ضروب العشق لندى محمود
المحتويات
وتهتف پصدمة أشد
_ كرم مين أخوكي إنتي !!
_ أمال أخو الجيران !!
عادت تسألها بشيء من البلاهة وعدم التصديق
_ عايز يتجوزني أنا ! يعني متأكدة إنه قصده عليا أنا ليكون قصده على واحدة تاني !!
تمالكت رفيف أعصابها ورفعت كفها ضاغطة عليها بشدة وهاتفة بأغتياظ وهي تجز على أسنانه
_ هرزعك حتة قلم يخليكي تفوقي كدا كويس بت متجبليش الجلطة أيوة إنتي هو في حد اسمه شفق غيرك نعرفه !!
_ وإنتي جاية تسأليني طبعا موافقة ولا لا !
_ أكيد .. دي ماما فرحانة أوي ولو وافقتي مش بعيد تخلي كرم يكتب كتابه عليكي من بكرا
هب واقفة وعقدت ذراعيها أمام صدرها هامسة بصوت حزين
_ بس مش هقدر اوافق يارفيف
هبت الأخرى واقفة بدهشة وهتفت بجدية تامة لا تحمل المرح ولا المزاح
التفتت لها وطالعتها بأعين دامعة وغمغمت پألم
_ أيوة ده فعلا بس كمان عارفين إنه مبيحبنيش وإنه عايز يتجوزني بس عشان يبقى نفذ وصية سيف الله يرحمه وفي نفس الوقت هبقى مراته فمش هبعد عنه أبدا وبكدا هيبقى حماني ومخليني تحت عينه
أخذت نفسا عميقا وهي ترى جانبا من كلامها صحيحا والجانب الأخر ليس صحيحا وقررت أن تتمسك بالجانب الخاطىء وتحاول تصلحيه لها لعلها توافق
اقتنعت بكلامها ورأت أن آخر كلمات تفوهت بها قد تكون على حق فهذه فرصة والفرص لا تأتي دائما على طبق من ذهب مثلما جاءت لها الآن وطالما أتتك فرصة جاهزة فلن تخسر شيئا إن جربتها لربما تنجح وتكون سبب في تحقيق هدف كنت تسعى من أجله .
_ فكري في كلامي كويس وردي عليا بليل بقرارك
فتحت أمها الباب ودخلت ثم أغلقته خلفها ببطء واتجهت نحوها بعد أن وجدته تجلس في شرفة غرفتها وبيدها كوب قهوتها الصباحي تتنسم الهواء الطلق باستمتاع وبمجرد ما أن انتبهت لوجود أمها اعتدلت جالسة وقالت بابتسامة حانية
_ صباح الخير
_ صباح النور ياحبيبتي
جذبت مقعدا واتخذت لها مكانا بجوارها هامسة في نظرات مترقبة ونبرة صوت حادة قليلا
_ إنتي متخانقة مع جوزك يايسر !
توترت في باديء الأمر وهي تحاول إيجاد كڈبة تفسر بها سبب شجارهم ولكن عقلها لم يسعفها في نفس اللحظة حيث هتفت بابتسامة مرتبكة وأعين تحاول إبعادهم عن نظرات أمها الثاقبة
ازدادت نظرات أمها حدة عندما استمعت لكذبها مجددا ومحاولات إخفاء شيئا عنهم قد يكون خطېرا فخرج صوتها صارما
_ حسن مش مسافر .. حسن في الشركة علاء لسا كان بيسألني عليكي وإنك ليه جيتي فجأة كدا فقولتله إن حسن مسافر قالي مسافر إيه حسن مرحش مكان وأنه كان لسا بيكلمه ورايحله على الشركة دلوقتي
أدركت سخافة الكذبة
التي املتها عليهم بالأمس وقد ڤضح الأمر أمام الجميع وليس والدتها فقط وستضطر لإيجاد كڈبة أخرى حتى تنهي بها هذه التساؤلات ولكن يجب أن تكون مدروسة جيدا وإلا ستقع في مأزق أكبر ! .
أخذت من الوقت لحظات طويلة حتى قالت بوجه هادئ تماما لكي تقنعها بكذبتها
_ أنا محبتش أقولكم عشان مشغلش بالكم هي مش خناقة يعني ياماما كل ما في الموضوع إننا شدينا مع بعض في الكلام بس
_ ولما هو مجرد جدال بينكم وحاجة بسيطة ليه جيتي على هنا
قالت الأخرى شبه مازحة لتضيف
على الجو المشحون بالتوتر بعضا من نسمات التلطيف
_ في إيه ياماما إنتي مش عايزاني اقعد معاكم يومين ولا آية اطمني مفيش حاجة أنا بس اتخنقت شوية وحبيت افك عن نفسي وعشان كدا جيت على هنا واتفقت معاه إني هقعد يومين
رفعت أمها حاجبها بشك وقالت باقتناع بسيط
_ يعني مفيش حاجة بينكم !
