ساكن الضريح بقلم ميادة مأمون
المحتويات
الدرج مع خالته ليري والدته تقوم بأستضافتهم و معها والده.
ليستمع الي والده يرحب بهم.
خطوه عزيزه يا حج سيد
رد الحج سيد ممتنا له
الله يعزك يا شيخ حسان والله كان بودي اتعرف عليك قبل كده لكن اعذرني المره اللي فاتت الظروف
ماسمحتش اني اشوفك.
و يا ترى ايه بقى اللى جد يا حج سيد
القت الحجة مجيدة عليهم سؤالها و عيناها تشمل تلك المرأة الملونة كالحرباء بعين تكاد تخترقها.
ام
اشرف بصوت هادئ
جايين نشوف بنتنا وناخدها تعيش في بيتها يا ام مالك يا اختي
دي هي اللي فاضله لينا من ريحة المرحوم و من يوم ما خرجو هي و امها من البيت واحنا في هم و نكد.
تقدم مالك ممسك بيد خالته اجلسها بجوار والدته ثم تقدم ومد يده بالسلام لذلك الرجل المسن بعض الشئ وجلس بجوار ابيه يستمع الي والدته.
جايه دلوقتي تاخديهم ليه ناويه ترميهم للكلاب اللي عندكم عشان يبقو فدية ليكم.
وقف السيد مستشاط من تلك الكلمات اللازعه برغم ان ذلك الرجل ينتسب الي تلك العائلة الا انه دائما ما كان طيب القلب و لا يعجبه تصرفات عائلته.
اعوذ بالله كلام ايه اللي بتقوليه دا يا حجه احنا مابنرميش لحمنا
واللي حصلنا ده حصل عشان كنا بنحافظ على شرفنا و عرضنا ما تتكلمي يا ماجدة ساكته ليه.
هتفت بها ماجدة ناظرة الي اخته بكره مكمله.
احنا اطردنا من بيتنا على ايد اختك انت كنت مشغول في العركه اللي دايرة
اختك قالت لمجيدة لو مأخدتيش اختك و بنتها معاكي هاترميها لعيلة محمود و نتفضح في وسط الشارع بدل ماحد تاني يوقع من الرجالة.
جحظت عين السيد غير مصدق هذا الحديث لېعنف اخته أمام الجميع.
بدموع التماسيح بدئت تتحدث
و الله يا اخويا انا كنت خاېفة على الكل ويلي بقى ويلين من ناحية البت اللي ابوها لسه رايح مننا
و من ناحية تانية انت وأشرف وباقي الرجالة قولت لنفسي ابعدها كام يوم عن البيت والحي كله لحد الدنيا ما تهدي و نرجع ناخدها تاني.
هتف السيد بأسف
فضلت انحناء رأسها متصطنعه الحزن
اللي حصل حصل بقى يا اخويا و الحمد لله ماجده و بنتها مارحوش عند حد غريب وأهم برضك غيرو ليهم جو كام يوم اهم.
السيد بلوم لها
كلامي معاكي لسه ماخلصش
وانتي يا ماجدة يلا قومي هاتي بنتك وحضري حاجتك عشان نلحق نرجع اسكندريه قبل الليل
تاخد مين يا حج لامؤاخذه شذى مش هتخرج من هنا..
السيد منفعلا
ليه بقى ان شاء الله يا دكتور ايه اللي يمنع دي بنت اخويا الوحيد و اظن احنا اولا بيها.
اولا بمين يا عمي
قالتها ذات الصوت الصارخ وهي تقف على الدرج تضع يدها في خصرها صحيح انها محتشمه لكن بدون نقابها.
وكأن الزمن توقف في هذه اللحظة انقلبت عينة وتحولت الي جمرتان
تلك الملاك الصغيرة تحولت إلى قطه شرسة لم تستمع الي كلماته وقللت من شأنه أمام الجميع.
لكن عليه أن يتحكم في نفسه و يكبح غضبه لحين ذهابهم.
ترجلت سريعا على الدرج و هبطت إليهم تعلم انها اغضبته لكن عليها إن تكمل ما بدئته.
تخطت شذي زوجها و تحاشت النظر له لتجلس بجواره متحدية الجميع
هو انت فاكرني لسه قاصر يا عمي عشان تتحكمو فيا
انا مش هاسيب البيت ده تاني و مش هاروح في حته.
طب مش تسلمي علينا الاول يا شذى
قالتها عمتها بنعومه ممزوجه بخبث واضح في عيناها.
