متاهة الأقدار..بقلم منى أحمد حافظ

موقع أيام نيوز

برحابة صدر.
وكما وعدها رافقها إلى إحدى المنتجعات التي خطفت أنفاسها ما أن وقعت عينيها على جمال الطبيعة بها فقضت أياما لا تسمع فيها إلا صوت أمواج البحر ولم تر عينيها إلا زرقة السماء وصفاء مياه البحر. 
وها هي بعد مرور الشهر الأول من أجازتها تغفو بتكاسل فوق مقعد مريح أمام شاطئ البحر المسيج ليوفر لها الخصوصية ويمنع عنها عين المتطفلين فتنهدت بغبطة وتركت مقعدها الوثير  وبدأت سيرها وابتسمت حين وجدت أثر أقدام رائف فوق الرمل فخطت فوق خطواته بروية ومن مكانه رأها تخطو فوق الرمل بطريقة غريبة فانهى اتصاله بعدما طلب من مساعده متابعة سير العمل وإبلاغه بكل جديد وأسرع نحوها وتبع خطواتها ليدرك أخيرا ما تفعله فتقدم منها وجاورها فتوقفت للحظات تنظر إليه وكأنها لا تراه واستأنفت سيرها وعلى وجهها ابتسامة حالمة لتدهشه بقولها
_ عارف زمان وأنا صغيرة لما كانت أجازة الصيف تيجي كان بابا ياخدنا المصيف وكان دايما يودينا العجمي ولما سألته فمرة اشمعنى العجمي قال لي علشان لما أمشي على الرمل وأسيب لك أثر خطواتي تعرفي تمشي عليها زي ما بتحبي كانت أجمل سنين عمري وبابا معايا كان بيعمل لي كل حاجة بحبها.
تناثرت سعادة غريبة داخل نفسه لمشاركتها إياه ذكرياتها الخاصة وأدرك أنه نجح بكسب ثقتها به فحرص على السير بصمت يستمع باسترسالها وبصوت ضحكاتها التي أختلفت كثيرا عن تلك التي سمعها بمقر عملها لينتبه لتوقفها وابتعاده عنها فعاد إليها لتصعقه دموعها التي أغرقت وجنتيها فمد أطراف أصابعه ليمحوها ولكنها جمدته بقولها
_ هو ليه ماټ يا رائف وسابني ليه مفضلش معايا زي ما كان دايما بيقول لي ويوعدني ليه حرمني منه ومن اللي كنت بترمى جواه وأنسى كل حاجة مضيقاني قول لي يا رائف ليه مفضلش علشان يحميني منهم ويمنعهم من أذيتي أنا محتاجة محتجاله أوي يا رائف محتاجة اللي كان بيحسسني بالأمان محتاجة أصرخ ويسمعني ويطبطب عليا ويقول لي إن كل حاجة هتبقى كويسة وإن الۏجع اللي حاسه بيه هيروح.
تاهت بأحزانها عنه واستولت عليها ذكرياتها بلحظة فباتت لا ترى إلا ماضيها الأسود وليلة ۏفاة والدها التي بدلت حياتها وقلبتها رأسا على عقب بدءا برسوبها المتكرر وتقريظ والدتها المستمر لها ونعتها إياها دوما ب الفاشلة التي لا تصلح لشيء فرفضت بتعنت استكمال دراستها وانزوت بعيدا وتقوقعت على نفسها وانتهجت الصمت وتلاشت ثقتها بنفسها حتى باتت لا تثق بنفسها مثقال ذرة تخشى ظلها بينما ازدادت قسۏة والدتها عليها وتحكمها بها حتى ظهر هو عمرو ابن صديق والدها هكذا قدم نفسه إليها فرفضت في بادئ الأمر الحديث معه وتحاشت مقابلته عند مجيئه ولكنه ثابر بعد طلب والدتها منه مساعدتها على إخراج ابنتها من عزلتها فكثف هجومه عليها وتوالت زياراته وتكررت اتصالاته بها فبدأت تستجيب له وتستمع إلى حديثه وتتبع نصائحه ورافقته إلى العديد من الأماكن حتى باتت تنتظر مجيئه لتدرك جوري أنها تعلقت به وتشعر بالحزن إن تأخر عليها أو أهمل إجابة اتصالاتها.
وبين مراقبة صارمة وخوف على صغيرتها تبدل موقف أشجان وباتت ترفض مرافقتها لعمرو أو السماح لها بالجلوس بمفردها معه وبين تمرد جوري وتعنت أشجان توقف عمرو عن زيارتهم فجأة لم تتحمل چوري غيابه وتأكدت أنها على مشارف فراق آخر فوقفت للمرة الأولى بمواجهة والدتها وصړخت بقلب منفطر تقول
_ أنا عايزة أفهم حضرتك بتمنعيني عن عمرو ليه قوليلي شوفتي إيه غلط بيحصل بيني وبينه علشان ترفضي
تم نسخ الرابط