حبيبت عبد الرحمن لسلوى فاضل الجزء الأول

موقع أيام نيوز

عبد الرحمن يتمنى من أعماق قلبه ألا يعود فحديث حبيبة أعطاه فرصة للعودة يتمنى أن يضيعها ليبتعد عنهم للأبد فينتهي قلقه وخوفه عليها 
ثلاثة أيام وثلاث ليال كاد أن يطمئن محمود لذهابه دون عودة وما يؤرقه هو حال حبيبة آثرت الصمت وتملك من اليأس فزهدت الحياة عقله يعكل ويفكر كيف ينقذها من بئر وحدتها وصمتها فهي رافضة لجميع المحاولات في خضم أفكاره وحروبه الصامته حدث لا يريده بل يبغضه عاد عبد الرحمن بحال غير الحال هادئ مرهق خسر بعض وزنه 
كل منهم في ملكوته حبيبة محاطة بصمتها وبسمة شاردة بحال زوجها واخته بصحبة أولادها بالصالة ومحمود يرهقه التفكير بحال حبيبة وما يمكن فعله من أجلها أنتبه محمود وحبيبة على صوت بسمة تخاطب عبد الرحمن جففت حبيبة دموعها وقفت أمام باب عرفتها من الداخل ثبتت مقلتيها عليه واتجه محمود خارج غرفته سلط نظره على حبيبة تنهد بثقل واتجه إليهما 
تحدثت بسمة ببسمة هادئة
أعبد الرحمن تفضل 
استأذن بهدوء
شكرا ممكن تقولي لمحمود إني عايزه
تفضل طيب 
هانتظره هنا 
تقدم محمود نحوه وتحدث بملل دون ترحيب
خير مش كنا خلاص نهينا كل حاجة 
ممكن أدخل ونتكلم جوه 
نظر محمود إلى حبيبة التي تتابع بترقب وصمت فأدخله رأفتا بها 
اتفضل 
خطا للداخل ثم خاطب محمود وعينيه باتجاه حبيبة
لو ممكن حبيبة تكون معنا احب أنها تسمع كلامنا وتعرف ردي عليها 
أخر ما يتمناه محمود أن تستمع لتبريراته ودفاعه ويفعل مرغمامن أجلها فقط 
تعالي يا حبيبة 
جلسوا في الصالون وتحدث عبد الرحمن 
عارف إن اللي حصل كبير عايز أعتذر لك يا محمود على اللي صدر مني في بيتك كان لازم أراعي حرمة البيت يمكن عذري الوحيد إني ما كنتش عايز كل اللي حصل ده يكون حياتي قبل ما أخطب حبيبة كان فيها أخطاء كتير وعارف انها كبيرة كلنا بنغلط أنا دخلت البيت ده عشان أبدأ حياة مختلفة بدون أخطاء الماضي 
اخذ شهيق عميق مسترسلا
جيت النهاردة يا حبيبة عشان أجاوب أسئلتك ايوة يا حبيبة هاحافظ عليك و أحميك حتى مني هاكون أمانك وسندك عمري ما أضرك هتكوني زهرة حياتي أسقيها حب وحنان ورعاية ده وعد يشهد عليه ربنا ثم محمود 
التف جه محمود متحدثا برجاء مغلفا بالثقة
يا ريت نفتح صفحة جديدة أولها وعدي لك ولحبيبة وتوافق أننا نتمم الفرح في معاده وتكمل الفرحة وشروطك على رأسي ملتزم بها زي ما اتفقنا 
احتار محمود ظن أنه رحل بلا عودة هو الآن بين قرارين كلاهما مر يخشى عليها رفضه وموافقته نظر إليها بتفكير بما سيجيب! وجد بعينيها رجاء لم تنطقه وأمل في موافقته لم يستطع أن يخيب رجائها رغم خوفه وتخبطه فلم يجد أمامه سوى الموافقة ظل يدعي الله أن يحفظها وأن يكن أتخذ القرار السليم 
موافق ويا ريت فعلا تنفذ وعدك لأني مش هأقبل بديل الفرح حيتم في معاده ومن بكرة حبيبة حتكمل اللي ناقصها 
ابتسمت بسعادة مفرطة سالت على وجهها دموع فرحة سعيدة وقد ظنت انها لن تزورها من جديد تحدث عبد الرحمن راجيا
طيب أخر طلب يا محمود لو ينفع أفضل مع حبيبة عشر دقائق بس وبعدين أمشي أوعدك مش أكتر من كده 
خرج دون حديث لازمه التخبط والحيرة لا يعلم هل أحسن التصرف أم لا يشعر بالخۏف على حبيبة يشعر أنه أذاها بقدر كبير 
اقترب عبد الرحمن من حبيبة ورفع وجهها بأنامله ونظر داخل مقلتيها مكفكفا دموعها
كفاية دموع يا حبيبة أفرحي عارفة كلها أربع أيام ونكون مع بعض دايما أشوفك كل يوم من غير ما استأذن أصحى على ابتسامك و أدفيكي في حضڼي 
ابتسم وتحدث مداعبا
لو أي حد تاني كلمك عني ما اعرفهوش أقول لك ما تفتحيش الباب لحد يوم الفرح 
دوت ضحكتها مسموعة له كما لو كانت تبحث عم سبب للضحك فتحدث باسما
