حصري..طال انتظاري للكاتبة آن ميثر الجزء الثاني والأخير.
المحتويات
طلبتهم بمجرد ان وجدت باينز .
.. انت الذي وجدت باينز
.. نعم. حاولت الاتصال مرات عديدة هذا الصباح فلم يجب اتيت الى الشقة وفتحت بابها بالمفتاح الذي تركته معي صعقټ عندما وجدت باينز على تلك الحالة فقد كمية كبيرة من دمه ولكن الاطباء اعطوه كمية بديلة وقالوا انهم يتوقعون نجاته .
.. اشكر الله العلي القدير مسكين باينز! كيف دخلوا الشقة يا بول .
.. لماذا تأخرت حتى الآن لابلاغي بما حدث .
.. اوه انت تعرف! الاتصال بقسم الطوارئ في المستشفى وبمركز الشرطة وصول المسعفين ورجال الشرطة اسئلة وأجوبة وكذلك انتظار المكالمة معك! في اي حال هل تريدني ان اقوم بأي سيء آخر سأعمل بالتأكيد على اعادة الشقة الى وضعها الطبيعي. ولكن ماذا بعد ذلك .
.. لا اعرف. اعتقد ان بامكانك البقاء في الشقة ان كنت تريد ذلك .
وضحك ثم أضاف قائلا
.. لا تعتقد اني اريدك ان تتعرض للضړب او الأذية يا بول. ولكن اذا كانوا قد قلبوا الشقة رأسا على عقب فمن المنطقي حسبما اتصور انها ستكون آمنة اكثر من اي مكان آخر في لندن. هل تفهم ما أقول .
ذهل بول الذي تقع شقته قرب شقة دايمون وقال
.. من يدري اننا لا نعرف عما يبحثون. ولكن اذا كان هذا الشيء يتعلق بالشركة فانهم بالتأكيد يعرفون انك مساعدي الخاص. ومن يدري ماذا سيفعلون! .
.. حسنا حسنا. لقد اقنعتني. سأنام في شقتك واترك جهاز الانذار متصلا بمركز الشرطة ليلا ونهارا. يمكنك ان تصفني بالجبن اذا اردت ولكني لن اقدم على أي مجازفة.
ثم تنهد واضاف
.. لا تقلق كثيرا! سأراك ان شاء الله خلال أيام قليلة .
وبعد انتهاء المكالمة عاد التوتر الى أعصاب دايمون فمن يا ترى يريد اقټحام شقته والعبث بمحتوياتها على الصورة التي تمت بها العملية ولماذا لم يهتم المهاجمون مثلا بسلب شيء ن وخاصة اللوحات الفنية النادرة التي تشكل بحد ذاتها ثروة طائلة التفسير الوحيد هو ان المهاجمين كانوا ينفذون اوامر صارمة من شخص اخر فرض عليهم عدم اخذ شيء الا الذي كانوا يبحثون عنه! ولكن السؤال المحير يبقي هو ذاته عن اي شيء كانوا يفتشون
.. هل من مشكلة يا أبي .
حدق بها دايمون غير مصدق سؤالها. يا للذكاء! انها تملك حاسة قوية وغريبة توحي لها بانه متضايق ومنقبض النفس! اضطر للكذب لأنه لا يريد ازعاجها فقال
.. لماذا يا حبيبتي لا شيء على الاطلاق! لنسبح قليلا الآن لأن لدي بعض الأعمال التي يجب اتمامها.
كذلك فإن الطقس لم يكن مشجعا. فالجو حار والغيوم السوداء بدأت تنشر في الافق منذرة بحدوث عاصفة. الا ان العاصفة لم تحدث مع ان ايما تمنت العكس. فالعاصفة على الأقل توفر لها موضوعا جديدا تفكر به.
حل اليوم التالي كئيبا ومزعجا. فالغيوم السوداء التي تكاثرت في اليوم السابق تحجب ضوء الشمس بكثافة وشعرت ايما بالوحدة والانقباض. ذهبت لويزا الى ناسو بعد الفطور مباشرة لتمضية عطلتها الاسبوعية في تسوق بعض الحاجيات والاغراض. وكانت قد دعت ايما لمرافقتها الا ان ايما فضلت البقاء في الجزيرة متحججة بالطقس الرديء والصداع الذي تشعر به. ولكنها ندمت على ذلك في وقت لاحق لأن انابيل تمضي وقتها بكامله مع والدها.
