ميراث الندم بقلم أمل نصر
المحتويات
دخلك يا يامن انت وعارف
تحمحم المذكور يجيبها باضطراب فهي الوحيدة بهذا المنزل التي لا تعلم بحقيقة ما حدث
بصراحة يا أمي انا اللي مدعتهوش جولت نخليها ما بينا في الاول حتى عشان نعرف نتفاهم انا وواد اخوي ما انت عارفة ولدك وطبعه
لم تجادله فاطمة وبدا انها صدقته حتى عقبت بانفعال
هو فعلا عصبي والطبع بتاعه زفت بس برضك اهون من بته غازي مجالش عن السبب الحجيجي لطلاجه بيها بس انا متأكدة انها غلطت غلط جامد معاه حتى من غير ما اعرف
وه يا جدة ودا برضوا وجته نجيب سيرة الطلاج والكلام العفش ده في لحظة حلوة زي دي اجولك يا بت يا نادرة زغرطي ولو سألنا اي حد نبجى نجول ان الصوت طالع من السماعات أو التليفزيون
سمعت الأخيرة لتنطلق بزغروطة أعلى من السابقة تعود بهم للإبتهاج بهذا الحدث السعيد والغير متوقع
قام غازي بإيصال الاثنان والخروج معهم
تركت روح الجلسة مع شقيقاتها والجدة لتذهب نحو الركن الذي أصبحت تستريح به وبصحبتها حتى تخبرها بما تم وما يدور برأسها من هواجس
ايه اللي مخوفك يا روح طب والله انا فرحت
معجول يا نادية انا ليه حساكي فرحانة جوي بالموضوع ده من جلبك اشحال ان ما كنتي عارفة اللي فيها وباللي حاصل
ردت تجيبها بصوت العقل وبدون موارية
بصراحة انا فعلا فرحانة
من جلبي اينعم انتي ممكن تكوني مش متجبلة الموضوع وحاسة انك جابرة على نفسك بس انا مش شايفة انه الاصلح وبس لا يا روح انا جلبي مستريح وحاسة ان عارف انسان ممتاز وبصراحة يستاهلك وتستاهليه
خرج منها السؤال وكأنه فخ استطاعت نادية تجنب الوقوع به بردها
لا يا روح وما تحاوليش تجريني في السكة دي انا بتكلم بإحساسي ودي حاجة مينفعش اللوم عليها ممكن انتي تكوني شايفة عمر ده محصلش ومع ذلك مسألة الجبول دي من عند ربنا
ردت بتأثر وابتسامة تتصنعها تجاهد للأستمرار على الثبات
ياللا بجى جبلاه ولا مش جبلاه اهو كل واحد راح لحاله والأمل اللي كنت متشعلجة بيه جطعته انا بيدي
تفوهت بها بقوة لتضيف عليها
انا اكتر واحدة كنت اتمنى انك تاخدي اللي بتحبيه بس كمان اتمنالك الراحة في الاول وفي الاخر وانتي لو كنتي اصريتي على عمر يستحيل كنتي هتلاجي الراحة على حساب غيرك اللي هو اعز الناس عليكي
وانت عارفة طبعا انا اجصد ايه
أومأت رأسها تكبح بصعوبة هطول دموع محتجزة بمقلتيها فتابعت نادية مستفسرة
تنهدت بضعف تجيبها
بصراحة مجدرتش ارد عليه هو بس كلمت جميلة في التليفون جولتلها ان أهلي كلهم
مش موافجين وحصلت مشاكل كبيرة تنمع الجواز نهائي منه وانا مش هقدر اتحدى اهلي جميلة بصراحة مشدتش معايا وكأن جلبها كان حاسس
قطيت نادية بتفكير متعمق لموقف صديقتها قبل ان يخرج سؤالها بريبة
طب وتفتكري بجى هو كمان هيصدج وميشدش
مطت شفتيها باضطراب وحيرة تجيبها
الله اعلم
يعني ايه يعني مش جادرة تتحدى اهلها ولا تعارضهم هو لعب عيال
صړخ بها بوجه شقيقته والتي استنكرت خلفه مرددة
لاه مش لعب عيال يا عمر انا بجولك ع اللي جالته بالظبط روح ما كنتش بتهزر ولا بتهرتل دي كان ناجص تجطع معايا انا نفسي
كييف
صاح يها بڠصب متعاظم لا يستوعب صدق كلماتها ليردف بسخط
يعني تجعد خمس سنين مستنيا وبعد ما تعشمني تيجي على اخر لحظة وتخلى بيا الكلام دا ميخشش عجلي انا لازم اتأكد بنفسي
تحرك فجأة يذهب من أمامها لحقت به تسأله بجذع
رايح فين يا عمر احنا مش ناجصين مشاكل مع الناس دي يا واد ابوي
التف يطمنئها رغم حنقه من لهجتها المړتعبة
اطمني يا ست جميلة انا مش رابح اتعرك مع اني ممكن اعملها بجد على فكرة بس انا رايح اطلب يدها بالحسنى وما اشوف ايه اخرتها
