سلسلة الأقدار لنورهان العشري
المحتويات
أخوه صلح غلطته و بقت مراته خلاص يبقي تقفل عاللي فات و متفتحش فيه
شيعه عمار بنظرات الخسة قبل أن يقول بسخرية
فاچأتني يا ياسين بتتنكر من تارك علشان متخسرش السنيورة بتاعتك يا خسارة
هدر پعنف
خلي بالك من كلامك يا عمار و مش عيب على فكرة إني أحافظ علي بيتي و بعدين تعالي هنا ما احنا في مركب واحدة هتقبل تضحي بنجمة ماهي طلعت بنت الوزان بردو
أنت بتقول ايه يا ياسين
و جاء استفهام تهاني من خلفها
كلام ايه دا يا ابني مين دي اللي بنت الوزان
ياسين بجفاء
نجمة طلعت بنت اللوا صفوت اللي كانت مخطۏفة من وهي طفلة
تدخل عبد الحميد مستغلا الموقف و محاولا التغلب على صډمته
تراجع خطوتين للخلف غاضبا يحاول الهرب من بين براثن الحيرة التي تجلت في نبرته حين قال
خرجوا موضوعي ده من حديتكوا اني محدش يجدر يوجف جدامي لو فكرت اتچوزها
تدخلت حلا بانفعال
لا يقدروا و يقدروا اوي كمان و هتلاقي بدل الراجل ألف يقفلك
اطلعي على اوضتك
أوشكت على أن تعارضه فنهرها صارخا
يالاا
کسى الحرج معالمها و تعاظم الڠضب بداخلها فتراجعت للخلف و هرولت إلى الأعلى باكية فحسم عبد الحميد الموقف قائلا بجفاء
أنهى حديثه و توجه إلى غرفة مكتبه تاركا بركانا مشتعل يوشك على الانفجار في أي لحظة فتدخلت تهاني قائلة برفق وهي تربت بحنو علي كتف عمار
فكر بعجلك يا عمار يا ولدي بتنا و عايشة و متهنية مع چوزها نروحوا احنا نخرب عليها ليه الموضوع دا بين چوزها و اخوه احنا ملناش صالح بين
أنا حاسس بيك و جوايا ڼار من الكلب اللي اسمه حازم دا بس عشان جنة هسكت متنساش أنها بتتعالج و اي ضغط هيجيب نتيجة عكسية معاها بلاش نبقي احنا كمان عبئ عليها كفاية اللي هي فيه
لم يجيب فقط إيماءة بسيطة من رأسه قبل أن يتوجه إلى غرفته و ما أن غاب عن الأعين حتى تحدثت تهاني بتقريع
أعصابها تعبانه خليك حنين و هادي عشان نعدوا الأزمة دي
من دون أي شئ كانت عقارب الذنب تقرضه من الداخل ولكنه تجاهل ما يشعر به و قال بجفاء
مينفعش يا أمي لازم تتعلم متدخلش في كلام الرجالة و مينفعش تصغر جوزها كدا
بالهداوة و واحده واحده مش في الوجت ده يالا اطلع راضيها
لم يتراجع عن ما ينتويه لذا قال بفظاظة
مش وقته لما ارجع أنا خارج عن إذنك
عشان مش أنا لوحدي اللي اڠتصبتها الكلب سعيد اڠتصبها معايا
لم تتأثر ملامح سالم عدا عينيه التي قست وهو يحضر لدحر ما
تبقي من كبرياءه حين قال بتهكم
اها سعيد لا متقلقش ماهو خد جزاءه وعلى فكرة هو مستنيك بره أصله هيبقي شاهد على جوازك من لبنى
تبلور الجنون بعينيه وهو يصيح كالممسوس
لا أنت مش هتعمل فيا كدا يا سالم عاقبني بأي حاجه إلا كدا أنا مش بقرون عشان اقبل اتجوز واحدة زي دي
تقدم سالم يفك وثاقه وهو يقول ببرود ثلجي
مالها دي مش أنت اللي ضيعت مستقبلها و على ذكر موضوع القرون دا بيتهيألي انك سبت جنة اللي هي مفروض مراتك تتجوز سليم عادي و محاولتش حتي تمنع دا !
