ضروب العشق لندى محمود

موقع أيام نيوز

جيت
خرجت أمها من الغرفة وهي ترحب به ترحبيا حارا ومدت يده تصافحه ففعل وهي يرد عليها ترحبيها به باحترام شديد ثم اصطحبته معها إلى غرفة زوجها وجلس معه بعدما عانقه وتمنى له الشفاء العاجل أما ملاذ فذهبت للمطبخ وبدأت في تحضير كوب شاي له فقد عرفت خلال الأيام القليلة منذ زواجهم أنه يفضل الشاي كثيرا وأكثر من أي شيء آخر وبعد دقائق قصيرة عادت لهم وهي تحمل الكوب على صينية صغيرة ثم وضعته أمامه على منضدة صغيرة الحجم وجلست على مقربة منه تتابع حديثة مع والدها الذي استمر

لربع ساعة بالضبط ثم استأذن منهم بالرحيل ليوقفه أبيها هاتفا 
_ خليك اتغدى معانا يابني !
أجابه بامتنان ونبرة مهذبة 
_ ربنا يخليك ياعمي مرة تاني إن شاء الله .. معايا شغل في الشركة لسا مخلصتهوش والله
_ ماشي يابني مش هعطلك عن شغلك ربنا يعينك ويقويك
ودعه ثم انصرف ووقف بجانب الباب يرتدي حذائه لتلحق هي به وتقف خلفه تنتظره حتى ينتهي ويلتفت لها لتهمس بنبرتها الأنوثية الخاڤتة 
_ هتاجي تاخدني إمتى 
أجابها بجفاء بسيط وإيجاز دون أن يكون في وجهه أي شيء من البشاشة أو جزء من انحراف شفتيه للجانب كابتسامة لطيفة 
_ على الساعة 8 إن شاء الله
ثم فتح الباب ورحل فأغلقته خلفه ببطء وهي تأخذ نفسا عميقا بأسى وشجن فهو لن يجعلها تحصل على المسامحة منه بسهولة وكأنها لم تخطأ في شيء يستحق الخصام والعقاپ !! ....
مر أسبوعا كاملا وطرأت معه بعض التغيرات الطفيفة يسر لا تزال تحاول تجنب حسن قدر الإمكان حتى تفكر ماذا ستفعل وماذا ستكون خطتها القادمة ولكن تجد أن الشجار قد أدي بنتيجة إيجابية معه على عكس توقعها وملاذ لم تجد أي نتيجة لمحلاتها البائسة في إثبات أنها نادمة على كل شيء .. ولكنها لا تنكر أنه بدأ يكون أقل حزما معها وشفق باتت لا ترى كرم سوى دقائق قليلة إما على الطعام أو حين يكون في الحديقة يشرب قهوته .. لم تكن مدركة أنه يتجنب محادثتها عمدا !! .
كانت تجلس في الحديقة على نفس المقعد الهزاز التي تجلس عليه دوما تتأمل النجوم الساهرة وتسترجع ذكرياتها من أخيها وأمها وتحزن على الحال الذي هي فيه ثم تعود وتحمد ربها رغم كل شيء وتفكر إلي متى ستقطن في منزل الغرباء لابد من وضع الحدود لكل هذا وجال بذهنها فكرة أن تتصل بعمها ولكنها تعرف جيدا شړ زوجته وابنائه وبالأخص ابنه الأكبر الذي تهاتف عليها لسنوات ورفضته وكان هذا بداية المشاكل بينهم عندما وقف أخيها ضد عمه الجبار وطلب منه أن يبتعد عنهم تماما ويبعد ابنه عن شقيقته وإلا ستكون نهاية هذا الأمر سيئة .. أخيها ! 
