امبراطور الرجال لرحاب ابراهيم
المحتويات
مش عارف مخدتش بالي. تركته جميلة يذهب بينما لم تضع الأمر بموضع الخطۏرة فعادت الى الطوابق الأخرى لتشمل تفاصيلها.. مر اليوم بسلام... لم تجد للي أي اتصال من وجيه أو حتى لمحته وهي تتعمد الخروج كل ساعة تقريبا يبدو أنها بثرثرتها الصادقة اضاعت منه الفضول حتى أنه لم يتصل بها ليأخذ معطفه!! عاد الفتيات بهذا اليوم الذي من المفترض به أن الشباب سيأتون للأقامة.. مساءا بالغرفة العلوية على سطوح منزل حميدة حيث الغرفة التي رتبها الفتيات لأقامتهن..وقفت سما أمام السور بمراقبة الطريق وقالت بتأفف هما اتأخروا كده ليه! قالت رضوى التي تتمدد على حصير مفترش بالأرض يابنتي اهمدي بقى يجوا ولا عنهم ما جهم احنا مالنا !! قالت جميلة بسخرية شمتانة أوي في جاسر عشان يبطل غروره وينزل لأرض الواقع..ده بيقولي أشربي الشاي بالشاليمو ايه الشاليمو ده يا عيال! قالت سما بجديةالمج أبو ايد يا جاهلة مش عارفة هفضل اعلم فيكوا لحد امتى! ارتفع صوت سيارة بأول الطريق بالمنطقة فركزت سما نظرتها على الطريق حتى هتفت وصلواااا تجمع الرباعي خلف السور يشاهدون السيارة الفخمة وهي تشق أرض الطريق بحيهما الشعبي..قالت سما بهيام يا سلام لو تروح نستقبلهم جميلة بحدة الساعة ١١بليل نستقبل مين! تدخلت حميدة وقالت وهي تراقب يوسف وهو يترجل من السيارة
حميدة يا يوسف هتف صوت من خلفهم فقال محدش غريب يدخل المنطقة وأنا موجود يا كباتن استدار الرباعي لمصدر الصوت ليجدوه طفل لم يتعدى سنوات مراهقته فسخر جاسر وقال هتعمل ايه يعني! اقترب سقراط بنظرات عصبية ورفع رأسه ليصل لعين جاسر البعيدة وقال هعمل بلاوي زرقا أنا جامد بس مش بيبان عليا قال رعد بضحكةأنت جاي من ديزني لاند صح ! سأل آسر بجدية بقولك ايه تعرف عم اسماعيل ابو حميدة هز سقراط رأسه وقال ده أبويا وحميدة أختي ضحك جاسر وقال شبهها وربنا قال يوسف بحدة وسايبنا !! روح قول لوالدك اننا وصلنا تساءل سقراط انتوا مين! جاسر بضحكة الهكسوس ظهرت العصبية الصبيانية على وجه سقراط فصفر بأصبيع وأتى عدة صبية بعمره وأطفال اعمارهم تتراوح ما بين السادسة والسابعة...فتساءل يوسف بقلق هو ماله! أجاب جاسر بذات الضحكة بيجمع الجيوش.. أتى الأسطى سمعه وفكن أنهم الشباب المنتظر وصولهم ثم رحب بهم بشهامة وأدب ورافقهم حتى الشقة... وقف والد حميدة بعدما شرح لهم كافة الاحتياجات وقال تصبحوا على خير بقى لو احتاجتوا حاجة انا في البيت اللي قصادكم نادوا عليا وهتلاقوني عندكم... رد يوسف بابتسامة شكرا يا عم سمعه ذهب الرجل وترك الشباب يقفون بالصالة فجلس آسر على أحد الأرائك غير معنيا ببساطة الاثاث حوله بينما اتجه يوسف لاحد الغرف وقال جعااان نوم نظر جاسر لرعد وقال بضحكة تعالى نتفرج على المتحف ده توجهوا للمطبخ بجانبهم فرأى جاسر بوتجاز أبيض اللون بثلاث عيون مثلثية وقال بضحكة أنا شوفت البوتجاز ده في فيلم قديم هو لسه موجود منه رعد بتحذير خلي بالك البوتجازات دي ممكن لو استخدمناها غلط هتفرقع في وشنا نظر للثلاجة ذات الباب الواحد وقال البيت ده ستيناتي أوي أيام الطربوش ضحك رعد وقال لا عادي أنا متعود لما بسافر رحلات التصوير في الجبال بعيش في اماكن اقل من