سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن
المحتويات
يدها الاثنين أمام صدرها تقف بصدده بقوة وشراسة وكأنه لم يجعلها ترتعب منذ قليل
فاكرني نايمة على وداني
صاح بمنتهى اللا مبالاة وهو يضحك بصخب مشفقا عليها
الله وكيل ما حد أخرته جاية غيرك
أكمل يسألها مرة أخرى وهو يعرف أنها لا تملك إجابة لهذا السؤال وما كان قبله أيضا أنها فقط تشك به وبما يحدث من حولها.. وهو سيؤكد لها هذا الشك إن لم يكن أكده
حاولت المرور من جواره كي تصعد إلى الأعلى متغاضية عن سؤاله وحديثه معها ولكنه تحرك يقف أمامها مانعا إياها من العبور فصاحت بشدة
اوعا خليني أطلع.. الكلام معاك خسارة
ابتسم بتشفي وهو يقوم بالتمسك بخصلات شعرها مرة أخرى وكأنه يتوق للمسهم كل لحظة والأخرى وهتف بكل أريحية وهدوء
نظرت إليه باستغراب شديد.. وړعب أكثر من السابق تنظر إليه وهو يقف يعترف إليها بأنه تاجر للأسلحة بمنتهى الهدوء والسهولة في الحديث حتى أنه لا ېخاف منها
لم تستطع الوقوف معه تكابر أكثر من ذلك لم تستطع أن تمثل أنها تلك الشجاعة الرائعة التي لا يستطيع أحد أن يعكر صفوها أو يجعلها تشعر بالخۏف والرهبة فصاحت سريعا قبل أن تعلن استسلامها له
أبتعد من أمامها يفتح إليها الطريق للعبور لكنه وقف يقول بقسۏة ظهرت من خلال كلماته التي كانت تخرج كالأسهم لتصيب قلبها خوفا وړعبا فقط لأجل أنه يقولها بكل ثقة وهدوء
اتفضلي.. بس قبل ما تطلعي يا غزال عايز أقولك كل حاجه بتحصل هنا بمزاجي.. كلامي معاكي پعنف وقسۏة في الجبل بمزاجي وكلامي هنا بالهدوء ده بمزاجي لو ضحكت بمزاجي ولو قت لت بمزاجي حتى الناس اللي على الجزيرة كلهم.. ماشيين بمزاجي متحاوليش تفهميني ولا تهربي مني هجيبك الأرض وهتندمي
اوعدك أنا اللي هندمك على كل حاجه عملتها حتى لو كانت كلمة
أشار إليها على الطريق لتصعد إلى الأعلى هاتفا بسخرية
مستني
دلفت إلى الغرفة الخاصة بهم تحركت عينيها على شقيقتها وطفلتها الصغيرة تنهدت بعمق وعيناها معلقة بهم تحكي ألم كبير تحمله بداخلها استدارت تنظر إلى باب الغرفة وأغلقته ممسكة بالمفتاح تديره داخل المزلاج تغلق الباب عليهم من الداخل فقد خفق قلبها خوفا وړعبا ورأت عينيها أبشع الأشياء أمامها فلا يؤمن قلبها أنهم سيكونون بخير هنا..
راحت عينيها تسير في الغرفة ثم تعلقت بشقيقتها وطفلتها النائمة جوارها كالملاك الصغير تلهفت عينيها وهي تنظر إليهم پخوف ورهبة تسير داخلها تشعرها بأن الهروب من هنا هو الحل الأمثل ولكنه الأصعب على الإطلاق..
أتضح لها أن شكها به أصبح مؤكد إنه رجل عصابات وتاجر للأسلحة ق اتل بشع ورجل قاسې عڼيف..
يتوارى عن الأنظار هنا على هذه الجزيرة! يستخدم سلطته في كونه الحاكم هنا ويتحكم في الجميع خافيا حقيقته عن العالم!
ولكن لحظة! عندما استمعت إلى الخادمة كانت قد قالت أن الناس هنا على الجزيرة يعلمون بما يفعله ويساعدونه أيضا.. كيف كيف يكون تاجر للأسلحة في وسط هؤلاء الناس ويقومون بمساعدته
كيف يشعرون بالأمان وهذا الرجل بينهم كيف ينامون وهم في خطړ طوال الوقت كيف يتركون نسائهم وأطفالهم على هذه الجزيرة الملعۏنة بكل هذه الأريحية.. ألا يشعرون بالخۏف
وكيف هو شقيق ل يونس زوجها الرج ل الخلوق المهذب الذي لا مثيل له
لقد منعها يونس عن الاختلاط به وكأنه كان يعلم ما الذي سيحدث لهم من بعده
أين هو الآن ليدافع عن زوجته وطفلته الصغيرة بعدما وقعوا في براثن ذئب لا يرحم..
استدارت بعينيها تسير في الغرفة وعقلها يكاد ينفجر من كثرة التفكير فيما مرت به وما ستمر به أيضا..
أهذا الرج ل رج ل قانون حقا يالا هذه السخافات من هذا رج ل القانون إنه لا ينطبق عليه إلا أن يكون رج ل عصابات.. قاټل متسلسل ذئب بشړي صياد محترف.. كل هذه الألقاب تناسبه إلا أن يكون رج ل قانون!.
منذ أن أتت إلى هنا في أول مرة وهي تراه غريب الأطوار.. لم تتعامل معه قط ولم تقترب منه أبدا بسبب وجود
متابعة القراءة