شذي بصړاخ
اسلم على عمي اخو ابويا واللي مربيني علي الجدعنه اه
لكن اللي طردتني من بيتي و بويا ملهاش عندي سلام.
صړخت عمتها و كشفت عن وجهها الحقيقي عند سماع سيرة ابنها
لااء اوعي تقولي كده اشرف مالوش يد في
مۏت خاله
حرام عليكي يا شيخه دا بيحبك و رمى نفسه في الهلاك ده كذا مره عشانك و في الاخر اتحبس
و انتي جاية دلوقتي تقولي عليه كده...
هب مالك واقفا منفعلا من تلك السيدة
بيحب مين يا ست انتي بيحب مراتي انا!
اندهشو من تصريحه هذا و همس السيد بتسأول
مراتك ازاي
بينما علا صياح عمتها بنفور من زوجة اخيها....
حصل امتى ده و كده من غير ما ناخد خبر جوزتي البت من غير ما تقوليلنا يا ماجدة
استلم بقى يا سيد يا اخويا ادي اللي كنت بتحاملهم و تقول عليهم لحمك ماحولوش حتى يكبروك ال جوزتها من ورانا
هاقول ايه ماهو ان طلع العيب من اهل العيب مايبقاش عيب يا اخويا.
هبت شذي سريعا هاجمه عليها كالبؤة ثائرة
كلمه زيادة و رحمة ابويا ما ليكي عندي غير الطرد
امسك مالك معصمها و فاض به الكيل مما تفعله تلك اللعېنة...
اطلعي على فوق يا شذى.
صړخت بصوتها العالي لم تعير احد اهتمام و لا حتى التزمت الأدب في حضرة والده و عمها....
لاء مش هاطلع اما اشوف آخرها ايه الوليه دي.
زجها بندفاع بتجاه الدرج و ظهر التعصب على وجهه الان.
هو احنا پنتخانق قولتلك اطلعي على فوق واسمعي الكلام بقى
علمت انه خرج عن سيطرة نفسه لكنها أيضا لا ترى امامها من كثرة احتقان الډماء في وجهها صعدت الدرج على مضض و عندما جلس معطيها ظهره بالأسفل جلست هي الاخري على الدرجات العلويه تستمع الي باقي الحديث.
لتزيد عمتها من حنقها و تهتف و هي تراها جالسه بالاعلي
يا زين ما خلفتي و ربيتي يا ماجده الله يرحمك يا محمد يا عسال بقى لو كان ابوكي عايش كان سمحلك تقلي أدبك عليا كده...
هتفت الشقيه من الأعلى
لأ انا متربية كويس اوي يا عمتي و ماجده مأثرتش في تربيتي وانتي عارفه وأن كان على محمد العسال الله يرحمه كان بياكل اللي يقربلي بسنانه...
جرت لداخل غرفتها متلعثمه في خطواتها تكاد ان تسقط من شدة سرعتها موصده بابها جيدا حين رأته يصعد خلفها يتمتم بكلمات غير مسموعه.
يأمرها من الخارج.
افتحي الباب ده
تملكتها رهبه من سماع صوته تكاد تقسم اذا انفتح الباب
شذي پخوف
لاء لما تهدي هافتحلك
مالك ساخرا من تلك الكلمه
اهدي و انتي فاكره اني هاهدي دا انتي موتك على أيدي النهاردة ابقى اشوف طيفك تحت تاني يا شذى.
ركل الباب بقدمه ليعلن لها عن مدى غضبه و تركها لأفكارها و ذهب.
عاد جالسا مره اخرى معهم و بيده ثق زواجه منها مقدمه الي عمها....
اتفضل يا حاج سيد دي قسيمة جوازي من بنت اخوك
حاول الحاج سيد إرجاع يده مؤكدا بأنه يصدقه.
يابني انا مصدقك من غير ما توريني القسيمة
انا بس اللي زعلني اني بنت اخويا تتجوز وماكنش انا وكيلها اظن انا ليا حق في كده لكن انا ان كان عليا ماتمناش لبنت اخويا واحد احسن منك انت الف مبروك يا دكتور.
صاحت ماجدة بلوم لأخته
لو كنا نعرف انك هاترحب و توافق كنا اتصلنا بيك يا سيد بس احنا بصراحه خوفنا لا نلاقي اللي يخلق لنا المشاكل تاني.
صاحت ام اشرف اهو اتحبس يا اختي عشان ترتاحي انتي و بنتك اتهموه بالباطل واترمي في الحبس و السبب في كده
مين المعدوله بنتك.
