بطل من رواية بقلم الكاتبة سوما العربي
المحتويات
هيكسبك وقت ولا هتعرف تهرب.
تقدم ريان بثقة يقول واهرب ليه بس يا حضرة الظابط هو انا فى حاجة ضدى لا سمح الله.. انا جاى معاك نشوف سوء التفاهم ده... انا مافيش اى دليل ضدى.
رفع ليث حاجبه يتحدث بثقة هو الآخر تمام يبقى بينا على القسم وكلامك ده تقولوا قدام النيابة.
ابتسم ريان بثقه وعينه بعين ليث يقول مش هنوصل حتى لمرحلة النيابة يا حضرة الظابط.
وضعها ليث بيده بالفعل ولكنه نظر لسليم آمرا احد العساكركلبش سليم باشا كمان يابنى.
احتدت أعين سليم يقول نعم.. هتهلفط بالكلام ولا ايه... شايفنى مچرم قدامك انت مش عارف انا مين!
ليثلا العفو ياباشا.. عارفين طبعا... سليم الوردانى.. متقدم فيك النهاردة ست شكاوى من ست بنات قدروا يهربوا من فيلا المنصورية بعد ما ساعدهم فرد أمن ابن حلال. شكله لسه جديد وضميره كان لسه صاحى مالحقتش تموتوا بفلوسك.. خدر زمايله الفجر وهربهم.. اتفضل معانا.
استدار يسحب ريان خلفه ورجاله يسحبون سليم يمر على نعيمه التى انكمش بها كل من عاليا وفاطمه وقال انتو ايه اللي وقعكوا فى دول.. ماشاءالله ياست نعيمه حليتولى قضيتين فى مشوار واحد كنت لسه هروح ادور على سليم الوردانى... ده انتو لقطه.
قال الاخيره وهو يعيد أحكام ساعة يده حول معصمه ورجاله يسحبون سليم وريان للخارج.
مرت دقائق من الصمت والزهول كل شخص منهم يلتقط أخيرا انفاسه المسلوبه.
الى ان استفاق عماد على مراد الذى وقف بتحفز ليتحدث پغضب وغيره مجددا لعاليا.
لكن وقفت نعيمه تميل على خفها تقول قرب خطوه كمان عشان اطلع كل الى فيا فيك دلوقتي يابن الكلب يا واااطى.
أمام خف نعيمه يرتعب حقا... ابتلع رمقه پخوف لكن تحدث والڠضب مازال مسيطر عليه قائلا ايييه.. خطيبتى وغيران عليها.
القته خارج الباب تهم لغلقه بوجهه قائله پغضب كبير وغيظبنتى اتخطبت خلاص.
صمت الكل پصدمه يستغربون.. فكانت الصدمه الأكبر وهى تكمل مخطوبه لعماد.
هم عماد يستفسر بوجه يشع فرحه وغبطه غير مصدق قائلا هو... احححمم..
الى قولتيه من شوية ده.... قاطعه صوت جرس الباب جعله يصمت فنظرت نعيمه تجاه عبدالرحمن قائله ماتأخذنيش يابنى رجلى مش شيلانى... افتح انت انا عارفك انك لسه عادم الراجل العافيه بس شكلك صحتك حلوه وهتقدر تفتح عادى صح.
السيده غير عاديه إطلاقا واتجه لفتح الباب فوجد لطفى ينظر له ببلاهه ثم تحدث پغضب قائلا انت مين ياحبيبي وبتعمل ايه فى شقه مراتى بناتى.
عبدالرحمن ازيك يا عم لطفى... انت مش عارفنى
ضيق لطفى عينيه وقال مش واخد بالى ماعلش... انت تعرفنى
عبدالرحمن انا ابن عبدالقوى شديد الى فاتح محل الأدوات المنزلية إلى جنب محلك.
لطفى اااااه... عبدالرحمن..كبرت ياولاااا.
زوى مابين حاجبيه مجددا يقول بس بتعمل ايه هنا ةيابنى.
هم ليقص عليه كل شئ لكن قاطعهم صوت نعيمه التى قالت لا سيبلى انا الطلعه دى يابنى كتر خيرك انت لحد كده.
شعر عبدالرحمن انها تطلب منه المغادرة بالذوق فتنحنح قائلا احمم. طب بالاذن انا... حمد الله على سلامة الآنسة.
نعينهالله يسلمك يابنى.. كتر خيرك نورت.
عبدالرحمن العفو يا امى.. سلام عليكم.
غادر سريعا وكذلك عماد رغم رغبته بطرح الكثير من الاستفسارات لكنه قرر القدوم لاحقا فى وقت مناسب.
تحدثت نعيمه بهدوء مريب لابنتيها سيبونا لوحدنا.. ادخلوا كل واحدة تغير وتريح مت من البلاوى الى شوفتوها لوحدكوا.