أيوة كده من النهاردة من دلوقتي عايزك على طول بتضحكي وفرحانة أنت وحشاني قوي أكتر مما تتخيلي وأسف إني تأخرت عليك ما تزعليش مني احنا حيبقي قدامنا العمر كله نتكلم ونحكي ماشي 
أومأت له مبتسمة فوقف عبد الرحمن مستعدا للرحيل
هامشي دلوقت عشان محمود ما يتضايقش زي ما اتفقنا إفرحي تصبحي على خير 
غادر عبد الرحمن فتوجهت حبيبة إلى غرفة محمود كان جالسا في ركنه المعهود يفكر في ما حدث وموافقته لاتمام زواجه اقتربت منه وجلست جانبه نظرت اليه مبتسمة وقبلت كتفه
بابا أنا عارفة أنك قلقان صدقني عبد الرحمن كويس وهو وعدنا 
ما يهمكيش يا حبيبتي عايزك بس تكوني مبسوطة وفرحانة قولي لي يا حبيبة ليه من بداية ما تقدم عبد الرحمن رجعتي تناديني بابا
متضايق
لو متضايق أبطل 
أكيد لأ بسألك لأن له معني من اتنين يا إما حاسة بده فعلا أو أنك خاېفة وشايفة أني بتحكم فيك وده يزعلني عشان حاجتين الأولي أني خاېف عليك مش بتحكم والثانية إن الأب مش تحكم الأب حنان وسند وحماية ضهر يعني 
لا يا حبيبي رجعت أناديك بابا لأني رجعت احس نفس اللي كنت بحسه لما بتروح المدرسة معايا بدل بابا لما كنت بتوصلني كل يوم عشان تتأكد ان مافيش حد بيضايقني شوفت في عينك حنية وحب وخوف عليا وشدة شوفت بابا 
أنا قسيت عليك يا حبيبة
من غير زعل في الأول بس أنا مقدرة والله 
خفتي
أومأت مؤيدة
أيوة خفت على زعلك 
علي زعلى بس! ولا خفتي مني كمان
للحظة خۏفت وحسيت 
حسيتي بأيه أوعي تقولي اني ممكن أأذيك!
فأومأت مؤيدة بصمت فأجابها باهتمام ودفاع
بقي غلطانة يا حبيبة أنا عمري لمستك بأذي أنا رافض عبد الرحمن خاېف يعمل كده فأعمل أنا كده واستخدم الأسلوب ده أسف أني حسستك بده وتأكدي عمري ما حعمل كده 
مال عليخا مقبلا رأسها مسترسلا 
المهم دلوقتي عايزك من الصبح تكملي اي حاجة نقصاك وافرحي يا حبيبة افرحي 
شوفت أول حاجة تتفقوا عليها هو كمان قالي نفس الجملة 
ابتسم على قولها واحتضنها بحنان مقبلا رأسها 
روحي نامي بقى الأيام الجاية هتكون مجهدة وهتعملي حاجات كتير تصبحي على خير 
الحلم اتحقق الفصل السابع 
الفرحة هي الإحساس الوحيد الذي عاشته حبيبة بهذه الليلة تدعوا الله أن يتمها ويصبح حلمها حقيقة لم تهتم بحديث حسناء رغم شعورها بصدق ما قصت لكنها تصدق عبد الرحمن وتصدق إحساسها يتردد في عقلها صوت بسمة ساعات ربنا يجعلنا نقابل الشخص اللي نحبه حتى لو كان بعيد عن حياتنا العادية بتدابير القدر عشان نقابل الشخص اللي يغير في حياتنا أو نغير في حياته في النهاية حياتهم بتكون أحسن وسعيدة
ناجت الله بهمس 
يارب أجعل حياتي معه خير وأبعد عننا السوء يا رب أكيد مقابلتي معه قدر عشان نغير في حياة بعض يارب أجعله تغير للأحسن وللسعادة يا رب 
مر الوقت وتم الزفاف واجتمعا أخيرا بعد أن كل الظن ألا تلاقيا رفرف قلبهما فرحا وصلا لعشهما الدافئ هنئهم الجميع أسفل البناية ولم يصعد معهما أحد فكان طلب عبد الرحمن واقنعت بسمة محمود بشق الأنفس منعا لحدوث أزمة جديدة وكعادة محمود لم يرد إفساد سعادة أخته فوافق على غير رغبة 
صعد عبد الرحمن وحبيبة لعشهما وقف أمام بيتهما المغلق ناظرا لها بحب 
أخيرا يا حبيبة لوحدنا وثواني ويتقفل علينا باب واحد 
خجلت مبتسمة واخفضت بصرها ففتح الباب وتحدث ببشاشة عهدها 
أدخلي برجلك اليمين 
خطت للداخل وتلاها هو فانبهر بالمكان وحاز إعجابه فقد تبدل حاله رغم أنه ذات الأثاث لكن لمستها للمكان وأضافاتها له بدلت مظهرهفقد علقت بعض التابلوهات على الحائط ووضعت بعض نباتات الظل بالأركان والكثير من الوسادات الصغيرة متعددة الألوان على المقاعد والأريكة كما بدلت أماكن بعض القطع 
ما شاء الله ذوقك حلو قوي معقول المكان شكله اتغير خالص!
