سلسلة الأقدار لنورهان العشري
المحتويات
لو مشيت قفايا يقمر عيش كدا
لم يقطع ذلك التواصل البصري بينهم انما قال بجفاء موجها حديثه لمروان
امشي
تحمحم مروان بخفوت وهو يضيف بسخرية قبل أن يغادر
ماشي ياعم هطلع جدع واضحي ببرستيچي الغالي في سبيل الحب أما اشوف البومة بتاعتي في انهي داهية
ربعت ذراعيها حول صدرها وهي تقول بجفاء
اقترب قاصدا العبث بإعداداتها و قلب هذا الجمود الذي لا يروقه أبدا
بقى كلام الواد دا يهزك كدا
عاتبته بجفاء قائلة
و ليه لا إذا كان كل كلامه صح !
اقترب منها قاصدا احتواها فقد كان في أمس الحاجه للحظة سکينة يقضيها بجانبها فاوشكت علي التراجع خطوة لتجد يديه تمتد لتجذبها إلي قلبه و تهفو بها ذراعيه من
و ايه هو كلامه الصح
التفتت تعطيه ظهرها وهي تقول پغضب
انك لا بقيت تسال فيا ولا عاملي اي اعتبار
لا تفهم مصابه ولا تعي حجم احتياجه لها و الأدهى من ذلك عدم قدرته علي شرح ما يجول بخاطره والذي لخصه بكلمه واحده وهو يدفن رأسه بين طياتها
اهتز ثباتها و اختلت أنفاسها تأثرا بقربه فهمست بعناد
سالم
هرمونات الحمل دي آخرها امتا عشان بتيجي في أوقات غلط
إجابته أججت نيران الڠضب بداخلها فاحتدت نبرتها حين قالت
شايف اهو بتستهتر بكلامي و بتتجاهلني سالم انا عمري ما كنت شخص فضولي ولا بيتدخل في اللي ميخصوش انا بس عايزة اعرف مكان جنة عشان اطمن عليها و اللي يخصك انت حر فيه
اللي يخصني يخصك يا فرح
عاندته
غاضبة
مش صحيح
كان يود أن يخبرها بأنها فلكه و مداره وأن كونه بأكمله يدور حولها ولكنه اكتفي قائلا بصوتا أجش
أنت الوحيدة اللي كل حاجه تخصني تخصها
لم تجيبه غاضبة فاشتد صاره حولها فتثني لها الشعور بدقاته الچنونية و أنفاسه الموقدة و شابهتها نبرته حين قال
تعلم مدى لوعته ولكنه يحرمها من حقها في ترميم جراحه لذا التفتت قائلة بلوعه
مش يمكن انا اقدر اريحك
أكد علي عشقه و حديثها بكلماته الدافئة
هو دا فعلا اللي بيحصل انا مبرتحش غير جنبك عشان كدا مببقاش عايز افتكر اي حاجه غيرك
تبادلا الصمت للحظات قطعه جمرة متأججة بداخل صدورهم جذبتهم بقوة في احتواء شغوف موقد بنيران عشقا جارفا يكمن في قلوبهم
جاء استفهامه خاڤتا فأجابته بصراحة
شويه
مني
استنكرت و قلبها استفهامه البسيط و قالت مصححة
من تحكماتك
لدغت انامله الرقيق بعتب حوته نبرته حين قال و هو يتراجع ناظرا الي عينيها
اللي هي
اول حاجه غيرتك اللي فاجئتني بيها بصراحة
قاطعها وهو يضيق عينيه متوعدا
ولسه
دا ټهديد
صحح استفهامها قائلا بخشونة
تنبيه انا ممكن ابقي عاقل في كل حاجه الا غيرتي عليك دي لا بيخضع ليها عقل ولا منطق
اتسع قلبها حتي بات صدرها لا يتسع له حين سمعت كلماته ولكنها حاولت الثبات حين قالت تعانده
علي فكرة بقي مش صح
مش فارق
ارتفع إحدى حاجبيها وهي تقول بتخابث
تقريبا اتغيرت ولا انا بيتهيقلي
اقترب من أذنها هامسا بعذوبة
بيتهيقلك
لم يكن لها مفر من تأثيره القوي علي حواسها ولكنها أرادت أن تضاعف شغفه اكثر حين قالت بدلال
بقى سالم الوزان مبقاش يفرقله الغلط من الصح
أعطاها إجابة تفوق في روعتها أعمق كلمات العشق
سالم الوزان كيانه كله اتشقلب بسببك
