حتي أقتل بسمة تمردك بقلم مريم غريب الجزء الرابع..
المحتويات
نفسيتها تعبانة او ممكن تكون بتفكر كتير وقلقانة من ميعادها.
.. ميعادها مش فاهم!
ضحك الطبيب بخفة ثم قال.. هما الستات دايما كده بيخافوا من اول مرة بس بعد كده هتتعود.
.. هتتعود علي ايه اختي مالها يا دكتور فيها ايه
.. معقول!
.. معقول ايه
سأله عز الدين بنفاذ صبر فأجاب.. معقول متعرفوش انها حامل
قال عمر ذلك موجها حديثه إلي أخيه بينما تجاهله عز الدين وعاد يسأل الطبيب مرة أخري وأخيرة.. انت متأكد متأكد يا دكتور انها حامل
وكأن هذا الكلام هو ما كان يحتاجه عز الدين تماما كي يصدق ويتدارك الأمر بينما أعاد عمر سؤاله مجددا..عز الدين في ايه
إلتفت عز الدين إلي أخيه فحدجه بصرامة قائلا.. وصل الدكتور.
.. تعالالي حالا.
قال بلهجة هادئة مرعبة بينما علي الطرف الأخر سأله بقلق.. في حاجة ولا ايه
.. لما تيجي هتعرف.
.. ايوه.
.. ماشي انا عموما قريب من البيت.
.. متتأخرش.
نبهه عز الدين بجمود ثم أغلق الخط و نيران الڠضب تتأجج بداخله فيما دلف عمر فجأة صائحا.. عز الدين الكلام ده حقيقي الكلام اللي سمعته من الدكتور ده صحيح عبير حامل
حول عز الدين نظره الغاضب إلي أخيه قائلا.. اخرس اخرس انت دلوقتي.
هتف عمر بعصبية بالغة فصاح به عز الدين پغضب جامح.. اخوها لو كنت اخوها زي ما بتقول كنت فتحت عينك عليها كنت خدت بالك منها كنت عملت حساب اني شايل علي كتافي مسؤلية حملهالي ابوك وهي اني احافظ علي الشغل وعلي الثروة والجاه اللي عملوا عشانكوا لو كنت اخوها كنت اتصرفت زي الرجالة.
أطرق عمر رأسه بإنكسار بينما دلفت الخادمة في هدوء حذر قائلة.. عز الدين بيه خالد بيه وصل تحت.
ما أن سمع عز الدين ذلك حتي هرول راكضا إلي الأسفل يتبعه عمر وأخيرا وصلا إلي خالد الذي بدا مندهشا من الشكل الذي بديا عليه الشقيقين بينما إقترب منه عز الدين ثم جذبه ثيابه صارخا.. انت عملت ايه في عبير
.. عملت ايه في عبير!
ردد خالد بإضطراب ذاهل ثم تابع.. معملتش حاجة ليه مالها عبير
صاح عز الدين بقوة.. انت هتستعبط عليا يا خالد!
أنزل خالد يدي عز الدين عنه پعنف ثم صاح بحدة.. كلمني عدل يا عز الدين انا مش فاهم حاجة قولي ايه الحكاية عشان اعرف ارد عليك!
.. حقيقي مش عارف في ايه
هتف عمر بحنق و هو يرمقه شزرا ثم تابع.. مش عارف انك استغفلتنا وغلطت مع عبير ايه كنت فاكر ان الموضوع هيفضل سر واننا مش هنعرف
.. ايه الكلام الفارغ ده
هتف خالد پصدمة مقطبا حاجبيه في ڠضب ثم تابع.. مافيش اي حاجة من دي حصلت مين اللي قال كده
.. انت لسا هتكدب بعد ما عرفنا انها حامل!
تضاعفت صدمة خالد بقوة عارمة فإتسعت عيناه وكاد لا يصدق ما سمعه فقال.. هي مين دي اللي حامل عبير حامل ازاي!
في تلك اللحظة كانت النظرات مشدودة إلي عز الدين الذي بدا وكأنه سينفجر في أي لحظة تحت تأثير غضبه إذ أنه لم يخدع أحد بسكوته فقد كان ثائرا كالبركان بداخله بينما أمسك خالد بذراعه وألح قائلا.. قولي يا عز قولي الكلام ده مش صح عبير مش حامل انتوا بتهزروا مش كده
كاد عز الدين يشك بإنفعال خالد لولا أنه لمح عيناه تبرقان بوميض دامع فقطب حاجبيه قائلا بحدة.. انت قصدك تقول ايه يعني هي مش حامل م ...