هزت الأخرى رأسها بالنفي وأكملت كذبتها باحترافية حتى وصلت لعقل أمها وصدقتها تماما
_ لا الحمدلله مفيش وبعدين أنا اللي غلطانة واستفزيته فهو اتعصب عليا وشدينا مع بعض متشغليش بالك احنا بخير الحمدلله
تنهدت الصعداء بارتياح ورتبت على كتفها بلطف متمتمة
_ طيب الحمدلله أصل أنا إمبارح قلقت لما لقيته متصل على تلفوني وقالي إنك مبترديش عليه
_ آه تلفوني كنت عملاه صامت عشان كدا مسمعتهوش
هبت واقفة وقالت بصوت رخيم قبل أن تستدير وترحل
_ طيب ياحبيبتي ..
يلا قومي عشان تفطري معانا
أماءت لها بالموافقة وانتظرت حتى انصرفت لتأخذ هي بدورها شهيقا وتخرجه زفيرا بارتياح فقد حالفها الحظ واستطاعت خداع أمها فهي لا تتوقع ردة فعلهم إن علموا بكل شيء وما فعلته مع زوجها قبل الزواج والظروف التي تزوجوا فيها وكيف أن كلاهما خدعوهم بقصة العشق النقي الذي كان يضمره لابنة عمه وانتهى به المطاف إلى طلب يدها من عمه والزواج منها !! .
في مساء ذلك اليوم .....
كانت كل من رفيف هي وأمها وكرم يتناولون طعام العشاء والصمت يهيمن عليهم جميعا حتى اخترق هو فقاعة الصمت بسؤاله عندما انتبه لمقعدها الفارغ
_ امال شفق منزلتش ليه تاكل
أجابت رفيف قبل أمها في ابتسامة تضمر خلفها الخبث
_ قالت إنها مش جعانة
تبادلت النظرات المتشابهة مع والدتها وكلاهما يبتسم بلؤم فبعد أن عادت تسألها رفيف مجددا نجحت وحصلت على موافقتها .. ورفضت تناول الطعام معهم خجلا من البقاء معه على نفس الطاولة نقل نظره هو بينهم مستغربا وغمتم بحيرة
_ مالكم بتبصوا لبعض وتضحكوا كدا ليه !
هنا تولت هدى هي الدور حيث تنهدت بعمق قبل أن تبدأ في الحديث بشيء من الجدية الممتزجة بالسعادة
_ شفق وافقت
رفع حاجبه متمتما بريبة تحمل القليل من الشك
_ بالسرعة دي ! .. ماما أنا وافقت بس قولت بشرط إنكم تدوها فرصة براحتها تقرر وبعدين تقول موافقة أو لا ومعنى الكلام ده أنكم متضعطوش عليها
قالت هدى محاولة تبرير موقفها بذكاء مألوف منها
_ واحنا مضغطناش عليها ومش هنغصبها مثلا على الجواز .. احنا قولنا ليها الصبح و رفيف سألتها تاني من شوية لو قررت أو لا فقالت موافقة
_ وهي كدا لحقت تقرر صح مثلا !!
