ساكن الضريح بقلم ميادة مأمون
المحتويات
لها
قبل ما اقول اي حاجه عايزك تعرفي ان الكلام دا كله مجرد ماضي و انتهي وأن اللي اسمها ريهام دي مش اكتر من مجرد صفحه سوده وانقطعت من تاريخ حياتي مش عايزك تغيري من الماضي يا شذى.
شذي معتدلة بغيظ منه
انا اغير طب ليه هو في حد عاقل برضو يغير من الماضي. أعادها الي وضعها مره اخرى مبتسما لها
ههههههه طب يلا احكي بقى.
بصي يا ستي ريهام كانت في دفعتي في الكلية انا و حسام طبعا أصحاب من ثانوي و رانيا هي اللي عرفتنا على ريهام بحكم انها كانت صاحبتها هي في الاول عرفتنا عليها وبقينا احنا الأربعة على طول مع بعض
هي كانت بنت ملتزمة و مانكرش انها كانت زكية و شاطرة جدا في دراستها لكن رانيا كانت دايما بتحاول
التوت شفتي الصغيرة بحركة فجائية وهتفت ساخرة
اه معلش تعيش و تاخد غيرها اصل الحب أعمى زي ما بيقولو.
ضړبة خفيفه تلقتها على رأسها من الخلف ليقول متزمرا
نتكلم جد بقى شوية.
شذي واضعه يدها خلف رأسها
طبعا دي فرصة اي شاب في سني عمره ما كان يرفضها خصوصا ان الانسانه الوحيدة اللي كان نفسي مافرقهاش لحظه هاتكون معايا.
بس ازاي هاخدها و نسافر و نقعد في مكان واحد واحنا مش متجوزين و مافيش حاجه تربطنا ببعض.
عرضت عليها اني اروح أتقدم لأهلها واكتب كتابي عليها قبل مانسافر لكن فاجأتني برفضها قالتلي نتخطب لبعض بس و الغريب ان أهلها هما كمان رحبو بده و وافقو على الخطوبه بس.
مالك مبتسما على طفولتها.
حاضر يا ستي اتخطبنا و سافرت انا و هيا والحمد لله طول الفترة اللي قعدناها مع بعض قدرت اني اعف نفسي كويس اوي
و ابعد اي شبهه ممكن توصمني او ټأذي سمعتها هيا مع اننا كنا في بلد غربي
لكن لاحظت ان في بعض التغيرات بدأت تظهر على أخلاقها في الفترة الأخيرة بدء الالتزام بالصلاة يقل و اللبس بدئت طريقتو كمان تتغير
لحد ما في يوم اكتشفت انها بتراسل دكتور زميلنا خليجي وهي في البيت و لما وجهتها قالتلي عادي دكتور زميلي ونفس تخصصي وبيكلمني زي مانت بتكلمني.
اتخنقت انا و هي ساعتها و قولتلها اني مش زي حد ولو انا بالنسبة ليها كده يبقى نفض الخطوبة احسن.
قررت انزل واجهز الشقة بسرعة لأنها كانت آخر سنه لينا هناك.
و اخر مره رجعت فيها بعد اجازتي ما خلصت اكتشفت انها لما رفضت السفر معايا عشان ترجع تزور أهلها.
كان عشان تتجوز هي والدكتور الخليجي اللي زغلل عينها بالهدايا الكتير.
ضمته شذي رابته علي ظهره بحب و حنان
ماتزعلش يا حبيبي دانت ربنا بيحبك انه بعدها عن سكتك اللي زي دي مايتزعلش عليها يا مالك.
وضع أصبعه أسفل ذقنها ليجبرها على النظر له هامسا
ربنا بيحبني عشان عوضني بيكي انتي يا شذى.
شعرت بالحزن في نبرة صوته فاقررت ان تغير مجري الحديث بينهم.
إنما قولي صحيح انا في حاجة مجناني بصراحه و مخلياني عايزة أسألك عنها من ساعة ما جينا هنا.
ضم مالك حاجبيه بعدم
فهم
حاجة ايه دي اللي مش فهماها.
