سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن

موقع أيام نيوز

 


وخرجت من الغرفة بعنفوان وكره لا نهائي أن تركته عليهم سيحرقهم هما الاثنين وكل من يقف أمامها..
هبطت إلى الأسفل وخرجت إليه نظرت إلى داخل عينيه وأخذته من يده بعد أن أقتربت منه تبتعد عن مسامع الحرس فصړخت به بعصبية
ايه اللي بتعمله ده يا عاصم
أجابها بعدم فهم لما تقصده بما فعل
ايه اللي عملته
أردفت بحړقة تشير بيدها بعصبية وعڼف تنظر إليه بشړ وحقد

البت اللي اسمها إسراء شيفاك فعلا مشغول بيها وعايزها وأنا مش هتوه عندك لما تعوز حاجه
فهم ما الذي تقصده ف أومأ برأسه للأمام وهتف بلا مبالاة وبرود
وافرضي ده صح وأنا عايزه أنتي عايزة

ايه
صدح صوتها الصارخ بوجهه بشراسة وعنفوان فلم تتخيل أن يجيبها بهذا البرود
نعم عايزة ايه أنت اټجننت يا عاصم
أقترب منها وبعيون قاسېة حادة تحدث بغلظة وخشونة ينظر إليها بعمق
لأ متجننتش أنتي اللي لسه معقلتيش أنا عايزك ترجعي بآخر مرة اتقابلنا فيها في محطة واحدة وأنتي هتعرفي إذا كنت اټجننت ولا لأ
تابعت نظراته القاسېة عليها ورأت اللا مبالاة الخالصة التي يتحدث بها فقالت بحړقة
وأنا عايزاك  وكم كانت خلابة يحرك رأسه باستياء فنظر إليها قائلا بسخرية مرة أخرى
ده ټهديد يعني
قالت بجدية شديدة محاولة اخافته على الرغم من أنها تعلم أنه ليس ذلك الرج ل الذي سيخيفه ټهديد من رج ل أو امرأة
اعتبره زي ما أنت عايز
نظر إليها بعمق وهدوء ولم 
هددته بقوة ووضوح وعلمت أن هذه الكلمات هي المناسبة التي ستجعله ېخاف حقا فغمزت بعينيها بشړ قائلة
أنت فعلا مش  مع تلك الغبية التي أتت لتأخذ مكانها ولكنها ليست ضعيفة لتتركها تفعل ما تشاء بل ستجعلها تفكر ألف مرة قبل النظر إليه بعد ذلك..
بينما هو نظر إليها پغضب دمائه فارت داخل عروقه بسبب حديثها الغبي ونظراتها نحوه بل وټهديدها له أيضا تلك الغبية الماكرة..
فتاة غبية مغرورة ومتكبرة تعتقد أن كل ما تريده سيكون لها دون حساب أو نقاش.. ليس هو ذلك الرجل الذي سيفعل لها ما تشاء على حساب نفسه وسعادته..
ولج جبل إلى الغرفة ليلا في ساعة متأخرة أغلق الباب وتقدم إلى الداخل لينظر إليها نائمة على الفراش بهدوء ونعومة رآها بها..
تلك الشرسة القوية التي تقف أمامه خمدت نيرانها ومن أمامه الآن امرأة متفتحة كوردة حولها الأشواك بكثرة فينجرح أثناء محاولة الوصول إليها.. 
أقترب من رأسها يستنشق خصلات شعرها ورائحة عبيرها الذي يسكره..
وجدها مسالمة ليست مغلوبة على أمرها ولكنها مستسلمة أسفل يده تترك له زمام الأمور غير معترضة على شيء..
اعتبرها دعوة صريحة منها ليأخذها ويدلف بها إلى

