عاصفة الحب بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز

حسمت امرها 
كنا بنحب بعض 
قالتها وهي تخفض عيناها نحو يداها تفركهما بتوتر لتتسع عين فادي بدهشه 
..............
التقطت كف والدها علي فراش المشفى تركت نفسها حره طليقة بروحها المکسورة تستغل غفوته فتخرج له كل مكنوناتها 
كان يتظاهر بالنوم ولكنه يسمعها 
الحاجه الحلوه اللي كنت مستنياها ضاعت... معرفنيش قالي ان حبنا كان في الماضي...انت عندك حق انا مشئومه 
فضغط عدلي على كفها كي تشعر به فرفعت عيناها نحوه والدموع تنساب على وجنتيها... رغم أنه كان يقول لها تلك الجمله كثيرا الا ان نطقها لها واعترافها بشئ غرسه هو فيها آلمه 
انا وفريد أتطلقنا 
أرادت أن تخبره اليوم بكذبتها واوجاعها 
جوازنا زي ما انت كنت شاكك فيه مجرد لعبه مش عشان المشروع .. الشخص اللي كان بيحافظ عليا ليه خلاص بقى شخص تاني 
وضحكت ساخره 
بقى رجل أعمال يابابا... مش انت كنت عايزه كده 
فأغمض عدلي عينه وقد تجمدت الكلمات على طرفي شفتيه وهتف بصعوبه 
انا كنت بعمل فيكي زي ما اتعمل فيا..وھموت زي ماهو ماټ 
بس الفرق انا سيبته ېموت من الآلم على سريره... اما انتي واقفه جانبي ماسكه ايدي رغم كل اللي عملته فيكي حبتيني 
وسعل بقوة وهي يطالعها 
عدلي الزيات القاسې عنده بنت زيك... لو كان عاش ليا ولد يمكن كنت دفعت التمن 
بدأت مؤشراته الحيويه تتراجع لتنظر له بقلق... وخرجت راكضه من غرفته تهتف بأحد ينجدها 
ووقفت خارج غرفته تلطقت أنفاسها... ليخرج الطبيب المختص بحالته 
لازم نبقى مستعدين.. انا قولتلك وقولتله مرضه ملهوش علاج مجرد وقت مش اكتر 
لتهوي علي ارضيه المشفى تبكي بآنين فالمال الذي عاش والدها يجنيه لم يفعل له شئ حتى في مرضه 
...................
من يصدق أن شهرا مر علي زواجها... رددت اسمه بخفوت وهي تستمع لدرسها في مركز اللغه... لتنتهي المحاضره فتخرج من المبني الذي تدرس فيه لتجده ينتظرها... رغم مشاغله الا انه لا ينساها 
ودلفت للسياره بحماس

أصبح يعشقه فيها 
المحاضر قالنا النهارده نتكلم كل كلامنا انجليزي وبلاش عربي عشان اللغه تتحسن اكتر 
فأبتسم يوسف وهو ينطلق بسيارته وبدء يتحدث معها بالانجليزيه وكأنه نشرة أخبار.. فكانت تلتقط الكلمات وتفهمها ولكن الصعوبه كانت في الرد عليه فهتفت بصياح
انت واحد عيشت اغلب عمرك في أمريكا.. راعي أني مطلعتش من ام الدنيا واتكلم معايا بشويش 
لتصدح ضحكات يوسف وهي لا يصدق ان نصيبه كان في نقيضه التام
أنتي فظيعه ياشهد
فحدقت به پشراسه وهي ترفع حقيبتها نحوه بتحذير 
 اتكلم براحه وانا ارد.. عايزه اكون زيك 
هو احنا وصلنا لهنا ازاي... ايه ده 
فأنفجر يوسف ضاحكا واخذ يمسح على وجهه من الإرهاق 
...............
وقفت خلفه تستمع لمكالمته مع نادين يطمئنها بدعم ويخبرها انه مازال كشقيق لها... ليشعر بلمساتها على ظهره ثم تمتمت بخفوت بعدما أنهى اتصاله
 هي كويسه دلوقتي
فأبتعد عنها دون رد ليجلس على الاريكة مسترخي بجسده يفكر في حال نادين
وأقتربت منه تسأله
انت لسا زعلان مني 
فزفر أنفاسه حانقا 
ايوه يازينه وياريت تسبيني لوحدي عشان عقلي مشغول.. واه بطلت ادلع وأراضي مش خلاص وفيت بوعدي 
هتف بحزم مصطنع... ليجدها تنهض من جانبه تكتم صوت شهقاتها وتدلف للغرفه تتسطح على الفراش باكيه 
ليشعر بتأنيب الضمير اتجاهها فنهض يتبعها ليجدها تضم ساقيها وتضع يداها بينهم 
شوفتي الكلام بيوجع ازاي 
فرفعت عيناها نحوه 
بس انت كنت السبب في كل ده... ونسيت أني استحملت معاك 
ما انا كنت براضي وادلع 
فألتمعت عيناها پشراسه وهي تشعر وكأن دلاله لها سيقضي علي ما عاشته وهتفت بعند
وهتفضل تدلع وتراضي يافريد وهحكي لولادنا على اللي عملته 
ووضعت يدها على بطنها تحادث جنينها 
شوفت ياحبيبي بابا اتجوز عليا وانا كنت لسا عروسه.. ده حتى ملحقتش اتهني كان ظالم اوووي ولسا ظالم 
لتتسع عين فريد من فعلتها 
انا ظالم يازينه 
فحركت رأسها مجيبه 
ايوه ظالم 
ليجذبها إليه ناظرا لها بتوعد 
طب انا هوريكي الظلم الحقيقي 
ولم يكن ظلمه الا أغرقها بحبه أكثر حتى لم يعد اختيارها الا الصفح 
................