هتفت هدى بشيء من الڠضب والانفعال
_ وإنت مالك مدقق وعايزاها تاخد وقت تفكر فيه ماهي فكرت وقالت موافقة وخلاص خلص الموضوع
تمتم في رزانة تامة وصوت هاديء يختلف قليلا عن نبرته السابقة
_ عشان ده جواز مش لعب عيال وأنا مش عايزها تاخد قرار متسرع وټندم عليه بعد كدا كفاية إني وافقت مضطر بسبب إصرارك فمش هيبقى أنا وهي .. ادي لشفق فرصة تاني ياماما ومتقوليش نكتب الكتاب علطول لإني هصبر على الاقل أسبوع لغاية ما تبقى هي متأكدة تماما من قرارها بعدها نبقى نكتب الكتاب
همت والدته بأن تجيب عليه مغتاظة ولكن رفيف ضغطت على كفها بهدوء تهدأ من روعها وتهتف باقتناع وتأيد لرأي أخيها
_ كرم عنده حق ياماما خليها تاخد وقت براحتها تفكر فيه مرة واتنين وتلاتة وبعدين يبقى يكتبوا الكتاب
قالت مغلوبة على أمرها عندما وجدت الضغط من كلاهما وأنهم لا يؤيدوا فكرتها مطلقا وشعرت في قرارة نفسها بأنهم قد يكونوا على حق
_ طيب ياكرم براحتك
هب واقفا بعد أن انهى طعامه بجواره تعبث بهاتفها تتصفحه كانت عيناه معلقة
على شاشة التلفاز وعقله بعالم آخر مشغول بالتفكير وبين آن وآن يلقي نظرة إليها فيجدها مندمجة في هاتفها جدا فيتنهد بقوة شبه متأففا وبعد لحظات طوال من التفكير غمغم في هدوء تام
_ احكيلي ياملاذ كل حاجة عن خطيبك قابلتيه إزاي وفين
توقف إبهامها الذي يتحرك على شاشة الهاتف التي تعمل باللمس واخترق كلامه مسامعها فأصابها بالذهول وتجمدت على حالها فآخر شيء كانت تتوقع أن يسأل عنه في يوم من الأيام هذا الشيء الذي يدعى بخطيبها السابق هل هو بالفعل مستعد لسماع كل شيء دون أن يفقد أعصابه أو يزداد كرهه لها انتفضت جالسة على أثر صوته الخشن
_ ملاذ !!
_ هااا .. بس إيه اللي جاب الموضوع
ده على بالك دلوقتي !
تمتم بثبات ملحوظ ونظرات ثاقبة
_ عادي حابب أعرف كل حاجة ولا إنتي عندك مانع !!
هزت رأسها بالنفي في توتر وحاولت ارتداء لباس الشجاعة وأن تقص عليه كل شيء دون كڈب لعلى يكون هذا جزء يساهم في استعادة مافقدته وهو ثقته قالت بابتسامة مرتبكة
_ لا طبعا معنديش مانع بس إنت مستعد إنك تسمع حجات أكيد مش هتعجبك !
_ لو مكنتش مستعد مكنتش هسأل
أخذت شهيقا ارتفع معه صدرها قليلا ثم أخرجته زفيرا متمهلا وتبدأ بالسرد قائلة
_ هو كان قريب واحدة صحبتي وفي مرة طلعنا أنا وهي وروحنا مطعم فهي وماشية جه هو ياخدها وشافني بعديها بكام يوم لقيتها بتقولي إنه أعجب بيا وحابب يتعرف عليا فقولت ليها يتعرف عليا إزاي يعني ! قالتلي يعني يكلمك وكدا في التلفون لإنه ناوي يتقدملك بس عايز يتعرف عليكي في الأول فأنا وقتها بهدلتها وقولتلها أكيد لا مش موافقة ولو عايز يتقدملي ياجي أهلا وسهلا ولو حصل نصيب في حاجة اسمها خطوبة وهنتعرف على بعض كويس أوي وبعدها بأسبوعين لقيته اتقدملي بالفعل واللي اكتشفته بعدين إنه شافني كذا مرة مش مرة واحدة وطبعا أنا من غبائي وافقت لما اتقدملي وكنت فرحانة جدا كان في نظري بقى شاب جميل وشبه الأجانب بالرغم من إني لو كنت ناضجة وفاهمة كنت
هدرك إن طلاما واحد قبل على نفسه إنه يكلمني قبل ما يبقى في أي حاجة بينا وكان عايز بمعنى أصح يرتبط بيا من ورا أهلي فده معناه إنه مش كويس بس أنا بغبائي صممت عليه مع إن إسلام وبابا مكنوش مقتنعين بيه ومكنوش بيطقوه بس وبعدها تمت الخطوبة وكان بيكلمني كل يوم تقريبا وكنا بنتكلم في حجات ملهاش أي ستين لزمة وكان بيجيلي بعد شغلي وبنقعد في كافتريا وفي وقتها أنا مكنتش مدركة حجم الغلط ده كنت عارفة إنه مينفعش ويمكن يكون حرام بس مكنتش مدركة إن أنا كنت باخد ذنوب بالهبل بسببه وسمحتله بحجات كتير وإنه يتخطى حدود في التعامل معايا كتير مكنش ينفع يتخطاها كنت ساذجة لدرجة الغباء وبعدها بفترة من الخطوبة لقيت بابا بيكلمني على موضوع إنه بيكلمني كل يوم ومتعصب وقالي مينفعش وأنا بقيت بحاول اتجنبه ولما يتصل اتكلم كلمتين واتلكك بأي
متابعة القراءة