حين التقيتك بقلم ساره مجدي

موقع أيام نيوز


بابا
قالها جعفر و هو يلوح لها ليغادروا بعد ان اخبرتهم هدير ان السياره تنتظرهم بالاسفل و اكدت عليهم ان يطمئنوها حين يصلون الى البيت 
مر ثلاث اسابيع لم يستطع مغادره المستشفى فحالته لا تسمح بذلك . لم تفارقه هدير و لو للحظه واحده ظلت طوال الوقت جواره تهتم به و بكل شئونه تقوم بكل ما يحتاج اليه دون كلل او ملل . و ايضا مازال الامر متوتر بين قلق من اى حركه يقوم بها فتحي رغم استمرار مصطفى فى حراسه البيت الا ان جعفر لم يهدء او يرتاح قليلا الا بعد ان وضع صديقيه المقربين فى حراسه اسرته دون ان ينتبه لهما احد حتى انه لم يخبر هدير بكل المستجدات الذي عرف بها و بكل ما ينتوي فعله

اغمض عينيه لثوان ثم فتحها حين سمع همسها باسمه ليجدها تنظر اليه و تمسك بيدها اليمني ادوات الحلاقه و باليد اليسرى المنشفه و على وجهها ابتسامه مشاغبه و تتلاعب بحاجبيها ببعض المرح و هى تقول 
و بما انك مصاپ فأنت يا عيني مفيش قدامك غيرى و انك تسلملي دقنك يا حلو 
ابتسم بمشاغبه مشابهه لمشاغبتها و قال 
و انا تحت امرك و مش مسلم ذقنه و قالت بصوت هامس 
على فكره لما دقنك طولت بقا شكلها مميز خصوصا انه ليها راسمه خاصه بيها و مميزه 
لم يجيب
على كلماتها فهو غارق فى ملامحها الرقيقه و عيونها التي تهتم بكل تفاصيله الان
انتهت من قص و هندمه ذقنه لترفع عيونها اليه و قالت بمرح
الخطوه التانيه 
و امسكت مكينه الحلاقه و بدأت فى ازاله الشعر الزائد فوق ذقنه حتى تكون محدده بشكل كامل قال لها و هو يغمض عينيه 
عمرك شوفتي راجل يسلم نفسه لمراته كده اللى ممكن بدل ما تشيل شعر دقنه تشيل اسمه من كشوف الاحياء نهائي
لتضحك بمرح و هى مستمره فى عملها بتركيز شديد و قالت 
اسمك و عمرك و نبضات قلبك هى كل اللى بتمناه من الدنيا يا جعفر 
فتح عينيه ينظر اليها بحب لترفع عيونها اليه و قالت بابتسامه 
خلصت بس لسه اخر خطوه 
لينظر اليها باندهاش لتحضر من على الطاوله الجانبيه فوطه صغيره مبلله ببعض الماء و مسحت و جنتيه برقه ثم امسكت بعض الكريم المرطب ثم قالت 
احنى فى الخدمه ديما يا سيد نعيما 
قالت الاخيره بغمزه مشاغبه و رفعت قدميها لتنزلها ارضا غير منتبه لخصلات شعرها التى مرت فوق وجهه تغرقه بعطرها المميز بشده و قربها منه بذلك الشكل الحميمي 
ظل مغمض العينين يحتفظ برائحتها داخل صدره ليفتح عيونه على ملامستها لقدمه المتورمة تدلك اصابعه برفق و عيونها يملئها احساس بالحب و بداخل قلبه يعدها ان يعوضها عن كل هذا العڈاب التى تراه معه و المعاناه التى تواجهها يوميا منذ الحاډث نومها اسفل قدميه و الارهاق الواضح على ملامحها رغم ابتسامتها التى تسكن قلبه و تريحه من المه 
و ايضا ان يفيض على الجميع بحبه و حنانه كما يفيضوا هم عليه الان بكامل الاهتمام
يتبع
الفصل الحادي عشر
انهى جعفر مكالمته التى وردت اليه منذ قليل و التى كانت كلها بالالغاز و جعلت هدير تنظر اليه بحاجبين مرفوعين جعلته يود ان يضحك بصوت عالي فغيرتها عليه تسعده بشده و تجعل قلبه يشعر بسعاده تمناها طوال حياته و الان يستمتع بكل لحظه فى تلك الحياه لكنه شغل عقله بكل المعلومات التى عرفها و
فى نفس اللحظه الذى طرق الباب و دخل الطبيب بابتسامته الودودة و هو يقول 
اخبارك ايه النهارده 
اقتربت هدير من سرير جعفر و هى تقول نيابه عنه 
الحمدلله صحته بتتحسن و حضرتك هطمنى عليه بقا 
اتسعت ابتسامه الطبيب و ضحك جعفر بصوت عالي لتشعر هدير ببعض الخجل بدء الطبيب يفحص جعفر فى نفس الوقت الذي امسك جعفر بيد هدير ينظر اليها بحب 
فهو لا يمرر اى لحظه يستطيع فيها التقرب منها و اظهار حبه و اهتمامه بها مرت عده دقائق حتى قال الطبيب 
لا ده انت اتحسنت خالص 
يعني يقدر يخرج 
سألت هدير بسعاده كبيره ليقول الطبيب مأكدا لكلماتها 
ايوه يقدر يخرج بس طبعا راحه تامه ضلوعك بقت كويسه لكن رجلك لسه شويه و محتاجه اسبوعين كمان فى الجبس و كمان مواظبه على العلاج 
اومئت هدير بنعم و هى تقول مؤكده 
اكيد انا هخلي بالى منه زي ما كان هنا فى المستشفى و اكتر 
كانت عيون جعفر لا تفارق وجهها الرقيق نظرات عيونها السعيده فرحتها الباديه على ملامحها و كانها طفل صغير حصل على كل الحلوى الذي يتمناها 
غادر الطبيب دون ان ينتبه الاثنان اليه ظلت هدير تنظر اليه و هى تقول بحب كبير 
انا اللى حياتي نورت من يوم دخولكم فيها بقا ليها معنى و قيمه و فايده خلتوني احس بجو العيله و ان يكون ليا ام و اخوات و زوجه جميله شبه الاطفال كده 
ابتسمت ابتسامه رقيقه كجمالها الرقيق تحركت سريعا و هى تقول 
هلم كل الحاجات علشان نرجع
 

تم نسخ الرابط