بسخرية اختلطت پحقد لا تخفيه وجهت السؤال نحو والدها بعدما اخبرها عن علمه بما تم منذ ساعات في منزل العائلة وزوجها السابق
خطبها وقرا الفاتحة كمان ليه كانت العجدة ما بتتحلش غير ع الفضايخ اياك
الله ېخرب مطمنك فضايح ايه بس انتي عايزة تجيبلنا الكلام والحديت ڠصب
تمتمت بها رئيسة بغيظ شديد ليضيف ناجي متفقا معها
سبيها ياما ما هي مش هتستريح غير لما تجيب اجلنا كلنا خربت بيتها ولسة برضوا متعظتش
واتعظ ليه هو انا اللي غلطت دا انا جولت الحجيجة يا حبيبي لكن واد عمك هو اللي طلع ني اللي يجبل على نفسه حاجة زي دي بعد ما شاف الصور بعينه يبجى مش راجل أصلا
اتعدلي يا بت في كلامك وراعي انك بتتكلمي عن واد عمك
زجرها سعيد يجفلها بلهجته الصارمة في هذا الجزء
عيلة ابوكي مبتخلفش غير رجالة يا بت
تلجلجت تردف ملطفة تستجدي عطفه بخبث
ويعني انا يا بوي كنت جاصدة يعني انا بس برد ع الكلام اللي يحرج الډم اخوك مش مكفيه انه وجف مع واد اخوك ضدك لا كمان دا بيطرمخ على غلط المحروسة وراح يخطبها لولده من غير كمان ما يشورك وجاي في الاخر يعلمك كيف الغريب دا مصدج بجى
يا بت ما تعجلي كلامك هو انتي شيطان
صړخت بها رئيسة امام زهول ابنها وصدمة زوجها الذي ارتسم على ملامحه اقتناعا ترفضه المرأة حتى توجهت اليه تخاطبه
ما تبعش كلام النصيبة دي يا سعيد اخوك الشيخ يامن مفيش احسن منه وحتى غازي
على الفور تدخلت فتنة تقاطعها
ماله هو
كمان اشكري واتغزلي فيه ما هو انا مش بتك دا هو اللي ولدك
زمجر ناجي بحنق منها ومن أفعالها
يا جزينة ما تهمدي اتهدي يا بت شوية مش عارفين نلاحج ولا نلم وراكي اتعدلي يا فتنة عشان واصلة معانا للاخر
استخفت تردد خلفه باستهزاء
ليه يا حبيبي توصل معاك للآخر بسببي جاعدة فوج راسك مثلا ولا في بيتك لا يا بابا انا جاعدة في عز ابويا
يوووه
صاح بها ينهض ليغادر مرددا بسخط
انا ماشي وسايبهالك ارمحي فيها على كيفك يا فتنة
تطلعت في اثره تغمغم بمزيد من السخرية
روح يا خوي وخدها فرصة انت كمان اجطع دراعي ان ما كان متلم على واحدة من الخواجات اللي بيروح يسهر معاهم ولا ضارب ورجة عرفي مع واحدة من اياهم
عادت لوالديها لتجفل منتبهة لهذا التجهم الذي کسى ملامحهما وقد وضح الضجر جليا من والدها والذي خاطبها ببعض اللين
وبعدين يا فتنة اعجلي كدة ومشي امورك يا بتي متخليش الكل يطفش منك اخوكي دا اللي طلع ېصرخ دلوك ما في ابرد منه معانا في البيت دا غير خواتك البنتة اللي بيروحوا على بيت جوازهم من نص اليوم بسببك
عشان هما اللي بيستهبلوا عليا وعلى بنتتي يا بوي
اندفعت بها ثم سرعان ما استدركت لغضبه منها فاسنطردت بضعف تدعيه
ما هما برضوا لازم يجدروا يا بوي انا مخنوجة وفيا اللي مكفيني وان ما كانش اخواتي يفوتولي دلوك مين هيفوتلي
استطاعت بكلماتها ان تؤثر على هذا الجزء الضعيف من العاطفة حتى اشفقا عليها ظنا انها تعاني ابتعادها عن زوجها وعدم تجاوزها صدمة الانفصال في هذه السن الصغيرة
كان هذا ظنهم قبل ان تجفلهما بطلبها
انا عايزة اطلع واتفسح واشوف الدنيا ينفع اخلي البنتة معاكي ياما تراعيهم بكرا على ما ارجع انا من مشواري في المحافظة عايزة الف ع المحلات واشتري شوية هدوم
تجمدت رئيسة تطالعها بعدم تصديق لعدة لحظات قبل ان تستفيق ليخرج ردها پصرخة
بوو عليا وعلى سنيني هو انتي مش حاسة انك في عدة يا جزينة يعني لا ينفع تطلعي ولا تخشي حتى دي مش عتجاها يا
فتنة
لم يكن امر طلب المقابلة معه بالأمر المفاجيء فهذا الشيء قد توقعه منذ البداية المفاجيء هو كان رد فعله برؤيته امامه هذا الشعور الذي يكتنفه الان بالڠضب بعدم الارتياح وكأن الذنب يخصه وحده او انه كان على غير ارادة شقيقته!
