لمن القرار لسهام صادق

موقع أيام نيوز


بطني
التقطت شهيرة كلماتها
________________________________________
وداخلها كانت تشعر بالسعاده.. لأنها أستطاعت ان تقضي اليوم باكمله برفقة سليم وابنتها.. وأنها صاحبة الورقة الرابحة.. وسليم قريبا سيفيق من ذلك الدور الذي يعيشه وسيعود لعقله
انقضى وقت وجبة الطعام وقد أشتدت ملامح السيدة عبلة قتامة.. بعدما صعدت ابنتها لغرفتها حتى تذاكر دروسها.. فما الذي ستجنيه من التعليم إذا تطلقت مرة أخرى وضاعت فرصتها في العيش بهذا النعيم

ناولها حبة الدواء بعدما علم بعلتها وقد ضاع أمله في أن تكون حامل بطفله
اغمضت عيناها وهي تتمنى أن الألم يزول فقد ظنت ان دائها قد زال منذ أن صارت على ارشادات الطبيب
الدكتور قال بسبب التوتر والاكل الغلط
ثم اردف مستفهما
مقولتليش ليه إنك تعبانه
اخترقت العباره أذنيها ففتحت جفنيها بوهن تطالعه بنظرة باهته
انا كنت في الجلسة العائلية مش مرئية يا كاظم باشا اخدتني عشان تعرفني إني ضيفة تقيله اوي على عيلتك .. وان عمر ما نظرتهم ناحيتي هتتغير.. البنت الطماعة اللي قدرت تفرض نفسها على العيلة الكريمة
هنبه عليهم في المطبخ يهتموا بموضوع الأكل
القى عبارته والتف بجسده مغادرا غير عابئ بحديثها.. فتجهمت ملامحها وهي تعتدل في تسطحها
كنت خاېف لاكون حامل عشان كده اخدتني المستشفى.. متقلقش يا كاظم يا باشا مافيش حاجة هتربطك بيا
أصابه الجمود في وقفته وهو يستمع لعبارتها وببطئ كان يلتف إليه مجددا يتسأل بنبرة جامده
وليه مافيش حمل حصل لحد دلوقتي
تعجبت من عبارته وقد أصابها التهكم وهي تتذكر رغبته في عدم الإنجاب منها
اللي يسمع كلامك يفتكر إنك عايز تخلف من واحده زي لكن سبب سؤالك أنا عارفاه كويس
علقت عيناه بها ينتظر سماع السبب الذي فهمته من حديثه ورغما عنه كانت شفتيه تنفرج في ضحكة قوية لما يسمعه منها وقد وصل إليه عقلها
كاظم باشا شاكك في قدراته العظيمة.. لكن متقلقش العيب عادي ممكن يكون مني او ده من رحمه ربنا عشان ميربطناش ببعض بعد ما نطلق 
ازدادت ملامحها تجهما وهي تراه لم يكف عن الضحك.. فور أن تفوهت بعبارتها وبصعوبة كان يتحكم في ضحكاته
بيتهيألي أنت محتاجه ترتاحي
ممكن أعرف سبب ضحكك مش ديه الحقيقه
الحقيقة لو عرفتيها هتبسطك اوي
كان يعلم إنها إذا علمت بالحقيقة من نيته في وجودها بحياته حتى الآن لن يسعدها الأمر او ربما المال سيسعدها فستنسي ما ستمنحه له.. ولكن حتى اليوم لم يحدث حمل وقد أصبحت علاقتهم الزوجيه منعدمة منذ اخر خلاف بينهم وتمردها عليه.. 
احتلي الوجوم ملامحها.. وقد عاد الألم يرتسم فوق صفحات وجهها ولكنها قاومته.. فبسببه قد عاد لها داء القولون العصبي
عمري ما هكون مبسوطه طول ما أنا عايشه معاك.. هفضل طول عمري كرها نفسي
كدابه
وبملامح مسترخية كان يخبرها بالحقيقه التي تعلمها فلم تعد معه تلك الليلة من منزلها .. إلا لأنها مازالت

