على السحور بقلم فاطمة الألفي
المحتويات
داخل سترته ثم اقترب من رحمه قائلا
حمدلله علي سلامتك
نظرت أرضا بخجل وقالت الله يسلمك
شعرت بدوخه امسكها من ذراعيها ثم قال بصوت هامس ممكن اشيلك مدام لسه تعبانه ومش قادرة
هزت رأسها نافية لا لا انا كويسه الحمدلله
ضحك بخفه وقال عادي علي فكرة أنا شلتك قبل كده
توردت وجنتيها بحمره الخجل وظلت صامته هتف معتز داخله
حاولت التماسك وسارت ببطئ اقترب هو منها وقال
ممكن ماتعانديش وبلاش اشيلك ممكن بس تسندي علي ايدي عشان ماتقعيش
بالفعل لم تجد حلا غير ذلك تشبثت بذراعه وقبضت بقوة وگأنها تحتمي به
أبتسم هو علي فعلتها كانت مثل القطه التي تتشبث بصاحبها خشي أن تقع هي كذلك تخشي أن تتعثر لذلك متشبثه بذراعه.
ساعدها علي الجلوس بالسياره وجلس هو مكانه ليتفاجي بها تقول
نظر لها بغرابة ثم قال
ليه بتقولي كده وبعدين ده أأمن مكان ليكي
مش هينفع مراتك مش موجودة
فهم مقصدها وقال
بس الهام والبنات موجودين
هزت رأسها بإصرار
معلش كتر خيرك لحد كدة
قاطعها قائلا بأسي
كتر خيري لحد كدة وأنتي واللي عملتيه عشان اخويا والبنات مش كتر خيرك بردو وبدون مقابل
مش عاوزه مقابل غير ترجعي ولادي أرجوك
هتف بتسأل
افهم الاول طليقك قالك ايه
خبطت بكفها علي قدمها بقلة حيلة وقالت بصوت منفطر من البكاء
أخد الولاد وساب البيت وماحدش يعرف مكانه
شعر بحزنها ربت علي كفها مواسيا
طيب أهدي وان شاء هنوصل لحل
هتفت كالمغيبة لم تستمع لشئ
أكيد عمرو يعرف محمد وولادي فين مش كدة
وصلا إلى فيلته ولم يقبل باعتراضها واذا كانت تخاف وجوده أخبرها بأنه سيترك لها المنزل وفاز هو باصراره بأن تستقر بالفيلا الان ووعدها بأن يجلب لها أطفالها وتركها تدخل وهو سوف يجلب الدواء الخاص بها.
أوصي خادمته علي الاهتمام بها وبصحتها ووضع حقيبتها ثم غادر الفيلا وقاد سيارته هاتف المحامي واخبرة بأن زوجته تريد الطلاق ووالدها أيضا مصر علي ذلك وأنه يريد انهاء ذلك الإجراء ثم توجه لأقرب صيدليه وأحضر الدواء وعاد الي الفيلا ثانيا وجدها بغرفة الصغيرتين اعطي الخادمه الدواء لكي تعطيه الي رحمة ودلف هو مكتبه وأغلقه عليه وفرد جسده اعلي الاريكه ليشعر بالراحة والسكون فهو بحاجة إلي نوم هادئ.
نهض عن الأريكة وحك عنقه من الخلف وقال پخوف
هو المغرب أذن انا نمت دة كله
سار الي حيث الباب وفتحه وطل برأسه ينظر إلي الهام وقال بتسأل
مدام رحمة فين والبنات
في اوضة البنات من ساعة ما وصلت
طيب اطلعي ناديهم عشان نفطر مع بعض
صعدت إلى الاعلي وطرقت الباب ودلفت أخبرتهم بتناول الطعام وان عمهم ينتظرهم ركضت الصغيرتين مغادرين الغرفة بفرحة واقتربوا من معتز يعانقوه التقطهم معتز ورفعهم عن الارض ودار بهم بسعادة وفرحة تحت نظرات رحمة التي تطلع لهم
عندما شعر بوجودها انزل الصغيرتين وقال
يلا علي السفرة عشان أنا جعان جدا
نظر إلي رحمة المتسمرة مكانها وقال
يلا اتفضلي كلي كويس عشان تاخدي ادويتك بانتظام
جلست علي مضض وظلت تعبث بالطعام داخل الصحن وتنظر له بشرود
هتف مناديا إلي الهام لكي تأخذ الصغيرتين وتظل معهم بغرفة الالعاب الذي كان يخصصهم استعدادا بقدوم مولودة ولكن زوجته رفضت واجلت تلك الخطوة حمد الله داخله بأنه لم يرزق منها الاطفال ثم نظر لتلك الشاردة التائها بعالم آخر.