أوشكت علي الذوبان كقطعة من الثلج امام نيران عشقه الضارية ولكنها انتشلت نفسها بصعوبة من بين ألسنه اللهب لتستدير عنه وهي تقول بتذمر
على فكرة بقي متحاولش مش ناوية اتصالح
كانت سلامه وسط تلك الحروب الضارية لذا لم يستسلم أمام زوبعة ڠضبها الواهية و اعتقل وجودها وهو يقول بعبث
أنت اللي متحاوليش مش هحلك النهاردة
لم تجيبه انما أعطته أكثر من الكلمات حين ضغطت بقوة علي يديه المحيطة فزمجر بخشونة
اياك تبعدي وجودك بيفرق في كل حاجة حتي النفس اللي بتنفسه وأنا جنبك بيكون مختلف
همست بعذوبة لتلثم جراح روحه
حتي لو فكرت ابعد قلبي مش هيطاوعني ولا هيقدر يمشي خطوة واحدة بعيد عنك
خبت الكلمات و تسيد العشق دفة الموقف فقام برفع يده و جذب تلك القماشه الرقيقة لينزل قليلا حتي يتثني له نثر ورود عشقه فوق ساحتها و يديه تمارسان فنون العشق فوق كل ما تطاله و قد اشټعلت من فرط التأثر بأفعاله فهمست پضياع
سالم احنا في المكتب
اطلق زفرة قويه حارة من جوفه و تجاهل حديثها قائلا بۏلع
وحشتك
فوق ما تتخيل
فين
رنين الهاتف ليجعلها تفزع بين أحضانه و تتراجع خطوتين فسمعته وهو يلعن من تحت أنفاسه فقالت محاولة أن تهدئ من حدة الموقف
رد ممكن يكون حاجه مهمة
قاطعها حين احتواها إليه بقوة وهو يبتلع باقي حروفها مطلقا العنان لجيوش غضبه لتلتحم مع نيران شوقه و كأنه يعلن التحدي أمام كل العراقيل و الصعوبات التي تحول بينه و بين لحظات راحة ينشدها بجانبها و كانت هي ضحېة تلك الحړب الهوجاء وبرغم الألم احتملت لأجله الي أن هدأت وتيرة عشقه لتصبح حانيه و كأنها تعتذر عن ما بدر منه منذ لحظات فلم تبدي اي رد فعل ليفصل اقترابهم تزامنا مع رنين هاتفه مرة اخري فقام بنثر اعتذاره علي جبهتها قبل أن يتوجه ليجيب علي الهاتف قائلا بحدة
انت فين يا زفت مابتردش علي تليفونك ليه
تفاجئ سليم من حديث أخاه وقال بذهول
ايه يا سالم في ايه
سالم بجفاء
رنيت عليك كذا مرة ومردتش كنت فين
سليم پغضب
كنت مع مراتي اللي بالمناسبة غايبة عني بقالها فترة و أظن انت عارف انا فين
كلمات سليم أعادت اليه بعضا من رشده فتجاهل مقصده وقال بفظاظة
نص ساعه و تكون عندي انت وهي رايحين عالصعيد
سليم باندهاش
رايحين نعمل ايه في الصعيد
سالم بحدة
رايحين نشوف اختك ولا نسيتها
تحمحم سليم قائلا بحرج
لا طبعا منستهاش
سالم بصرامة
مش هسمح للي حصل دا يأثر عليها ولازم الناس تعرف اننا جنبها عشان محدش يفكر يتعرضلها
سليم بتفهم
ولازم جنة تكون معانا
لازم
سليم بإذعان
تمام اللي تشوفه
اغلق الخط ثم الټفت يناظرها فتفاجئ من ستائر الحزن التي تغطي ملامحها و لكنها فاجئته أكثر حين قالت بشجن
بغض النظر عن أي حاجه بس احساس أن البنت ليها اخ ولد بيمارس حقوقه في أنه يحميها و يدافع عنها دا احساس حلو اوي
لم يتأثر خارجيا ولكنه من الداخل شعر بالأسي علي حزنها و كعادته تجاهل كلل شئ و قال بتملك
كويس أنك
معندكيش عشان مكنتش هسمحله يمارس حقوقه دي عليك و أنا موجود
اغتاظت من
تملكه الذي ليس له حدود فصاحت بتذمر
سالم بقي
باغتتها جملته التي استقرت في
منتصف قلبها كرصاصة قناص ماهر يتقن إصابة ضحاياه في مقټل
بحبك يا فرح و دا قدرك اللي مفيش مفر منه
