رواية. بقلم حبيبة.كاملة

موقع أيام نيوز

وكان ابراهيم يجلس أرضا في حالة لا يرثي لها حتي وصل مراد وفرحة إلي القسم الموجودين به ودلفا إليه ليجدوا رهف وابراهيم علي حالهم هذا اتجهوا ناحيتها فاعتدلت فور رؤيتهم احتضنتها فرحة بعمق لتبكي رهف بقوة وهي في أحضانها ثم بعدت رهف عن حضنها لتلقي السلام علي مراد الذي بدا عليه القلق الشديد حيث قال وعيناه تحوطها بحب.. شدي حيلك كدة يا رهف
قالت بخفوت وصوت يتخلله البكاء.. الحمد لله يا أستاذ مراد 
سألتها فرحة.. هما ډفنوها ولا لسه
أومأت رهف رأسها بالرفض قائلة.. لسه موجودة تحت
وزادت شهقاتها وهي تقول.. كل شوية أقول هنزل أشوفها ألاقي رجلي وقفت كأني جالي شلل مفاجئ مش مستوعبة اللي حصل
رتبت فرحة علي كتفها بقوة قائلة.. بعد الشړ عليكي ياحبيبتي انتي مؤمنة ماتقوليش كده
قال مراد محاولا تغيير مجري الحوار.. أمال ملك فين
قالت رهف .. سيباها مع بابا
اعتدل ابراهيم علي خروج الطبيب من غرفة الإفاقة التي تمكث فيها فدوي وهو يقول.. مين فيكوا ابراهيم
انتبهوا جميعا إلي الطبيب وهرول ابراهيم اليه وهو يقول.. أنا يا دكتور
قال الطبيب.. والدتك فاقت وعايزاك بس حاول متجهدهاش في الكلام
دلف إليها إبراهيم فسألته فدوي عن حال سلوي في قلق أجابها بنظرات زائغة.. سلوي كويسة يا ماما الحمد لله بس هي في أوضة تانية
ولم يظل معها كثيرا حتي خرج وهو يهتف علي رهف خطت إليه فقال.. ماما عايزاكي
ابتلعت ريقها وهي تخطو بوهن إلي داخل الغرفة ويتبعها إبراهيم حتي وقفت إلي جانب جسدها الممدد علي فراش العناية قالت رهف بصوت خاڤت.. حمد لله علي سلامتك يا طنط.
أجابتها فدوي بصوت ضعيف يكاد يسمع وهي تعلم أنها بين يدي الله.. سامحيني يابنتي!
تلك كانت المرة الأولي والوحيدة التي دعتها بكلمة .. بنتي .. فدائما ما تشعر رهف بقسۏتها وغلاظتها معها رغم أنها كانت تتمني أن تعوضها عن والدتها التي فقدتها منذ الصغر ولكن هيهات فمن يحل محل الأم نبع العطاء والحنان الإلهي.
أتبعت فدوي قائلة.. أنا كنت وحشة معاكي دايما كان لازم أعاملك زي سلوي ومفرقش بينكوا انتوا الاتنين بناتي أنا شفت المۏت بعنيا وخلاص يا بنتي أخدت عظة ودرس من الدنيا أنها ولا حاجة وكلنا ممكن نروح لربنا في ثانية.
انحنت رهف إليها وجلست بجانب الفراش بكت وهي تربت علي كفها النحيل وتقول.. خلاص يا طنط عشان خاطري متتعبيش نفسك بالكلام.
قالت بضعف.. لا سبيني أقول اللي نفسي فيه ان شاء الله لما أخرج من هنا ونروح انتي وسلوي هتبقوا اخوات مش هفرق بينكم
نظرت رهف لإبراهيم وهي عاقدة حاجبيها ودموعها علي وجنتيها وعينيها تسأله أومأ لها برأسه وهو مغمض العينين فصمتت وهي تربت علي يد فدوي وقالت لها بحنان.. اهدي دلوقتي يا طنط وبلاش تتعبي نفسك ولما تقوملنا بالسلامة ان شاء الله نبقي نتكلم
خرجت رهف من الغرفة وتبعها إبراهيم استدارت رهف في مقابلته وقالت.. هي طنط معرفتش عن سلوي
قال بأسي.. لا هي فاقت هنا ولسه معرفتش حاجة.
ثم أطرق قائلا.. ولا عرفت عننا حاجة رهف احنا لازم نرجع لبعض ونبقي جمب ماما أكيد هتبقي محتجالنا أنا ماليش غيرك.
نظرت له بعين دامعة وهي تقول.. ابراهيم احنا خلاص اتحرمنا علي بعض وده مش كلامي ولا كلام حد ده كلام ربنا هو اللي بعدنا عن بعض 
قال بإنكسار غير معهود عليه.. إحنا نسأل ونشوف ممكن نعمل إيه ونرجع لبعض تاني أكيد فيه حل أنا بحبك والله ومش هضايقك تاني وأديكي شفتي ماما اتغيرت ازاي وسلوي خلاص راحت يعني مش هنقدر نستغني عنك وعن ملك.
قالت رهف بثقة ممزوجة بالدموع .. أنا آسفة يا ابراهيم مفيش حاجة ممكن ترجعني ليك تاني خلاص كل اللي بيننا انتهي وانت السبب مش أنا أنا عملت اللي عليا ورجعت لكن انت اللي ضيعت آخر فرصة لينا وبعدين ملك بنتك من حقك تشوفها كل يوم لو عايز وتاخدها لطنط كمان عشان تشوفها عمري ما أقدر أمنعها عنكم بعد اذنك يا ابراهيم.
قالت كلماتها وتركته يخبط بقبضة يده علي الحائط في حالة من الندم علي فعلته
اتجهت ناحية فرحة ومراد الذي كان يتابعها بنظره ويستشيط ڠضبا من وقفتها وحديثها مع ابراهيم ظلوا معا جميعا يتبادلوا العبرات وقراءة القرآن حتي توسطت الشمس كبد السماء وجاء موعد إجراءات الډفن وكل ذلك دون علم فدوي التي لا تزل تمكث علي فراش المړض انتهت رحلة الډفن وانتقلت روحها إلي الرفيق الأعلي وسكن جسدها مسكن أهل الديار السابقون ما أصعبها من لحظات تتساقط فيها الدموع بطريقة هيستيرية وينعصر القلب بغصة تكاد تمزق شرايينه ما أصعب المۏت وما أصدقه يميت أقرب المقربين معه وان عاشوا فبلا روح وبلا حياة مجرد بشړ عايشين ذهب كل إلي منزله بجسد منهك عدا رهف التي أصرت البقاء إلي جانب فدوي حتي قدمت وردة وتبادلتا الأدوار فرحلت رهف إلي والدها أخذت ابنتها وغادرت علي الفور الي شقتها الجديدة أدت
تم نسخ الرابط