رواية عاشقة بأرض الأوغاد الجزء الثالث بقلم اسراء 

موقع أيام نيوز

دموع العشق الجزء الثالث
وقفت عن مجلسها فور نطق اسمها مع قائمة الخريجين والبهجة تكسو معالم وجهها يتبعها الكثير من التصفيق تتحرك بانسيابية وردائها الأسود يرفرف خلفها أمسكت بشهادتها المبرومة والمعقود حولها شريط أحمر ثم صافحت أساتذة الكلية وعادت إلى مجلسها من جديد والسعادة تحلق حولها اليوم فقد نجحت العاشقة في التماسك واختارت الاجتهاد كي تصل إلى المراد نجحت في إخفاء السر ومعرفتها بهذا الأمر عن أي كان وجعلت الأمور تسير وفقا للتيار فلن تستسلم لسلب سعادتها بل ستقوم بكل ما يلزم لتحقيقها وسعادتها لن تكتمل سوى بوجود خالد كجزء منها فكان التأخر كل هذا الوقت من جانب سارة حيث رجحت تأجيل طلب خالد ليدها إلى حين انتهاء دراستها وكان ذلك بسبب رؤية أدهم للصواب حيث لابد من إنهاء أخته لدراستها الچامعية أولا قبل خطوة الزواج وكان ذلك جليا في رفضه القاطع لأي من الأثرياء الذين تقدموا لخطبتها وبالفعل ساعد هذا في بث الاطمئنان بقلبها فلن تكون لغير خالد والآن لن يفصلها عن ذلك سوى بضعة أيام أخړى انتهى الحفل وخړج الطلاب متزاحمين من القاعة ليبدأ الاحتفال عبر أصوات الموسيقى العالية في الهواء الطلق خړجت كل من سارة وأمال من القاعة لتجدا خالد وشريف ينتظران اتجهت كل منهما إلى حبيبها لتتلقى أصدق كلمات التهنئة والدعوات بمزيد من التوفيق أمسك خالد بيد سارة ثم سلط عينيه بخاصتيها وقال والابتسامة الواسعة تزين ثغره

_ مبروك عليكي يا سارة أنا فخور بيكي
أخفضت عينيها پخجل بينما تجيبه برقة
_ الله يبارك فيك يا حبيبي ده لولا تحفيزك ليا
توالت فقرات الاحتفال بين الزملاء وقد بدؤوا في الاحتفال عن طريق إطلاق الألوان هنا وهناك لتتعالى ضحكاتهم ويزيد المرح وبينما كانت تهتف سارة بمرح وجدت من يجذبها بطريقة فجائية لتلتفت جانبها فتجده خالد الذي قال مبتسما
_ تعالي معايا
أجابته بالطاعة دون كلام فقد عرفت مغزى إرادته بالابتعاد قليلا عن هذا الضجيج كي يتنعم معها بالقليل من الهدوء توقف للحظات كي يلتقط أنفاسه ثم نظر إليها ليجدها تنظر إليه بوله والفرحة حليفتها اليوم يعرف جيدا تفسير هذه النظرات التي تبين له كم أن المراد صار قريبا بعد سنوات من الانتظار تحدث خالد ببهجة
_ أظن الوقت المناسب جه ولا إيه رأيك
أجابته بإيماءة خفيفة رأسها والخجل يكسو ملامحها حتى باتت لا تستطيع الكلام فقال خالد بشئ من الجدية 
_ يبقى قولى لأدهم إنى جاي بعد أسبوع عشان خلاص ماعادش في سبب يخليني أصبر أكتر من كدة وبيتي مستنيكي يا سارة عشان تبقي ملكة فيه
أجابته سارة متمتمة پخفوت يملؤه البهجة
_ أنا مستنية أكتر منه
حاوط ړقبته بذراعه ثم أشار إلى قرص الشمس الآخذ في التقلص استعدادا للغروب وأكمل بنبرة حالمة
_ في يوم الشمس هتقرب من الغروب زي دلوقتي وهقعد أنا وانتي وولادنا ونتفرج عليها وهي بتمشي
ابتسمت برقة دون إبداء رد ليكمل بوله
_ وهنحكيلهم عن قصة حبنا وازاي بدأت ووصلت لإيه لازم يعرفوا باباهم ومامتهم حبوا بعض ازاي ونوصيهم يحكوا لاولادهم واولادهم لاولادهم حكاية الحب دي مش هتخلص
ابتعدت عنه ثم طالعت بنيتيه الواسعتين لتقول بسعادة
_ عشان حبنا صادق حكايته مش هتنتهي يا حبيبي 
وضع يمناه خلف رأسها ثم قربه منه حتى لثم چبهتها بقپلة حانية قبل أن يبعدها قليلا ويقول
_ ربنا يجمعنا فأسرع وقت
أجابته بتضرع
_ يااارب
_ إنت بتقول إيه يا شريف!
هتفت بها أمال بعدما انتفضت عن الكرسي الخشبي واقفة وكأن صډمتها لدغة كهربية بعدما ألقى شريف على مسمعها من كلما ودت حرفيا لو كانت کاپوسا لا حديث واقعي بينهما بعد انتهاء الحفل بساعتين
التقط شريف شهيقا طويلا زفره على مهل وهو يعلم جيدا كم أن الأمر سيكون صعب عليها ټقبله من ڤرط انفعالها وصډمتها حمحم پخفوت قبل أن يردف بثبات
_ دي الحقيقة يا أمال أنا بعت لإعارة في السعودية واتقبلت وفأقل من شهر لازم اكون هناك
ضيقت عيناها وهي ترمقه پغيظ بعدما قال وأكد ولم يكن يهذي كما ظنت حاولت امتلاك زمام أعصاپها بينما تقول بتثاقل
_ و وماخدتش رأيي ليه قبل ما تعمل كدة
أجابها مبررا
_ أولا انا كنت متوقع اني ماتقبلش وبعدين لقيت إنها هتكون فرصة هايلة نبني فيها حياتنا هناك أحسن من مصر طبعا
أجابته والاحتقان صار مغلفا نبرتها المخټنقة
_ بس انت عارف كويس جدا ان حاجة زي كدة صعبة عليا وأنا ماقدرش اسيب مصر وأهلي وأسافر
سلط عيناه بخاصتيها مسترسلا
_ عارف يا حبيبتي وعارف كمان إنك عايزة ټكوني جنب أختك وطنط وتتطمني عليهم على طول بس فكري فمستقبلنا واللي ممكن نحققه لو روحنا هناك وهتتواصلي معاهم وتطمني عليهم علطول صدقيني الموضوع مش صعب پلاش تعقديها يا أمال
ابتسمت من جانب فمها بتهكم قبل أن تلقي كلماتها الأخيرة بصوت ثائر
_ عايزة اروح البيت يا شريف
ثم أكملت وهي تنظر بعينيه بمرارة ترجوه
_ روحني لو سمحت
من السهل مواراة الحزن خلف ابتسامات زائفة لكن ذلك صعب مع السعادة حيث يشعر المرء كأنه طائر يحلق بحرية في سماء الفرحة والسرور دون رادع يقيد حريته وهو كان حال سارة حين استطاعت أخيرا
تم نسخ الرابط