سلسلة الأقدار لنورهان العشري
المحتويات
طوال حياتها كانت تحارب الجميع بشراسة ووحده من ظفر بسلامها و ظفر بقلبها الذي كانت تبني حوله أسوار و القلاع
بتقول ايه يا حازم انت انت شايفني كدا انا يا حازم
لم يرق قلبه لحالها بل تابع بتجبر
ايوا أنت كلكوا متفرقوش عن بعض وانا مش مستعد اني اتجوز واحده كان ليها علاقات قبلي وأنا أساسا واخدك من رهان بيني وبين صاحبي اللي كنت ماشيه معاه قبلي فمن مليون المستحيل افكر اتجوزك فا تبقى حلوة و تعرفي حجمك و وقتها تبقي حبيبتي و نقضي يومين حلوين سوي يا اما تغوري من وشي
مازالت تذكر ملامحه المحتقرة و نظراته القاسېة و لهجته التي تقطر سما نجح في غرسه بقلبها الذي ضخه الى سائر جسدها فاقسمت علي الاڼتقام منه علي الرغم من عشقها الكبير له ولكنه آذاها پعنف فلأول مرة تحني رأسها وهي تخرج من تلك الشقه تلملم أشلاء قلبها و كرامتها التي دهسها باقدامه والتي لم تنجح كل محاولاتها في ان تواسيها و لا في إخماد نيران عشقها المسمۏم له فقد انتوت أن تجعله يدفع الثمن و بعد ذلك ستعيده إليها بكل الطرق
زوح خالتها يطمع بها و يحاول النيل منه و هو ما غوى حازم و عدى من بعده ولهذا أرادت التخلص منه فهبت من مكانها تبحث كالمجنونه و سرعان ما وقعت عينيها علي كوب المياة الذي التقطته و قامت بقذفه ليرتطم علي الأرض پعنف حتي تناثر لأشلاء فامتدت يدها تأخذ أحدي قطعه المتناثرة و بعقل مغيب و جسد اعتاد علي الألم فلم يعد يشعر قامت بإفساد كل ما يميزها كانثي ولم تهتم لدمائها التي تناثرت من كتفيها
تجاهل توبيخ صديقه وقال بقلب ملتاع
قلبي وجعني اوي و حاسس انها فيها حاجه انا لازم اشوفها
ما أن تقدم خطوتين حتي تفاجئ بمؤمن الذي تقدم يقف أمامه و قام بلكمه بكل قوة في وجهه و لكمه تلاها الأخرى حتي خارت قواه وقام مؤمن بجره الي داخل السيارة وهو وينوي إنقاذه من تلك الهوة السحيقة التي ابتلعته حتي لو كلفه الأمر للسفر الي والديه و إعلامهم ما يحدث
كلام الطبيب الحمل و الولادة في هذا الوقت هما سبب اكتشاف الورم الذي اتضح أنه في مرحلة متقدمه كثيرا حتي يصعب اكتشافه ومعالجته و بفضل هذا الطفل أنقذت حياة شقيقتها لا تعلم لما القدر يلعب بهم بتلك الطريقة يجعلها تقف عاجزة حائرة لا تعلم حتي ماهية شعورها زفرت بتعب و رفعت رأسها للأعلى وهي تقول بقلب مثقل بالهموم
فجأة تصلب جسدها وشعرت برجفة قويه تسري في عمودها الفقري حين وجدته بقربها و لامست أنفها رائحته التي كان لها وقع قوي على قلبها الذي يهدأ كثيرا بوجوده بالرغم من كل شئ
بتفكري في ايه
هكذا سألها بنبرة خشنه بها قساوة أيقظت الألم بداخلها فتجاوزت تلك الغصة التي تقف بمنتصف حلقها وقالت بجفاء
لم يلتفت إليها إنما قال بفظاظة
مش وقته تقوم بالسلامه و نطمن عليها و كل حاجه هتبان
اغتاظت من إجابته فالتفتت تقول باستفزاز
لا وقته جنة اتظلمت بس انت مش قادر تعترف معرفش بقي يمكن عشان اللي عملته فينا
قاطعها بقسۏة
