أنا لنفسي وبك..بقلم منى أحمد حافظ..الجزء الثاني.
بدل ما أحرجكم وأسأل الناس اللي احنا رايحيين ليهم
ازدرد صالح لعابه بقلق وهو ينظر خلسة إلى والده فزفر عبد العليم وأجابه بخزي
.. أني هجولك كل اللي أنت رايد تعرفه يا ولدي بس لما نعاود بخايتك بأمان ودلوك أني معيزش حدا منيكم يتحدت بحرف واحد جصادهم ورايدكم تهملوني أني اللي اتحددت وياهم.
وافقه علي رغما عنه بعدما امتلأت نفسه بالخۏف على شقيقه وما أن وقفا أمام المنزل حتى سارع أحد الغفر وهرول إلى الداخل وبعد دقائق ظهر شيخا كبيرا بالسن وإلى جواره شابا في أواخر العقد الثاني من عمره مقطب الوجه فهم صالح بالتحرك صوبه ولكن صوت عبد العليم الصارم أوقفه بمكانه فاتى صوت الشيخ يسأل بسخط
زفر عبد العليم وأجابه بحدة وهو يرمق بهي پغضب
.. اللي جابني لحد أهنه إن ولدك هو اللي كسر إتفاجنا يا شيخ طايع وھجم على داري وخطڤ بت جبيصي وأني جايلك لجل ما تردها وتسلمها لخوها ويا دار ما دخلك شړ ولا أنت رايد البلد تولع من تاني يا طايع.
.. من أمته يا بهي يا ولدي بناخد تارنا من الحريم والبنته
رفع بهي حاجبه بتحدي وهو يولي وجهه صوب صالح وأجابه بصوت مرتفع
.. أني ماخبرش هما بيتحددتوا عن إيه يا بوي ولا هما جايين لأهنه يرمو بلاهم علينا وخلاص وبعدين ما البلد كلاتها خابرة إن عيلة الرويني محدهمش حريم يبجى جت لهم البنتة منين إيه جت لهم من البخت إياك.
.. أهدي يا ولدي وبلاش تركبنا العيبة احنا أهنة في ضيافة الشيخ طايع وولده بهي وميصوحش واصل أنك تتهجم عليه.
تغضن جبين طايع فكلمات عبد العليم وضعته بمأزق خاصة وأن بعض أهالي البلدة بدئو بالتجمع ما أن رأو عبد العليم يتجه إلى منزله فقطب جبينه وأردف
لم يكن بيدهم شيء يفعلونه غير قبول الدعوة فتبعوا خطوات طايع بينما وقف بهي يحدق بصالح بكراهية وما أن دلفوا جميعا حتى أشار بهي إلى أحد رجاله ليلبي ندائه السري وهمس قائلا
أومأ الغفير وأسرع بالابتعاد وولج بهي إلى الداخل وجلس أمام صالح وهو يبتسم ساخرا فزفر الأخير بحنق ومال نحو والده وأردف
.. شايف ولد المركوب بيبص لي أزاي يا بوي يعني أجوم أحش رجبته دلوك لجل ما نخلص منيه أني مخبرش هو لساته بيفكر فاللي فات ليه ما أني دفعت الدية اللي حكموا بيها الطاج اتنين لجل ما نجفل على السيرة وجولت لهم إن ولدهم ماټ ڠصب عني الطلجة خرجت طايشة وصابته يبجي ليه راجع يفتح فالجديم لاه وميلاجيش غير دعاء ورايد يحرج جلبي عليها دا أني أحرجه هو وكل عيلته لو مس شعره منيها.
.. اجفل خشمك يا صالح أني مريدش توجعنا فمصېبة تاني وبكفياك اللي عملته وجتها ولولا جدك عبد العليم كن زمانتهم مجطعينك جطيع فالزم مكانك وهمل جدك يتصرف كية ما جال.
حاول عبد العليم إقناع بهي بأن يعيد دعاء إليهم ولكنه لزم كلمته بأنه لا يعرفها ولا يعرف حتى ملامحها وأن من أخبرهم بذلك يريد أن يوقع بين العائلتين مرة أخرى لينصرفوا وعلامات الحزن مرتسمة فوق وجوههم بينما احتقن وجه صالح پغضب أسود وقبل أن يبتعد صاح بصوت عال
.. والله العظيم يا بهي لو يدك مست بت عمي لكون حاشش رجبتك جدام الخلج كلاتها ومهيهمنيش واصل كله إلا حريمنا يا بهي ودي مش أي حريم دي اللي هتبجى مرتي وأنت أكدة بتعاديني وأني مهسكتش على اللي أنت عملته دة وطالما رايد تولعها يبجى أتحمل اللي هيحصل من جراير اللي عملته.
نكس طايع رأسه رافضا ما فعله ابنه فأستدار بهي إليه وأردف
.. أرفع راسك يا بوي احنا رجالة منهملش تارنا واصل واللي أني عملته هو الصح وجصاد ما جتلوا خوي وجالوا ڠصب عنيهم هخليهم يعفروا روسهم فالتراب وهما شايلين عار پتهم.
رفع طايع رأسه ونظر إلى ابنه بخزي وهتف بأسف
.. لاه يا ولدي كله إلا العرض والشرف وخليك واعي إن التار اللي يتغمس بشرف البنتة يبجى مڈلة لصاحبه فأرجع
عن اللي فراسك يا بهي وهمل البت ترجع لأبوها جبل ما تحصل مصېبة تاني.
هرول علي إلى مكان والده وشقيقه داخل المشفى ولكنه تجمد بمكانه حين وصل إليه صوت نحيب والده وخفق قلبه بقوة حينها رفع عمر رأسه فرأى على دموع الحزن والإنكسار بداخلهم بينما اكتسى وجه سالم بالحزن فحث ساقيه على الحركة واقترب من والده وجثى أمامه فابتعد قبيصي عن ذراعي عمر وأردف بصوت مكلوم
.. أختك ضاعت هي كمان يا علي مش كده أختك راحت زي الغالية ما راحت وملحقتش تطمن على بنتها ياريتني ما سبت البيت ولا جبتها وجينا هنا ياريتني سمعت كلامك يا علي وفضلنا فمصر مكنتش بسمة راحت ولا دعاء.
لم يستطع علي التحكم بدموعه فتركها تنساب فوق وجنتيه قهرا على ۏفاة والدته واختفاء شقيقته.
يتبع