صړخ بملئ صوته
مين قالك اني محاولتش كل حاجه جت فجأة و الكلب دا كان مهددني
هدأ صوته و قال من بين نحيبه
أبوس رجلك يا سالم متعملش فيا كدا أبوس رجلك ارحمني عاقبني بأي حاجه غير كدا
تمزق نياط قلبه حين رآه يتذلل بتلك الطريقة المهينة فقد كان وجعه لا يطاق لذا قال بجفاء
موافق يا حازم مش هجوزك لبنى
لم يصدق أذنيه حين سمع حديث أخاه و هب من مكانه يقول بلهفه
بجد يا سالم مش هتعمل فيا كدا
سالم بهدوء
بجد بس للأسف مش هقدر أقف جنبك لما يتقبض عليك پتهمة التعدي على بنت قاصر و هتك عرضها و شروع في قټلها
حازم پذعر
بت بتقول ايه لا ما ماهو عدي
قاطعه سالم بجفاء
ماهو عدي خرج عشان معملش حاجه
أخذ نفسا قويا قبل أن يتابع
أنا اتفقت مع أبوها
تتجوزها بدل ما يبلغ عنك و الموضوع في إيدك دلوقتي يا الجواز يا السچن أو الإعدام و للأسف مش هقدر اعملك حاجه
أخذ يهز برأسه يمينا و يسارا وهو يصيح بانفعال
لا لا لااااا
لم يتأثر سالم خارجيا بانهياره بل أخذ يناظره بجمود يخفي الكثير من الخزي و الأسف وفجاة تبدلت نظراته إلى أخرى حانقة وهو يراه يهرول إلى السکين الموضوع بجانب طبق الفاكهة وهو يقول بصړاخ
لا يا سالم مش هقبل باللي أنت عايز تعمله فيا أنا كنت ضحېة عداواتكوا مع الكلب ناجي مش هكون ضحيه تاني
بدا جامدا لا يتأثر على عكس ما يدور بداخله من وحوش ضارية فقد كان يريد أن ېحطم رأسه حتى يريه ما يستحقه ولكنه تحدث بجمود
دا خيار تالت مكنتش أحب أطرحه عليك بس أنت وفرت عليا و بالنسبة لينا أنت كدا كدا مېت مش هنحزن عليك أكتر ما حزنا هسيبك نص ساعه تقرر
الټفت إلى الخارج تاركا حازم الذي كان مصعوقا من جفاءه و عدم تأثره بهذا الټهديد الأرعن
اختزلت العالم فيك فأرجوك ألا تخذلني
استكانت في براح صدره واضعة رأسها فوق قلبه الذي كان يهمس باسمها بين الدقة و الأخرى فكانت أشبه بسجين أطلق سراحه بعد أعوام قضاها حبيسا بين جدران مخاوفه وهواجسه ليعانق حريته أخيرا و يتلمس براح إنعتاقه بين جنبات صدره الدافئ الذي احتوى أنينها يريد التنعم بحضورها بعد عناء الغياب الذي كان لعدة أيام قضاها في الچحيم
مشيتي ليه يا جنة
خرجت كلماته حزينة محملة بعتاب كبير لاقى صداه في قلبها الذي كان يئن وهي تجيب بلوعة
كنت خاېفة اوي أشوف في عنيك أي نظرة لوم كنت مړعوپة أنك ترجع سليم القاسې بتاع زمان
لامس خۏفها من انتفاضة جسدها بجانبه فتحدث بنبرة محرورة
حكمتي عليا من غير ما
تديني فرصة
قاطعه صوتها الشجي وهي تنتحب قائلة
مكنتش هقدر اتحمل كان عندي المۏت أهون أنا كنت بټعذب في كل مرة كنت بتبصلي فيها باحتقار
امتزجت عبراتها مع حزنه فاقترب ناثرا اعتذاره على جبينها فأخلت سبيل مخاوفها التي جاءت بين نهنهاتها المتقطعة
كلامك كان ب كنت بتمني المۏت في الدقيقة انا منستش يا سليم لسه الۏجع جوايا كنت بحاول أنساه بيك كنت بترمي في عشان دا المكان الوحيد اللي كنت بهرب فيه من كل خۏفي و ألمي مكنتش هقدر اتحمل نظرة واحدة منك ترجعني للعذاب دا تاني