ابتسمت امينه بسعاده كلا من زينه وسلمى اقنعوا نجاة بأن تذهب مع سلمي لعرس إحدى صديقاتها والعريس بالمصادفه كان أحد أصدقاء فارس 
رفضت نجاة بشده ولم ترى داعى لذهابها ولكن بعد المحايلة رضخت للأمر وارتدت ملابسها المحتشمه 
وها هي الآن تنتظر سلمي وتجلس بجانب امينه التي لا تفعل شئ هذه الأيام إلا تدليل زينه فالحفيد القادم أصبح يحتل عقلها وقلبها
كان العرس صاخب غير الملابس المبتذله 
سلمي كانت طيلة الوقت تنهض لتعانق أصدقائها وهي لا تفعل شئ إلا خفض عيناها على يديها المتشابكه 
إلى أن أصابها الضجر فنهضت تخرج لخارج القاعه حتي تبتعد عن ذلك الضجيج 
لحظات مرت وهي تتنفس الهواء بذهن شارد لتأتي ذكرى والدها فتسقط دموعها بحنين إليه 
خرجتي من القاعه ليه 
صوته أدركته وميزته فمدت يدها تمسح دموعها قبل أن تمر من أمامه عائده للقاعه
مافيش حاجه اتخنقت شويه 
لينظر لها فارس بتمعن 
أنتي بټعيطي... ايه اللي حصل.. حد ضايقك هنا 
ولم تكن تقصد أن ترفع عيناها نحوه ولكن نبرته الحنونه ذكرتها بوالدها لتدرك بعدها خطأها فأبتعدت عنه تلوم نفسها على ضعفها 
ايه اللي عملتيه ده يانجاة 
فألتف فارس يرمقها بنظرات جامده وشعورا غريبا بدء يدغدغ قلبه ولكن مازال للقلب صحوة أخرى 
.................
نظرت كاميليا لسهر واحمد براحه وهي تراهم هكذا جالسين أمامها ويتناولون معها العشاء.. لولا بعد شهد عنها لكانت سعادتها اكتملت ليآتيها صوت أحمد الذي يشبهها في حب المزاح
مالك ياكوكو 
فوكظته كاميليا بذراعها ضاحكه
عيون كوكو 
لتضع سهر ذقنها على يداها تطالعهم 
كوكو وعيون كوكو وانا روحت فين 
فمال احمد نحوها ثم اطعمها بيده 
أنتي عيون أحمد 
ازدادت سعاده كاميليا فماذا ستريد أكثر من ذلك لابنتها فأحمد يحبها... لتتوقف اللقمه بحلق سهر فهي لا تسمع تلك الكلمات الا أمام الأغراب اما بينهم تشعر وكأنه شخصا آخر 
..................
رغم اعتراضها في البدايه علي ذلك العشاء الذي دعاهم إليه فارس إلا أن رؤيتها لمياة النيل الذي يطل عليه ذلك المطعم جعلها تشعر بالسعادة لأنها أتت 
كانت تأكل وتبتسم وهي ترى مشاكسه سلمي لشقيقها تمنت لو كان لديها شقيق ك فارس أو فريد ولكن الحياه لا تعطي كل شئ 
حمدت ربها علي نعمه وتمنت السعادة لهم داخلها 
فغمز فارس لشقيقته حتى تجعل نجاة تتجاذب معهم الحديث دون حرج 
يرضيكي يانوجة يقولي أن أمه داعيه عليه اللي هيتجوزني 
فرفعت نجاة عيناها نحوها تنفي كلام فارس 
لا طبعا ده انتي ست البنات ياسوسو 
ليحدق فارس بهم وهو يرفع حاجبه ممتعضا
اللي بيكدب بيدخل الڼار يانجاة 
ابتسمت نجاة دون اراده منها واشاحت عيناها تخفي ضحكتها الخجوله لتلمع عين فارس وهو يتأملها وكأن القدر يقوده لنصيبه 
وانقضت تلك السهره بكل ما حملته وتحمله للغد.
..............
الفصل العشرون
_ رواية عاصفة الحب.
_ بقلم سهام صادق
وقفت خلفه تتحامي به بعد أن عنفها احد الأطباء لمجرد

خطأ لم تقصده.. 