هو ازاي اهل حسام من هنا وهو عايش هو و مراته و ولاده في القاهرة
حسام من صغره عايش في الحسين مع جده والد والدته أصلها كانت وحيدة ابوها و امها و اتجوزت والد حسام لما شافها في فرح عندنا في الحسين و عجبته فاتقدملها واتجوزها
لكن والدتها اټوفت بعد جوازها بحوالي عشره او خمسة عشرة سنه وكان والدها ساعتها راجل مريض و كبير في السن فكانت شبه مقيمه معاه هي وحسام و نقلته المدرسه عندنا بقينا انا و هو أصحاب اوي
و كل اللي يشوفنا يقول علينا اخوات و في الحقيقة والده ماعتراضش على كده بالعكس دا كان ايام كتير بيجي يزورهم و يقعد معاهم لحد ما والدها الله يرحمه اتوفى
كان حسام في الثانوية العامة رفض انه يسيب بيت جده و يتنقل من المدرسه بتاعتنا في الحقيقة هو رفض يرجع هنا عشاني
ساعتها جيه بات عندنا نام جانبي على سريري و قعد يبكي و يقولي شوفلك حل يا تنقل نفسك معايا اسكندرية يا تخلي ابويا يسبني هنا
بس يا ستي ساعتها خليت ابويا يكلم ابوه واقنعه ان حتى لما والدته تسافر هو هايكون معانا ومش هايسبنا فاوافق
شذي بنوم ياه هو انت كل اللي يعرفك يحبك كده و يتعلق بيك.
حملها مالك بين ذراعيه و اتجه الي غرفة نومهم.
اهو انا بقى مابقتش عايز من حب الناس دي كلها غير حبك انتي يا شذى.
أصبحت شمس اليوم الموعود و هم مستيقظان سويا
من وقت صلاة الفجر كعادتها كانت تضع رأسها على قدمه و هو يمسد بيده على رأسها
و يتلو القرأن بصوت عذب لكن اليوم جفاهم النوم و تبدل مكانه الخۏف.
هي خائڤة من كل ما سيقابلها اليوم. و هو خائڤ عليها.
الي ان دقت الساعة الثامنه صباحا صدق على تلاوته بدء يجفف دموعها التي بللت سرواله من شدة أنهمارها اعدلها و اجلسها على قدمه.
مالك محتضنها برفق ليه الخۏف ده كله يا روحي مش قولنا نسيبها على الله و نتوكل.
حاولت ان تخبره بمدى حبها و امتنانها له لكن دموعها خانتها.
طبعا يا حبيبي متوكله عليه اااانا بس خاېفة عليك انت احسن يئذوك بسببي.
مالك مطمئنا لها و لا هيئذوني و لا هيئذوكي ماحدش يقدر اصلا يقرب منك أو ېلمس شعرة من راسك دي يلا قومي البسي و هانروح النيابة سوي و إن شاء الله هانرجع من غير اي اساءه لأي حد فينا.
طب ما تيجي نهرب انا و انت يا مالك.
قالتها بمنتهى البراءه لينفجر هو ضاحكا على طفولتها.
هههههههه نهرب! دا على اساس ان احنا متهمين بحاجه.
ابتعدت عنه استدارت جالسة على الارض مكورة يدها أسفل ذقنها متزمرة بحيرة...
ماعرفش بقى انا خاېفة و خلاص....
ضمھا الي صدره من الخلف مازحا معها مذكرها بأول يوم رأها فيه.
اللي يشوفك و انتي خاېفة كده مايشوفكيش اول يوم اتقابلنا فيه و انتي طالعة من الاوضة بشعرك الغجري الذي الشيكولاتة ده و متقمصة دور البنت الشجاعه.
ثم بدء يقلد صوتها بمرح سيبوني انا هانزلهم اما اشوف هيعملولي ايه و عملتي فيها عشر رجالة في بعض.
اضجعت ظهرها مستنده على ظهره و عيناها لمعت برونق براق...
اه يا حبيبي تصدق اني كنت في اليوم ده يأست من كل حاجة صورة ابويا و هو مرمى في وسط الشارع خلتني استسلم لأي حاجه حتى لو ھيموتوني عادي بقي ما هو اللي كان بيحميني و ېخاف عليا ماټ.
لكن اول ما خرجت انت من الأوضة و وقفت قصادي حسيت بأحساس غريب عليا اول مره في حياتي احس بيه.
لتلتفت له شاهقة بابتسامة عريضة
و لا لما نزلت على السلم و انا نازلة في ظهرك و كأني ماشية ورا مارد طول بعرض مغطيني كلي و مش باين مني اي حاجه.
