سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن

موقع أيام نيوز


بحياتها قط..
ولكن أيعقل أنه يجرح ويداوي ېقتل ويحيي في الآونة الأخيرة تأقلمت بنسبة واحد بالمئة أنها أصبحت زوجته سجينة هذا القصر معه ومع عائلته بدأت ترى به أشياء لم تعتقد أنها به تكذب نفسها وتقول أن كل هذا خيال أو اعتقاد من رأسها الذي لا يكف عن التفكير..
رأته وهو رجل حكيم بين أهل الجزيرة يحكم بالعدل حقا أهو هذا الرجل العادل بينهم أم القاټل الذي يعرض حياتهم للخطړ يالا التناقض والسخرية حقا لم تعد تعلم هو أي شخص بينهم..

رأته يقترب من طفلتها بحب وحنان لا يليق به ولكنه حاول يتودد إليها بابتسامات وألعاب وطعام تحبه..
يحاول أن يكون الأقرب إليها وهي ترى ذلك.. ترى ما الذي ينوي فعله هل يريد أن يجعل الطفلة تحبه هو وعائلته حتى إذا قت لها لا تكون تربيتها صعبة أو يريد أن يأخذها منها..
في هذه الفترة الصغيرة جعلها بدلا من أن تناديه بعمي أن تقول بابا جبل ما الذي يريد أن يتوصل إليه هذا الجبل الصلب..
تابعته بأعين لا تعلم أهو ذلك الحق أو الباطل يأتي بذكراها وجهه الشرس وهو يق تل دون رحمة وتناقضه ذكرى أخرى وهو يحكم بالعدل والحكمة أي شخص منهم هو الحقيقي هذا الجبل
يأخذ منها الهاتف منذ ذلك اليوم المشؤوم لا تستطيع أن تفعل أي شيء ويبدو أنها بدأت في التأقلم على الحياة هنا.. ولكن الحقيقة أنها حياة مريبة وتتسم بالغموض أثارت فضولها أكثر أن تبقى وتعلم الحقيقة خلف كل شيء يحدث ربما يحدث التغير على يدها كما قامت بتهديده..
استمعت إلى صړخة طفلتها الفرحة وهي ترمي بالكرة بعيدا لتتخطى جبل الذي كان يلعب معها
كسبتك.. كسبتك يا بابا جبل
وقف متذمرا يشير إليها بحزم قائلا
لأ لأ أنتي كده بتغشي أنتي خليتي عاصم يرفعك وحدفتيها
عارضته وهي تقترب من عاصم تصيح قائلة بنبرة طفولية للغاية
لأ مش بغش أنا هخلي عاصم معايا في الفريق.. أنت طويل أوي وبتكسبني هو هيساعدني أكسبك
نظر إليها واحبطها عندما قال بجدية شديدة
عاصم مش هيوافق
أمسكت بيد عاصم ورفعت رأسها تنظر إليه نظرة طفولية بريئة تتودد إليه بها كالقطة وهتفت بصوت رقيق
لأ هيوافق إحنا صحاب.. مش كده
حملها عاصم فجأة بين يده يرفعها للأعلى قائلا بصوت عالي
آه طبعا صحاب وهرفعك علشان تكسبيه
ابتسمت الصغيرة تنظر إلى الآخر بسعادة قائلة
أهو يا بابا جبل
أمسك جبل بالكرة وأقترب قائلا بابتسامة
ماشي بس من غير غش
أومأت إليه برأسها
ماشي
ألقى الكرة مرة والأخرى وهي لا تستطيع أن تتابع رميته لها فصاحت بعصبية غاضبة منه
ايه ده أنت اللي بتغش كده
رآها جبل وأبصر نظرتها له مع صوتها الذي حاولت جعله غاضبا فلم يتمالك نفسه هو و عاصم يسألها بمرح
أنا عملت ايه بس
قالت بتذمر وضيق
بترفع نفسك أوي وترمي الكرة
أجابها مبتسما
كل واحد وشطارته أنتي مش عارفه تصدي
اعترضت قائلة بانزعاج وهي تطلب من عاصم أن يتركها
لأ ده غش مش هلعب.. نزلني يا عاصم
تركها تهبط إلى الأرضية فأبتعدت عنهم ذهب جبل خلفها يناديها
استني بس غش ايه تعالي
لم تجيبه فأمسك بيدها وهبط إلى الأرضية ليكون في مستواها محاولا التحدث معها
استني هنتفق
وقف معها قليلا يتهامسون سويا يبدو أنه استطاع أن يجعلها تسعد أكثر من السابق ينسيها ما حدث منذ قليل عندما عانقته بقوة وابتسمت بسعادة..
منذ لحظات و إسراء تقف جوار زينة في الشرفة تتابع ما كان يحدث تنظر إليهم بعيون تشع بالحب والشوق..
عيناها تتابع ذلك الشاب فارع الطول الذي يبتلعها كلما وقفت أمامه.. مشاعرها تجاهه أصبحت متخبطة أكثر وأكثر ففي الآونة الأخيرة بدأت تفهم أشياء تحاول أن تكذبها بخصوص مشاعرها تجاهه..
وجدته ينظر إليها وقد كان هو الآخر يحاكيها بعينيه يهتف إليها بمنتهى الشوق واللوعة يقول متى اللقاء والاعتراف بالعشق المكنون داخل قلبيهما..
سمائها أزهرت باللون الأزرق المخالط الأبيض ووجدت السحاب تتموج بها كموج البحر وعينيها الزرقاء تماثلها تتشابه معها تدق الطبول في القلب معبرة عن قدوم حياة أخرى جميلة ستنعم فيها بالغرام ولهفة الاشتياق..
اطالت النظر إلى عينيه وهو بالمثل فنظرت إليها زينة باستغراب كلي ودهشة صاړخة بأن لا يحدث ما في رأسها..
أعادت النظر إليه وإليها مرة بعد الأخرى ولم تفهم ما الذي يحدث بينهم تبتسم بهدوء وخجل وهو ينظر إليها بقوة غير خجل مما يفعله مغيبين عن الواقع تماما هم الاثنين..
نغزتها في ذراعها فجأة تنظر إليها بعبث فصاحت الأخرى خجلة من شقيقتها قائلة بتوتر
سرحت
أردفت زينة بقوة وحزم قائلة
أبعدي عن أي حد هنا.. فاهمه ملكيش دعوة بحد يا إسراء لا في القصر ولا الجزيرة دي
أومأت إليها الأخرى برأسها بهدوء ثم تركتها ودلفت إلى الداخل..
تابعت زينة جبل الذي يحمل ابنة شقيقه يتسامر معها في الحديث بهدوء وابتسامة وهي تماثله وعقلها مازال يعمل في كل إتجاه وطوال الوقت يفكر في كثير من الأمور إلى أن قاربت على الجنون..
أرسلت السيدة ليالي مرسال إلى جبل العامري بما حدث بينها وبين زوجة ولدها ووالدتها فحدد موعد للجلوس في جلسة
 

تم نسخ الرابط