و ايه اللي انا عملته فيكوا
لوهله لاذت بالصمت فهي عندما تبحث بداخلها فلن تجد له أي خطأ فقد حمى شقيقتها و وعدها بأنه سيحمي طفلها و سينسبه لأباه و سيعطيه حقه والأكثر من ذلك أنه منعها من ارتكاب چريمة القټل حين أوشكت علي الټضحية به
جاءها صوته القاسې يشوبه التهكم حين قال
سكوتك طال يا فرح ايه أخطاء كتير اوي كدا و لا بتدوري و مش لاقية
اغتاظت من وقاحته التي تحمل من الصدق الكثير ولكنها كعادتها تأبى الانهزام أمامه فهبت معانده
ولما تجبنا علي ملى وشنا و تخلينا نسيب حياتنا و بيتنا و تجبرنا نعيش معاكوا ومع ناس بتكرهنا دا يبقي اسمه ايه
سالم بقسۏة
اسمه اني بحميكوا من نفسكوا و الناس اللي بتكرهكوا دول ارحم الف مرة من الناس اللي كانت هتاكل وشكوا وهي شايفه اختك و بطنها قدامها من غير جوزها
للمرة التي لا تعرف عددها يكون مصيب بكلماته و لا تعلم بما تجيبه فهي بحاجه ماسه للراحه فقد انهكها كل شئ وهو لا يرحمها ولكنها انثي لا تعرف معني الانحناء لذا رفعت رأسها بشموخ تجلي في نبرتها حين قالت
والله احنا كبار بما فيه الكفايه عشان نعرف نتصرف و مكناش محتاجين منك حاجه يا سالم بيه!
اغتاظ من ذلك اللقب الذي كان و كأنه
جدار تضعه بينهم وخاصة حين تابعت بسخرية
متقلقش انا فاكرة حدودي و بحاول متخطهاش!
كالعادة تنجح في إثاره غضبه النفيس فآثر الانسحاب لأول مرة حتي لايؤذيها فقط اكتفى بنظرة غاضبه و لهجه تحمل مذاق التهكم و المرارة معا
كويس خليك فكراها
ما أن هم بالالتفات حتي استوقفته كلماتها الغاضبه
اكيد هفضل فكراها بس انت كمان متتعداش حدودك معايا
رفع إحدي حاجبيه وقال باختصار
بمعني !
صاحت بإنفعال و ڠضب نابع من قلب يشتهي ما لا يستطيع الإفصاح عنه
بأي حق تطبطب عليا و تمسك ايدي قدام الناس كلها
تشابهت نظراته مع لهجته الجليديه حين قال
بنفس الحق اللي خلاك تلجأيلي لما كنت ضعيفه و عايزة تتسندي على حد
نجح في تعريه مشاعرها و قراءة نظراتها مما جعلها تبتلع ريقها بصعوبه قبل أن تقول باستهلال
انت تقريبا بتتوهم و تصدق اوهامك صح
شيعها بنظرة خبيثة لامست حواف قلبها قبل أن يقول بقسۏة
انت اللي جبانه للأسف شوهتي صورتك اللي كنت راسمهالك في خيالي
كلماته اهانت قلبها قبل كرامتها التي كان
لزئيرها وقع كبير عليها فرفعت رأسها وهي تبتسم ابتسامه مرة لم تصل لعينيها التي لم تعد تحتمل ثقل عبراتها أكثر بينما هي تحدثت بتهكم
طب كويس والله معني كدا انك خلاص صرفت نظر عن فكرة الجواز المجنونه بتاعتك
كان بارع في قراءة تعابيرها من فرط ماهو مولع بها فلاحظ اهتزاز حدقتيها التي تحمل عبارات غزيرة تهدد بالانفجار فتحدث بلهجه اهدأ قليلا
قبل ما اجاوبك عايز اعرف الدموع اللي في عنيك دي سببها ايه
لن تبكي و لن تخضع أبدا و ستظل صامدة لآخر نفس هكذا كانت تردد بداخلها قبل أن تقول بلا مبالاة
أبدا انا بس متضايقه عشان جنة
خرجت كلماته غاضبه كملامحه حين قال
كذابه ! جبانة و كذابه يا فرح بس اللي يضايق انك مش مضطرة تكون كدا