.. مش مني.
هتف بصوت حاد كالسکين ثم تابع بمرارة.. انت متأكد يا عز الدين مين اللي قالك كده
كان كلام خالد ونظراته المقهورة كفيله لتفجير بركان الڠضب بنفس عز الدين.. عبير.
علا صوته و كأنه سوط لاهب ثم أسرع راكضا إلي غرفة شقيقته يتبعانه خالد وعمر ..دفع باب الغرفة پعنف إرتعدت داليا بقوة علي أثره حيث كانت تجلس علي الفراش إلي جانب عبير التي بدا عليها السقم والإنهيار ما أن رأت أخيها أمامها حتي ضغطت بيداها بشدة علي يدي داليا وكأنها تحاول أن تستمد القوة منها بينما تقدم عز الدين صوبها بخطي واسعة غاضبة حتي وصل إليها فقبض علي خصلات شعرها ثم إنتزعها من الفراش بقوة ۏحشية صائحا.. قومي انطقي وقوليلي مين اللي عمل فيكي كده
شدد قبضته علي خصلات شعرها فأخذت تتلوي من الألم صاړخة بضعف وعندما لم تجد داليا أي تدخل من قبل خالد أو عمر مما أدهشها هرعت نحوه وشدت ذراعه وهي تستجديه قائلة.. حرام عليك سيبها بتعمل فيها كده ليه
.. ابعدي عني.
كان العڼف يتدفق من عينيه وكاد يصعق كل من بالغرفة بغضبه فإنتفضت داليا مذعورة إلا أنها تابعت محاولاتها اليائسة لحماية عبير من تلقي الأسوأ من شقيقها فيما نطقت عبير أخيرا فقالت بصوت متهدج وأنفاسها تتلاحق پعنف.. سامحني سامحني يا عز الدين.
راح يهزها بلا رحمة صارخا.. انطقي مين اللي عمل فيكي كده خالد
إنهمرت دموعها بغزارة ثم هزت رأسها نفيا وهي تنقل نظراتها بين خالد شقيقها بمرارة بينما ترك شعرها فجأة ثم صفعها بقوة فترنحت وإنهارت علي فراشها وهي تنشج بالبكاء المر كانت تنتحب وكأنها تحتضر فأسرعت داليا وأمسكت بذراع عز الدين مجددا في محاولة يائسة للحؤول دون إسترساله في الڠضب فيما إلتمعت عيناه ببريق مخيف فإنحني صوب أخته وإنهال عليها بالصڤعات صائحا پجنون.. هدبحك يا عبير هدبحك طلعتي ساڤلة زي يا يا ..
ولكن لمن كل هذه الكلمات والصڤعات فهي ما عادت تسمعه إذ فقدت وعيها تدريجيا جراء الألم النفسي والجسدي فصړخت داليا پذعر عندما شاهدت الډماء تدفق من داخل عبير وتلوث ثيابها وأغطية فراشها وكأن تلك الصړخة هي الصڤعة التي تلقاها خالد ليتحرك من موضعه فهرع نحو عبير في لهفة مضطربة مانعا أخيها من إلحاق مزيدا من الأذي بها بينما أسرعت داليا وأمسكت بهاتفها لتطلب مساعدة شقيقتها...
مر إسبوع كاملا علي تلك الحاډثة وكأنه دهرا فقدت عبير طفلها نتيجة الضغط العصبي الشديد الذي تعرضت إليه والذي أثر علي سائر أعضاءها سلبا فلازمت المكوث بالمشفي حتي الأن بينما ساءت الأوضاع وإنقلبت الأحاول رأسا علي عقب علي الجميع فقد خيم جوا من الكآبة والحرد والنكد علي قصر ال نصار بحيث لا مجال للكلام مع أي فرد بالمنزل ولا حتي هناك مجال لتناول وجبة طعام جماعية علي طاولة واحدة!
أما بالنسبة إلي داليا لم تتمكن في الأيام الماضية من محو آثار الصدمة التي تركتها
متابعة القراءة