حتي أقتل بسمة تمردك بقلم مريم غريب الجزء الرابع..

موقع أيام نيوز

عبير ومع مرور الأيام وجدت داليا نفسها تميل إلي التعاطف تجاه عز الدين فقد صدم كثيرا بحياته وتلك الصدمة الأخيرة كانت بمثابة الضړبة القاضية التي كان يحتاج إليها كي ټقتل بداخله باقي المشاعر الحية وليصبح أخيرا بلا قلب.
لطالما أجفلت داليا عن التصرفات القاسېة التي تلقتها طوال هذا الأسبوع من عز الدين حيث غفرت له وقدمت إلي قلبها الأعذار فهي تعلم كم هو مجروح ومكسور لقد إنعكس الحاډث بمجمله سلبا في أعماقه وتركه غير قادر علي إقصائه من ذهنه يقلق نهاره وليله حتي توهن وفقد شهيته تجاه كل شيء وقد إنزوي وجهه المكسور العابس خلف ستار من العزلة والوحدة فتأثرت داليا بشدة وحزنت لحزنه حتي إختفت البسمة عن وجهها وغمرتها الكآبة لأجله.
كانت عبير قد نقلت إلي غرفة خاصة للعناية بها فيها كل مستلزمات الراحة وكان خالد الوحيد الذي وقف إلي جانبها ولكن معاملته لها لم تكن مثل سابق عهدها إذ شوبها جفاء وقسۏة بالغين لكنه جاهد كي يعاملها بلطف فقط حتي لا تسوء حالتها رغم أنه لم يتركها وحدها بالمشفي يوما إلا أنه كان دائم الجلوس بقاعة الإستقبال إذ وجد صعوبة في النظر إلي عيناها كلما تخيل الأمر يعتريه ألم قوي عندما تلقي الخبر ذلك اليوم شعر وكأن موجة عاتية صډمته بلا رحمة ثم تركته بارد الأطراف أخذ يتساءل في نفسه مرارا  لماذا لم يجد جوابا مقنعا علي سؤاله فهو كان يغمرها بحبه لطالما أغدق عليها بمشاعره الجأشة لم يتوقف عن ذلك يوما كان يخشي عليها من أقل ضرر قد يصيبها غير أنه إنتظرها لسنوات طويلة حتي تنضج لكي تصبح ملكا له لكي تصبح إمرأته وأما لأطفاله لم يخطر بباله و لا حتي بأحلامه أن أحدا غيره سوف يتخذها أو يتسلل إلي مخدعها بهذه السهولة ! رغم كل ما حدث رغم أنها قضت علي مشاعره لم يستطع منع نفسه عن حمايتها من بين براثن أخيها لولاه لكانت إنتهت لا محاله.
ثم تذكر فجأة رد عز الدين علي طلبه حين ذهب إليه وطالبه بتعجيل إجراءات الزواج ..فاكر يا خالد لما قلتلك قبل كده ان عبير دي لو عيارها فلت مش هيبقالها عندي دية انا كنت عامل حساب كده وحذرتك نبهتك ان لو حصل اي حاجة هتكون انت وهي المسؤولين قدامي..
بعد حديثهم العقيم إستطاع خالد أن يقنع عز الدين بالموافقة علي إتمام الزواج لكنه لم يستطع أو يجرؤ حتي أن يقنعه بمسامحة أخته إذ أنه أساسا يجد صعوبة في ذلك لكنه فعل كل هذا دون تفكير كي يحميها من ڠضب أخيها وإنفعاله المدمر. 
أفاق من شروده فجأة ثم تنهد بثقل ونهض تاركا قاعة الإستقبال وإتجه إلي غرفتها كي بطمپن عليها وهو يتمني من صميم قلبه أن تكون نائمة تجنبا لأي مواحهة أو صدام قد يحدث بينهما وبالفعل كانت نائمة في هدوء فوق الفراش الأبيض الصغير ومع أن عينيها كانتا مغلقتين إلا أنها سمعت وقع خطواته فهمست علي الفور.. خالد !
فتحت عينيها ببطء وزاغت ببصرها قليلا حتي إستقرت عينيها علي وجهه فإبتسمت بضعف بينما رمقها بجفاء ثم تقدم نحوها بهدوء ساحبا مقعد صغير وجلس فوقه كان يتحاشي النظر إليها ففاجئته عندما مدت يدها بجهد وأمسكت بيده عند ذلك رفع نظره إليها وكان وجهه خال من أي تعبير فشدت علي أصابعه وجذبت يده إلي خدها وقد برقت بعينيها الدموع علم أنها تتوسل بعض العطف منه ولكنه لم يتأثر لذلك مثقال ذرة بل أنه سحب يده من قبضتها بقسۏة ثم سألها بجمود.. عاملة ايه دلوقتي بقيتي كويسة
أومأت رأسها مؤكدة ذلك ثم سألته بصوت محشرج شوبه البكاء.. عز الدين وعمر مسألوش عليا لحد دلوقتي
صمت للحظات ثم هز رأسه نفيا فأغمضت عينيها بوهن لتجري الدموع علي خديها غزيرة ثم همست.. وحشوني  نفسي اشوفهم.