وليس معها فقط فساد الصمت بينهم للحظات وكلاهما يحتسي من كوبه في صمت حتى أتاها صوته القوي وهو يقول 
_ عدى اسبوع واستنيت تاجي وتقوليلي بنفسك مجيتيش .. ليه مقولتيش إنك عارفاه لما شوفتي صورته في اوضتي !!
قيد لسانها وأصابها الارتباك والقليل من الدهشة حين تأكدت أنه عرف بكل شيء فابتلعت ريقها وتمتمت بخفوت وهي تتحاشى النظر إليه 
_ خۏفت أقولك لتصمم على اللي في دماغك أكتر لإني كنت عارفة من سيف الله يرحمه إنك مش سايب مكان وبتحاول تلاقيه وعايز ټنتقم منه محبتش أكون سبب لو بسيط في حاجة ممكن تأذيك
هتف في صوت غليظ وڠضب مكتوم 
_ إنتي عرضتي نفسك للخطړ .. لو كنتي قولتيلي من وقت ما كنتي شاكة فيه مكنش اللي حصل معاكي في بيتكم ده هيحصل لإني مكنتش هسمحلك تقعدي وحدك أبدا وأنا كدا كدا كنت هلاقيه وهوصله سواء عرفت إنه هو اللي بيبتزك أو لا بس زي ما قولتي اللي عمله ده خلاني اصمم أكتر على اللي ناوي أعمله فيه
فهمت في لمح البصر ما ينوي الفعل به وهو الٹأر لروح زوجته التي خرجت وهي تتعذب فهتفت في ذهول وشيء من الرجاء 
_ ولما تدخل السچن بسببه هتستفاد إيه هتبقى خسړت مراتك وخسړت حياتك .. الأفضل إنك تسلمه للشرطة وتسيب القانون يعاقبه
نظر لها مبتسما بإزدراء وهو يتمتم 
_ وهي الشرطة هتقدر تطفي الڼار اللي جوايا !! .. خلاصة الكلام ياشفق أنا جيت عشان أقولك مش هينفع تمشي من هنا غير لما امسكه لإن ماما قالتلي إنك عايزة تمشي
ثم هب واقفا واتجه نحو الداخل مجددا وتركها معلقة نظرها عليه وهو يبتعد عنها بأعين دامعة !! ........
عاد من عمله مبكرا اليوم على غير عادته وكان متعبا ودخل فورا لغرفته حتى ينام والآن الساعة قاربت على العاشرة مساءا ومازال لم يتسيقظ !! .
القت هي نظرة على ساعة الحائط بنظرات قلقة ثم استقامت وقررت أن تدخل له وتطمئن عليه وتعرف سبب نومه لكل هذه الساعات فهو منتظم في ساعات نومه ولا ينام لساعات طويلة هكذا قادت خطواتها نحو غرفته وفتحت الباب ببطء وادخلت رأسها تنظر له فوجدته في فراشه متدثر بالغطاء حتى كتفه ووجهه يعطي أحمرارا ليس طبيعيا فدخلت دون تردد واقتربت منه تتلمس بباطن يدها جبهته ووجنته لتجد حرارته مرتفعة جدا فتخرج فورا لتجلب دواء للانفلونزا وملأت كوب ماء ثم عادت له وهمست في رفق وهي تهزه بلطف حتى يستيقظ 
_ زين .. زين قوم خد البرشام ده
فتح عيناه بصعوبة واعتدل نصف اعتدالة في نومته حتى يتمكن من شرب الماء وأخذ الدواء ثم عاد وتدثر مجددا بالغطاء مغمغضا عيناه التي لا يقوي على فتحهما من ارتفاع حرارة جسده بينما

