدها موضع شفتيه على وجنتها وابتسمت فى سعادة وهى تدور حول نفسها لقد انتزعت اعترافه اخيرا بعد كل هذه المعاناة فغريب هذا الحب الذى يجعلنا نعيش كل المشاعر وتناقضاتها فى آن واحد 
جلست صوفيا على حافة حوض الزهور الذى يرعاه تأملت تلك الزهرة البيضاء بمنتصفه في
تم نسخ الرابط