كده.. خرجوا من المطبخ ضاحكين ودلفوا لغرفة يوسف بينما ظل آسر جالسا بالصالة ويعطي للنافذة ظهره.. انتظرت سما حتى ابتعد الفتيات عن السور ضاحكين عن المشهد الهزلي لسقراط بينما راقبت آسر من النافذة والتقطت حجارة صغيرة والقتها وهي تدعوا يارب ما ترشق في افاه يارب انا عايزاه ينتبه بس. القطتها بقوة حتى سهمت الحجارة بموضعها الصحيح بمنتصف عنقه فأختبأت سما بمزيج من الضيق والضحك رشقت !! انتفض آسر إثر الضړبة المفاجئة واستدار يبحث عن من فعل ذلك ولم يجد احدا فر بغيظ وقال من أولها كده ! بينما بغرفة يوسف...قد بدل ملابسه لملابس بيتية رياضية حتى رمقه رعد وقال بتساءل مافيش غاز هنا في أنابيب مين بقى هيتولى الموضوع ده أشار يوسف بضحكة الى جاسر وقال تايسون..جاسر طبعا ههههه حدق جاسر بذهول وقال أنا اشيل انابيب ! أنت مچنون صح اقترب يوسف وقال له اللي بيشيل أنابيب هنا بيسقفوله جرب واتأكد بنفسك حميدة مأكدالي زم جاسر شفتيه وهتف بإعتراض مستحيل بباريس.. ظلت للي تنتظر أي ظهور له ولكنه اختفى تماما فكرت كثيرا أن تتصل به على هاتف الغرفة ولكنها مقتت وضع نفسها بهذه اللهفة ربما يعتقد بها شيء خطأ قررت الهبوط للحديقة لتجدد هواء رئتيها..سارت بذات الطريق وبمساء مشابه لهذا المساء ...لم تعرف لما سقطت دمعة من عيناها اشتياقا له هل يعقل أنها احبته ! بهذه السرعة! ولكن أن كان للكره مفعول سريع فلما لم يكن للحب أيضا!! لما قابلته بذالك اليوم ولما تعلقت به لهذه الدرجة الخطېرة! اليوم كانت الحديقة خالية اكثر من ذي قبل والطقس به رفة باردة لفحت وجهها برعشة جلست على أحد المقاعد ولم تحتمل فكرة أنه نسى وجودها فامطرت عيناها دموع حتى على حين غرة جلس بجانبها وبيده معطف جلدي وقال وبعيناه نظرة شوق شديدة عاملة ايه رفعت رأسها اليه ببسمة سرعان ما تبدلت لنظرات عتاب فنهضت بعصبية وقالت كويسة نهض ووقف أمامها قائلا بإعتذار خفي أنا مكنتش في الفندق كنت في شغل بعيد عن هنا خلصته ومعرفش أزاي وصلت لهنا هتفت بعصبية دون أن تدري طب كنت قولي! ابتسم بتسلية مكنتش أعرف أن يهمك أمري للدرجادي..حقك عليا
يبتسم بحنان وهو يقل ذلك! القلب إليه وعليه..يا دقة خرجت عن مسارها وخلخلت إتزان القلب المعذب بوحدته لسنوات..تشع عيناه دفء وتشع عيناها حياء فأكتملت لوحة العشق لآدم وحواء.. ابتسمت..تهربت من عيناه..ابتسمت..بأنفاس تتلاحق من طيف ابتسامته..كأن الليل يدعوهم للسير تحت سحره..فسارا بطريق الحديقة المزهرة..يا الله ما به قلبها! أم أن إئتلاف
القلوب قدر مكتوب..كأنها مراهقة ذي الجدائل تسير وهي تتمنى أن لا ينتهي الطريق برفقة من تحب..الأمير الأربعيني.. كأنه أبقى ابتسامته إليها فقط!! لم تزر ملامحه العبوس برفقتها قال وكأنه يحدث نفسه _ من سنين كتير تقريبا عمري وقتها كان ٢٧سنة..كنت خاطب طيف إمرأة بالماض عكر صفو اللقاء اكان عليه ذكرها أم تذكرها رغما قالت بوجوم كنت بتحبها سومها بنظرة جانبية سريعة سرق من عيناها بيان الغيرة يتصيد مشاعرها وهي تعترف بخفاء!! ما أخطر من رجل يستطيع ترجمة مشاعر الأنثى..أجاب بصدق بعدما ظل دقيقة صامتا _ عشان اكون صريح وواقعي..