أخيرا خرجت الحاجه مجيدة عن صمتها اذ قالت بصوت هادئ...
بقولك ايه يا ام اشرف ما تجيبي ياختي من الاخر و تقوليلنا سبب الزيارة الشريفة دي ايه اصل بصراحة حكاية انكم جاين تاخدو البت و امها دي انا مش بلعاها خالص.
و هنا صاح السيد نافيا حديثها بأستنكار لا اله الا الله ليه كده بس يا حاجه هو انتي مش شيفاني قصادك راجل قد كلمتي ايوووه يا جدعان على الكلام اللي يزعل.
حاول الشيخ حسان التدخل ليطفئ هذا اللهيب المشتعل
استهدي بالله بس يا حاج سيد اكيد الحاجة ماتقصدش تزعلك مش كده يا حاجة ما تقولي حاجه اومال.
استردفت الحاجة مجيدة كلامها منتظرة الرد من تلك الخبيثة التي تعي معنى كلامها جيدا.
صلى على النبي يا حاج سيد انا يا اخويا ماقصدكش انت بالكلام ده انت زيارتك على عيني و على راسي من فوق
و نكرمك لوجه الله تعالي دا كفايه أن اختي في شدتها مالقتش غيرك يقفلها هي و بنتها ويكون سند بجد ليهم.....
لكن بقى اختك يا ترى ايه اللي خلاها تغير رأيها بعد ما طردتهم من بيتهم لاء وبتقول ان ابنها اتحبس بسببهم كمان.
ابتسم الطبيب على حديث والدته والتي بتلك المراوغه الصغيرة كشفت الستار عن أعين هذه المرأه لتقول برعونه.
و مين قالك اني جاية اخدهم حبا فيهم لاء ياختي انا جاية عشان خاطر ابني برضو
الواد هايضيع مني في شربة مايه يا ناس والحكاية كلها واقفه علي شهادة بنتك في النيابة يا ماجدة.
قولتيلي بقى!!
هتفت بها الحاجة مجيدة ساخرة منها....
طب يا اختي ما تفهمينا الحكاية دي نحلها ازاي
ام اشرف معلنة عن نوايها صريحة....
المحامي قالنا ان إدلعادي المحروس ابنك قدم للظابط اللي ماسك قضية محمد تسجيل على تليفون شذى ....
حثتها مجيدة بأن تكمل ناظرة الي وجه ابنها المحتقن.
و بعدين
ام اشرف مكمله
وهي فيها بعدين يا ام مالك مانتي عارفه ان بنت اختك هاتروح و تشهد بس احنا بقى عايزنها بدل ما تقول حصل ترجع في
كلامها و تقول ماحصلش.
تشهد زور يعني
صاح بها مالك الذي انتصب واقفا پغضب.
ام اشرف بلهجة سوقيه.
اه يا اخويا تشهد زور مش احسن ما ابن عمتها ينحبس الله و اعلم بقى الواد يتحكم عليه بأيه.
يعني انتي كل اللي همك حكم القاضي و ماخوفتيش على بنت اخوكي من حكم ربنا انتي اصلا عارفة حكم الشهادة الزور عند ربنا ايه
ربنا أعلم بالنوايا يا شيخ مالك مانا مش هارمي ابني في الهلاك و اقف اتفرج عليه
مالك متعصبا
تقومي ترمي مراتي انا مش كده طب نفرض انها راحت و قالت ماحصلش ما التليفون الحكومه محرزاه و التسجيل سمعوه يبقى شهادتها بالنفي مش هاتنفع حد بالعكس دي هاتضرها هي.
لمعت عين تلك المرأه بمكر واضح واردفت لاء ما تخافش الحرز ده لعبتنا احنا هي بس تروح وتقول ماحصلش والباقي علينا احنا.
اغمض مالك نصف عينه غير مستوعبا مدى مكر تلك السيدة....
و هاتعملوها ازاي دي
مالكوش فيه بقى
وقفت معتدلة من علي تلك الاريكة تحث أخيها على النهوض ليذهوا من حيث اتوا مكمله...
انتو كل اللي عليكم انكم لما تروحو تفهم المحروسة مراتك انها تقول ماحصلش يلا يا سيد خلينا نرجع بلدنا قبل الدنيا ما تليل علينا.
لكن ماجده اوقفتها قبل أن ترحل
خاېفه على ابنك لا يتحبس و مش زعلانة ولا همك ډم اخوكي اللي سال على الأرض.
كان
متابعة القراءة