اخطائي الجزء الأخير بقلم الكاتبة شهد محمد جادالله

موقع أيام نيوز


الصغيرة التي تضم عدد قليل من الاقارب والاصدقاء
وقد صدحت أصوات الأغاني الدارجة تعلن عن بدء فقرات حفل الزفاف كما هي متعارف عليها 
وقفت تتأملهم من احد الزوايا اثناء رقصهم تلك الرقصة الهادئة حين باغتها هو
عقبالنا يا شهد
ابتسمت قائلة بخجل
إن شاء الله
طب امتى مش هترضي عني بقى
قولتلك إني موافقة بس بعد ما اطمن على حمود وميرال  

انا معاك ومستعد استناك العمر كله يا شهد 
تهربت بنظراتها منه واشټعل وجهها حرجا من جملته ولم تعرف ماذا تجيب ليزيدها هو عليها
على فكرة أنت مختلفة النهاردة
ابتسمت بهدوء وهي تطالع فستانها النبيذي المحتشم وتسألت بتوجس وهي تتأكد بأناملها من لفة حجابها
حلوة يعني!
لأ.
شهقت متفاجئة في حين اكمل هو برزانة
انت علطول حلوة يا شهد مش النهاردة بس ومش ده اللي اقصده
أمال ايه أنت بتقول فوازير يا كاظم
ابتسم بسمة هادئة على نطقها لأسمه ثم عقب بإعجاب شديد
منكرش الفستان والميكب ظهروا جمالك اكتر بس انا بحب اشوفك على طبيعتك من غير رتوش
فركت يدها متوترة وقالت بتلقائية 
والنعمة دي عيونك
حانت منه بسمة مستمتعة على تلقائيتها وهمس بعيون مسبلة 
على فكرة عيونك أنت احلى صافية وفيها دفى غريب بيخلي الواحد يرتاح بعد ما يبص فيها
مهلا هل الأرض تدور بها أم ذلك أثر حديثه فقد رفعت نظراتها كالمغيبة ثم ابتلعت رمقها من نظراته التي ارجفت اوصالها وكشفت الستار عن تلك المشاعر الكامنة التي كانت تناست تواجدها من الأساس لتتلعثم بحرج
نهار اسوح براحة عليا ربنا يخليك
تنهد وقال وهو يشمل خجلها بنظرة تعدت الاعجاب بمراحل عارمة
انا مقولتش حاجة لسه يا شهد
شهقت واستنكرت وهي تتهرب من نظراته
كل ده ولسه مقولتش لأ انا همشي من قدامك احسن واروح اشوف البنات
قالتها وهي تهرول من امامه هاربة حتى لا يغدقها اكثر بأقاويله التي تكاد تبعثرها وتفقدها اتزانها.
بينما على الجانب الأخر كانت تجلس بجواره على الطاولة تتنهد تنهيدات حالمة وهي تشاهد ميرال ومحمد يتمايلون على أنغام تلك الرقصة الهادئة ليباغتها هو
تحبي ترقصي
هزت رأسها واسندت رأسها على كتفه قائلة
لأ يا حبيبي أنت لسه تعبان ومش عايزة اتعبك كفاية جيت معايا
انا بقيت كويس على فكرة والدكتور بنفسه قالك كده ليه مش مقتنعة
ايوة مش مقتنعة يا يامن وهفضل خاېفة عليك لغاية متأكد بنفسي أنك أحسن
رفع حاجبه بمكر وتسائل
طب وهتتأكدي ازاي
تنهدت وقالت بعدم معرفة 
هاا معرفش
طيب سبيني اكدلك بطريقتي لما نروح
اجابته ببسمة ماكرة
نبقى نعمل مفاوضات ونشوف
قلب عينه وحاول استعطافها
حرام عليك والله انا لو في حاجة تعباني فهو انت
هتبقى مفاوضات سلمية يا يامن
تأهب متسائلا
بجد سلمية من غير شغب ولا احتجاج
هزت رأسها ب لا لتتسع بسمته البشوشة ويقول مشاكسا
طب حيث كده يلا بينا عايز اروح دلوقت بس الاول هوديك مكان هيعجبك
هتوديني فين
متستعجليش هتعرفي
طب خلينا شوية وطالما اعترفت انك بقيت احسن تعالى نرقص الأول
قالتها وهي تجذبه من يده لحلبة الرقص ويشاركون العروسان رقصتهم
أما عنهم فكانوا يتمايلون على أنغام تلك الأغنية الرومانسية الهادئة حين كانت هي تتشبث به وكأنه طوق نجاتها التي لن تفرط به مهما حدث مما جعله يميل على اذنها مشاكسا
هو انت ماسكة حرامي يا ميرال 
نكزته برفق بكتفه ورفعت نظراتها له قائلة ببسمة واسعة
اه حرامي سرق قلبي وعقلي وكل كياني
كل ده لأ ده الموضوع خطېر ومش لازم يتسكت عليه
لأ ما انا مسكتش واتجوزته وهحبسه في قفص الزوجية ومستحيل هطلق سراحه ابدا
قهقه هو بكامل صوته الذكوري وطوح رأسه بأستمتاع على حديثها لتهيم بضحكته كعادتها وتهدر قائلة بنبرة تعدت العشق بمراحل عارمة
يخربيت جمال ضحتك والله بحبك بحبك يا حمود
وانا بحبك اكتر يا حلو
أما عن نغم فكانت تجلس برفقة والدها تشاهدهم من موقعها ببسمة هادئة ولوهلة أتى هو برأسها وتذكرت مقابلته لابيها بأحد الايام السابقة و تذكرت ايضا تلك الدقائق المعدودة التي تحدثت معه بها فقد وعدته انها ستستخير ربها ويبدو أن تلك الراحة التي تسكن قلبها مبشرة بالخير. لتتنهد تنهيدة عميقة مطولة ثم تهمس لذاتها
اللهم اجعله سند كسند الرسول لعائشة حين إحتمت خلف ظهره خوفا من أبيها.
كانت الأجواء مبهجة للغاية والسعادة تعم على الجميع لحين انتهى الحفل وكاد يغادر بها لولآ أن فاضل اقترب منه قائلا وهو يربت على كتفه
خلي بالك منها يا محمد ميرال امانة في رقابتك ارجوك حافظ عليها
 ميرال في عيني وجوة قلبي يا فاضل بيه متقلقش عليها
ابتسم فاضل بارتياح لتقترب شهد ايضا وتقول بسعادة وبدمعات حانية 
مبروك يا ميرال ربنا يهنيكم ويسعدكم يارب
الله يبارك فيك يا شهد عقبالك
لتقترب وتهمس بأذنها
حرام عليك تاخري اكتر من كده أبيه على آخره
نكزتها شهد ببسمة عابرة من بين دمعاتها الفرحة 
بطلي عياط يا بركة ولا عايزة تنكدي عليا في يوم زي ده
لا يا اخويا ربنا يعلم أن فرحتي بيك الدنيا مش سيعاها
طب بطلي عياط بقى واديني زغروتة حلوة من بتوعك
أنصاعت له واطلقت زغرودة فرحة مجلجلة 
ربنا يخليك ليا يا
 

تم نسخ الرابط