رواية. بقلم حبيبة.كاملة

موقع أيام نيوز

فريضة العصر ثم ارتمت علي الفراش لتنغمس في سبات عميق.
مرت الأيام علي نفس الوتيرة من الملل والرتابة تشبه بعضها البعض وأصيبت فدوي بالشلل النصفي إثر معرفتها پوفاة فقيدتها.
عادت رهف إلي عملها بمكتب مراد بعد أن قدمت لملك في الروضة بالقرب من مكتبها وبدأت حياتها تأخذ مسارها الطبيعي ولكنها لا تخلو من إلحاح إبراهيم بالعودة إليه تحت أي ظرف والرفض القاطع من رهف فهذا حد الله بينهم ولكن من يفهم.
كانت الأيام جميعها لا تخلو من الإتصالات الهاتفية بين رهف وفرحة كان مراد يتعامل مع رهف وكأنه مسئول عنها وعن ملك.. 
وفي صباح يوم جديد استيقظت رهف وأيقظت ملك للإستعداد للروتين اليومي أبدلت ملابسها واتجهت نحو روضة ملك تركتها وذهبت إلي المكتب كالمعتاد ولكن بمجرد أنها دلفت انكسر الروتين اليومي بما رأته باقات كثيرة من أجمل الورود وأذكاها رائحة تملأ جميع أركان المكتب كثير من البالونات الملونة والمعبئة بغاز الهيليوم مما يجعلها تتطاير أعلي سقف المكتب وتعطي بهجة للمكان وأخيرا لافتة كبيرة علي الحائط المقابل لمكتبها مكتوب عليه عبارة.. تتجوزيني
تبلمت رهف مكانها وانتابها الخجل الشديد وأخذ قلبها بدوره يخفق سريعا حتي خرج مراد من مكتبه وهو مبتسما خطي نحوها ووقف في مواجهتها وقال .. موافقة
كانت رهف لا تزل متأثرة بالمفاجأة انتبهت اليه وهي عاقدة حاجبيها في تساؤل فكرر كلمته مرة أخري وقالها متقطعة.. م واف ق ة
ابتلعت ريقها في خجل وقد صبغت وجنتيها باللون الأحمر وظلت تزوغ بنظراتها يمنة ويسرة حتي قالت أخيرا.. والله يا أستاذ مراد مش عارفة أقولك ايه بس!
صمتت قليلا فقال وهو يومئ برأسه متسائلا.. بس ايه
قالت في خجل وارتباك شديد.. أنا خاېفة!
عقد حاجبيه قائلا.. من ايه مني
أومأت رأسها بالرفض قائلة.. لأ طبعا يمكن حضرتك الحاجة الوحيدة اللي هتبقي مطمناني لكن أنا خاېفة من المبدأ نفسه خاېفة آخد خطوة تانية أندم عليها في يوم من الأيام في الفترة الأخيرة حاسة اني بقيت بعتمد علي نفسي وكل حياتي بقت بنتي وبس معرفش اذا كنت فعلا محتاجة الخطوة دي ولا لأ.
قال مراد بركوز .. رهف انتي صغيرة وحياتك كلها مينفعش تقف علي ملك وبس ملك بكرة تكبر وتتجوز وانتي هتفضلي قاعدة لوحدك لازم يكون في حد يونسك ويسندك.
.. يمكن تكون عندك حق بس حتي لو أنا فكرت في الموضوع دهحاسة انه مش هيكون دلوقتي
.. أمال امتي
.. معرفش بس محتاجة وقت.
.. خدي وقتك احنا مع بعض وأنا مش مستعجل
ثم زم شفتيه ورفع حاجبه في حيرة ناظرا للأعلي قائلا.. المشكلة دلوقتي مين اللي هينزل البلالين دي من فوق
ضحكت رهف رغما عنها من مزاحه فقال مراد بعينين لامعتين.. نفسي أشوفك بتضحكي كدة دايما.
خفضت بصرها في خجل وهي مبتسمة فقال مراد بمرح.. في حاجة موجودة حواليكي مخدتيش بالك منها علي فكرة
التفتت رهف حوليها وعقدت حاجبيها في تساؤلفقال مراد وهو يتجه نحو أحد الباقات علي المكاتب من حولهم.. السبت ده في حاجة بتحبيها أوي 
خطت رهف نحوه لتجد الباقة محملة بمعشوقتها الشيكولاته فرحت كثيرا وابتسمت قائلة.. لأ كدة ممكن أغير رأيي 
قال مراد ممازحا.. وأنا موافق 
ابتسمت برقة ثم قال مراد بجدية مصطنعة.. يلا بقا هزرنا كتير واتكسفنا كتير نشوف شغلنا شوية بقا 
قالت رهف بنفس الجدية.. أيون حضرتك اللي سايب مكتبك يا أستاذ اتفضل علي مكتبك حضرتك 
حك رأسه بطرف اصبعه قائلا بمزح.. اه صحيح ايه الاحراج ده
ضحكت رهف ودلف مراد إلي مكتبه جلست رهف علي مكتبها وهي تنظر لما حولها من جو مبهج وجميل فزحفت ابتسامة علي ثغريها رغما عنها ولكن تلاشت تلك الإبتسامة وهي تتذكر إحدي المرات التي جاءها ابراهيم في الأيام الماضية لطلب الرجوع اليها مرة أخري قائلا.. أنا مش متخيلك ممكن تبقي لحد غيري لازم يكون فيه حل.
تنفست شهيقا عميقا وهي مغمضة العينين وتهز رأسها وكأنها تنفض تلك الشاردة من ذاكرتها وبدأت تغوص في عملها أما هو فدلف إلي مكتبه في حالة من الضيق كان يتظاهر أمامها بالمرح ولكنه كان يتمني لو وافقت وبدأ حياته معها ولكن ما زال أمله يتنفس من جديد بعدما انقطعت عنه الحياة
وفي منزل ابراهيم كان المنزل كئيبا يفقد روحه وشمسه كانت فدوي طوال الوقت تجلس علي كرسيها المتحرك في غرفة سلوي قليلا ما تتركها تمسك بمصحفها وتقرأ فيه ودموعها تسيل بغزارة علي فقدان قطعة من قلبها وعين من عينيها تبكي وتتضرع لله أن يسامحها تتمني لو يعود بها الزمن من جديد وترى ابنتها وتستمع إليها ولا تصدها في الحوار كما كانت دوما تفعل معها سبحان من أبدلها من أم قاسېة غليظة القلب  الي أم حنون أم بمعني الكلمة سبحانه له في خلقه شئون دلف اليها ابراهيم انحني علي رأسها وقبلها فرتبت هي علي كفه بحنان وقال .. وبعدين يا ماما هتفضلي قاعدة في الأوضة كدة تعالي أنزلك تغيري جو
تم نسخ الرابط