نظرت تجاه لطفى تكمل بسخط ماعلش مالكوش راجل يدافع عنكوا بس ربك للمنكسرين جابر... يقطع من هنا ويوصل من هنا.. عشان مالكوش راجل جاعل كل الرجاله تحبكوا وموقفلكوا ولاد الحلال.
اغمضت كل منهن عينها يأمن على حديث امهم ثم تحركن تاركين نعيمه فى مواجهة لطفى الذى اهتز داخليا بشده من حديثها المبطن والذى أصابه فى الصميم.
الفصل السادس والعشرين
بعدما تأكدت نعيمه من مغادرة فتاتيها المكان وأنها اصبحت بمفردها مع لطفى تحركت تحاول تلاشى بقايا حطام الكؤوس والاطباق الخزفيه من النيش المحطم.
اتجهت لأول مقعد وجلست عليه تنظر للطفى الواقف تعرف انه مترقب لحديثها فقالتأقعد يابو فاطمه خلينا نتكلم.
ظل ينظر لها مترقب... مصډوم قليلا من ردة فعلها الهادئه على عكس ماتوقع فرددت بنفاذ صبرأقعد ياسيدي خلينا نقول الكلمتين.
جلس لطفى على الفور فتنهدت بعمق تشبك اصابعها ببعض وهى تميل بذراعيها تتكئ بهم على فخذها للإمام قليلا تقول بقا شوف يا خويا خير في سلامه وسلامه فى.. والمثل بيقولك ان كنتوا اخوات اتحاسبوا.
صممت تشعل الأجواء وهو زاد ترقبه فتحدث فجأة بس انا بقا مش هحاسبك يالطفى.
نظر لها باستغراب واضح جدا فقالت بسخرية لا مانت ماتستغربش.. اصل الحساب عتاب.. والعتاب للأحباب.
بهت وجهه وهو يسمعها تتكئ على كل حرف قائله واحنا عمرنا ما كنا احباب يالطفى... انا عمرى ما حبيتك.
صمتت تضحك بسخرية تقول ههه أو يمكن مالحقتش احبك.. ما اصل احنا اتجوزنا على طول...الكدب خيبه انت كنت عريس متريش.. قولت لامى ياما ده مش بيقولى كلمه عدله قالتلى جيبوا يحلى عيبوا.. اتجوزتك وكنت عايله صغيره ماعرفش حاجه فى لؤم الحريم... يمكن غلط لما ماعرفتش ارجعك وماحاولتش.. بس غلطتى الكبيييره اوى والى بتكثف ابص فى لنفسى فى المرايه بسببها هو انى لامنى عافرت ورجعتك لبيتك ولفرشتى ولامنى صونت قيمتى وكرامتى وطلبت الطلاق وعيشت راسى مرفوعة... ماوعتش على نفسى الا اما كبرت والعمر جرى بيا.. بس انا كمان معذوره... عيله صغيره من ارياف الأرياف جالها شاب مقرش من القاهره عينها لامعت وفرحت بكلام امها وأنها هتطلع خلاص من عيشتها دى وجيت ورضيت هووووووووب خلفت اول بت وبعدها زن على الواد لما حملت عشان اجيبه بس جت بت بردو... بقا معايا عيلتين كنت هروح بيهم فين.. يمكن ده الى سكتنى.. بس خلاص بقا يالطفى.. انا عايزه اعيش وانا حاسه انى بنى ادمه انى عايشه وبتنفس.. لاجل بناتنا يالطفى ولاجل شرفك الى انا صايناه كل السنين دى تطلقنى ...مش عايزين نسمع الناس بينا على كبر بناتك بقوا عرايس ماشاءالله.
اغمض عينه بأسى يقول يعنى مافيش اى فرصة يا نعيمه... انا باقى وشارى وربي يعلم... انا فوقت من سنين يانعيمه وجيتلك لو تفتكرى بس انتو كنتوا بتعاملونى زى الغرب... حسيت اني عامل زى الى رقص على السلم لا طايل ارجع ولا عدت طايق اعيش فى البيت التانى.. كل الى مصبرنى عليه هى بنتى.
نعيمه انت حتى بنتك مش رابطها باخواتها ومايعرفوش عن بعض حاجة.
لطفى لسه صغيره.. صغيره وامها محرجة عليها تيجى هنا بس بكرا تكبر وتفهم.
نعيمه وانت مش قادر تقول للمدام لأ بنتى لازم تعرف اخواتها.
صمت بحرج وسلبيه فقالت بخاطرهم... هى الخسرانه... هى الى وحدانيه لكن بناتى مع بعض.
