أنا لنفسي وبك..بقلم منى أحمد حافظ..الجزء الاخير.
المحتويات
بابا لسبب بسيط إني حاليا دكتورة وممكن التكليف بتاعي يجي فأي مكان وعليا إني أتأقلم عليه مهما كانت جهته أو ظروفه وبعدين هو حضرتك ناسي إني بروح كتير أماكن نائية علشان أساعد بأعمال الجمعية وبعدين يا بابا يكفي إن حضرتك منعت نفسك كتير عن المجي للبلد بسببي وأتحملت تتحرم من هواها علشان تفضل جانبي.
أحس بالراحة لكلماتها فحاوط كتفها بذراعه وهو يبتسم لتتسع ابتسامته فجأة وتلمع عيناه ويقول
رفعت رأسها ونظرت إليه وقالت
.. وياترى يا بابا مين صاحب الحصان الروعة دا
لم تنتبه دعاء في خضم حديثها مع والدها بأن صوت المزمار خفت لتأتيها الأجابة من خلفها بصوته الأجش يقول
.. أنا ..
التفتت لتحدق بوجهه فتلاشت ابتسامتها وتغضن جبينها وهي تبادل النظر بين والدها وبينه وقبل أن تبتعد أوقفها والدها قائلا
مرت الذكرى سريعا أمامها فأغمضت دعاء عينيها لتخفي ألمها عنه ولم تدرك بأنها تبكي إلا حين سمعت صوتها الحزين يقول
.. لو سمحت أنا معنديش أي أستعداد إني أسمعك ولا حتى أشوفك.
ياريت بعد كده حضرتك تعفيني من الموقف دا يا بابا لإني مش متقبلة وجوده ولو حقيقي الأستاذ هيبقى له شغل مع حضرتك فأنا مش هقدر أقولك متشتغلش ولا تستقر فبلدك لكن أنا كمان مقدرش أقعد فمكان البني آدم دا موجود فيه علشان كده بعد إذن حضرتك لو تسمح لي أرجع مع أخواتي.
.. معقول مش طايقة حتى تبصي فوشي وأنت بتكلميني عموما أنا أسف لتطفلي عليك وأوعدك إني مش هضايقك تاني عن إذنكم.
.. ليه يا دعاء اتصرفتي كده معقول دا تصرف الدكتورة دعاء اللي لو جالها مين بالذي وهو محتاج لمساعدتها هتساعده مكنتش متخيل إنك مش بتسامحي بسهولة يا بنتي.
غفت دعاء دون أن تدرك فوق سجادتها ليوقظها صوت آذان الفجر فأعتدلت وهي تتحسس عنقها واستندت إلى المقعد القريب منها ووقفت تتثائب وزفرت لتطرد إحساسها بالنعاس وما أن وقعت عينيها على هاتفها حتى ألتقطته وبحثت عن إشعارا برسالة منه لتغزوها خيبة الأمل فاستغفرت الله بصوت عال وما أن صدح صوت الآذان الثان حتى توجهت للوضوء وعقلها يبحث عن سبب لتوقفه المفاجيء عن مراستلها ولم تتمكن من النوم مرة أخرى فانشغلت بقراءة رسائله القديمة لتبتهج فجأة حين أتاها إشعار باستلامها رسالة منه فأسرعت وضغطت لتقرأها لتتجهم ملامحها حين طالعتها حروف قاتمة تشكل كلمات مظلمة كالليل تقول
.. تلك رسالتي الأخيرة إليك فقد أنقضت رحلتي معك ووصلت إلى نهايتها نعم تلك هي النهاية لكل ما تمنيته بأن يكون بيننا ولم يكن ولم يعد بيدي فعل أي شيء لك بعد الآن فأنت اليوم لم تعودي بحاجة لي مرة أخرى لذا سأتجرأ وأطلب عفوك لتطفلي طوال تلك الأعوام الماضية عليك دون مراعاة مني لحياتك ولكن
متابعة القراءة