ساكن الضريح بقلم ميادة مأمون

موقع أيام نيوز


اياه لتفزع شقيقتها بالړعب الواضح على وجهها. 
الحقيني يا مجيدة البت اختفت. 
ضړبت الحاجه مجيدة يدها على صدرها بشهقة 
اختفت يعني ايه هي مش كانت نايمه جانبك يا مده.... انت. 
ماجدة بدموع غزيرة 
ايوة طول الليل و هي نايمة جانبي و حاسه بيها لحد ما المنبه ضړب قومت عشان اديها علاجها و اصلي الفجر لكن مالقتهاش 

قولت يمكن نزلت لوحدها الحمام و مارضيتش تصحيني جريت عشان اشوفها فيه بس برضو مالقتهاش. 
الحجة مجيدة فارضة حسن النية 
طب اهدي يمكن قاعدة لوحدها في ركن هنا ولا هنا و لا دخلت اوضتها تنام فيها. 
ماجدة نافية 
انا دورت عليها في كل حته و مالك جوه في اوضتهم انا سامعاه بيقرأ قرأن يعني لو كانت دخلت ليه كنت هاسمعه بيكلمها.
مجيدة موبخها على تشاؤمها هذا 
انتي هاتقفيلها في وشي و تقعدي تندبي ليه وسعي اما اقول لجوزها واخليه يلحق يشوف البت راحت فين. 
اندفعت كالسهم نحو الخارج و هي من خلفها و اتجهت الي بابه قاصدة فتحه دون استئذان و قبل ان تتفوه أحدهن بكلمه تنفسو الصعداء وهم يروهم على هذا الوضع هي غافية على قدمه و هو يتلو القرأن بصوت عذب. 
اردفت مجيدة مبتسمة بمحبة لهم 
ا
جففت ماجده دموعها براحة يدها وابتسمت لهم هي أيضا بفرحه 
ايوة اطمنت يا اختي ربنا يريح بالهم و يطمنا عليهم دايما يا رب. 
صدق مالك على آياته و الټفت إليهم بانزعاج هامسا 
انا بقى اللى خلاص فاض بيا منكم ومن فضولكم انتو اللي الاتنين ثم على صوته فجاءه.... 
ممكن تقفلوا الباب ده وتسيبونا في حالنا بقى شويه اطلعوا برررررره... 
انفزعت السيدتان و زجوا بعضهم للخارج سريعا و هم يضحكون 
لتهتف مجيدة في اختها. 
ادخلي نامي يا ماجدة و اعرفي ان مافيش حد في الدنيا دي هايحب بنتك و ېخاف عليها اد مالك و ادعليهم يا حبيبتي ربنا يهدي سرهم. 
ماجدة موافقاها الرأي مؤمنة على كلامها 
امين يا رب يا مجيدة يا أختي. 
انتفضت الجميلة الغافية أثر صياحه و غلق الباب بقوة لتفتح عيناها و تعتدل جالسة ضاممة نفسها پخوف الي صدره متشبثة جيدا بكنزته الرياضية و بدء جسدها يرتجف. 
مالك مهدئا لها 
بس اهدي يا شذى مافيش حاجه انتي معايا و في حضڼي اهو. 
رفعت وجهها
قليلا لتتقابل ماستيها مع بندقيتيه.. لتطمئن 
هي معه هو حبيبها امانها و مالك قلبها تنهدت و اغلقت عيناها و اراحت رأسها على كتفه. 
حملها بين يديه و اتجه بها نحو الفرش مددها عليه و حاول فك يديها من حول عنقه لكنه فشل لتجبره على التمدد بجوارها رغما عنه و هو يتأفف ليهمس في اذنيها.
ماتفتكريش ان كده ممكن اسامح او ارجع عن القرار اللي اخدته اللي قولته هانفذه يعني هانفذه يا شذى. 
كأنها
طفلة صغيرة تصرخ رافضة ما يقوله لها أباها غمرت وجهها في صدره ليشعر بغزارة دموعها على كنزته فتنهد و انزل يدها من علي عنقه يحاول ان يفهمها. 
شذي كفاية بقي انا بجد حاولت كتير معاكي بس زي ما انتي تعبانة انا كمان تعبان جدا و مابقتش قادر اتنازل اكتر من كده و متهيألي اننا لما نسيب بعض اقدر اخد بالي و اكون جانبك بصفتي ابوكي او حتى اخوكي الكبير. 
للللاء 
أخيرا خرج صوتها الممتلئ بالاهات و الشهقات رافضه ما يقوله او حتى مجرد التفكير فيه.
مش عايزاك ابويا و لا حتي اخويا عايزاك تفضل حبيبي و جوزي اوعي تسيبني او تبعد عني ااااانا اسفه. 
لتمس قلبه بكلمتها التي لا يستطيع ردعها ابدا. 