بساتين الورود مختلفة الألوان والروائح ليس بها أشواك بل رقيقة ناعمة الملمس يعوض ذلك اليوم المشؤوم الذي خلده بذكراها..
مستمتعا بكل لحظة تمر جوارها وهي راضية مستكينة بين يديه مستمتعة بنظراته ولمساته وكأنها تطالب بالمزيد منه لأول مرة منذ سنوات كثيرة لم تعلم طريق إلى هذه المشاعر..
المشاعر الجياشة الذي أخذتهم إلى عالم غريب لأول مرة تسير به معه وهو لأول مرة يشعر بحلاوته وتزداد رغبته الملحة في التكملة إلى النهاية وما بعد النهاية..
اشتعلت رغبته تجاهها فترك الأشواك متجاهلا إياها متقدما منها يأخذها إلى شاطئ أمواجه ثائرة متضاربة كمشاعرة الراغبة تقدمت أمواج المتعة واللذة الراضية تغطي على رمال البغض والكراهية وصدفها راضيا مستمتعا وكأنه بمرحلة من مراحل الهوى..
يتبع
رواية
سجينة جبل العامري
للكاتبة ندا حسن
سجينة_جبل_العامري
الفصل_العاشر
ندا_حسن
هل تخفي جزيرة العامري أسرار بعد!.
جالسة على الفراش في غرفة نومه التي أصبحت مشتركة بينهم بعد أن كتبت على اسمه وأصبحت زوجة له..
تنساب الدموع من عينيها على وجنتيها بغزارة تتساقط على يدها الممسكة بالهاتف تطلع بعينيها على شاشته التي تنير بوجه زوجها الراحل يونس
تبكي پقهر وحړقة وهي تنظر إلى صورته تستمع إلى صوته بأذنها يعاتبها على ما فعلته..
ينظر إليها بخذلان من عبر الهاتف يقول لها كيف سمحتي له بأن يفعل ذلك وكيف تركتي كل ما بك إليه بهذه الطريقة المهينة..
وضعت يدها على وجنتها تزيل دمعاتها السائلة بكل انسيابيه وسهولة والحړقة تأكل قلبها والندم يتمسك بعقلها يسحقه أسفله على فعلته الخائڼة..
كي ف ترك ت نفس ها بهذه الس هولة وكيف سم حت ل ه بالاق تراب كيف كان ت قط عة ح رير بين ي ده تت حرك بس هولة ورق ة.. ما ال ذي كان يسي طر عليها في هذه الل حظات.. ما الذي م رت به ج علها تل قي بن فسها داخ ل أح ضان الذئ ب
وهو ذلك المچنون الذي كان على أتم الاستعداد لفعل أي شيء كان يأتي متحضرا لما سيفعله أو هي من أغرته بنموتها البريئة وملابسها الأنثوية التي لم يعتاد عليها معها!
أغمضت عينيها السوداء بقوة تحاول أن تمحي من ذاكرتها ليلة أمس وما حدث بها بينهما تحاول أن تكون خفيفة غير محملة بالأوجاع وأيضا الآن الندم والحزن على أشياء لم تكن بيدها أن تفعلها أو لأ
أنه ا كان ت مغ يبة عن ال واقع لم تدري ما ح دث إلا في الص باح عندما وج دت نف سها تن ام ب ين أح ضانه وكأنه زوج ها الذي تع شقه منذ سن وات ليس ذلك الح قېر الذي سج نها داخل الج زيرة وف عل به ا ما لم يف عله أحد
ارتجف جسدها من شدة البكاء وحاصرها الندم والألم على قلب بات لا يدري ما السبيل في الخلاص من كل هذا العڈاب وما السبيل في الوصول إلى طريق النور ليعرف أين تكون وجهته..
دلف إلى الغرفة بهدوء نظر إليها وجدها تعطي إليه ظهرها تجلس على الفراش منحنية على نفسها لم يدرك ما الذي تفعله فأغلق الباب وتقدم إليها وجدها تتمسك بالهاتف مغيبة عن الواقع تنظر إلى صورة شقيقه الراحل وعينيها تأتي بالدموع وكأنه شلال يخرج من نهر منسوب المياة به عالي..
ظل واقفا ينظر إليها وهي لا تشعر بوجوده معها يتابع نظراتها النادمة وبكائها الغريب وتلك الشهقات المباغتة التي تخرج منها.. لأول مرة تقع أمامه هكذا لأول مرة يرى بكائها بهذه الطريقة وضعفها هذا
دائما كانت تقف صلبة شامخة أمامه وكأنها جبل من الثلج ولكن الآن يبدو أن هناك بركان فار فوقه فانصهر وأصبح مياة جارية كتلك التي تجري على وجنتيها دون توقف..
الآن بعد ليلة رفعت بها رايات الحب والغرام مستسلمة بها شعارات الكراهية والبغضاء تبكي نادمة على ما فعلته تبكي نادمة على شعور بالذة والهوى ساحبا إياها معه بين السحاب تتمسك بيده وتشعر لأول مرة منذ خمس سنوات بالحب..
يا لها من غريبة وغبية لقد توفى شقيقه رحل عن عالمهم منذ الكثير وهي الآن أصبحت زوجته والعلاقة بينهما تتحسن وهو ترك لقلبه القرار فإن كان يريدها أو لأ فما الذي تفعله الآن!..
شقيقه أفضل منه! كيف أفضل منه وهو الذي أحب ابنتها وكأنها ابنته هو وعاملها غير كل البشر الذي بحياته حتى أنها أصبحت تعتبره والدها وهي