هعترف أني كنت بحبها وقتها وقفت للي فجأة وتطلعت اليه بسيل من الضيق والحيرة من إجابته فتساءلت يعني إيه وقتها! تحركت عيناه على وجهها بطيف تسلية من عصبيتها وقال بجدية يعني كل عمر وليه دقاته..اوعي تفتكري أن القلب مالوش سن! ليه للي بتعجب القلب خارج نطاق الزمن تعمق وجيه بنظرته لعيناها وكأنه ينقشها بين كلماته فقال بس مش خارج نطاق التجربة والأيام..حبيتها في العشرين بس بقت غريبة في الأربعين وكأنها ما مرتش على قلبي بيوم!! سارت مجددا واخفت بسمة رفت على ثغرها ولكن هيهات كيف تخفي وهو سرق النبض اليه!! قالت للي أرادته يقل كل شيء كمل أخذ من اجابتها المختصرة هدوئها وطمأنتها فتابع أخواتي الأربعة سافروا كل واحد بمراته سافروا يحلوا مشكلة لأخويا الكبير بس وهما راجعين الطيارة اڼفجرت بيهم وماتوا كلهم سابولي اربع اطفال اكبر واحد فيهم كان عنده ١٢ سنة اعتبرتهم ولادي بس خطيبتي أصرت تبعتهم مدرسة داخلية بعد ما نتجوز بالنسبالي ده كان مستحيل دول ولادي مقدرش ابعد عنهم فسخت الخطوبة مع أصرارها على قرارها..وكل شيء انتهى. سرت رجفة الم لما قاله بينما طرحت سؤال كاف بعقلها أم تراه بقلبها!..قالت وارتبطت بعدها هز وجيه رأسه بنفي وأجاب بصدق بصراحة لأ وقتها حسيت أن كل مشاعري كانت زي برج على الرمل اتبنت بإحساس أشبه بالسذاجة عشان كده أنا مرتاح أننا مكملناش حبيتها شاب في العشرين بس ماهزتنيش في الأربعين!! قالت للي بإهتمام خفي وإيه اللي ممكن يهز قلبك في الأربعين تنهد وجيه ثم رمقها بمكر سريعا وقال الطبيعة انكمش حاجبيها بعدم فهم فقالت مش فاهمة ! أجاب وجيه ببسمة طفيفة _ الطبيعة يعني انسانة طبيعية رقتها صادقة حنيتها صادقة مشاعرها صادقة وواضحة مالهاش في شطرنج التلاعب بالمشاعر..عشان عشق الأربعيني ده أسطوري.. شعرت بلفحة برد لبست منبعثة من النسمات وانما من مشاعرها ابتسمت بشرد وهي تسير بالطريق برفقته.. باليوم التالي..استعد الفتيات صبيحة يوم الخميس للذهاب إلى العمل..بينما في أثناء خروجهم تفاجئوا بجاسر وهو يقف أمام السيارة ذات الإيطار المثقوب..كتمت جميلة ضحكتها وقالت البقاء لله الټفت له وهو على علم بكم الشماته التي تغمرها فقال ما تروحيش على المكتب روحي على الموقع قالت بنبرة تظهر السخرية كنت هعمل كده عشان بكرة الجمعة أجازة العمال..هتعمل في المرحومة دي ايه! قالتها وهي تضحك بينما قالت حميدة بأسف ما تزعلش أنا هقول لأبويا يرجعهالك عروسة اكيد عيال الحته اللي عملوا تركتهم حميدة ودلفت للداخل تخبر أباها عن السيارة فخرج بذلك الوقت الثلاثي الشباب وكلا منهما يحدق بالسارة في صدمة تمتمت سما بعبوس وقالت يخربيت أي حاجة تزعلك يا أسورة وكزتها رضوى بغيظ وقالت لمي نفسك على الصبح يابت مطت سما شفتيها بضيق وقالت بهمس مابحبش أشوفه مكشر نظر رعد للسيارة بعصبية وقال هروح شغلي أزاي دلوقتي! أنا ماروحتش امبارح بسبب العملا بتوعكوا !!! أشار له آسر ليهدأ وقال تاخد تاكسي مافيش مشكلة.. خرجت حميدة ومعها الأسطى سمعه بعدما أخبرته بالأمر فقال أسفا سيبوهالي وأنا هصلحها.. ابتعد جاسر بنفاذ صبر ورمق آسر ويوسف بنظرات غاضبة فقال يوسف تعالوا نشوف أي حاجة توصلنا للمكتب ونسيب العربية لعم سمعه.. مر خمسة عشر دقيقة...بأحد الميكروباصات الشعبية جلس الأربع فتيات بالمقعد
متابعة القراءة