حبني 
اغمض عينيه بقوه متنفسا الصعداء واضعا يده خلف رأسها قاصدا ضم وجهها الي صدره بقوه هامسا لها. 
نامي يا شذى و من بكره بأذن الله هاتبدئي تحضري الدروس اللي قولتلك عليها. 
اومئت له برأسها متوهمه بأنه قد عفي عنها 
حاضر بس انت ماتسيبنيش. 
نائمه في فراشه براحه تامة مستمدة الراحة و الامان لمجرد استنشاقها رائحته 
فتحت عيناها تبحث عنه بشوق لتصتدم بالواقع الأليم امانها غير موجود!!
انفزعت بړعب من مخضعها و هي تتفقد الغرفة بأكملها تبحث عنه و لم تجده. 
جرت للخارج تصرخ بأسمه تريده هو لا غيره ترجلت على الدرج سريعا تكاد تتعثر عليه من شدة سرعتها. 
لينفذعوا و هم جالسين من صوتها و شكلها فا هي تترجل بمنامته الشتوية ذات الاكمام الطويلة لكن بنطالها ضيق و ملتصق جدا بقدمها وشعرها مفرود على ظهرها وغير مرتب. وعلى اخر درجتان من السلم سقطت على وجهها. 
ليجرو عليها والدتها و خالتها قاصدين إيقافها. ماجدة بشهقة 
اسم الله عليكي يا حبيبتي حاسبي يا شذى كده برضو يا بنتي. 
شذي بصړاخ 
مالك فين يا ماما 
مجيدة ساخره منها ضاممه اياها الي صدرها
احمدي ربنا انه راح شغله و ماشفكيش وانت نازله كده و الا كان زمانه ماطلع جننوته عليكي. 
ليصيح الشيخ حسان و هو يرحل خارج البيت قاصدا ټعنيفها
و لا كان هيتأثر مالك طول عمره مايعجبهوش الحال المايل و خلاص فاق من الغومه اللي كان فيها. 
لم يفهمو ما يقوله و بالأصح لم يهتمو بما يقوله كثيرا لكنها تفهمت عليه 
لټنهار بالكامل و تعود لصړاخها و جذب شعرها كالمعاتيه...
انا عايزة مالك عايزاه يجي. 
وقفت والدتها تحاول تهدئتها بينما فتحت خالتها الاتصال بينها و بين ابنها. 
أجاب مالك الاتصال و هو بزي العمليات مستعد لإجراء جراحه عاجله. 
الو ايوه يا امي 
السيدة مجيدة برجاء 
مالك سيب اللي في ايدك و تعالى بسرعه شذى من ساعة ما صحيت من النوم و هي عماله تصرخ وتنادي عليك 
و لما عرفت انك مش موجود عمالة تصرخ وتشد في شعرها و مڼهارة على الاخر.
مالك باندهاش 
دا على اساس اني قاعد في البيت اللي جنبكم اقفلي يا أمي و قولي للهانم اني مش هاسيب شغلي و اشتغل دادة ليها.
مجيدة محاوله استعطافه
طب حتى قولها كلمتين هديها بيهم يا بني عشان خاطرها يا مالك دي شذى برضو يا ولاا.
اه يا شذى يا من يرى الجميع كيف احبك لكن انتي تغلقي عينك و تطلبيه دائما. 
مالك بهدوء 
افتحي الكاميرا زي ما علمتك و اديها الموبايل يا أمي. 
مجيدة بموافقة 
حاضر يا حبيبي فعلت مثلما قال و اقتربت منها ليراها على وضعها هذا و يستمع الي والدته التي تحاول تهدئتها 
بس يا حبيبتي امسكي التليفون بصي مالك اهو يا شذى. 
صمتت عن صړاخها ملتفته الي ما في يدها لترى حبيبها عبر شاشة الهاتف
لتردف هامسة و هي تعض على طرف اصباعها. 
مالك. 
اغمض مالك عينيه يحاول الا يثور عليها
ممكن افهم ايه اللي انت عاملاه في نفسك ده هو انا مت يا شذى. 
شذي ببراءه 
لاء انت سيبتني. 
مالك منزعجا 
سيبتك وروحت فين انا في شغلي يا شذى وعندي عمليه مهمه دلوقتي ومش ناقص ضغط على اعصابي 
ممكن تبطلي بقى صړيخ و عياط و تاخدي علاجك و تفطري يا شذى. 
شذي كاتمه صړاخها 
تعالى يا مالك انا خاېفه ماتسبنيش لوحدي.
مالك مهدئا لها و لنفسه 
هاخلص شغلي و اجي بس يا ريت انت بقى تسمعي الكلام و تاخدي العلاج بتاعك. 
ما كان منها الا ان تطيع أمره لكنها انزعجت لأنه لم يعقب على مظهرها 
ظنت ان والده قد صدق فا همت واقفه من علي الدرج لتظهر له جسدها بالكامل. 
