مطلقه تحت الټهديد..الجزء الثالث والأخير..بقلم حبيبة.
المحتويات
والذي أبدي قلقه علي رهف ولم يتردد لحظة في الذهاب إليها كانت رهف تقف بإحدي جوانب المشفي متكئة بجسدها علي أحدي جدرانهتبكي وينعصر قلبها من شدةالحزن وكان ابراهيم يجلس أرضا في حالة لا يرثي لهاحتي وصل مراد وفرحة إلي القسم الموجودين به ودلفا إليه ليجدوا رهف وابراهيم علي حالهم هذا اتجهوا ناحيتها فاعتدلت فور رؤيتهم احتضنتها فرحة بعمق لتبكي رهف بقوة وهي في أحضانها ثم بعدت رهف عن حضنها لتلقي السلام علي مراد الذي بدا عليه القلق الشديد حيث قال وعيناه تحوطها بحب.. شدي حيلك كدة يارهف
سألتها فرحة.. هما ډفنوها ولا لسة
أومأت رهف رأسها بالرفض قائلة.. لسة موجودة تحت
وزادت شهقاتها وهي تقول.. كل شوية أقول هنزل أشوفهاألاقي رجلي وقفت كأني جالي شلل مفاجئمش مستوعبة اللي حصل
رتبت فرحة علي كتفها بقوة قائلة.. بعد الشړ عليكي ياحبيبتي انتي مؤمنة ماتقوليش كده
قالت رهف .. سيباها مع بابا
اعتدل ابراهيم علي خروج الطبيب من غرفة الإفاقة التي تمكث فيها فدوي وهو يقول.. مين فيكوا ابراهيم
انتبهوا جميعا إلي الطبيب و هرول ابراهيم اليه وهو يقول.. أنا يا دكتور
قال الطبيب.. والدتك فاقت وعايزاك بس حاول ماتجهدهاش في الكلام
ولم يظل معها كثيرا حتي خرج وهو يهتف علي رهف خطت إليه فقال.. ماما عايزاكي
ابتلعت ريقها وهي تخطو بوهن إلي داخل الغرفة ويتبعها إبراهيم حتي وقفت إلي جانب جسدها الممدد علي فراش العنايةقالت رهف بصوت خاڤت.. حمدلله علي سلامتك يا طنط
تلك كانت المرة الأولي والوحيدة التي دعتها بكلمة .. بنتيفدائما ما تشعر رهف بقسۏتها و غلاظتها معها رغم أنها كانت تتمني أن تعوضها عن والدتها التي فقدتها منذ الصغر ولكن هيهات فمن يحل محل الأم نبع العطاء والحنان الإلهي
أتبعت فدوي قائلة.. أنا كنت وحشة معاكي دايماكان لازم أعاملك زي سلوي ومفرقش بينكواانتوا الاتنين بناتيأنا شفت المۏت بعنيا وخلاص يا بنتي أخدت عظة ودرس من الدنيا أنها ولا حاجة وكلنا ممكن نروح لربنا في ثانية
قالت بضعف.. لا سبيني أقول اللي نفسي فېهان شاء الله لما أخرج من هنا ونروحانتي وسلوي هتبقوا اخوات مش هفرق بينكم
نظرت رهف لإبراهيم وهي عاقدة حاجبيها ودموعها علي وجنتيها وعينيها تسألهأومأ لها برأسه وهو مغمض العينين فصمتت وهي تربت علي يد فدوي وقالت لها بحنان.. اهدي دلوقتي يا طنط وبلاش تتعبي نفسك ولما تقوملنا بالسلامة ان شاء الله نبقي نتكلم
قال بأسي.. لا هي فاقت هنا ولسة معرفتش حاجة
ثم أطرق قائلا.. ولا عرفت عننا حاجة رهف احنا لازم نرجع لبعض ونبقي جمب ماماأكيد هتبقي محتجالنا أنا ماليش غيرك
نظرت له بعين دامعة وهي تقول.. ابراهيم احنا خلاص اتحرمنا علي بعض وده مش كلامي ولا كلام حد ده كلام ربنا هو اللي بعدنا عن بعض
قال بإنكسار غير معهود عليه.. إحنا نسأل ونشوف ممكن نعمل إيه ونرجع لبعض تانيأكيد فيه حلأنا بحبك والله ومش هضايقك تانيوأديكي شفتي ماما اتغيرت ازاي وسلوي خلاص راحت يعني مش هنقدر نستغني عنك وعن ملك
قالت رهف بثقة ممزوجة بالدموع .. أنا آسفة يا ابراهيم مفيش حاجة ممكن ترجعني ليك تانيخلاص كل اللي بيننا انتهي وانت السبب مش أناأنا عملت اللي عليا ورجعت لكن انت اللي ضيعت آخر فرصة لينا وبعدين ملك بنتك من حقك تشوفها كل يوم لو عايز وتاخدها لطنط كمان عشان تشوفهاعمري ما أقدر أمنعها عنكمبعد اذنك يا ابراهيم