مالك ساخرا منها
عشان انتي بالنسبة ليا اوزعه يا حبيبتي.
عادت لجلستها الأولى و اسندت ظهرها على صدره.
لاء مش اوزعه انا كنت حاسه ساعتها ان ربنا بعتك
ليا بدل ابويا عشان اتحامي فيك ههههههه و لا لما ضړبت الولا اشرف بالبوكس في وشه و رفعتني جنب قلبك بأيد واحدة و كأنك شقيت الطريق لحد العربيه
شهقت وازدادت لمعة عيناها....
و يا لهوي يا مالك لو كنت اقدر اوصلك احساسي ساعتها.
كنتي حاسه بأيه ساعتها يا قلبي....
و كأنها
تشعر هكذا بالطمأنينة.
كنت حاسة اني طايرة مش مركزة مع حد غيرك انت و لا شايفة من كل الناس اللي كانت مالية الشارع غيرك انت و لا سامعة غير صوت قلبك انت و بس
كنت حاسه ان الكون كله اتحول لجنينة كبيرة مالينه فرشات بتطير حولينا احنا الاتنين.
مالك ناظرا في ساعة يده و بحركة خفيفه اعدلها ليقفو سويا
سيدي يا سيدي علي الكلام الحلو دا كان حب من اول نظرة بقى.
شذي ناظرة في عينه بحب
اه تقريبا كده دا انا ماشيلتش عيني من عليك و لا ثانية. ضم حاجبية متصنعا التزمر و قرص على اذنيها توبيخا على ما فعلت.
معني كده انك اخدتي ذنوب بسببي انتي ماسمعتيش حاجه عن غض البصر ابدا.
تألمت من قرصته لكنها ضحكت على فعلته هذه كثيرا الي ان احمرت وجنتيها
هههههه بصراحة انا كنت بتعمد ابصلك عشان احفظ شكلك و ماكنتش عايزة اشيل عيني من عليك.
مالك مصرحا لها وهو يأتي لها بنقابها و يهم امامها بتبديل ملابسه
طب هاقولك على حاجه مش عارف هتفرحك و لا هتضحكك!
شذي بنظرة ضاحكة كده و لا كده هتفرحني قول بقى.
لفها بيده و قرر ربط وشاح وجهها
انا لما كنت بتخانق معاكي على لبسك و بزعق ليكي عشان تلبسي حجابك قدامي ماكنتش ببقى عارف اغض بصري عنك
وعشان كده اول حاجة عملتها بعد جوازنا لبستك النقاب عارفه ليه
شذي بحب ليه يا مالك
مالك بحنان وعين عاشقة عشان ماتبقيش سبب فتنة حد غيري انا يا روح مالك.
شذي بضحكة عاليه ههههههههه يعني كنت بتبص عليا من تحت لتحت يا نمس
لتجري للخارج سريعا قبل أن يمسك بها.
مالك مندهشا من جرائتها متعجبا مما تلفظت به انا نمس! خدي هنا انتي هاتطلعي شقاوتك دي عليا انا يا بنت انتي....
ضحكت كثيرا و سبقته للخارج لترتدي حذائها
وقف هو يشاهدها واضعا يده في جيب بنطاله ثم أشار بسبابته على نفسه
انا نمس!
قفذت من علي مقعدها
و جرت اليه بضحك و همست له.....
لاء انت حبيبي
قلب حبيبك انتي...
أخيرا ترجل بها خارج البناية لكنه قبل أن يتجه بها إلى سيارته تفاجئ بوالد صديقه و أخواته و حشد كبير من الرجال يقفون بأنتظاره.
تقدم والد صديقه نحوهم مبتسما إليهم ليبدء مالك بالحديث معه...
في ايه يا عمي مين كل الناس دي.
والد حسام موضحا له دول رجالة عائلة الجزار كلهم متجمعين النهاردة عشانك انت و مراتك يا مالك.
متجمعين عشاني انا ومراتى ازاي يعني يا عمي معلش انا مش فاهم.
تقدم حامد اخو حسام الكبير منهم و هو خريج كلية آداب لكنه فضل ممارسة مهنة الجزارة مثل ابيه
ليهتف بحرارة و امر له.
يعني الجزارين كلهم رايحين معاك النيابه يادكتور.
رايحين فين بس يا حامد انا
متابعة القراءة