أخذت نفس عميق تتنهد قائلة قصروا... العايط على الفايت نقصان عقل... الى حصل حصل والعمى ولى.. خلينا نعيش الى فاضل بقيمتنا.. يمكن لما نطلق اعرف اعاملك احسن شويه من كده.. بس الى فى القلب فى القلب انا عمرى ما هسالك ركنتى جنبك زى البيت الواقف وانت هاجرنى فى عز شبابى... لكن زى
ما قولتلك خلينى اعيش إلى جاى بقيمتى.. أظن حقى.. المحاكم تطلقنى منك فى اول جلسه لو بس قدمت قسيمة جوزك واقول طلاق للضرر.. ولا لو جبت اى شاب من عيال الحته الى كلها عارفه وشاهده على حكايتى ويعرف انك هاجرنى
اديلك ولا عشرين سنه ف هتحكملى بالطلاق بردو.. بس ربك والحق انا مش عايزه اعمل كده.. خلينا نختمها بالأدب بقا يالطفى وبكفايه قلة قيمة ماعدناش صغار خلاص.
صمت قليلا وقال يعنى خلصت كده مافيش اى أمل
نعيمه خلصت يالطفى.. طلق وخلصنى وخلص نفسك.. يمكن ساعتها تعرف تعيش هناك عادى ويمكن انا اقدر اخلى بناتى شداد شويه عن كده... عمرهم ماهيبقوا شداد وهما شايفين امهم لا رجعت ابوهم وحافظت على بيتها ولا خدت موقف واطلقت... اعمل الصح مره واحده فى حياتك يالطفى.
تأثر كثيرا بحديثها وقال حاضر.. بس تخلى البنات ييجوا يشتغلوا معايا.. فاطمه ماشاءالله عليها كانت شيلانى فى الشغل جامد.. بالك انتى لما جت تشتغل عندى شغلتها عشان كنت مكسوف من نفسى ومنها على الى حصل ليلتها وقولت سيبها ماتكسرش بخاطرها حتى لو هتعك الشغل وابقى اعدل انا وراها... بس اتفاجئت بيها ماشاءالله شاطره وعدلت علينا كتير.. واهو بردوا عشان يقربوا منى.
ابتسم باشراق يقول بحماس شديد طب انتى عارفه... عشان بس تعرفى انى بفكر فى بناتى... انا حاطت عينى على محل كبير اوى فى الشارع وعلى الرئيسى على طول فيه كل مواصفات الصيدلية.. حاجزه للبت عاليا عشان افتحولها كده جنبى وتعلق عليه يافته باسمها كده واتفشخر بيها... عاليا لطفى المحمدى.. حاجه تشرف بصحيح... هى تفتح الصيدلة وفاطمه تمسك شغل المحلات عندى... ايه قولك
ابتسمت بود قائله وماله ياخويا.. ماهم بناتك بردوا والضفر عمره ما يطلع من اللحم.
لطفى مش هتراجعى روحك يانعيمه
تنهدت بعمق وتحدثت بحزملا ده آخر قولى يا لطفى.
قال أخر كلماته وغادر سريعا لكنه توقف عند الباب يقول البيت ده بيتك وهيفضل بأسمك وكل الفلوس الى بتطلع من ايجاره ليكى وده أقل من حقك.
ابتسم بصعوبة يكملزى ماقولتيلى قبل كده وانا اهو بقولك انتى عندك حق... ده أقل من حقك عليا... سلام.
غادر أخيرا يغلق الباب خلفه تاركا اياها پصدمه كبيره.. كلمة طالق كبيره على اى أنثى حتى لو ظلت سنوات تتمناها.
بخطى متثاقله وقفت تجر قدميها تتجه الى غرفتها... فقد كان يوما عصيبا عليها وعلى ابنتيها.
بعد مرور أيام
هدأت فيه الأجواء كثيرا خصوصا بعد إلقاء القبض على سليم وريان.. ومنع نعيمه لأى فرصة اقتراب مراد فقد إهانته كثيرا بضربها له لأكثر من مرة.
والفتيات بدأن يفقن من تلك الأحداث المتعاقبة التى حدثت فى فتره قصيره.
خرجت نعيمه من المطبخ على صوت جرس الباب وهو تقول حاضر حاضر... جايه ياخويا فى ايه هو احنا عايشين ورا الباب.
خرجت على الصوت عاليا من غرفتها تقول فى ايه يا ماما.
نعيمه انا عارفه... هشوف اهو.
فتحت الباب فوجدت أمامها لطفى يقول ماجاليش قلب ابعتهالك مع حد... ده مش مقامك ابدا.
نظرت له باستغراب فقال وهو يمد يده بإحدى الأوراق قائلا ورقه طلاقك يام فاطمه... بالإذن.
غادر سريعا وهى أغلقت الباب تتجه نحو
متابعة القراءة