قالت كلماتها وتركته يخبط بقبضة يده علي الحائط في حالة من الندم علي فعلته
اتجهت ناحية فرحة ومراد الذي كان يتابعها بنظره ويستشيط ڠضبا من وقفتها وحديثها مع ابراهيمظلوا معا جميعا يتبادلوا العبرات وقراءة القرآنحتي توسطت الشمس كبد السماء وجاء موعد إجراءات الډفن وكل ذلك دون علم فدوي التي لاتزل تمكث علي فراش المړضانتهت رحلة الډفن وانتقلت روحها إلي الرفيق الأعلي وسكن جسدها مسكن أهل الديار السابقونما أصعبها من لحظات تتساقط فيها الدموع بطريقة هيستيريةوينعصر القلب بغصة تكاد تمزق شرايينهما أصعب المۏت وما أصدقه يميت أقرب المقربين معه وان عاشوا فبلا روح وبلا حياةمجرد بشړ عايشينذهب كل إلي منزله بجسد منهك عدا رهف التي أصرت البقاء إلي جانب فدوي حتي قدمت وردة وتبادلتا الأدوار فرحلت رهف إلي والدها أخذت ابنتها وغادرت علي الفور الي شقتها الجديدةأدت فريضة العصر ثم ارتمت علي الفراش لتنغمس في سبات عميقمرت الأيام علي نفس الوتيرة من الملل والرتابة تشبه بعضها البعض و أصيبت فدوي بالشلل النصفي إثر معرفتها پوفاة فقيدتها
عادت رهف إلي عملها بمكتب مراد بعد أن قدمت لملك في الروضة بالقرب من مكتبها وبدأت حياتها تأخذ مسارها الطبيعي ولكنها لا تخلو من إلحاح إبراهيم بالعودة إليه تحت أي ظرف والرفض القاطع من رهف فهذا حد الله بينهم ولكن من يفهم.
كانت الأيام جميعها لا تخلو من الإتصالات الهاتفية بين رهف وفرحةكان مراد يتعامل مع رهف وكأنه مسئول عنها وعن ملك.. وفي صباح يوم جديداستيقظت رهف وأيقظت ملك للإستعداد للروتين اليوميأبدلت ملابسها واتجهت نحو روضة ملكتركتها وذهبت إلي المكتب كالمعتادولكن بمجرد أنها دلفت انكسر الروتين اليومي بما رأتهباقات كثيرة من أجمل الورود وأذكاها رائحة تملأ جميع أركان المكتبكثير من البالونات الملونة والمعبئة بغاز الهيليوم مما يجعلها تتطاير أعلي سقف المكتب وتعطي بهجة للمكان وأخيرا لافتة كبيرة علي الحائط المقابل لمكتبها مكتوب عليه عبارة.. تتجوزيني
تبلمت رهف مكانها وانتابها الخجل الشديد وأخذ قلبها بدوره يخفق سريعاحتي خرج مراد من مكتبه وهو مبتسما خطي نحوها ووقف في مواجهتها وقال .. موافقة
كانت رهف لاتزل متأثرة بالمفاجأةانتبهت اليه وهي عاقدة حاجبيها في تساؤل فكرر كلمته مرة أخري وقالها متقطعة.. م واف ق ة
ابتلعت ريقها في خجل وقد صبغت وجنتيها باللون الأحمروظلت تزوغ بنظراتها يمنة ويسرة حتي قالت أخيرا.. والله ياأستاذ مراد مش عارفة أقولك ايهبس!
صمتت قليلا فقال وهو يومئ برأسه متسائلا.. بس ايه
قالت في خجل وارتباك شديد.. أنا خاېفة!
عقد حاجبيه قائلا.. من ايهمني
أومأت رأسها بالرفض قائلة.. لأ طبعايمكن حضرتك الحاجة الوحيدة اللي هتبقي مطمناني لكن أنا خاېفة من المبدأ نفسه خاېفة آخد خطوة تانية أندم عليها في يوم من الأيامفي الفترة الأخيرة حاسة اني بقيت بعتمد علي نفسي وكل حياتي بقت بنتي وبسمعرفش اذا كنت فعلا محتاجة الخطوة دي ولا لأ
قال مراد بركوز .. رهف انتي صغيرة وحياتك كلها ماينفعش تقف علي ملك وبس ملك بكرة تكبر وتتجوز وانتي هتفضلي قاعدة لوحدكلازم يكون في حد يونسك
متابعة القراءة