تريده مازالت مفتونة به
مش هتتخلصي مني يا جنات غير لما كل واحد فينا يكتفى من التاني ونكتشف اد إيه علاقتنا علاقة مريضه
لقد تجاوز حديثه كل شئ إنه يفقدها صوبها...تتسأل للمرة التي لا تعرف عددها كيف وضعت حالها في زواج كهذا ومع رجلا يريد تحطيمها حتى يكتفي هو
كل ليلة هتكون بمقابل يا جنات
أندفعت السيدة عبلة لغرفة ابنتها بعدما ضجرت من رؤية هذه المرأة تنتشر في منزل ابنتها وما زادها حنقا وهي تراها تدلف لغرفة مكتب زوج أبنتها و تقدم له قهوته..
ما أنت لو عبيطة يا بنت بطني وعايزه تضيعي جوزك يبقى لازم اعقلك.. شيفاها ناصحه ازاي وجايه تعيش معاكم بحجة بنتها.. ست بجحه صحيح
وقبل ان تستوعب حديث والدتها كانت تلتقط منها الكتاب تقذفه بعيدا
هتاخدي إيه من التعليم. قومي ظبطي نفسك..مش سيباه لطليقته عماله تلف حواليه
ماما مش المفروض تروحي ترتاحي عشان هنروح المستشفى بكره مع عمر لان الدكتور هيحدد ليه امتى العمليه
والراحة هتيجي منين وبنت بطني خايبة.. عايزه تضيع العز ده كله منها
اغمضت عينيها بقلة حيلة ومرارة وتركت والدتها تهتف بعبارات الندب والحظ السئ وما ينتظرها مستقبلا من خيبة ستحصدها بسبب سذاجتها وغباءها.. 
لم ينقذها إلا دلوف سليم للغرفة ينظر لملامحها وقد فهم ما دار بينهم بحنكته
اهلا بجوز بنت الغالي 
ابتسم إليها سليم بمجاملة وقد انصرفت السيدة عبلة خارج الغرفه واغلقت الباب خلفها ثم وضعت اذنها فوق الباب تستمع إليهم حتى يطمئن قلبها
والدتك ضيقت في الكلام مش كده
لم تتحدث بل طالعته في عتاب فهو السبب في سماعها تلك العبارات من والدتها
شكلك بيقول إنك زعلانه مني وموضوع المذاكره كان حجة
اشاحت عيناها عنه وعادت نحو الفراش تكمل طريقها نحو مستقبلها
لا عندي امتحان.. تقدر تروح تكمل قعدتك مع شهيرة هانم .. وممكن تخرج تسهر معاها بره كمان لو حابب
ارتفع كلا حاجبيه في ذهول غير مصدقا ما يسمعه منها فعلى ما يبدو أن وجود حماته في منزله بدء لا يبشر بالخير تمالك ذهوله واتجها صوبها
اخرج وكمان اسهر مع شهيرة حاسس بغيرة قوية
رمقته بمقت والصقت الكتاب بوجهها حتى لا تتلاقى عيناهم
واسهر ليه مع شهيرة وأنا عندي مراتي حببتي
وفي سهوة منها كان يلتقط الكتاب ويجذبها إليه يوضح لها سبب خروجه اليوم مع شهيرة
البنت اسألتها بقت كتير عن سبب عدم وجودي معاها ومع والدتها في النادي زي باقيه الأطفال.. مش هستني بنت تيجي في يوم وتحس بالنقص يا فتون.. هي ملهاش ذنب في عدم استمرار جوازي بشهيرة
طيب وأنا يا سليم
وبحنكة وذكاء كان يمتاز بهما كان يميل نحوها هامسا
أنت الجزء الحلو في حياتي.. أنت وخديجة حبكم واحد لا أقدر استغني عنها ولا عنك 
وبحب كان يفسر لها مدى عشقه له يهمس لها تلك المرة باصرار
هنروح للدكتور سوا عشان نعرف سبب تأخير الحمل 
وقفت السيدة سعاد بتردد في مكانها بعدما وضعت له كأس الماء وحبة المسكن قبل أن تذهب لغرفتها فقد انتهى دوام العمل ف الساعة أصبحت في الحاديه عشر
لو في كلام عايزه تقولي يا داده ياريت يتأجل
شعرت بالحرج ولكن بطبعها كانت تفضل الحديث دون أنتظار لوقت أخر
يا بني بسمه
طرق سطح مكتبه في ڠضب بعدما أستمع لاسمها
يا بني البنت عايزة تمشي وتشوف مكان تاني تعيش فيه
لقد خانت الكلمات السيده سعاد وبدلا أن تخبره أن خطتها المستقبلية هو ترك المنزل حتى تريحه من عبئها ولكن رجائها منه أن يسمع لها ببدء مشروعها الصغير بين ارجاء مطبخه المجهز بأفضل الوسائل التي ستساعدها في وصفات الطبخ
بملامح جامده كان ينهض من فوق مقعده.. مقتربا من السيدة سعاد التي شعرت ببعض التوتر وارادت توضيح حديثها
عايزة إيه
وپجنون كان يغادر غرفة مكتبه ېصرخ باسمها.. وقد كان حظها عسر لوجودها بالمطبخ حتى تنهي تنظيفه قبل خلودها للنوم في الغرفة التي تشارك بها السيدة سعاد 
وشهقة فزعة عبرت عن ذعر صاحبتها..بعدما اجتذبها من ذراعها
ما دام عايزاه اوي كده عاملين التمثلية ديه كلها ليه .. اتفضلي روحيله مستنيه إيه
ألجمها حديثه الذي جعلها في حالة صډمه.. تنظر إليه بشفتي مرتجفه
تمثيلية إيه
ولكن جسار كان مازال عايش في أحداث اليوم التقط ذراعها وقد شعر بالڠضب مما استمعه على لسان رجلا حقېرا كعنتر بسببها
مش عايزة تمشي امشي..
أسرعت نحوه السيدة سعاد وقد اصابتها الصدمه وهي تراه يدفعها لخارج المنزل
يا بني هتروح فين دلوقتي.. يا
________________________________________
بني أنت فهمت كلامي غلط
ولكنه لم يكن يسمع إلا حديث ذلك الحقېر عنه وعنها.. هل وصل به الحال بأن تصبح سمعته على المحك.. بل وتطلب منه الرحيل بتمثلية حقېرة مع هذا الرجل وهو من تحمل بسببها الكثير إكراما لطليقته وشفقة على حالها وپغضب حارق كان يصيح بها وهو يغلق الباب بوجهها بعدما سقطت أرضا بسبب دفعه لها
عايزة

