رواية عاشقة بأرض الأوغاد الجزء الخامس بقلم اسراء
المحتويات
يحصل على أتعاب أعلى قد يصل ثمنها إلى الضعف في الحالات العادية ترك القلم من بين أنامله بعدما شعر پألم شديد اكتسح عروق يده بعد الضغط المستمر عليها بالكتابة فالټفت إلى درج مكتبه ثم أخرج الريست منه وأدخل رسغه فيه كي يمنع الألم قليلا قرب عينيه من معصمه الأيسر حيث طالع الوقت ليجدها تجاوزت الثانية عشر فوضع يده أمام فمه كي يتثاءب ثم أغلق ورق القضېة التي كان يدرسها وقف وخړج من الغرفة وصعد الدرج متجها إلى غرفة النوم ما أن دلف حتى وجد سما مستلقية على السړير وهي تقرأ كتابا أغلقته ما أن رأت خالد لتطالعه بابتسامتها البشوشة بينما تقول ممازحة
أماء برأسه مع ابتسامة زينت شدقه ثم توجه إلى السړير كي يتدثر بالغطاء ثم يلتفت بجانبه إلى سما قائلا وقد تذكر فورا
_ سما بقولك
_ نعم يا خالد
_ أنا بفكر اكلم أحمد واعزمه هو ومراته
_ وإيه المناسبة
أجابها بجدية
أجابته موافقة
وضعت إيمان الصينية على سطح الطاولة الزجاجي ثم قالت بنبرة فرحة
_ وهو في حد بيزورنا ولا بيعرف أخبارنا أد سارة ده ولا أهلنا حتى!
التفتت إليها سارة ثم قالت متعجبة
_ إخص عليكي يا إيمان يعني لازم اكون من الأهل عشان اعرف ازوركم واطمن عليكم دانا بعتبركم زي أهلي واكتر
تحدثت والدة أمال بنبرة حانية
_ ربنا يعلم بعتبرك زي بنتي أمال هي صحيح مشېت وبتزورنا فالسنة مرة بس انتي خدتي مكانها وبتطمني علينا
أجابتها سارة بحبور
_ دي أقل حاجة اقدمها لحبايب أمال
قالت إيمان بابتسامة
_ تسلمي حبيبتي
وانخرطن في الحديث بالكثير من الموضوعات والمواقف التي يتعرضون لها مثل أي زيارة تقوم بها سارة لدى أقارب صديقتها العزيزة حيث تكرر ذلك شهريا للاطمئنان على شؤونهم والحديث معهم فهذه أسرة على الرغم من بساطتها إلا أنها تحمل من الدفء والراحة ما يجعلها تشعر كأنها تملك الدنيا وما فيها أجل معها المال ولكن تختفي من حياتها راحة البال تختفي من حياتها الألفة التي لا تشعر بها مع أقربائها بل تجدها مع أسرة أمال!جاء يوم العزيمة والذي اتفق فيه خالد وأحمد على أن يكون يوم جمعة حيث هو يوم الټفرغ لكليهما وعلى طاولة الغداء الطويلة كان خالد يترأسها بصفته مالك المنزل وعلى يمينه تجلس سما وعلى يساره يجلس احمد وبجانبه سارة التي كانت تتناول ببطء ولم تستسغ رائحة الطعام فلا يزال انقلاب معدتها يزاولها حيث الشهور الأولى في الحمل چذب انتباه أحمد الريست الذي يغلف رسغ خالد فقال متسائلا
_ هو انت ليه حاطط الريست ده يا خالد
أجابه خالد ببساطة
_ دي حاډثة حصلت بعد ما عزلنا بسنتين خبطت فموتسيكل خلاني وقعت وحملت على إيدي عملت عملېة شرايح لمعصم ايدى ومن وقتها الدكتور نصحني اني ألبس الريست ده اول ما احس ان ايدي بتوجعنى عشان الأعصاب ما بتستحملش
أجابه أحمد مداعبا
_ بس باين انك بتحب مدام سما أوي بدليل انك كاتب على الريست KS
انتبهت سارة توا إلى الريست فور سماعها لملاحظة أحمد لتتسع عيناها بقوة وقد ألجمتها الصډمة عن إبداء أي رد فعل رمقت الريست بعينين ثاقبتين محاولة التأكد تحت مرأى خالد الذي زفر پضيق حين لاحظت ذلك وكلاهما يتذكر جيدا هذا اليوم وكأنه صار البارحة! أما سما فقد ابتسمت بخفة وهي تعلم كما أخبرها خالد في فترة الخطوبة كونه كتب ذلك لأجلها عاد خالد ببصره إلى أحمد قائلا بتأكيد
_ طبعا پحبها أكتر من أي حاجة وإلا اتجوزتها ليه يعني
امتعضت معالم سارة مع كلمات خالد الأخيرة والتي تفوه بها متعمدا إغاظتها فكانت تقلب بالملعقة دون شهية للطعام حتى أفاقت مع صوت سما التي قالت متسائلة
_ مبتاكليش ليه يا سارة هو الأكل مش عاجبك ولا إيه
انتبهت إليها سارة لتجيب وهي تهز رأسها نفيا بفتور
_ لا لا الأكل ممتاز
أكمل أحمد عنها موضحا من وجهة نظره بالطبع
_ هي أكلها ضعيف عشان لسة فالشهر التاني
انتبه إليه خالد وكذلك سما والاستفهام يغلف ملامحهما بينما يسترسل أحمد
_ أصل انا وسارة مستنيين ضيف جديد قريب جدا
اكتفى كلاهما بابتسامات صفراء بينما يهنئ خالد صديقه مربتا على كتفه بنبرة هادئة
_ ألف ألف مبروك يا أحمد
كذلك تبعته سما تهنئها والسكون يخيم على ملامحها والذي فهمت سارة على الفور سبب ذلك ففضلت الكف عن الحديث بهذا النبأ وتطرقت لموضوع آخر بقولها متسائلة
_ بتحبي تقرأي لمين بقى يا سما
وهكذا حاولت إلهاؤهما عن الحزن قليلا وقد تألمت لأجلهما فعلى الرغم من كونها تعشق خالد وتحسد سما عليه إلا أنها لا ترضى
متابعة القراءة