حصري شُح قلب الجزء الثاني والأخير بقلم منى أحمد حافظ
المحتويات
مع زوجها بعد أنهائها لعملها.
وها هي بتول تقف خارج مسجد الأزهر لا تدر أتخطو لتنهي حيرتها تلك أم تعود أدراجها وتكمل حياتها بصمت لتنتبه من شرودها على صوت أحد الشيوخ يسألها بقوله..
.. مالك يا بنتي واقفة كده وباين عليك الحيرة..
ازدردت بتول لعابها وفركت كفيها بحرج وأجابته بصوت مهتز..
..أنا أصلي كنت حابة قصدي كنت...
.. طالما محتارة بالشكل ده يبقى أنت جيتي للمكان الصح تعالي يا بنتي أدخلي المسجد صلي ركعتين لله وبعدها يبقى لنا كلام أنا وأنت لو حابة أنك تتكلمي..
تبعته بتول وولجت إلى القاعة التي أشار إليها بها ووقفت بخشوع تصلي لتنهمر دموعها طوال صلاتها وحين فرغت منها اتجهت إلى مكان الشيخ الذي مد يده إليها بمحرمة وقال..
استغفرت بتول وهي تتنهد بحزن لتبدأ دون سؤال بقص ما مرت به وخاضته مع زوجها وكلما افصحت عما يجثم فوق صدرها شعرت بالأرتياح وحين أنهت حديثها بدت ملامحها أكثر راحة فابتسم الشيخ وقال..
.. بمجرد ما اتكلمتي عن اللي جواك ارتحتي وبان عليك عموما يا بنتي كلامك على قد ما احزنني إلا أن ربنا عز وجل أختارك لتعيشي التجربة كنوع من الاختبار وعليك أنت اللي تختاري نهاية الأختبار هتبقى أزاي..
.. مستغربة كلامي بصي يا بنتي كتير بتيجي لنا تساؤلات عن التصرف مع الزوج البخيل والتعامل معاه والقول هنا استدلالا لموقف حصل أيام الرسول عليه الصلاة والسلام لما ذهبت إليه هند بنت عتبه وأشتكت أن أبو سفيان رجل شحيح ومش بيديها اللي يكفيها هي وولدها إلا لما بتاخد من ماله من غير ما يعرف فالرسول عليه الصلاة والسلام قال لها خدي اللي يكفيك أنت وولدك بس بالمعروف وهنا محتاج أسألك هل نفسك مسامحه من جواك وموافقة أنك تصرفي على بيتك لإنك لو راضية ومسامحة فهنا انفاقك بيكون من المقربات إلى الله وبيكون ليك أجر القرابة وأجر الصدقة ودا بقول الرسول عليه الصلاة والسلام أما لو رافضة فمافيش عليك أي وزر ومن حقك ترفضي..
.. بصراحة فالبداية كنت حابة جدا أشاركه وأتحمل معاك المسئولية لكن مع الوقت المشاركة حسيت أنها بقت واجب وفرض وبعدين أتحولت لاستغلال ودا اللي أنا رفضاه لإنه رمى الحمل كله عليا أنا لوحدي وهو بيحوش مرتبه وبيرفض يجيب أي حاجة بفلوسه وكنت كل ما أحاول أتكلم معاه يهرب مني ورفض يسمع لي وفالأخر قالي دا اللي عندي ومش هتغير ودي حياتي وأنت مجبرة تعيشيها وترضي بيها وألا ربنا هيحاسبك دا غير زي ما قلت لحضرتك أنه ممتنع عني من بعد زواجنا بشهور وحرمني من حقي فأني أكون أم حرمني بدون أي أعذار مع العلم أنه سليم وصحته كويسة ومافيش فالعيلة عنده أي أمراض وراثية تخليه ېخاف أو يقلق دا غير أن مرتبه أساسا كويس ونقدر نعيش بيه وأنا بطبعي مش مسرفة..
.. بالنسبة لامتناعه أداء واجباته الزوجية فربنا عز وجل قال يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا يعني على زوجك أنه يعاشرك فالمعروف ولو كاره فعليه أنه ينفصل عنك بردوا بالمعروف لإن امتناع الزوج عن زوجته بيعرض العلاقة الزوجية للفساد وبيفتح أبواب للمكاره أنها تحصل دا حتى لو الزوج امتنع وقال أنه هيتقرب لربنا أفضل فالرسول عليه الصلاة والسلام نهى عن ده بحدثيه لعبد الله بن عمرو بن العاص لما شغل وقته بقيام الليل وصيام النهار قال صم وأفطر ونم وقم وصم من الشهر ثلاثة أيام فإن الحسنة بعشر أمثالها فإن لنفسك عليك حقا ولزوجك عليك حقا ولضيفك عليك حقا فأعط كل ذي حق حقه وعلى زوجك أن تكون عشرته ليك بالمعروف في المبيت في فراش الزوجية والقيام بحقك طالما أنت كمان بتأدي واجباتك على أكمل وجه ولا يجوز له أنه يترك إلا
متابعة القراءة