الا ان دايمون أبلغ ابنته بعد الفطور بأن عليه اجراء بعض الاتصالات الهاتفية ذلك الصباح. فما كان منها الا ان ذهبت الى ايما وتوجهتا معا بعد ذلك الى الشاطئ. وخلال وجودهما هناك قرأت ايما بضع قصص قصيرة لانابيلن التي قالت لها بعد بعض الوقت
.. كفانا قراءة قصص اليوم يا ايما. حدثيني عن أيام طفولتك هل كان لك والد ووالدة اشقاء وشقيقات.
تنهدت ايما واغلقت الكتاب ثم اجابتها بهدوء وتمهل
.. نعم يا حبيبتي كان لي والدان الا انه ليس لدي الاشقيق واحد كنا اربعة فقط ولكننا كنت سعداء جدا لم تكن لدينا اموال طائلة كما هي الحال مع والدك الا ان ذلك لم يكن يؤثر علينا كثيرا كنا نتمكن من تمضية عطلة سنوية فب مصيف ساحلي وكانت تلك الرحلة الوحيدة التي كنا نقوم بها .
وسألتها انابيل التي بدا انها استوعبت جميع المعلومات بسهولة ويسر
.. هل كان بيتكم كبيرا .
.. اوه لا! كانت هناك ثلاث غرف نوم وحمام واحد بالاضافة الى غرفتين أخريين ومطبخ في الطابق الارضي .
.. فقط.
قالتها انابيل بأستغراب واضح فهي لا تعرف سوى الفيللات الضخمة والبيوت الريفية التي تشبه القصور بحجمها ومساحتها.
.. نعم يا حبيبتي وهو حجم لا تتوصل اليه معظم العائلات المتوسطة الحال. انت فتاة محظوظة جدا لأن لديك قصرا جميلا كهذا مع ما حوله من حدائق وبركة سباحة وشواطئ رائعة. وأي شيء اخر تشتهيه وترغبين في الحصول عليه .
.. انني لست محظوظة على الاطلاق. انني بالطبع احب والدي وانا متأكدة من انه يبادلني هذا الحب. ولكني مستعدة للتخلي عن كل شيء في العالم ليكون لدي بيت حقيقي فيه والدان يحبان بعضهما واخوة واخوات صغار يركضون ويلعبون .
ثم ضمت ركبتيها بذراعيها وقالت
.. اوه اني احب كثيرا وجود أعداد كبيرة من الأولاد في البيت. كما احب وجود أطفال ارعاهم وأهتم بهم عوضا عن اضطراري للاكتفاء بلعبتي باتريشيا! .
.. يحدث أحيانا ان شخصين يتزوجان ثم يشعران بعد فترة من الزمن انهما غير قادرين على العيش معا. انه ليس خطأ اي منهما كما انه ليس خطأ اي شخص اخر. انهما بكل بساطة لا يتمكنان من مواصلة العيش معا. واذا انفصلا عن بعضهما بعد ان يكونا قد رزقا اولادا فإن ذلك سيؤثر كثيرا على الأولاد وهذا فعلا أمر مؤسف للغاية! .
علقت انابيل باستغراب وتأثر واضحين وقد انهمرت الدموع من عينيها
.. ولكن يتحتم على هذين الزوجين الا يرزقا اطفالا على الاطلاق! .
.. ليس الاطفال دائما. . .
وبحثت ايما في عقلها عن الكلمات المناسبة لتصف المسألة بطريقة سهلة وغير معقدة. ترددت بعض الشيء ثم قالت بعزم وثبات
.. انابيل حاولي ان تفهمي الوضع على حقيقته. لم يكتشف والداك خطأهما الا بعد ولادتك! .
وعضت شفتها تأثرا ثم اضافت
.. يجب ان تكوني ممتنة لأن احد والديك على الأقل يحبك حتى العبادة .
اخفت انابيل وجهها بين يديها فجأة وقالت باكية بحزن وتأثر بالغين
.. اوه ايما! كنت انوي الحاق الأڈى بوالدي لقد احبني دائما ولكني كنت سأغادر البيت كنت سأتركه الى الأبد.
قطبت ايما جبينها ووضعت يدها برفق وحنان على رأس انابيل وهي تسألها بهدوء
.. تتركينه ماذا تقولين يا انابيل .
رفعت الطفلة الصغيرة وجهها المبتل بالدموع الحارة وقالت بتعلثم
.. انك
متابعة القراءة