أنا لنفسي وبك..بقلم منى أحمد حافظ..الجزء الاخير.

موقع أيام نيوز

قبل أن أختم كلماتي وأرحل أسمحي لي بأن أخبرك بأخر أعتراف فأنا يسكنني حبي لك والذي سيبقى بداخلي ولن يبارح صدري لمماتي فوداعا يا حبيبتي وسامحي حماقتي.
.. لا لا إنتظر إلى أين ستذهب وتتركني بمفردي أرجوك أبق معي وأعلن عن وجودك وطالب بي لعلك تفوز في النهاية ويكون لقائنا هو القدر الباقي بيننا أرجوك أبق فأنا لازلت أحتاج لك.
ودت لو تصيح بصرخاتها تعلن عما يجيش بصدرها الذي بدأ يضيق بأنفاسها بعدما صدمها بحظره لها فسارعت بفتح شرفتها تنتهل الهواء وكأنها حرمت منه هو الأخر وتعالت شهقاتها لتتوقف فجأة وعيناها تحدق بعينا بهي الذي وقف يحدق بها من خلف سور المنزل بحزن تجمدت بمكانها وعيناها ټصارع عيناه فلم تتمكن من نزعها بعيدا عنه وما أن ولاها ظهره ليخطو مبتعدا حتى صړخ عقلها يرفض تصديق تلك الفكرة المستحيلة التي لاحت كضوء مبهر غشاها ولم تع دعاء بأنها غادرت غرفتها وهبطت سريعا للأسفل وركضت للخارج وما أن وصلت إلى باب المنزل الرئيسي حتى تتوقفت وبدت وكأن قوى خفية تمنعها عن الحركة ليبدأ عقلها بالعودة إلى رشده فأستعاد سيطرته مرة أخرى وتهدلت كتفيها والتفتت لتعود وهي منكسة الرأس تشعر بالخزي لتصرفها فهي كانت على وشك اللحاق به وإلحاق الأڈى بأسرتها أنهمرت دموعها وغشت بصرها ليكفكفها عنها والدها فارتمت بين ذراعيه تنتحب وتعتذر ليربت فوق ظهرها بحنو ويسألها
.. ما روحتيش وراه ليه يا دعاء ليه متمسكتيش بيه وسبتيه يمشي
شهقت بفزع وتراجعت للخلف وهي تحدق بوالدها بأعين متسعة لتصدمها ابتسامته الهادئة واقترابه منها مرة أخرى ليحيط وجهها بكفيه ويجيب تساؤلها الصامت
.. تفتكري راجل زي بهي يعرف الأصول وبيحبك هيبعت لك رسايل من غير ما يكون واخد الأذن مني شخصيا يا دعاء.
بدت نظراتها تائهة لا تفقة كلمات والدها فعقلها لازال يبحث عن منطق يصدق به بأن أسير الشتاء هو بهي أيعقل بأن يوقف أحدهم حياته من أجل آخر دون بينة ووسط تيهها أتاها صوته الأجش يقول
.. وه فكرتيني ههملك وأرحل بعيد عنيكي كية ما جولت لك من هبابة ليه مفكراني أنجنيت لجل ما أهمل جلبي حداكي يا حبة الجلب وأبعد وهو معجول بعد ما استنظرتك العمر ده كلاته أسلم أكدة من غير ما أعافر ده حتى تبجى عيبة بحجي وأني بهي اللي بيتباهى وسط الخلج بعشجه ليكي.
اشټعل وجهها فدفنته بصدر والدها بخجل ليزيدها صوت عمها الذي صدح في المكان يقول
.. ها يا خوي أخرج أضرب عيارين لجل ما الكل يعلم إن حدانا فرح ولا لساتها راس بتك يابسة كية اللجمة الناشفة
ساد الهدوء ودهشت دعاء لأمره حتى خيل إليها بأنها تحلم فأبتعدت مسرعة عن والدها وهي تلتفت لتراه يقف على مقربة منها وإلى جواره عمها فازدردت لعابها وعادت بعينيها تسأل والدها الرأي والمشورة لتتسع ابتسامته وهو يدير رأسه ليحدق بشقيقه ويخبره بسعادة
.. أضرب عيارين وتلاتة وعشرة دا مش أي فرح يا وهدان يا خويا دا فرح الغالية بنت الغالية.
وها هي تجلس بانتظار انتهاء شيخ المسجد من عقد قرانها ولازال عقلها يبحث عن إجابة لسؤالها كيف يرهن أحدهم حياته من أجل أخر بلا أمل
لتنحي دعاء سؤالي بعيدا عنها حين ولج والدها يتبعه بهي وشقيقيها فخجلت من نظراته إليها ووقفت دعاء ويدها تتشبث بساعد مايا فجذبها والدها نحوه يضمها بحنو مقبلا رأسها فاحتضنته هي الأخرى ليختطفها عمر وعلي من ذراعي والدهم ويحتضناها وهما يصيحا بسعادة
.. وأخيرا يا دعاء لقد هرمنا ونحن ننتظر تلك اللحظة.
ليضحكوا جميعا بسعادة وهم يهنئونها فأشار والدهم ليغادروا الغرفة وتبعهم لتبقى دعاء برفقة بهي.
فظلت بمكانها تنظر أرضا وتفرك كفيها معا لترتجف حين مست أصابعه ذقنها ورفع وجهها ليحدق بعينيها بأنفاس متوترة ليزدرد لعابه ويقترب منها خطوة واحدة فكانت كفيلة بأن تلفحها أنفاسه الحارة وتثير ارتجافها وتسرع من ضربات قلبها بعدما استطاع بهي أن يأسر عينيها تماما بنظراته ويقول بصوت مشحنون بالعاطفة
.. خابرة كد إيه جعدت لحالي أدعي تكوني من نصيبي مع كل آذان وكل سجدة كت بدعي بأنك تبجي جدري اللي معيزش غيره وكني كت خابر إن ربنا مهيخزلنيش واصل فاتزرع حبك بجلبي أكتر من لاول خابرة
تم نسخ الرابط