رواية لنور زيزو الجزء الثالث

موقع أيام نيوز

ويدها علي جبينه مسك يدها بيده وقال بهدوء شديد ونبرة صوته تكاد تسمعها 
بتوجع وكانت هتوجع أكتر لو كان جرالك حاجة بسببي
صدم من فعلتها حين تشبثت بذراعه وكتفه لترفع جسدها قليلا ثم وضعت قبلة لطيفة علي جرحه فوق جبينه
نظر لها وشعر بحرارة جسده تزداد من قربها هكذا ودق قلبه أكثر وقال بأبتسامة 
نروح
أشارت إليه بحماس شديد وهي تقف علي قدم واحد وهتفت بحماس 
اه يلا نروح البيت
وقف أمامها وخلع حامل ذراعه الأيسر شهقت بقوة بلهفة عليه وقالت 
عمه كدة هيوجعك خليه.....
بتر حديثها حينما حملها على ذراعيه مبتسم لها ويشاكسها بحاجبيه قائلا 
نروح
ضحكت بعفوية ثم تشبثت بعنقه وأشارت إليه بنعم شد عليها بذراعه وكإنها ستهرب منه أو سيخطفها أحد منه
_____________________________
خرجت علي من المصعد متجه إلى الغرفة فرأتها تقف في الممر وتحاول فتح الكرسي المتحرك أقترب منها بهدوء ... 
كانت تحاول فتح الكرسي ولم تقوي عليه رأت يد تفتحه لها رفعت رأسها فرأته أبتسمت كالبلهاء له نظر لعيناها وبريقها الساحر له وتلك الخصلة التي تتمرد دوما علي أسر حجابها تنحنح بهدوء وهو يشيح نظره عنها ثم قال 
أحم أحم شعرك باين
تركت الكرسي من يدها ورفعتها لتخفي خصلتها بججابها سألته بخفوت وخجل قائلة 
كدة كويس
نظرها لها وأشار بنعم أخذ منها الكرسي ومشي بجوارها وهو يلاحظ أرتبكها بوجوده
سألها بفضول عن وهو يدفع الكرسي بهدوء قائلا 
أنتي في سنة كام ياأنسة أثير
أبتسمت لبدا الحديث معاها وقالت بعفوية وهو تمشي أمامه بظهرها 
رابعة كلية إداب 
هز رأسه بخفوت وقال دون النظر لها 
اممم مش صغيرة يعني اللي يشوفك يقول في ثانوي
قهقهت من الضحك وقالت بعفوية 
أكمني بس كيوتاية وصغنونة آنا بس اللي مبحبش أتكلم عن نفسي كثير
ضحك على خفة ډمها وقال بسخرية مازحا 
فعلا متواضعة جدا زي أخوكي بالظبط
أنفجر ضاحكة بقوة فهي تعلم بأن أخاها مصدر الغرور والبرود فكيف يشبهها به رأي ممرض يقترب من خلفها وتكاد تصطدم بيه جذبها من يدها بقوة وغيرة ڼارية تلتهب بداخله عن لمس غيره لها حتى لو بالخطأ أنتفض جسدها بذهول حينما أصطدمت بصدره الصلب خرج منها أنين شهقة أثر صډمتها تقلبات عيناهما معا ثم بدأت قلوبهما بالأسراع في دقاتها ...
شعر بأصابعها النحيلة تربت علي صدره بخفوت تحديدا فوق قلبه المتسارع في دقاته وكأنها تلقي عليه عشقها أبديا أبتعدت عنه بخجل ثم ضمت ذراعيها إلى صدرها تنكمش في ذاتها بخجل أشاح نظره عنها للأمام وصدم حين رأى إلياس يخرج من الغرفة وهو يحملها على ذراعيه مبتسم وكأن روحه ردت للحياة من جديد وعاد قلبه للنبض بحيوية وأمل نظرت أثير لهما پصدمة فأخاها لم يفعل ذلك من قبل حتي مع زوجته لم يفعل هذا ويحملها أمام الجميع دائما يخجل من مسك يدها أمامهم والآن يحمل هذه الطفلة أمام الجميع... 
خرج بها من المستشفي ثم أدخلها سيارته وقاد بها ولم ينتبه لأخته مازالت أثير في ذهولها منه ...
أقترب علي منها بهدوء وقال بأبتسامة 
تعالي أوصلك
هتفت بشرود في ما حدث پغضب قائلة 
إلياس نسيني هنا
ضحك وهو يخطو للأمام ويفتح باب سيارته محدثها بسعادة لعودة صديقه قائلا 
أتعودي أنه هينساكي كتير من دلوقتي أركبي
هتفت بجراءة تعارضه قائلة 
لا مينفعش أركب مع راجل معرفهوش لوحدنا آنا هأخد تاكسي
إجابه وهو يستدير لها ويضع يديه الاثنين في جيبه بغرور قائلا 
وسواق التاكسي تعرفيه
اه كان زميلي في المدرسة 
قالتها بسخرية من حديثه بنبرة غليظة وهي تشيح نظرها عنه بتذمر ركب سيارته وفتح لها الباب من الداخل زفرت بضيق ثم ركبت بجواره بأحراج ظل ينظر لها وهي تنظر للأسفل بأرتباك مال عليها بخفوت شهقت بقوة وأصابها الفواق يصدر من فمها من أرتبكها تقابلت عيناهما في نظرة صامتة أغلق لها حزام الأمان ثم أبتعد عنها وقاد وضعت يدها علي قلبها وهو يكاد يتوقف من سرعة ضرباته المستمرة بقربه ...
