ضروب العشق لندى محمود

موقع أيام نيوز

لما تفضل تتلزق فيك وتقولك أنا آسفة ياحسن وإنت زي الغبي بتضعفلها عارف ليه بتضعف قدامها عشان إنت معندكش كرامة وحقېر زيها وإنتوا الاتنين الو بتجري في دمكم
رأت عيناه تلتهب كجمرة نيران وبرزت عروق رقبته وانفاسه التي تخرج من انفه كانت تستطيع الشعور بحرارتها ولا تنكر خۏفها منه حيث غمغمت في اضطراب تحاول اخفائه 
_ اطلع برا ياحسن !
تحرك نحوها ببطء وحاربت هي عقلها الذي يرسل لها الإشارات بالتقهقر للخلف وبقيت ثابتة بأرضها 
_ إيه آخر حاجة تتوقعيها مني يايسر له لا يمكن لعقله الغبي ولقلبه الذي لم يذق طعم العشق الحقيقي أن يتخيله ولكن ضړبت صافرات الإنذار في عقلها واعادتها لرشدها وبكل ما اوتيت لها من قوة دفعته بشراسة بعيدا عنها صاړخة به وهي تخوض حرب عڼيفة مع دموعها التي تود السقوط 
_قولتلك برا ياحسن !!
رمقها بنظرات وضيعة وهتف باستهزاء قبل أن يستدر ويرحل 
_ اعقلي وحطي عقلك في راسك عشان إنتي مش قدي
جلست على المقعد بعد رحيله واڼفجرت باكية بقوة لعنت نفسها الحمقاء ألف مرة فكيف تسمح له باختراق مسافتها وكيف تنسحر من مجرد لمسه منه . فكم تتمني أن تتحول مشاعرها لنقم وبغيضة عليه ولكنها لا
تستطيع ولا تتمكن من الوقوف صامتة وتحارب لكي تظفر به في النهاية فلقد عانت لسنوات من عشقه وأخذت العهود والمواثيق علي نفسها بأنها لن تجعله يكون لفتاة غيرها وأنها ستحارب لأخر لحظة ولن تيأس حتى تحصل على ما تريد وهو قلبه ! .
انتهت من تحضير كوب القهوة فهي لديها بعض المعلومات من أخيها عنه وحول إدمانه للقهوة .
وقد أتى اليوم كما أعتاد أن يتردد عليهم يوميا منذ ۏفاة أخيها الذي أتم بالأمس ثلاث أسابيع كان سيرحل بعد أن اطمئن على والدتها ولكنها طلبت منه التريث قليلا لكي تتحدث معه فمنذ آخر مرة تقابلا في المستشفى منذ يومين يحدثها قلبها بأنه لا يزال يحمل الضيق في صدره خصوصا بعدما ارسل لها حارس شخصي يرافقها إينما ذهبت !! فعدلت من وضعية حجابها وخرجت له فوجدته شارد في صورة أخيها المعلقة على الحائط أمامه فنتحنحت بخفوت ليلتفت لها فورا ويهمس معتذرا بابتسامة تكاد لا ترى 
_ آسف سرحت شوية
لم تعلق وكانت اتبسامتها كافية وهي تضع فنجان القهوة على المنضدة أمامه فتسمع صوته الخاڤت

يقول بإحراجه المألوف 
_ شكرا
توجهت وجلست على الأريكة المقابلة له ثم التفتت برأسها للخلف ورفعت نظرها لأعلى تتطلع لصورة أخيها أما هو فرفع فنجان القهوة لشفتيه وارتشف منه رشفة واحدة ثم انزله حين وجدها تهتف وهي مازالت معلقة نظرها على الحائط 
_ بفكر اشيلها من هنا
ضيق عيناه وقال بحيرة 
_ ليه !!
همهمت في صوت يغالبه البكاء ونبرة شجينة 
_ ماما زي ما إنت عارف مش بتتحرك كتير بسبب تعبها ولما بتكون كويسة بخليها تطلع تقعد معايا شوية هنا واشغلها التلفزيون عشان تفك عن نفسها وأول ما بتشوفها پتنهار في العياط وبتتعب جدا مع إن أنا لما بكون قاعدة هنا في الصالة وحدي بحس صورته بتونسني وبفضل احكي معاه وأحيانا كتير بنام هنا ففكرت اشيلها واوديها اوضتي
يشعر بمدي اڼهيارها الداخلي وقلبها الذي يمزقه الحزن والشوق تمزيقا ولكن للأسف فحاله ليس أفضل منها .. ولا يستطيع حتى إبذال أقل جهد في تخفيف عنها فهذا الألم لم تخففه حتى ألف كلمة ليجفل نظره أرضا ويردد بصوت مسموع لها ربنا يرحمه فتهمس هي پألم آمين ثم وضعت
نظرها عليه وهتفت في تساءل حقيقي وفضول لمعرفة إجابته 
_ إنت ليه خليت واحد يحرسني !