تروحيله روحيله.. خليه يتجوزك وبعدين يرميكي في الشارع اللي جيتي منه
هل أرتجف جسدها للتو بسبب لسعة الهواء الباردة أم إن ارتجافتها بسبب ذلك الشعور القاسې الذي عاد يستوطن قلبها لم تكن المرة الأولى التي تعيش فيها هذا الشعور.. بل قد عاشته لمرات عدة.. مرات حفرت بصمتها داخلها..
وها هي اللقطات تعود وتخترق فؤادها تخترقه لتخبرها بقلة حيلتها بفقرها وتشردها.. بحياة لم تختارها
فلم تختار أن يكون لها اخ من دمائها يلفظها من حياته اخ تركها تعيش ذليلة اخ أجبرها أن تترك منزلها البسيط الدافئ حتى تهرب من مصير لا عودة منه.
اختارت أن تعيش شريفة حتى لو أكلت من صناديق القمامة حتى لو ظلت بالشارع بلا مأوى.. وليتها ظلت بالشارع ليت عنتر كان رجلا شريفا كوالده وتركها بحالها تبيت في المطعم فحتى الأرضية الرطبة التي كانت ټحتضنها رأتها الحياة كثيرا عليها
وبثياب مبتلة كانت تسير خارج البوابة وقد تعجب الحارس الذي كان يجلب غرضا ما من أحد المحلات خروجها في هذا الوقت فاسرع نحوها هاتفا اسمها ولكنها كانت تسير دون شعور بشئ حولها
يا بنت لو محتاجه حاجه اروح اجبهالك الجو برد ادخلي
انتظرها أن تجيب عليه ولكنها ظلت في سيرها بخطوات واهنة فاتبعها قلقلا من صمتها وهيئتها
هي الست سعاد عارفه بخروجك دلوقتي..
وأخيرا استطاعت التقاط أنفاسها ومسح دموعها بصعوبة تلتف لذلك الرجل الذي يعمل كحارس للبوابة
أنا كويسه يا عم صالح أنا خارجة أتمشى شوية
طالع العم صالح المكان حوله وقد أستغرب رغبتها في السير هذه الساعة 
تتمشى دلوقتى الدنيا ليل يا بنت.. استنيني هروح هحط الطلبات في اوضتي واقفل البوابه واجي اتمشى معاك
لا لا يا عم صالح ارجع انت مكانك..عشان البيه ميضاقش لو طلع ولقاك مش موجود
شعر العم صالح بالحيرة وقد بدء الأمر يثيرة بالشك.. وجدها تكمل خطواتها مبتعده فتنهد بقلة حيلة وهو يسرع عائدا للمنزل 
يا تري إيه اللي حصل بس البت شكلها معيط وخارجه بهدوم البيت.. لا لا أنا هروح اشوف الست سعاد.. لو كان العم جميل هنا كنت زماني عرفت منه السبب
هتروح بس فين ليه كده يا بني ده أنت طول عمرك قلبك طيب.. والبت قليلة الحيلة وبختها قليل
تمتمت بها السيدة سعاد وهي تفرك يديها قبل أن تتمالك خۏفها من غضبه وتدلف غرفة مكتبه تترجاه أن يعفو عنها فهي لم تفهم شيئا من حديثه عن هذا الرجل الذي تريد الذهاب إليه
وجدته واقف أمام الشرفة يطالع الحديقة يزفر أنفاسه بزفرات مسموعه
يا بني أنت لومتني لما ظنيت فيها السوء البت غلبانه واغلب من الغلب ولا بتروح في حته ولا بتكلم حد.. ديه يا حبة عيني عايزه تشيل همها وعبأها من عليك فحبت تعمل مشروع من علي التليفون تقدم وصفات عن الطبخ 
حاولت تذكر اسم التطبيق ولكن عقلها لم يسعفها لتدلك جبهتها لعلها تتذكر متمتمه
كانت جايه تستأذنك تسمح ليها تنفذ مشروعها في المطبخ .. وكانت يا حبة عيني محرجة منك.. وأنا اللي شجعتها قولتلها جسار بيه قلبه طيب
واردفت متحسرة دون أن تنتبه لالتفافه نحوها وتقدمه منها
بس انا الغلطانه.. شيفاك مضايق.. ليه افتح
 

تم نسخ الرابط