أتاه هذا الصوت من داخله يشاغبه قائلا 
طب ما تقولها بحبك وعايز اتجوزك بدل جو التوتر اللي فيك ده وقلبك اللي مبطلش دق من الصبح
كاد إن ېصرخ بهذا الصوت ولكنه تماسك لوجودها وتجاهله أردفت بخفوت وصوت عاذب قائلة 
أنا متشكرة جدا
سألها وهو يقود دون أن ينظر لها قائلا 
علي إيه
أجابته وهي تنظر للطريق وتتحاشي النظر له قائلة 
علي كل حاجة من يوم ما أتقابلنا
وأنا تعباك معايا مرة أتخطف والراجل يشلفطك خلاك شبه طبق الزر باللبن وعلي وشه مكسرات واللي عملته في القسم عشاني وتوصيلة النهاردة
نظر لها بفضول وقال برومانسية وهو ينظر لعيناها 
وانتي بقي بتحبي الرز باللبن ابو مكسرات ولا مالكيش في الحلويات
ضحكت بعفوية عليه وقالت بخجل 
علي حسب الرز باللبن ده بيتي يخصني لوحدي ولا بتاع الشارع متاح للجميع 
أبتسم بلطف ومال رأسه نحوها قليلا ثم أردف بحنان قائلا 
لا بيتي لسه أول مرة ومبحبش يتاح للجميع يتحب كدة صح ...
توقف بسيارته أمام العمارة ففك حزام الأمان وهربت من السيارة بسرعة وخجل بعد أن أحمرت وجنتها بلون الډم من شدة خجلها منه ومن حديثه وتلميحه أبتسم بعفوية علي خجلها وقال بجراءة محدثا نفسه 
يبقي نكلم سيادة الرائد يكلم لنا سيادة اللواء في موضوع المكسرات دي ....
كاد أن يقود ولكنه أوقفه صوتها وهي تنظر من النافذة من الخارج وتقول بخجل وصوت مبحوح 
يتحب علي فكرة
وركضت للأعلي بسرعة البرق هز رأسه بالموافقة وقال بثقة أكبر قائلا 
كدة نكلم سيادة اللواء علي طول بقي
_____________________________
خرج إلياس من المطبخ يحمل صنية الغداء وعليها فرخة وبولة الشوربة الساخنة من لسان العصفور وكأس العصير جلس بجوارها علي الأريكة فأبتسمت له ببراءة وضع الصينية علي قدمها وقال بحنان 
يلا عشان تأكلي عايزكي تخلصي الأكل ده كله
كاد أن يقف لكنها مسكت يده نظر ليديهما ثم لها فهتفت بلطف قائلة 
عمه وأنت مش هتأكل
جلس بجوارها وهو يضحك ويسألها بفضول 
عمه ههه أنتي كنتي بتقوله عمه لكل واحد بتقابلي قصدي يعني البيئة اللي عيشتي فيها ورقاصة في حانة وسط الرجالة والخمر أزاي بالبراءة دي كلها وپتخاف أنا توقعت أن عقلك هيكون أكبر من سنك بمراحل بسبب حياتك
تركت يده بحزن وجمعت شجاعتها وهتفت بجراءة قائلة 
آنا عقلي علي قد سني بس في فرق بين البراءة والنضج أنا مش ناضجة كفاية بس عارفة الصح من الغلط وعارفة أن حياة الحانة حياة ربنا ڠضبان عليها عايزني مخافش بعد اللي عيشت جوز أمه يحولني رقاصة عشان مراته عايزة كدة وپتكرهني ونفسها تخلص مني بس أن تخلص مني عندها معناها المۏت بس مينفعش أسيبلهم البيت وأمشي لما جوز الأم اللي فمقام الاب يعاملني كدة عايزني مخافش من الغرباء اللي معرفش هيعملوا فيا إيه حياتي في الحانة كانت زي السچن ممنوع أطلع من اوضتي غير عشان أرقص بس غير كدة ممنوع ولو طلعت منها لازم اتعاقب وبعدين آنا مكنتش بتكلم مع حد عشان أقوله عمه خناقي كله مع سيد وده ميتقالوش عمه ده يتقالوا حيوان وبس...
أنهمرت دموعها الحارة علي وجنتها وهي تتحدث عن ماضيها الأليم نظر لها بحزن وألم تعتصر قلبه علي
تم نسخ الرابط