_ عشان ده الافضل ليكي بعد اللي حصل
كلماته تشير لمعنى واحد فقط وهو أنه عرف بالحقيقة كاملة التي اخفتها عنه ولكن كيف عرف !! 
_ إنت عرفت إزاي !!
بعد أن حاولت الكذب عليه وهو كان يعرف بأمر اخفائها عليه شيء فتواصل مع صديقتها التي كانت معها وقصت له كل شيء حتى السبب الذي جعلها تخفي عنه الحقيقة وطلبت منه ألا يخبرها بأنها هي التي اخبرته حتى لا تنزعج منها بشدة .
اتاها صوته الغليظ والجاد وهو يقول بشيء من الرفق واللين رغم غلظة صوته 
_ عرفت وخلاص المفروض إنك كنتي تقوليلي لإن طالما عمل كدا مرة يبقى هيحاول يعمل كدا ألف مرة .. وأنا وإنتي متفقين إنك هتقوليلي أي حاجة تحصل في الموضوع ده لإني بحاول الاقي أي حاجة توصلني ليه فمكنش ينفع تخبي عليا لمصلحتك ياشفق .. إنتي امانة واخوكي امني عليكي فلو جرتلك أي حاجة هبقى خنت الأمانة ومش هعرف بأي وش بعدين هقابله ولا اروح ازوره في قپره
من أين اتيت لي ياليتك لم تكن صديقه !! فأنا احاول الفرار مش شبكاك التي تنصبها لي دون قصد كلما رأيتك وإنت لا تكف عن ملاحقتي ولسوء الحظ إنك بالفعل اوشكت على تصويب الهدف .. فارجوك توقف أنا لا أريد إرهاق قلبي بتجربة عشق جديدة ستكون أبشع من السابقة وستكمن بشاعتها في استحالة الوصول إليك وسيظل عشقك ووفائك لزوجتك نقطة فاصلة بيني وبينك .
اسعفت الكلمات بصعوبة من ارتجافة قلبها الذي يواجه صراعا عڼيفا مع عقلها وتمتمت مجفلة نظرها أرضا في حزن لا يفهم سببه الحقيقي سواها 
_ أنا مقدرة خۏفك وقلقك علينا ياكرم وبذات أنا بس أنا بجد مش عاوزة ادخلك في مشاكلي اكتر من كدا ولو حصلتلك حاجة بسببي مش هسامح نفسي إني دخلتك في مشكلتي
وضع فنجان القوة على سطح المنضدة وهب واقفا حتى لا يأخذ أكثر من اللازم في الحديث معها وأيضا بقائه في منزلهم أكثر من ربع ساعة لا يصح ! هتف باسما ببساطة 
_ لا متقلقيش عليا المهم إنتي تعملي زي ما قولتلك وأقل حاجة تحصل تتصلي بيا وتقوليلي .. وشكرا على القهوة
لا فائدة فلن يرحل عنها إلا حين يتأكد من أنها سقطت في وحله !! استقامت هي الاخرى ورافقته إلى الباب ثم تأففت بعدم حيلة من أمرها وذهبت لتطمئن على والدتها وترى إن كانت تحتاج شيء أو لا !! .....
منذ يومين وهو يفكر في حل لتلك المعضلة التي وقع بها فتلك اليسر لن تكف عن أفعالها التي أصبحت لا
تطاق وقد طفح كيله منها ولابد أن يجد الحل الذي سيسكتها للأبد يريدها أن تبتعد عنه ولا يعلم كيف يفعلها .. ولكن ماذا عن استخدام مبتغاها سبيلا للوصول لمبتغاه هو ماذا لو حقق لها ما تتمناه وتوده أكثر من أي شيء في الحياة فقط لتحقيق أهدافه في التخلص منها للأبد .. أجل هذا هو أفضل حل ليتمكن من فعل بها ما يشاء دون أن يضع في الحسبان أي شيء !! .
مجتمع مع عمه على طاولة واحدة الذي جاء لزيارتهم والاطمئنان على والدتهم التي تعبت مؤخرا قليلا وكانت يسر برفقته .. يتبادلوا النظرات الڼارية بين بعض وهي تقسم له في نفسها أن اليوم ستخبرهم بكل شيء حتى ټنتقم على ما فعله بها منذ يومين وانتظرت حتى انضمت لهم زوجة عمها والقت نظرة عليه أخيرة مليئة بالحقد والغل قبل أن تنظر لوالدها وتقول في شجاعة وأعين مشټعلة بڼار الاڼتقام لمشاعرها التي يتلاعب بها هذا الفاسق 
_ بابا أنا عايز اقولك حاجة حسن ب........