ثم فتحت عينيها وحدقت فيه قائلة.. خالد انا بجد مش عارفة اقولك ايه او اشكرك ازاي علي اللي عملته معايا
قاطعها بلهجة جامدة صارمة.. انا عملت كل ده بس عشان احميكي من اذي اخوكي انا وانتي عارفين هو بيبقي عامل ازاي لما بيكون عصبي او ڠضبان.
تألمت عبير للغاية لتحوله الكبير لكنها تعلم أنها تستحق ذلك بل وأكثر من ذلك لذا صمتت وشعرت بالإمتنان لمجرد وجوده إلي جانبها  فإبتسمت هامسة.. سامحني يا خالد علي اي حال حاول تسامحني انا غلطت بس انا فعلا اسفة عرفت غلطتي متأخر بس بردو علي اي حال انا اسفة.
بينما لم يستطع منع نفسه فقطب حاجبيه بكسرة وسألها.. مين اللي عمل فيكي كده مين يا عبير
هزت رأسها ثم أشاحت بنظرها عنه إلي الجهة الأخري فهب واقفا علي قدميه ثم إنحني علي الفراش وأمسك بكتفيها بقوة ثم أعاد سؤاله بإنفعال.. قوليلي قوليلي مين اللي عمل فيكي كده 
هزت رأسها بمرارة قائلة.. مش هقولك مش هقولك يا خالد.
.. لازم تقوليلي ولازم اعرف متفتكريش ان الموضوع انتهي انا مش هرتاح الا لما اعرف مين اللي عمل فيكي كده ولا هرتاح الا لما اطلع روحه في ايدي.
أجابته باكية.. عشان كده انا عمري ما هقولك هو مين لاني مش هقدر اسامح نفسي لو حصلك اي حاجة بسببي.
رمقها پغضب قائلا.. يا سلام خاېفة عليا انا ولا خاېفة عليه
أجابته بقوة.. خاېفة عليك انت انت اللي تهمني دلوقتي مش هو ولا اي حد ناني.
هز رأسه بعدم تصديق وهو يحدجها بسخرية ثم تركها فجأة وغادر الغرفة فراحت تجهش بالبكاء المر ...
.. يا ياسمين ارجوكي سيبيني في حالي دلوقتي.
قال عمر ذلك في لطف محاولا إصراف ياسمين عنه بينما عندت ياسمين قائلة.. ما هو بص يا برنس انا مستحيل هسيبك في الكآبة دي مش كفاية البيت كله كئيب 
.. يا برنس!
علق عمر بإستغراب جدي فقالت بحدة مصطنعة.. اه يا برنس ايه مش عاجبك كلامي
.. بقي في دكتورة حلوة زيك تقول يا برنس دي لغة بين الشباب وبس.
.. بغض النظر عن كلمة حلوة اولا ده اسلوبي ثانيا انت لازم تخرج من الحو ده مينفعش كده بكلمك بجد.
أومأ رأسه قائلا.. حاضر حاضر هخرج بس ادخلي انتي بقي جوا وسيبيني اقعد مع نفسي في هدوء شوية.
همهمت قائلة.. هممم لهجتك بتقول العكس عشان كده هفضل هنا و احرمك من الهدوء يا سيد عمر.
عض علي شفتيه بغيظ ثم نظر إليها مليا فلم يستطع منع نفسه من الإبتسام فإبتسمت ياسمين بدورها وقالت.. ايوه كده عارفة اني غيظتك ورزلت عليك بس طلعت بنتيجة ايجابية في الاخر وهي انك ابتسمت.
ثم تنهدت وتابعت.. كده بقي اقدر اسيبك تقعد مع نفسك في هدوء زي ما كنت عايز.
ثم إلتفتت وكادت تذهب فإستوقفها قائلا.. استني.
إستدارت إليه مجددا ورمقته في تساؤل بينما ظل ينظر إليها باسما وكاد يتكلم فقاطعه صوت رنين هاتفهها .. أخرجت هاتفهها ثم قالت قبل أن تستدير وتتركه.. يلا تصبح علي خير.
ثم فتحت الخط ومضت في سبيلها إلي الداخل لكنه سمعها تدعو المتصل ب أيمن فقطب حاجبيه عابسا ثم تساءل .. من هذا أيمن 
كان باب المكتب مفتوحا وأنوار
تم نسخ الرابط