رواية لم يبق لنا إلا الوداع الجزء الاخير بقلم منى أحمد حافظ
المحتويات
أنا من اليوم دا وبالتحديد من اللحظة اللي دعيت فيها ربنا أنه يرفع عن عيني الغشاوة وأنا بدأت أفوق لنفسي وأشوف أمجد بصورة تانية غير اللي كنت بشوفه فيها خصوصا لما بقى قاعد معايا ليل نهار وقال إنه عايز يراعيني بنفسه مش عارفة ليه بقيت بحس بنفور ناحيته ومكنتش بحس بالراحة لما يقرب مني ولما قال إنه مسافر وقتها حسيت بالراحة وحمدت ربنا أنه بعده عني علشان كده أنا عايزة أطلق منه وأعيش لنفسي ولابني ولو ربنا كتب لي أني يكون لي نصيب مع حد تاني أكيد هفكر كويس وهختار حد ميلغيش شخصيتي ولا يهمشني ولا يخدر مشاعري بشوية كلام على الفاضي.
بينما باءت حياة أمجد من سيئ إلى الأسوأ خاصة بعدما تفنن ضياء بإذلاله وأفسد حياته وبدلها من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار فبات بلا عمل وبلا مستقبل وأضحى ظلا لا كيان له كما أجبره على الرحيل قبل ولادة ليان مدعيا سفره إلى الخارج ليفاجأه بتوفيره له فرصة عمل لا يرقى إليه أبدا بإحدى القرى النائية نظير انفصاله الصامت عن ابنته وعدم الزج به إلى السجن.
لوهلة ارتجف قلبه وظنها تمنحه فرصة الغفران ولكنها بددت ظنه بإضافتها
.. _ عارف أنا لو مكنتش شوفتك دلوقتي كنت هفضل ظالمة نفسي وأنا بدور على الغلط اللي عملته وخلاك تروح لوحدة تانية ياه يا أمجد أنت متعرفش أني بمجرد ما شوفت فهمت أني معملتش إلا حاجة واحدة بس غلط وهي أني حبيتك أيوه تخيل أنك الغلطة الوحيدة اللي غلطتها والحمد لله أنك صلحت غلطتي لما بعدت عني عارف أنا أول ما هطلع المكتب هتوضى وهصلي ركعتين شكر لله أنه خلاني أفوق قبل ما حياتي تضيع مني على الفاضي.
.. _ أنا عارف أني أذيتك كتير يا منار وعارف أن ماليش الحق أقف قصادك دلوقتي خصوصا بعد موقفي الأخير من عمي شهدي بس والله الفترة اللي فاتت دي خلتني أعرف قيمتك وأعرف أنك النعمة اللي كان لازم أحافظ عليها
متابعة القراءة