هتف باسمها ولكن لم تلتفت له طرق الملعقه اعلي الصحن بقوة منما جعلها تفيق من شرودها وتنظر له
هتف هو قائلامابتكليش ليه لازم تتغذي كويس عشان تقدري علي الجاي وتخلي بالك من صحتك
اخلي بالي من صحتي عشان مين
عشان نفسك عشان ولادك لم يرجعوا لحضنك يلقويكي قويه ولسه قادرة تقفي علي رجلك الزعل مش هيفيدك بالعكس هيضرك كتير والدكتور مانع عنك الزعل والتوتر والعصبيه واي حاجة ممكن تضايقك ارميها ورا ضهرك وماتفكريش فيها نهائي
ثم استرسل حديثه بتسأل حزنك ده علي ولادك بس ولا عشان والدهم خذلك وطلقك
حزني علي ولادي ألف مرة أنا حزينه علي العشرة اللي كانت بينا حزينه علي أن كنت صابرة ومتحمله الاسي لوحدي وتكون دي نهاية صبري أنا سبت اهلي وعيلتي واتجوزتو وعشت معاه بعيد عن أهلي كان المفروض يعوضني غيابهم أنا اتجوزت وانا عندي عشرين سنه وطول عمري مااشتغلتش في بيت ابويا ولا اتهنت اول لم اتجوزت اشتغلت واتمرمط في البيوت بدل ما كان يستتني زي ما بيقوله لا قلي انزلي اشتغلي وساعديني وهو كان سواق تاكسي اوقات كتير يكون هو في البيت وانا بتنقل من بيت لبيت وقولت وماله اساعدة وأيدي في ايده وربنا رزقنا بابني أنسي وبعد سنتين جبت أحمد ولسه بشتغل خذلني وكسرني لم باعني بالرخيص رخيص أوي هي دي جزاتي أن وقفت جنبه وساعدته واستحملت معاه اللي ماحدش يستحمله ياريت كان طلقني وبس لا ده كمان باعني وقبض التمن أزاي كنت مخدوعه فيه ازاي هانت عليه أم ولاده مش هقول غير حسبي الله ونعم الوكيل فيه وفي عمرو وفي كل ظالم
شعر يصدقها فهو أيضا تم خذلانه من أقرب الناس إليه زوجته
عندما تاتيك الطعڼة من الغريب لم تكن موجعة بقدر ۏجعها من الطعڼة التي اتاتك من القريب ..
يتبع
الفصل الثامن
چريمة علي السحور
بقلمفاطمه الالفي
بعد مرور أربعة أيام.
اليوم تم إخلاء سبيل عمرو من سرايا النيابة بكفالة مالية قدرها خمسون ألف جنيها
وتم تحويل أوراق چريمة قتل سهر الي محكمة جنايات القاهرة للبث فيها وتم تحديد موعد المحاكمة بعد أسبوعان من اليوم.
غادر عمرو مكتب وكيل النيابه بابتسامة عريضة ورمق رحمة بنظرات مبهمة ثم اقترب منها عندما وجد معتز منشغل بالحديث مع المحامي الخاص بشقيقة
مال عمرو بجانب أذنها وقائل
قولتلك بلاش أسمي بس انتي وقفتي قصادي واتحملي بقا اللي هيجرالك
ابتعدت عنه بفزع ولكن نظر لها وأرسل إليها غمزة وقحة بعينية اليسرى وقال هامسا
مستعد أثبتلك أن عارف كل تفاصيلك وكمان علامة مميزة في جسمك
ارتجف جسدها پخوف ونزلت عليها كلماته كالسياط الذي يجلدها بها ولم يكتفي بذلك فاصابها في مقټل عندما قال متوعدا
لو حابة تعرفي ولادك فين
شعر معتز بوجوده بجانب رحمه اقترب منها كالفهد المفترس قبض علي ساعديه يبعده عنها
أنت بتعمل ايه مش خلاص خدت إخلاء سبيل اتفضل من هنا
نفض ذراعه من بين قبضة معتز ونظر له ببرود ثم عاد يتطلع لرحمة وقال بصوت حاد تلك المرة
أكيد الكلام بينا ماخلصش ولا ايه
هم بأن يغادر وأعطاهم ظهره وسار بخطوات مبتعدة ولكن ابتسم بانتصار عندما هتفت رحمة مناديه باسمه
استاذ عمرو أرجوك قولي مكان ولادي فين
تسمر مكانه ودار وجهه ينظر لها وأشار بسبابته لكي تقترب منه
أسرعت إليه بلهفه تحت نظرات معتز الغاضبة
وقفت امامه بتوسل
أنا هعمل اي حاجة تقولي عليها بس ولادي يرجعولي
وضع يده داخل بنطاله وقال بصوت خاڤت لا يسمعه غيرهم
هنتظرك عندي في الفيلا الساعة 12بالدقيقة
جحظت عيناها پصدمة وهمست پخوف قائلة
يعني اية
لاحت ابتسامته الصفراء وقال
مابقدمش حاجة بدون مقابل هنقضي مع بعض وقت لطيف مقابل تعرفي ولادك فين وكمان هجبهملك لحد عندك بصراحة انتي عجباني أوي شخصيتك وشكلك وكلك علي بعضك وحاسك فوق في السما ونفسي أطولك
تركها مذهولة ولوح لها بكفة وهو يبتعد عنها بخطواته الواسعة الي ان اختفي تماما عن الأنظار.
