ورد بقلم ندا سليمان

موقع أيام نيوز

بالي منهم وأونسهم وأسليهم ماما شريفة كانت بتحتاج تلاقي إللي يسمعها فكنت بقعد أسمع حكاياتها بصبر وإهتمام وبابا عصمت كان بيحتاج إللي يسليه ويونسه ويسمع أصوات غير التليفزيون فكنت بقعد معاه في المكتب اقراله الجرايد وكتب وروايات ونتناقش فيها علمني الشطرنج لحد ما بقيت بغلبه فيه حتى أولادهم وأحفادهم لما بيجوا البيت بيتعاملوا على إني واحدة من أهل البيت وخصوصا علي اعتبرني حقيقي أخته الصغيرة كنت بهزر معاه وأقوله المفروض تقولي يا عمتي على فكرة حتى خطيبته عرفني عليها وبقينا أصحاب اتعرفت على كل العيلة بعد ما ماما شريفة عملت حفلة جمعتهم فيها عشان تعرفهم عليا ماعدا واحد من ولادها كانت كل ما تيجي سيرته وهي بتحكيلي ټعيط وتوصفلي أد إيه مشتقاله ونفسها يستقر وسطهم في مصر كانت دايما بتحكيلي عنه وعن حنيته عليهم وحب العيلة كلها ليه لحد ما سافر يدرس بره وحب واحدة هناك واتجوزها رغم رفض بابا عصمت ليها ومن هنا بدأت الخلافات بينهم وبعد ما مراته ولدت بنتهم جابها زيارة لمصر وبابا عصمت طردهم ومن ساعتها مابقاش بيجي مصر بيتواصل مع ماما شريفة وعلي بس من العيلة من ورا بابا عصمت والباقيين كلهم مقاطعينه عشان خاطر بابالما حاولت أفتح سيرته قبل كده قدام بابا عصمت اتعصب وطلب مني ماجيبش سيرته مرة تانية فاحترمت رغبته ومابقتش بتكلم في الموضوع. 
_ بس أنا مش مچنونة يا بابا
ابتسملي بحنان وقالي
_ أنا ماقولتش إنك مچنونة وهو يعني أنا وشريفة مجانين إحنا الاتنين روحنا لدكتور نفسي قبل كده إنت زي الفل بس يمكن محتاجة حد يوجهك عشان تتخطي إللي حصلك وتتخلصي من كوابيسك
دخلت معاه للدكتور كنت برفض اتكلم تماما لحد ما خلاني أحضر جلسات علاج نفسي جماعية كنت بفضل قاعدة ساكته أتفرج عليهم وأسمع حكاياتهم ولما يجي دوري بسكت معرفش ليه بس أنا حاولت كتير أتكلم وماقدرتش!
خلصت الثانوية العامة بمجموع عالي بابا نصحني ادخل إعلام بس أنا صډمته برغبتي في كلية تجارة قالي إن مجموعي حلو أوي ويدخلني أي كلية عوزاها بس أنا مش عاوزة حاجة غير إني أحقق لأزهار حلمها. 
خلصت الأجازة بسرعة وبدأت أجهز للجامعة علا جت معايا أشتري كل إللي هحتاجه وكان معاها أختها منى هي في نفس سني بس في سنة تالته في كلية إقتصاد وعلوم سياسية اتعرفنا على بعض كانت ودودة أوي وده خلانا نبقى أصحاب بسرعة. 
أول يوم في الجامعة بابا وصلني كنت مبسوطة أوي أول ما دخلنا من البوابة قلبي كان بيدق بسرعة افتكرت كلام أزهار عن الجامعة والحماسه إللي كانت جواها لليوم ده بابا عصمت مشي لما قابلنا منى واتطمن عليا معاها ليها أصحاب كتير في تجارة عشان كده عارفة مباني كليتي كويس جدا عرفتني على الكلية وأماكن المحاضرات وفهمتني كل حاجة بعدين راحت كليتها واتفقنا نتقابل لما نخلص. 
كنت منبهرة بكل حاجة شيفاها وبالناس كنت بشوفهم بعيون

أزهار حاسه إن روحها جوايا بتتفرج على الجامعة ومبسوطة أنا حتى لبست نفس اللون إللي كانت بتحلم تلبسه في أول يوم ليها في الجامعة لون أزرق زي لون عينيها..
في مرة كنت بدور على حاجة في أوضتي ولقيت الصندوق إللي فيه حاجتها مافتحتهوش من يوم ما سيبت الصعيد فتحته وطلعت جواباتها شميت ريحتها فيهم فهيجت ريحة الورد دموعي قريت الجوابات إللي كتبتها لعزت ومالحقتش تبعتها واشټعل من تاني الڠضب جوايا كنت ناوية استنى لحد ما أخلص الجامعة عشان انتقم منه بس قررت ابدأ أدور عليه من دلوقتي ماكنش بيكتب أي عنوان في جواباته قريتهم كلهم يمكن أقدر أستنبط مكانه بس مفيش فايده فكرت أطلب من بابا عصمت بما إن له معارف كتير بس خفت يسألني مين ده وأضطر أحكيله بعدين فكرت في علي وشيلت الفكرة من دماغي عشان علي عارف الحكاية كلها وكده هيعرف بسأل عنه ليه ثم إني مش معايا غير اسمه بس وفيه مليون واحد ممكن يكون بنفس الاسم في القاهرة بعدين هو كان قايل لأزهار إن هدفه يتجوزها ويسافروا ما يمكن عمل كده دماغي وجعتني من كثر التفكير قفلت الموضوع من تاني لكن ماتنساش وفي مرة كنا بنتعشى ومشغلين التليفزيون كنت بحكيلهم عن مغامرات اليوم في الجامعة مع منى فجأة سمعت اسمه في التليفزيون الأكل وقف في حلقي ماكنتش قادرة أتنفس بابا حاول يسعفني وأنا كل همي أجري ع التليفزيون اتأكد كانوا مستغربين تصرفي أول ما هديت عليت الصوت شكله زي ما هو ماتغيرش كتير حتى صوته كانوا مستضفينه في برنامج بيستضيف رجال الأعمال الناجحين جبت ورقة وقلم بسرعة ودونت كل المعلومات إللي اتقالت عنه بابا كان بيبصلي بنظرات شك وعيونه فيها مليون سؤال ماكنتش عارفة هقوله إيه عشان كده اتظاهرت بإني تعبانة وطلعت أوضتي ڼار الڠضب كانت بتكوي قلبي عايش حياته وناجح فيها على أنقاض جثتها
تم نسخ الرابط