بقدر الحب نقتسم لفاطمة علي
المحتويات
أول مرة قابلته بس الخۏف ده كله راح لما قابلته تاني.
كانت صفا تصغي إليها باهتمام جم وهي تدون بعض الملحوظات الهامة لتكمل مريم باستفاضة وذلك التجهم قد تبددت معالمه لتحل محلها ابتسامة واسعة فقد باتت تحيا تلك المشاعر كما السابق تماما فلقائها الثاني كانت تفصله أيام كثيرة عن الأول.
غادرت مريم مدرستها بعد انتهاء يوم دراسي طويل لتستقل سيارتها متنهدة بإرهاق شديد وهي تضع مفتاح السيارة بموضعه محاولة تشغيلها إلا أن محاولتها الأولى باءت بالفشل فحاولت وحاولت وهي تردد بتأفف
وذكرت اسم الله العظيم وأعادت تحريك المفتاح ثانية إلا أن النتيجة كانت واحدة لتزفر زفرة قوية معلنة استيائها بفرنسية طليقة قبل أن تغادر السيارة لاستكشاف العطل مرددة بحنق شديد
انتي كده جيبتي آخرك معايا يا زوبا وشكلي كده هغيرك.
واتجهت نحو غطاء السيارة ترفعه برفق في محاولة بائسة لمعرفة سبب العطل إلا أنها فشلت في هذا لتجد ذلك الرجل الأربعيني ذو الرأس الأصلع والنظارة الطبية والبطن المتدلي بشكل مقزز والذي وقف إلى جوارها بضحكته البلهاء مرددا العربية عملتها معاك يا أستاذة مريم ولا إيه
شكلها كده يا مستر صبري.
اقترب منها صبري بشكل فج لتنتفض پغضب مبتعدة عنه وهي تردد باستياء ساخط
فيه إيه حضرتك
رمقها صبري بنظرات ذات مغزى مرددا بسماجة قوية هساعدك.
عقدت مريم ذراعيها أعلى صدرها بقوة وهي تزفر زفرة ڼارية مغمغمة بحدة ميرسي قوي لحضرتك مش حابة أعطلك معايا.
ده يوم المنى لما أتعطل معاكي يا روما.
اتسعت عينا مريم صدمة وهي تتراجع للخلف خطوة واسعة مغمغمة في استياء أكبر
فيه إيه يا أستاذ صبري!
أجابها صبري برغبة عارمة
فيه إني تعبت من كتر الانتظار مش هتريحي قلبي بموافقتك بقا.
حركت مريم رأسها بقوة ساخرة
موافقة إيه حضرتك! إنت واحد متجوز اتنين وعندك تسع عيال.
اقترب منها أكثر وهو يردد بابتسامة سمجة
وماله ما الشرع محلل أربعة وبعدين طالما قادر يبقى اتجوز.
اشټعل ڠضب مريم من تفكير هذا الوغد ومعتقداته الخاطئة لتهتف به بحدة جامحة
إنت بني آدم مريض ميعرفش في الشرع كله غير إنه محلل أربعة بنى آدم بيفسر شرع ربنا بمزاجه وتبع أهواءه.
لا أفسره على مزاجك إنت كلام ربنا واضح وصريح مش محتاج قاموس يعني.
احتد النقاش بينهما وتجمهر حولهما بعض الطلبة والطالبات فتغمز هذه وتلمز الأخرى فكادت مريم أن تفقد ما تبقى من ثباتها معلنة اڼهيارها لولا تدخله القاطع
الټفت الجميع نحو صاحب هذا الصوت العذب لتشتعل نظرات الإعجاب بأعين بعض الفتيات ونظرات الغيظ والحقد بأعين صبري الذي هتف به بحدة
وإنت مالك يا أخينا انت وبعدين إيه اللي دخلك في كلام ما يخصكش أصلا!
تأجج ڠضب يحيي ليجد قبضته قد طوقت تلابيب صبري وسبابته أشهرت بتحذير قوي صاحب كلماته الحازمة
صوتك يبقي واطي إنت فاهم وبعدين بدل ما تتشطر على واحدة ست في وسط الشارع تعالى قابلني راجل لراجل وساعتها نشوف شطارتك دي على حق ولا إيه
ازدرد صبري لعابه پذعر حقيقي فبنيان يحيي يقسم أنه يستطيع أن يطيح به أرضا بمجرد لكمة خفيفة من يده ليغمغم بحشرجة
مين حضرتك! وعايز إيه
أجابه يحيي على الفور وبدون تفكير ودون أن يرف له طرف
أنا يحيى الشيخ خطيب الأستاذة مريم.. ثانية واحدة بس لو شوفت خلقتك قدامي مش هيحصل ليك طيب.
حرك صبري رأسه بموافقة قبل أن يحرره يحيي فيركض مهرولا تاركا خلفه تلاميذه يضحكون ويسخرون من رجولته المزيفة.
بينما كانت مريم تحدق ذلك الخطيب المفاجئ بأعين ذاهلة تحرك يحيى نحو سيارتها يصلح ما بها من عطل
مرددا بثبات
عربيتك بقت كويسة يا مريم تقدري تروحي دلوقتي وتبلغي عم محمد إني هزوركم الساعة ٧ مساء ده طبعا بعد اذنه.
استقلت مريم سيارتها بصمت مطبق بل بلا أدنى ردة فعل فكانت كالمغيبة تماما. أغلقت باب سيارتها برفق دون أي حركة لدقائق حتى اقترب يحيي من زجاج نافذة السيارة وطرقه بأصابعه طرقات خفيفة جذب انتباهها فرمقته بنظرات زائغة سرعان ما هربت بها نحو الطريق قبل أن تنطلق بالسيارة تاركة إياه يودعها بنظرات شاردة.
هنا عادت مريم من شرودها لتغمغم بهدوء
لأول مرة كنت أحس بالعجز العجز إني أرد عليه وأقوله إنى معرفش إنت مين العجز إني أعمل أي رد فعل حتى
متابعة القراءة