ليلفت نظره جلوسها على الدرج بالأسفل و بهيأتها الخاصه به هو فقط.
مالك بصوت مرتفع 
ثانية واحده كده انت نازله لحد تحت بالبيجامه و بشعرك كمان يا شذى.
الان تهطل دموعها على وجنتيها لا لأنزعاجها بل فرحا لألتماسها بغيرته عليها. 
مالك بزمجره 
انت لسه واقفه مكانك يا هانم طب اقسم بالله يا شذى لما اجيلك لأكسر دماغك الناشفه دي. 
انفزعت أثر صراخه عليها والقت الهاتف لوالدتها و جرت صاعده للأعلي سريعا. 
أدارت والدتها الهاتف ليراها هو تصعد الدرج بسرعه فائقة. 
ليبتسم هو على حب صغيرته و خۏفها منه و يغلق الهاتف دون الحديث مع احد. 
كانت عيون صديقه المندهش تماما متعلقة به ليستفهم قائلا 
بتبص ليا كده ليه 
حسام بعدم تصديق
هي دي شذى مش كده اللي انت لسه كنت بتقولي هاتكتب البيت بتاعي بعد ماتشتريه بأسمها و هطلقها 
مالك متنهدا بقلة حيلة 
انا عارف بقى يا حسام هاتجنني معاها لا قادر ابعد عنها ولا قادر أقرب ليها و انسى اهانتها ليا 
انا حكيتلك انت عشان كنت حاسس اني لو ماتكلمتش هايحصلي حاجه و خۏفت من كتر مانا ضاغط نفسي اني اخد
قرار غلط.
حسام موضحا له
القرارين غلط يا مالك 
مالك ناظرا الي صديقه 
مالهاش قرار تالت يا حسام يأما اتغاضى عن اهانتي و اسامحها. 
يأما أطلقها و ابعدها عني بس لازم تكون تحت عنيا برضو. 
اردف حسام 
و في الحالتين ده هيكون عقاپ ليك انت مش ليها يا مالك تقدر تقولي عايز تطلقها ازاي و انت بتحبها كل الحب ده.
هاتقدر تشوفها رايحه جايه قصاد عينك و تغض بصرك عنها يا مالك.
بلاش دي حتى لو ده حصل و طلقتها جيبت منين فكرة انها هاتقبل تعيش في البيت اللي انت شاريه ليها. 
مالك مؤكدا له مانا لو ماعملتش كده و اخترت اني اكمل معاها عمرها ما هاتحترمني يا حسام هافضل في نظرها طول عمري الإنسان الجبان اللي ماقدرش يحميها و اتكل على غيره عشان يحميه هو و هي. 
يقولون ان مريض الاكتئاب دائم العزله منطويا على حاله لكن أميرتنا الجميلة عاندت حتى في هذا و أن كان الاكتئاب يسجن صاحبه في قفص الحزن ستبدل هي هذه القاعدة وتفتح لنفسها باب القفص لتطير بحثا عن السعادة.
صعدت مهرولة الي غرفتها بعد أن ألقت الهاتف بين يدي والدتها اغلقت الباب خلفها و استندت بظهرها عليه ضمت كفيها الي صدرها لتحاول ضبط شهيقها
تبتسم بحب و سماء عيناها تمطر دمعا نظرت الي فراشهم و اتجهت اليه تمددت في مكانه تستنشق رائحته العالقة في وسادته بالأساس لم يتركها منذ الكثير لكن هي تشعر انه غائب عنها ضهر من الزمن 
تريده هو لا غيره و ستغير تلك الفكرة التي امتلكت عقله لن تتركه يفعل بها هذا يقول انه
سيعطيها حريتها لا هي تريد أن تظل سجينته هو.
اعتدلت من مخضعها فاجئه و لمعت عيناها بفكره ابتسمت و انطلقت الي المراءه تنظر لنفسها فيها وتتحدث بصوت مسموع.... 
برافو عليكي يلا جهزي نفسك بسرعه عشان تقدري تجهزي كل حاجه قبل ما يجي.
أمسكت فرشاتها وبدئت تمشت شعرها جمعته بالكامل في كعكه كبيرة و جذبت اول شئ أهداها زوجها به إسدال الصلاة ارتدته على عجاله و التفتت لتتجه للخارج سريعا. 
دلفت الي غرفة والدتها و فعلت مثلما طلب منها تماما جذبت حقيبة دوائها و بدئت تبتلعه حبه ورا الاخري كما هو مدون عليه ثم جرت للخارج سريعا.
هاتان الشقيقتان لا يهدأن ابدا حيث جلست كل منهن تشغل نفسها بأعداد شئ معين من الطعام و هن يثرثرن كعادتهم.
الحجه مجيدة بضحك طب و النبي هما الاتنين عاملين زي القط و الفار.
ماجدة تاركة السکين من يدها و الله ياختي انا
 

تم نسخ الرابط