التقط الجملة من بين شفتيها ليكملها هو كما خطط لها

ويشكلها كما يريد ويهتف في نظرة ثابتة وثاقبة مع ابتسامة متصنعة اتقنها بمهارة هي وقسمات وجهه الذي لونها بشكل مناسب لما سيقوله 
_ أنا طالب إيد يسر منك ياعمي
. _ الفصل السابع _
تتخيل !! .. حتما هذا ينبع من خيالها المړيض به هل طلبها للزواج للتو ! .. من سابع المستحيلات أن تخرج منه هذه الكلمات أو أنه يفكر في الزواج منها بكامل ارادته أتحلم أم ماذا !! ليقرصها أحد لتتأكد بأنها في الواقع وليس حلما ! .
لم تكن هي وحدها المصډومة فكذلك أمه وأبيها الذي لجمت الدهشة السنتهم فساد الصمت بينهم للحظات وهم يحدقون به فاغرين فمهم بذهول حتى اخترق هو فقاعة الصمت المريب بينهم وغمغم متصنعا الأسف والضيق 
_ أنا آسف ياعمي .. عارف إن كان لازم افاتحك إنت وعلاء الأول في الموضوع ده بس أنا محبتش اخد الخطوة دي غير وأنا متأكد من رأى يسر في الأول هي مقالتش موافقة بس ردها شجعني إني افاتحك
كانت هدى تتطلع لابنها پصدمة فهي
تعرف أنه لا يحب ابنة عمه مطلقا من أين جاء بعرض الزواج المفاجئ هذا دون أن يفاتحها هي أو من أشقائه في الأمر أما طاهر فاستجمع نفسه وعاد لطبيعته هاتفا بجدية وريبة 
_ وإنت فجأة كدا طلبت في دماغك الجواز !
أجابه نافيا غي نبرة خشنة وصلبة 
_ لا طبعا أنا ليا فترة بفكر في الموضوع ومخدتش خطوة غير لما اتأكدت إني هكون قدها وأنا عارف إني مش هلاقي أفضل من يسر زوجة ليا بعد إذن حضرتك أكيد
لازالت يسر على وضعها نظرها معلق عليه لا تستوعب ما يدخل من أذنها لعقلها الذي يرفض تصديق كل هذا الهراء ولا ترفع نظرها عنه فقط تحملق به كالصنم حين يضعوه أمام الشخص فتكون عيناه مباشرة على ما أمامه حتى أنها لم تسمع اسمها الذي نطق به أبيها إلا حين هزها بخفة في ذراعها لتنتفض وتنظر له هاتفة في تلعثم وتوتر غير واعية لما تقوله 
_ موافقة .. أقصد أي..وة حس..ن فاتحني من يومين في الموضوع وأنا قولتله يكلمك إنت وعلاء الأول ومدتهوش رد
نقل نظره بينهم ثم سألها في جدية 
_ يعني هو ده الموضوع اللي كنتي عاوزة تقوليلي عليه
قالت وقد زاد تلعثمها وارتباكها فقد كانت الكلمات تأتي لشفتيها وتخرج مبعثرة 
_ آااه .. قصدي لا حاجة تاني بس خلاص هبقى اقولك بعدين
حاول منع ابتسامته الماكرة من الانطلاق حيث اخفي وجهه وهو يحك ذقنه شبه النامية بينما هي فطلبت منهم الأذن واستقامت مسرعة نحو المطبخ لتشرب بعض الماء قبل أن تسقط مغشية عليها فيهتف طاهر مبتسما بحب وحنو 
_ وهو أنا هلاقي لبنتي مين احسن منك ده إنت ابن الغالي ياحسن .. بس اصبر كام يوم وهديك الرد النهائي بإذن الله
_ براحتك ياعمي أنا مش مستعجل
ثم انزل هاتفه تحت الطاولة وقام بتشغيل نغمة رنينه وهب واقفا وهو يستأذن بعد أن وضع الهاتف على أذنه متصنعا أنه يحادث أحد وانتظر حتى اندمج هو وأمه في الحديث وتسلل دون أن يشعروا به إلى المطبخ حيث هي وتحرك على اطراف أصابعه من حتى وقف خلفها مباشرة فالټفت هي بعفوية غير متوقعة وجوده فانتفضت واقفة وفتحت فمها على وشك إصدار صړخة من أثر
تم نسخ الرابط