أسرار عائلتي لاروى مراد
المحتويات
كان على وشك الخروج والذهاب إلىالعمل .. إبتسمت له بصدق لأول مرة بعد أن حكت لها والدتها ما حدث بينهما البارحة وبادلها هو الإبتسامة وكادت تتابع طريقها لولا وقوفهأمامها مانعا إياها عن التقدم .
رفعت رحمة بصرها إليه باستغراب بينما هتف هو بهدوء
_ أنا عايز اعتذر ليك انت كمان .
إتسعت إبتسامتها وقالت
جال ياسر ببصره حولها ثم تساءل
_ امال سيف فين
_ سيف
رددت رحمة بدهشة فأومأ ياسر قائلا
_ ايوة انت سبتيه في البيت لوحده والا ايه
أجابت رحمة وهي تضيق عينيها
_ لا سيبته عند جارتنا بس انت ايه علاقتك بيه أصلا
أجاب ياسر وهو يرفع كتفيه ببساطة
_ صحاب عادي انت لسه واخدة بالك
_ وده من امتى
_ من مدة قصيرة انت مستغربة ليه
أجابت رحمة بعفوية
_ لاني متوقعتش ان ده يحصل اصلا وانه من بين كل الي في القصر اختارك انت !
إبتسم ياسر ثم قال بمرح
_ انت غيرانة عشان اتصاحبت عليه هو وانت لا
رفعت رحمة أحد حاجبيها ببسمة ساخرة وتمتمت باستنكار
قالت الأخيرة وهي تشير له بيدها بالذهاب فهتف قبل أن يتركها ويخرج
_ رايح بس عايزك تجيبي سيف معاك بالليل اوك
في الغد كانت بدور مستلقية على سرير إيلين وهي تنظر إلى سرين المتذمرة من تقدم أدهم المفاجئ لطلب يدها لكنها قررت هذه المرة ألاتتدخل وتعتمد على أدهم لإقناعها بتلك الزيجة إن كان يريدها حقا .
هتفت توأمها إيلين وهي تحاول إقناعها بالهدوء والتصرف كأي فتاة تقدم أحدهم لخطبتها ثم إلتفتت إلى بدور وأردفت
_ ما تقولي حاجة يا بدور هو العريس أخوك والا أخويا
رفعت بدور كتفيها بلامبالاة وقالت
_ مش هقول حاجة مانا مش هفضل اقنع كل بنت عايز يتجوزها حد من العيلة انها توافق !
_ قبل ما تقولي حاجة او ترفضيني سيبيني اقول الي انا عايزه الأول .
أغلقت سرين فمها الذي فتحته فعلا بنية إعلامه برفضها بينما تابع أدهم بتساؤل
_ انت مش طايقاني بسبب الي حصل والي قولته في أول مرة اتقابلنا فيها صح
_ مكنش ينفع اقول الي قلته أنا عارف وندمت بجد أول ما عرفت ان المجاهرة بالمعاصي حرام ..
رفع بصره إلى سرين في نهاية كلامه لكنها سكتت ولم تعلق على ما قاله فاسترسل أدهم قائلا
_ أنا ندمان على حاجات كتيرة عملتها زمان وعرفت انها غلط وعايز اصلح كل ده واقرب من ربنا اكتر وأول حاجة فكرت اعملها اني اكملنص ديني واختار ست تاخد بايدي للجنة وتربي اولادي احسن تربية واعتقد اني مش هلاقي احسن منك عشان تربيهم .
إستغربت سرين حديثه الذي فاجأها ولكنها شعرت بصدق كلماته فابتسمت رغما عنها .. إنتبه أدهم إلى إبتسامتها تلك فتساءل سريعا
_ هاا موافقة
_ اديني فرصة افكر ..
في المساء وفي الاجتماعي العائلي المعتاد كان أكرم قد تلقى إتصالا من عم ملاك يخبره فيه بموافقتها على أمجد ودهشت بدور عندمعرفتها وأخذت تسأل أمجد عن الطريقة التي إستعملها لإقناعها لكنه رفض إجابتها قائلا بأن ذلك سر بينه وبين زوجته المستقبلية .
وبكل تأكيد كان عبد الرحمن سعيدا بهذا الخبر وإبتسم بفخر وهو ينظر إلى كل من رسلان أمجد أدهم ياسين ويامن الذين وأخيراسيتزوجون ثم جال ببصره على البقية بتفكير قبل أن يتنحنح جاذبا إنتباه الجميع .