أيضا بدأ يعاملها أفضل وأفضل بكثير تعيش بقصر العامري وتتزوج كبير جزيرة مثله محامي رجل له وضعه في الدولة وليس في الجزيرة فقط.. رجل يفعل الكثير ولكنها غبية فقط تراه مچرم قاټل لا يفعل غير ذلك..
فارت الډماء بعروقه عندما بدأ بالمقارنة بينه وبين شقيقه فتقدم منها پعنف وقسۏة يجذب الهاتف من يدها فانتفضت بفزع لأنها كانت شاردة الذهن لا تعلم بوجوده..
نظرت إليه باستغراب وهو يقف پغضب وعصبية يظهران عليه فمسحت دمعاتها السائلة وحاولت أن تعود تلك التي يراها دائما على الرغم من أنها محتها بضعفها أمامه أمس..
سألها بغلظة وهو يضغط على الهاتف بيده
أنتي بتعملي ايه
اعتدلت في جلستها على الفراش ونظرت إليه قائلة بصوت خاڤت
وأعين ذابلة من كثرة البكاء
مش بعمل
سألها مرة أخرى بقسۏة ونظرات عينيه حادة عليها
وبتعطي كده ليه
استمعت إلى سؤاله وعينيها تنظر إليه ولكنها لن تقوى على الإجابة فصړخ بها وهو يتقدم للأمام
ما تردي
لم تجب وظلت تنظر إليه بعينيها الباكية ونظرتها نادمة منكسرة فقال بحدة يمسك بذراعها
بټعيطي علشان ندمانه على اللي حصل بينا مش كده.. أنا جوزك وأنتي مراتي ومن حقي وحلالي أنا
حركت شفتيها باستهزاء تسأله ساخرة
أنت تعرف الحلال والحرام
ضغط على ذراعها بين قبضته بضراوة وصړخ أمام وجهها پعنف واستماته وهو يدافع عن حقه بها
لأ معرفوش بس عندك أنتي بقى وهعرفه أنتي حقي أنا مش حقه هو.. يونس ماټ من زمان أنتي دلوقتي مراتي
تابعت نظراتها نحوه وأجابته بشراسة وعناد وصوتها يرتفع أمامه
يونس ماټ صحيح لكن عايش في قلبي
نهشت الغيرة قلبه وفارت الډماء بعروقه من حديثها الذي تفوهت به عن شقيقه وهي زوجته هو ثار غضبه عليها فترك يدها وتدم بكفه فجأة صاڤعا إياها پعنف فقد أهانت رجل وحتى لو لم تكن تبغاه..
صدح صوته أمام وجهها وتبعثرت أنفاسه
 

 

تم نسخ الرابط