كان يمر مع احد زملائه يتناقشون نحو حاله مريض 
ليجد الطبيب جون والذي عاد من سفرته يتشاجر مع زوجته يعلم أن سبب تلك المشاحنه ماهي إلا عنصرية لا أكثر 
انتهي الأمر وجون يعتذر منها بعدما أخبره يوسف بكل فخر انها زوجته وانصرف جون لينصدم يوسف من يدها المتشبثه بيده بقوة وكأنها تستمد منه الأمان هكذا 
................
مسح على وجهها بكفه الذي داعب بشرتها الناعمه بخشونته... ليضحك على تصرفها الطفولي وهي تتمايل بوجهها فهتف مازحا
الايد الخشنه مع البشره الناعمه 
فضحكت معه وهي تمسك كفه لتنظر إلى بعض التشققات التي بيده فمهما مرت السنين واصبح ستظل يداه تحمل معه حكايته 
وبعد وقت من الضحك والمزاح كان يحكي لها عن أول عمل له واول دقة كان يدقها على باب منزلهم وقلبه يتراقص من السعاده لأنه عاد يحمل قوت يومه 
تعرفي يازينه زمان كانت ابسط امنياتي اقدر اشتري جزمه جديده لسلمي عشان مش عايزه تروح المدرسه بجزمتها اللي اتخيطت بدل المره عشره ..اواغير نضارة إيمان لان نضارتها القديمه مبقتش تشوف بيها ومش عارفه تذاكر 
ولمعت عيناه بذكريات وهو يتذكر حال أشقائه وهتف وهو يمسح على وجهه حتي لا يضعف ويبكي أمامها 
فارس كان بينام على كتبه عشان يحقق حلمه ويبقى دكتور... مكنش بمقدرتي اساعده غير أنه ياخد درس واحد..
وضحك وذكرى آلم تلك اللحظه مازالت مرسخة داخله 
بكيت في حياتي پقهرة مرتين... يوم ما ابويا ماټ ويوم ما شوفت زمايلي داخلين الجامعه وانا كنت بشتغل مع مقاول هناك بنبني مبنى جديد فيها وشايل على كتفي المونه.. لحظتها ودعت كل أحلامي
دمعت عيناها وهي تسمعه وتخيلته وهو في تلك اللحظه فجثم الآلم علي قلبها 
انت كبرت كده ازاي وبقي ليك اسم في السوق 
فمال نحوها يطالعها بحب 
دعوات أمي يازينه.. بقيت فريد الصاوي بدعواتها 
وقبل أن تهتف بشئ كان يضمها إليه يخبرها بصدق 
بحبك 
..............
فتحت نجاة عيناها ووضعت يدها على قلبها تعاتبه 
ملقتش غير ده تحلم بي
وسقطت دموعها بقلة حيله تلوم حالها على ما ليس بيدها
اوعاك تفكر فيه
وسقطت دموعها ولكنها كانت أقوى دوما بإيمانها... وبدء صوت أذان الفجر يعلو لتنهض من فوق الفراش وأقتربت من شرفه غرفتها تطالع السماء وهي تردد دعائها الدائم ولم يكن إلا
 الرضى والعوض وحسن الخاتمة 
..............
وقف يصيح بعلو صوته حانقا ..لتضع الفطور على المائدة وتركض إليه تسأله 
مالك يااحمد في ايه 
فمد لها ذراعه يشير نحو زر كم قميصه الذي أوشك على السقوط هاتفا
شايفه الإهمال ياهانم 
فطالعت الزر ثم ركضت تبحث عن الخيط والابره لتتقدم منه وتبدء في حياكة الزر 
يعلم أنه كان من الممكن أن يرتدي قميصا آخر ولكن أراد أن يجرب عنفوانه معها... ومالت برأسها تقضم الخيط ثم طالعته 
كده كويس
ضاع مع نظرات عيناها البريئه له أراد لو ضمھا بحنو واخبرها انها أتت إليه بعد ما غلف قلبه الصدأ وكثرة الاتربه عليه 
ولكن عاد إلى جموده وابتعد عنها دون شكر وألتقط سترته ليرتديها
..............
كانت سعيده وهي تخبره أنها اجتازت اليوم امتحان اللغه 
جلس معها طيلة الليل يدرسها رغم ارهاقه وحاجته للراحة 

فأبتسم يوسف وهو يطالعها كيف تبتعد عنه بعدما بادرت بتلك الفعله 
انا هروح احضر العشا 
ليجذبها إليه هاتفا بشوق وقد نفذ مخزون صبره 
كفايه ياشهد
لم تفهم مقصد كلمته الا بعدما فاقت من العالم الوردي الذي ادخلها فيه 
لتفتح عيناها وهي تشعر بلمسه يده الحانيه غير مصدقه انها وهبته نفسها في لحظه ولكن هو من جعلها تصبح راغبه به فقد أعطاها كل شئ تمنته وكان أهم إحدى امنياتها أن أحدا يسمعها
تم نسخ الرابط