أقترب منها معتز وهتف بصوت حاد
أنتي ازاي تديلو فرصة يتكلم معاكي وكمان كان عاوز يقولك ايه انتي مصدقة آن واحد زي ده ممكن يعرفك طريق ولادك حتي لو هو عارف مكانهم
انسابت دموعها وقالت
متعلقة باي قشة ممكن توصلني ليهم
لم يريد أن يزيد من حزنها وهمها علي اولادها قال معتذرا
أنا اسف من انفعالي نمشي من هنا وبعدين نتكلم
ساروا مغادين مبني النيابة ثم استقل سيارته وهي جانبه وودع المحامي وأخبره بأنه سوف يلتقي به بمنزل والد زوجته لينهي أجراءت الطلاق ليلا.
نظرت له بتسأل
هو مافيش أمل للرجوع
هي اللي اختارت يا رحمة تنهي علاقتنا بايديها مش عاوزة تقف جنبي في ظروفي انا بحمد ربنا أن مافيش بينا اطفال
شعرت بوخذة داخل قلبها عندما تذكرت أطفالها اللذين لم تقر عينيها بهم منذ اسبوع وهي لا تعلم عنهما شئ.
في المساء بعدما غادر معتز الفيلا برفقة المحامي وتاكدت من نوم الصغيرتين ظلت شارده بمصيرها ومصير صغارها.
تبكي پقهر ثم كفكفت دموعها وتوجهت الي المرحاض توضأت وافترشت سجادة الصلاة وظلت منكبة عليها تصلي وتناجي ربها بأن يلهمها الصواب وأن يرد إليها أطفالها فهي لا تريد شيئا من الدنيا إلا هم فهم نور عيناها ونبض قلبها ولم تتحمل غيابهما أكثر من ذلك.
ثم غلبها النعاس علي سجادة الصلاة ولا تعلم كم مر عليها من وقت وهي غافلة هكذا الي ان فتحت عيناها بفزع وانتفضت كالمذعوره تبدل ثيابها كانت كالمغيبة مسلوبة الاراده تتحرك كالروبوت
غادر الغرفة وهي تسير على اطراف أصابعها لكي لا يشعر بها أحد ثم غادرت الفيلا بأكملها ووقفت أمام الطريق تحاول ايقاف سيارة أجري لتقلها الي حيث وجهتها.
في ذلك الوقت كان معتز عائدا الي فيلته بعدما أنهي كل ما جمعه بزوجته وأصبحت الآن طليقته وأخذت كل مستحقاتها وانفصلا بهدوء.
كان يتذكر حياته معها وفجأة لمح طيف رحمة أمامه كان يظن بأنه مجرد طيفها اتي في مخيلته ولكن جحظت عيناه عندما وجدها تستقل داخل سيارة أجري وتنطلق بها
سار خلف السيارة وهو يتسأل داخله إلي أين هي ذاهبة الان في ذلك الوقت المتأخر
شلت الصدمة تفكيره عندما وجد السياره تتجه الي الكومبوند الذي يوجد به فيلا شقيقه وترجلت منها بالفعل أمام الفيلا الخاصة بعمرو القابعة بجانب فيلا عادل من جهة اليسار.
ترجلت هي من السيارة وأعطت السائق نقوده وظلت مكانها تتلفت حولها پخوف
أما عنه فصف سيارته وترحل منها مسرعا ليلحق بها وجدها تدلف داخل الحديقة وتسير باتجهاة باب الفيلا وقفت أمام الباب والدموع تنهمر بغزارة
علم معتز حينها بأن عمرو طلب منها ذلك عندما اختلي بها وتحدث معها
صړخ بصوته الرخيم يناديها وعيناه تشتعل بحمرة الڠضب
رحمة
دارت وجهها تنظر له بلهفة وكأنه طوق النجاة الذي سيخلصها من براثن عمرو
جريت عليه وارتمت باحضانه وهي تهتف بهسترية
أنا مش كده والله العظيم مش كده بس هو هيقولي مكان ولادي فين
ربت علي ظهرها بحنو وقال بصوت دافئ
وانتي مچنونة وبتصدقي أن ممكن يكون صادق معاكي
ثم أردف قائلا وهو يحاوطها من كتفها مبتعدا عن ذلك المكان
نبعد عن هنا وبعدين نتكلم بهدوء
صفا سيارته أمام نهر النيل ثم ترجل منها وفتح الباب الآخر و
أمسك بكف رحمة لكي تترجل هي الأخرى.
نظر لها مبتسما وقال
أية رأيك نتسحر درة مشوي علي النيل
هزت رأسها بالايجاب
ساروا سويا الي ان جلست بالاريكه الخشبيه الموضوعه علي ضفاف النيل وذهب
متابعة القراءة