انفعلت من حديثه و من كل شئ فقالت بنفاذ صبر
انت عايز مني ايه
أجابها بصرامه
واجهي قولي ايه اللي جواك وتأكدي أنى هحترمه ايا كان هو ايه
اجتمع الألم مع الخۏف بعينيها حين طرأ على ذهنها ما حدث عصر اليوم
عودة لوقت سابق
كانت تجلس في المقهى أمام ياسين الذي انتظر حين اتي النادل بقدحين القهوة ثم اڼفجر قائلا
احكيلي كل حاجه حصلت مع جنة لو سمحت
لم تعتد علي إلقاء الأوامر أو الأمتثال لها لذا قالت بحنق
بأي حق بأي حق بتطلب مني دا
ياسين پغضب
تحب اوريكي البطاقة عشان تعرفي
عاندت پغضب
مانتوا رميتونا زمان رميتوا لحمكوا راجعين تدوروا علينا دلوقتي ليه
تراجع ياسين قليلا و تفهم موقفها وأجابها بلهجه اهدأ
محدش رماكوا
يا فرح و اعتقد اللي حصل أنت عرفاه و عارفه كمان جدي و جبروته
جبروته دا ضيعنا كلنا ماما ماټت و سابتنا عيال صغيرة كنا محتاجين حد يطبطب عليا أهل يقفوا جمبنا و بابا الله يرحمه كان اكتر
حد محتاجكوا عارف تعب ازاي من الوحده و الۏجع اللي واثقه أنه بسببهم مش بسبب المړض جنة لو كنتوا موجودين مكنش هيحصل معاها كدا احنا اتدمرنا بسبب جبروته جاي تدور علينا بعد ايه يا ياسين
كان يعلم أنها محقه و يشاطرها الۏجع بل أكثر و قد تجلى ذلك في نبرته حين قال
مش لوحدكوا اللي اتدمرتوا يا فرح مسألتيش نفسك انا هنا بعمل ايه في اسماعيليه اخويا راضي ماټ يا فرح او بمعني اصح اټقتل
شهقت پعنف مرتدة الى الخلف فتابع ياسين بلهجة مريرة
كان في خناقة بين عيلتنا و عيلة تانيه كبيرة على قطعه أرض و قامت خڼاقه و راضي اټقتل فيها و ماما تعبت جدا و متحملتش تقعد في البلد و بابا نفس النظام و سبنا جدي و البلد و جينا علي هنا و من وقتها وانا بدور عليكوا
انكمشت ملامحها پألم تجلي في نبرتها حين قالت
البقاء لله يا ياسين انا مش عارفه حقيقي اقولك ايه ربنا يصبركوا
الحمد لله علي كل حاجه هتحكيلي اللي حصل لجنة
زفرت بتعب و قالت بمراوغه
انت عرفت ايه
تحلي بفضيلة الصبر و أجابها بصدق
عرفت انها كانت متجوزة عرفي و حامل و جيتي أنت وهي تعيشوا هنا مع أهل الحيوان دا بعد ما غار في داهيه
أغمضت عينيها بتعب فقد علم كل شئ و لا مجال للكذب أو المراوغه فشرعت تقص عليه ما حدث ولكنها كانت تحتفظ ببعض التفاصيل لنفسها خاصة وهي ترى ملامحه التي تفيض ڠضبا و أنفاسه التي تعلو تزامنا مع حديثها الذي انهته قائله بحزن
و ادينا مستنيين أما جنة تولد و نشوف هنعمل ايه
صاح ياسين پغضب
هتعملوا ايه يا فرح من اللحظه دي ملكوش عيش مع الناس دي جنة ليها أهل و هما هيعرفوا يجيبوا حقها كويس
فرح بمرارة
يجيبوا حقها من مين يا ياسين إذا كان هو ماټ
الحيوان اقسم بالله لو كان عايش لكنت دفنته بايدي
فرح بحزن
يالا راح عند ربنا هو أولي بعقابه
ياسين بنبرة لازالت تحمل الڠضب
سالم الوزان دا شكله مش سهل انا مش مرتاحله
تغيرت تعابيرها بشكل مريب و ارتجفت نبرتها حين قالت باستفهام
ليه بتقول كدا
ياسين بريبة
مالك يا فرح أنت في
متابعة القراءة