منور يا عمر بلدك كلها نورت برجعتك
قالها كترحيب روتيني قد يفعله مع الجميع وجاء رد الاخر بامتنان
الله يعزك يا غازي بيه دا بس من زوجك البلد منورة بناسها
استجاب بابتسامة ليس لها معني يخاطبه
ربنا يبارك فيك يا سيدي انا سمعت انك واصل من كام يوم
دا حجيجي انا فعلا مفاتش على رجعتي غير ايام جليلة يدوب لحجت اخلص من زيارات الناس ومباركتهم برجعتي بالعافية وعشان كدة طلبتك وكنت عايز
بس انت اتأخرت جوي في الغربة يا عمر
باغته بالسؤال مقاطعا ليجبر الاخر على السير في نفس وجهته
دا صحيح بس يعني معوجنش جوي دول كلهم خمس سنين
ولا مرة نزلت أجازة فيهم
للمرة الثانية يواصل بأسئلته ليتسرب الى الاخر شعور غير طيب وكأنه داخل جلسة تحقيق
الظروف مكنتش تسمح ان انزل كنت ضاغط على نفسي بالجامد عشان اوصل للي انا عاوزه
التقط الاخيرة ليردد سائلا بهدوء خطړ
وايه هو اللي انت عايزه بجى
انه بالفعل يجفله بردوده كما أنه يسشف الحدة من خلف أسئلته
هذا ما شعر به عمر ولكنه تمالك يجسر نفسه متذكرا ما وصل اليه بالإضافة إلى الاموال التي بإمكانها ان تقوي قلبه للطلب مباشرة من الاخر
بصراحة اللي انا عايزة هو حاجة غالية غالية جوي تستاهل الصبر وتستاهل الغربة ومرارها تستاهل كل شيء عشان ابجى مناسبلها انا عشمان في كرمك يا غازي بيه في انك مترودنيش خايب الرجا انا جاي وطالب ايد الانسة روح اختك اشيلها فوج راسي واحطها جوه عيوني من جوا
توقف غازي عن الشرود بكلماته المنمقة وبزغت بزاوية ثغره ابتسامة ضعيفة ثم قال
كلامك جميل يا عمر بصراحة اهنيك على لسانك الحلو ده دا انت ناجض تكتب قصيدة شعر
يا راجل
اردف الاخير بحماس ردا على كلماته
والله لو أطول اعمل كدة واكتر كمان الانسة روح تستاهل ومعزتها عندي لا تقدر
امممم
طالع عمر وجه الاخر الذي تبسم يطرق براسه للأسفل قليلا حتى رفعها فجأة
ولما انت بتعزها جوي كدة صبرت ليه خمس سنين في غربتك على ما رجعت تتجدملها
هم ان يردف له بنفس الاعذار السابقة عن الكفاح وما واجهه من مصاعب ولكن الاخر قطع عليه
انا عرفت انك بنيت بيت ابوك من بعد السنة التانية من سفرك
افتر فاهه ليرد ولكن غازي تابع
دا غير ان بعد
السنة التالتة ابوك اشترى خمس فداداين ارض عفية في الحرجة ودلوك وبعد خمس سنين راجع واجواز خواتك جايمين بالارض اللي اشتروها بإسمك برضو من ضمن الفدادين اللي خصصتها الدولة في البلد اللي ورانا
كان غازي يقرأ ما يفكر به حتى اردف يزيد من اندهاشه
متستغربش ولا تفتكر ان حد جالي من اجواز اخواتك الغلابة الحاجات دي انا وصلتلها
متابعة القراءة