كلماته أسعدتها وهدأت من توتر اللحظة
بجد! أتغير للأحسن! عجبك!
سعادتها بكلماته البسيطة زادته سعادة جدا عشان كده ما حبتيش اجي وقت التجهيزات عشان يبقى مفاجأة عارفة يا حبيبة المكان كده بقي يشبهك روحه جميلة ويهدي الأعصاب 
اقترب منها ووضع كفيه على كتفها وسبح داخل مقلتيها
مش مصدق إننا مع بعض ولوحدنا في بيتنا 
اخجلتها نظراته فاحمر وجهها واخفضته
أنا كمان مش مصدقه 
لااا النهاردة أخر يوم تتكسفي وأنت معايا خلاص ما بقاش في بينا كسوف أنت مرااتي ودنيتي 
حاضر
أمسك يدها بحب نظر إليها يبثها اشتياقه ببسمة شغوفة وخطا بها نحو غرفتيهما 
لم يقل انبهاره بجمال الغرفة عن الخارج فقد بدلت حالها أيضا أبدلت أماكن بعض القطع ولم تنسى تأسيس ركن للسمر فوضعت أريكة صغيرة ومنضدة مماثلة لها بالحجم واختارت وهما بجانب الفراش 
وكذلك أسست ركنا يحوي مكتبا بحجم مناسب للغرفة ووحدة إضاءة صغيرة كما اهتمت بشرفة الغرفة وأعدت بخا مجلس صغيرا لهما يحوي منضدة صغيرة وكرسيان وزينتها بالكثير من الورود والزهور سعد بتغيراتها جميعا خصوصا بالغرفة والشرف فقد محت أي ذكري سابقة بفعلها 
أيه الجمال ده يا حبيبة! مش معقول الأوضة تغيرت خالص 
لسه البلكونة 
فتح الشرفة ألقى نظرة ثم أغلقها من جديد
المكتب عشان تذاكري عليه صح
أجابته بابتسامة
لأ مش صح ده عشانك تشتغل عليه لو معاك شغل في البيت وتكون قريب مني 
وضع يديه على كتفيها تمعن النظر بعينيها ثم ضمھا إليه معتصرها بقوة 
دايما هأكون قريب منك عمري ما أبعد أبدا يلا نغير هدومنا 
خجلت وارتبكت تحركت لتبتعد قليلا فتعثرت بفستانها وسقطت أرضا فارتطم كتفها بالفراش بقوة عاونها لتنهض 
بالراحة خلي بالك أنت كويسة أجيب لك تلج 
لا لا مش جامدة 
طيب بالراحة أنا حطلع بره غيري براحتك بس ما تتأخريش عليا 
أنتظرها بشوق وحماس حتى خرجت ترتدي اسدال الصلاة تكاد تذوب خجلا وتخفض وجهها شديد الاحمرار ووقفت أمامه صامته 
اتسعت بسمته بسعادة مفرطة فهي مختلفة بكل شيء حتى بإحساسه بها احترم خجلها وحاول اخراجها من حالتها 
كويس إنك
بالاسدال اتوضي على ما أغير عشان نصلي الأول 
انتهيا ثم جلسا يتناولان الطعام يطعمها بيده يسقيها الماء ولم ترضى بالاسدال بديلا أحبت فعله معها تختلس النظرات له فتجده مثبت ناظريه عليها مبتسما 
وبعد فترة تحدثت حامدة
الحمد لله 
خلاص كدة شبعتي 
أومأت بخجل لم يفارقها فاسترسل
تعالي نغسل ايدنا 
وقفا جانب الفراش نظر لها بسعادة شديدة مسد على وجهها بحب وهمس في أذنها بأنفاس ملتاعة 
سلامتك يا حبيبة 
مر يوم الزفاف سعيدا هادئا تعامل معها برفق ولطف 
وبفجر اليوم التالي استيقظت حبيبة قبل الأذان كما اعتادت توضأت واستعدت للصلاة ثم جلست على طرف الفراش بجانب عبد الرحمن قبلت رأسه وايقظته برفق 
عبد الرحمن صباح الخير 
فتح عينه بثقل طالعها مبتسما ضمھا إليه مقبلها 
أجمل عروسة في الدنيا صباحية مباركة بس دي بدري قوي ليه صاحية بدري كده!
عشان نصلي الفجر جماعة يلا أنا جاهزة منتظراك 
ممكن نصحي متأخر شوية دا النهاردة الصباحية 
أنا متعودة من زمان أصحى على الأذان ونصلي جماعة وإن شاء الله تكون عادتنا بردو ونعلمها لأولادنا يلا بقى بلاش كسل الوقت حيروح وممكن ننام بعد ما نصلي 
ابتسم ناهضا
تم نسخ الرابط