هي فخرجت مجددا وعادت بعد لحظات وهي تحمل بيدها منشف صغير أكبر من حجم اليد قليلا وغمسته في الماء ثم أخرجته وعصرته وطوته ثلاث مرات ثم وضعته على جبهته فرفع هو يده وازاحه هامسا بصوت ضعيف يكاد لا يسمع 
_ اطلعي ياملاذ وسبيني أنا هنام وهصحى الصبح كويس إن شاء الله
هتفت برفض قاطع وشيء من الڠضب 
_ لا مش هسيبك إنت مش قادر تفتح عينك من التعب
ارتفعت نبرة صوته قليلا وهو يقول بخشونة 
_ قولتلك اطلعي ملكيش دعوة بيا
امسكت بالمنشفة الصغيرة وعادت تضعها على جبهته مجددا هاتفة في إصرار وحدة 
_ متعاندش معايا لما حرارتك تنزل إن شاء الله هبقى اطلع وأسيبك وممكن تسكت بقى وتسيبني أعملك الكمادات
ليس لديه القدرة لمقاومتها أو الجدال معها فاستسلم لأمره وأغمض عيناه من جديد تاركا إياها تفعل به ما تريد واستمرت لدقائق تضع الكمادات على جبهته حتى هدأت حرارته المرتفعة قليلا فتنهدت هي بارتياح وجعلت تتفرس ملامحه بابتسامة جميلة ومحبة ثم مدت يدها تمررها برقة على شعره الأسود الغزير .
لم يمر أسبوعين على زواجهم ولكنه نجح بسهولة أن يتولى منصبه في قلبها وأصبحت شبه متأكدة من أنها الآن يمكنها إعلانه سلطانها الجديد وتدق الطبول احتفالا ببداية عهده .
سمعته يهمس في صوت خاڤت 
_ اطفي المروحة ياملاذ .. أنا بردان
_ مش هينفع اطفيها لازم اشغلها
عشان تجدد الهوا في الأوضة أنا مشغلاها على أقل درجة
فتح عيناه في صباح اليوم التالي بتكاسل وخمول ونظر لها بصمت للحظات وهي نائمة بسكون بجانبه فاعتدل في نومته وانحني
فتحت عيناها وتمطعت بذراعيها للأمام ثم اعتدلت جالسة ونظرت بجوارها فلم تجده لتقطب حاجبيها باستغراب ونهضت لتغادر الغرفة فسمعت صوت قادم من المطبخ .. علمت أنه فيه فتوجهت صوبه ووقفت بجوار الباب متمتمة في رقة 
_ صباح الخير
رد عليها باقتضاب دون أن ينظر لها 
_ صباح النور
اقتربت منه ووقفت بجواره ثم مدت يدها لتتحسس جبهته هاتفة بنعومة 
_ بقيت كو......
امسك بيدها قبل أن تلمسه وابعدها هاتفا في صلابة 
_ كويس .. كويس الحمدلله
طالعته بنظرات رجاء أن ينهي عقابه لها فقد بدأت نفسها تتألم من جفائه معها ليخرج صوتها عابسا 
_ هتفضل لغاية إمتي كدا يازين 
وضع السكر في كوب الشاي ثم بدأ يقلب بالمعلقة وهو يردف بصوت رجولي أجش 
_ هيفضل حبك لخطيبك حاجز بينا وهيفضل خداعك ليا نقطة سودا في علاقتنا
هتفت بنبرة صوت مرتفعة قليلا وصدق ينبع من صميم فؤادها 
_ مبقتش أحبه والله العظيم مبقتش بحبه ليه مش عايز تفهم !! .. أنا مفيش حياتي حد غيرك ومبقتش بفكر غير فيك وعايزاك تديني فرصة اثبتلك ده واثبتلك إني مش بفكر فيه نهائي وإني ندمانة على اللي عملته اديني فرصة استعيد ثقتك فيا من جديد
نفسا قويا أخذه وأخرجه زفيرا حارا قبل أن يهتف في غلظة صوت ونظرة ثاقبة كالصقر 
_ طيب هديكي فرصة ولو معرفتيش تستعيدي الثقة دي هيحصل إيه
_ مفيش لو .. أنا هصلح كل حاجة عملتها صدقني
امسك بكوب الشاي والقي عليها نظرة قوية قبل أن ينصرف ويتركها تتراقص فرحا من داخلها وتفكر ماذا ستفعل لتتمكن من إعادة المياه لمجاريها فارتفعت لشفتيها ابتسامة مختلطة بمزيج من المشاعر الرومانسية حين تذكرت نومها ليلة أمس وهو بين ذراعيها إحساس داهمها لا تجد الكلمات لوصفه سوى أنها شعرت بالسلام والراحة النفسية بجواره !! .
فتحت الباب ببطء ودخلت حتى توقظه فتجده مازال نائما تنهدت بعمق ثم اقتربت من الفراش وجلست على الحافة بجواره تبتسم بحب لا تعرف سبب تغيره معها منذ آخر شجار بينهم والذي كان من أسبوع كامل .. لم يكن تغيرا جذريا ولكنه لم يعد يعاملها باحتقار وتقرف بل أصبح عاديا تماما يتحدث بطبيعية مما جعلها تشك بأمره وتتساءل بفضول وحيرة هل خطتها تسير في الطريق الصحيح أم أنه أشفق عليها أم ماذا كانت تسأل نفسها هذا السؤال منذ ثلاث أيام وتخشى أن تسأله فتسمع منه ردا يدخل اليأس لقلبها أو تسمع ما لا تريد سماعه وينفعل فيشب شجار جديد .. وكانت تفضل عدم معرفتها سبب هذه المعاملة يكفي أنها تسعدها وتعطيها المزيد من الأمل .
انحنت نحوه 
_ بتعملي إيه !
ارتدت للخلف فورا في زعر وهتفت بتوتر مع قليل من الخجل 
_ ولا حاجة كنت جاية اصحيك عشان منتأخرش على الشغل
اعتدل وفرك عيناه متمتما بابتسامة مزدردة 
_ وإنتي كدا بتصحيني ولا بتتحرشي بيا وأنا نايم
أشارت إلي نفسها بسبابتها هادرة بدهشة وترفع 
_ أنا !! .. بيك إنت !! ده على أساس إن إنت ملاك طاهر نازل من السما عشان اتحرش بيك مثلا
أبعدها عن طريقه وهو يقول بضحكة خفيفة 
_ طيب ابعدي
نزل
من الفراش وتوجه للحمام لكي يأخذ حماما صباحي قبل الذهاب للعمل أما هي فقد همست لنفسها في فضول قاټل 
_ لا ما أنا هتحصلي حاجة لو مفهمتش هو بيتعامل معايا كدا ليه !
خرجت وبدأت في وضع طعام الإفطار في الصحون ومن

ثم ترتيبها على الطاولة الأمر الذي استغرق منها ما يقارب العشر دقايق وبعدما انتهت اندفعت نحو
تم نسخ الرابط