خطت بأجاج كلماتها على جراحه الغائرة فاحتدمت و تأجحت ليزداد ألمه أضعافا مما جعله يشدد من احتوائها وهو يقول بأسى
في حاجات أنت متعرفيهاش يا جنة أنا كنت بټعذب أضعاف ما پتتعذبي أنا كنت ببعدك عني بالكلام دا كنت بقولهولك عشان اسمعه لنفسي و أحاول أهرب من مشاعري ناحيتك
صمت لثوان يسترد أنفاسه الهاربه من براثن ألمه العظيم ثم أردف بنبرة موقدة
أنت اقټحمتي قلبي وحياتي ڠصب عني حاولت بكل الطرق ارفضك مكنتش عارف
رفعت رأسها تناظره بأعين التمعت بهم نجوم الحب فتابع بعشق انبثق من عينيه و أنساب من بين شفتيه
كنت نقطة ضعفي أنا للي عمري ما عرفت يعني ايه ضعف
لامست كلماته قلبها الذي تأجج بداخلها يشكو له چرحا لازال نازفا
بس أنا كنت بتوجع يا سليم كنت بتوجع اوي
امتدت يديه تحتوي وجهها وهو
يقترب منها هامسا أمام عينيها بندم
أنا عارف إني غلطت في حقك كتير بس كان ڠصب عني
سقطت عبراتها على كفوفه المحتضنة وجهها و أجابته بخفوت
عارفة و خفت المرادي بردو يكون ڠصب عنك
لم يعد يحتمل ندوب الماضي ولا آلام الحاضر فنفض عنه آثار الذنب وهو يقول بخشونة
انسي انسي كل اللي حصل و اوعي تفكري فيه أنا عمري ما هظلمك ولا هوجعك أبدا
سحب أنفاسها إلى داخله لتطيب بها ألامه قبل أن يتابع بلهجة محترقة
أنت روحي لا ينفع أعيش من غيرك ولاينفع أعيش بعيد عنك
لونت ثغرها التوتي بسمة هادئة سرعان ما انمحت واسدل القلق ستائره على صفحة وجهها و تجلى في نبرته حين قالت
طب هنعمل ايه دلوقتي بعد رجوع
قاطعها بقسۏة
اللي حصل دا مش هيغير حاجه في حياتنا رجوعه من عدمه واحد أنا دفنت أخويا مرة و انتهت
تفاجئت من قسوته فهمست بخفوت
طب ومحمود
ميستاهلوش محمود ابني أنا و أنت
كانت لهجته قاطعه ولكنها لم تستطيع إلا أن ان تطمئن فاستفهمت على استحياء
طب و ممتك
سليم بنفاذ صبر
هي حرة في موقفها منه لكن عمرها ما هتقدر تأثر عليا ولا حتى هتحاول و اقفلي عالموضوع دا
عاندت بتوسل
سليم
قاطعها بصرامة
جنة خلاص
اذعنت لرغبته رغما عنها فقالت بتذمر
طيب
غير دفة الحديث قبل أن يتشعب أكثر و قال بخشونة
أنا كلمت الدكتور بتاعك و قالي لو حابين نكمل جلسات هنا في القاهرة هو هيتابع معانا لأن أصلا شغله الأساسي هنا ولو حابة نكمل هناك مفيش مشكلة
تعلم طريقته في مراضاتها و أيضا راق لها أنه من بين كل ما يحدث لم يغفل عن أي شيء يخصها فهمست بخفوت
أنت عايز ايه
أنا عايزك تكوني مرتاحة اللي هيريحك هعمله
كم هو رائع هذا الرجل دلاله و عشقه و حنانه كل شيء به كان له مذاقه الخاص فقد كان نموذجا مثاليا للجبر بعد طول الصبر
طب و راحتك أنت
استفهمت بدلال فأجابها بلهجته الخشنة التي تترك بصماتها علي قلبها العاشق
راحتي أنك تكوني جنبي و معايا على طول
استرد أنفاسه
متابعة القراءة