_ كان فيه مسلسل تركي كده اتفرجت على البداية بتاعته وكان فيه جد ساب وصية لاحفاده وهي ان اول حد هيتجوز ويخلف هياخد كلالورث بتاعه .. او حاجة زي كده مش فاكر بالضبط .
قال عبد الرحمن دون مقدمات فنظر إليه الجميع باستغراب وعلامات الاستفهام تحلق فوق رؤوسهم وتساءل خالد بعدم فهم
_ طب وبعدين
رمقه عبد الرحمن بنظرة غامضة ثم قال بجدية
_ أنا برضه هعمل كده بس مع شوية تعديلات .. الي مش هيتجوز هو الي هيتحرم من الورث !
أنهى كلامه وهو ينظر إلى خالد تحديدا والذي إبتسم بتهكم ثم رفع يده وحركها بحركة تدل على عدم إهتمامه فتحدث عبد الرحمن بغيظ
_ أنا بتكلم جد على فكرة !
قال ذلك ثم جال ببصره حول البقية فوجدهم يكتمون ضحكاتهم بصعوبة فهتف بغيظ
_ اضحكوا اضحكوا! هنشوف مين الي هيضحك في الاخر !
خرج من باب الفيلا التي يعيش بها مع والده وهو يحمل هاتفه يحاول الإتصال بشخص ما وعلى ثغره ترتسم إبتسامة خبيثة لكنه توقففجأة وهو يلاحظ وقوف أحدهم في مكان غير بعيد وبصره مسلط عليه .
دقق النظر فيه أكثر حتى عرفه فورا فاقترب منه قائلا
_ عدي انت جاي هنا ليه للدرجادي وحشتك
إبتسم عدي بتهكم وهتف
_ اه معقول انا موحشتكش يا وائل
تجاهل وائل سؤاله وسأله ببرود
_ انت جاي هنا ليه
بادله عدي نفس نظرته قائلا
_ جاي عشان اعرف ايه علاقتك بهناء وعملت معاها الي عملته ليه مر شهران على كل تلك الأحداث تمت خلالهما خطوبة أمجد وملاكوكذلك أدهم وسرين والتي أبلغته بموافقتها بعد أسبوعين تقريبا من ذلك اليوم وكذلك عادت يمنى إلى عصمة محمد مرة أخرى .. واليوم يقامحفل زفاف كل من رسلان وبدور ياسين وعائشة وأمجد وملاك في حديقة القصر والتي كانت تعج بالحاضرين من أقارب وأصحاب وزملاء..
إنهالت المباركات على العرسان وإشتغلت الموسيقى ليبدؤوا الرقص بينما كان أكرم ينظر إلى السعادة البادية على وجوه أبنائه الثلاثة بدمعةتأثر ظهرت في عينيه.
تنهد وهو يمسك صورة ليليا ويوجهها نحوهم قائلا وكأنها تشهد الحفل معه
_ شايفة ولادك يا ليليا كبروا وأول اتنين منهم اتجوزوا وآخر العنقود الي شبهك اتجوزت برضه !
نزلت تلك الدمعة الوحيدة على خده فمسحها فورا ثم تابع التحديق في أبنائه بسعادة كبيرة إمتزجت ببعض الحزن بسبب غياب ليليا عن هذهالمناسبة .
وفي زاوية أخرى من الحفل كان يامن يجلس بجوار دينا وهو يتمعن النظر فيها بدلا من متابعة الحفل وعندما إنتبهت هي إلى تحديقه بهارفعت حاجبيها قائلة
_ انت بتبصلي ليه
أجاب يامن دون أن يبعد بصره عنها
_ بحس باحساس حلو اوي لما ابصلك وبصراحة الاحساس ده عندي اهم من الفرح وانا مش عايز اضيع الفرصة .
أخفضت دينا رأسها بخجل ولم تستطع حتى أن تجيبه بينما أردف هو بتذمر
_ لو كنت وافقت نعمل الفرح معاهم كانت ډخلتنا هتبقى النهاردة !
_ يامن أنا لسه معرفكش ومحتاجة وقت نتعرف فيه على بعض أكتر يا ريت تقدر الموضوع ده .
قوس يامن شفتيه بضيق لكنه تمتم
متابعة القراءة