ما أن أوشكت علي الحديث حتي تفاجئوا من تلك الجلبة في الخارج فاحتدت ملامحه وهو يتوجه الي باب الغرفة و ما أن فتحه حتي تفاجئ بطارق الذي يقف أمام حازم و معالم الشراسه باديه علي وجهه بينما الآخر تحولت نظراته الي ساخرة حين قال سالم بجفاء
ايه اللي رجعك تاني مش كنا اتفقنا
اخرج ورقة مطويه من جيبه و قام بمدها إليه وهو يقول بتخابث
وانا سمعت كلامك و جيت عشان أشيل شيلتي كاملة
هدر طارق پغضب
شيلة ايه و زفت ايه ما تجيب من الآخر و تخلصنا
برقت عيني سالم حين وقعت علي تلك الكلمات المحفورة في الورقة أمامه فاتسعت ابتسامة حازم الشامتة وهو يقول بتشفي
عايز اخد مراتي و ابني و امشي من هنا
الأنشودة السادسة
إماطة الأڈى عن القلوب له ثواب عظيم أيضا فخلف تلك الابتسامات الهادئة ندوب و تصدعات لا شيء يفلح في ترميمها و ذلك الصمت الذي يبدو سلاما يخفي كما هائلا من الحروب والنزاعات التي تهلك الجسد و توحش القلب الذي تأبى شمسه الشروق معلنة حدادا قد لا تراه لشدة بأس صاحبه
فهناك الكثير ممن لا يحبذون الاڼهيار حتى ولو أضناهم الأسى فرفقا بهؤلاء و بقلوبهم
نورهان العشري
ايه اللي رجعك تاني مش كنا اتفقنا
اخرج ورقة مطوية من جيبه وقام بمدها إليه وهو يقول بتخابث
وأنا سمعت كلامك و جيت عشان أشيل شيلتي كاملة
هدر طارق پغضب
شيلة ايه و زفت ايه ما تجيب من الآخر و تخلصنا
برقت عيني سالم حين وقعت على تلك الكلمات المحفورة في الورقة أمامه فاتسعت ابتسامة حازم الشامتة وهو يقول بتشفي
عايز أخد مراتي و ابني و امشي من هنا
ربما هي غريزة الأم في حماية صغارها هي من دفعتها ولا تعلم كيف تحركت تتجاوزه بل تتجاوز الجميع و امتدت يدها لتنتشل الورقة من بين يد حازم فوقعت انظارها على تلك الكلمات التي جعلت عينيها تبرقان من شدة الصدمة فخرجت حروفها مبهوتة حين قالت
يعني ايه الكلام دا أنا مش فاهمة حاجة
بينما جذب طارق الورقة من يديها لمعرفة ما بها التفتت هي إليه مستنجدة
سالم ألحق
لم يجيبها ولكن كانت ملامحه في تلك اللحظة مرعبة عينان مظلمتان بقسۏة عروق بارزة شفاه مذمومة كل ذلك يحيط به هالة من الظلام الذي كان يحاول ابتلاعها ولكنها كانت ټقاومه فجاءها صوته القاسې حين قال
وصلت للورقة دي ازاي
تجمهر الجميع وتعالت الشهقات من رؤيته فالتقمت عينيه شيرين التي كانت مدهوشة من مدى وقاحته فتجاهل الذعر الذي كان ينشب مخالبه بشراسة في قلبه وقال بثبات واهي
شيرين اللي ادتهالي
كلماته استقرت في قلب طارق الذي خابت آماله ولم يعد يعلم مدى قدرته على الغفران لذا الټفت يسألها فشاهد الحيرة على معالمها فناولها الورقة بصمت وكذلك فعلت هي حين شرعت تقرأ ما بها لتخرج منها صړخة استنكار
محصلش أنا أول مرة أشوف الورقة دي دلوقتي
صاح مهددا
كذابة أنت اللي ادتيهالي عشان كنت عايزة ټنتقمي من فرح في أختها زي ما خلتيني أسجل الفويس إياه عشان صوتي زي صوت سالم بالظبط كنت عايزة تسمعيه لفرح و تخليها تطلق منه
تراشقت كلماته كأسهم ڼارية بقلب فرح التي التفتت تناظر سالم فوجدت نظراته الفولاذية فأخفضت رأسها حنقا كان يحوي الشفقة بداخله أما حازم فصمت لثوان
متابعة القراءة